سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " تشكيل الشخصية المصرية.. وفقا لأفضل القواعد.. وأحسن الأساليب يحتاج إلى وقت.. وصبر.. وتفاؤل بلا حدود "

بتاريخ: 08 أغسطس 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*لا يقدر على تحمل الصعب

إلا من هم أهل له

ومصر مادامت اختارت طريق

التصحيح .. والبناء .. والانطلاق للأمام

وجب على أبنائها.. ألا يضجروا

وألا يضعفوا.. وألا يتشككوا

..و. . وألا يقولوا "اشمعنى"

*تشكيل الشخصية المصرية.. وفقا لأفضل القواعد.. وأحسن الأساليب يحتاج إلى وقت.. وصبر.. وتفاؤل بلا حدود

*المجتمع الذي يعرف أفراده..معانى

الصدق .. والوفاء.. والإخلاص.. والتفاني

لن يخيِّب الله رجاءهم أبدا

*من يتربى على الإيثار.. والمحبة المتبادلة

يستحيل أن تعرف الأنانية .. الطريق إلى قلبه

*بصراحة ..طارق شوقي أقنعنا فلا تحبطوه.. بل عاونوه .. وأيدوه

حتى وقت قريب مضى.. كنا نتمنى بيننا وبين أنفسنا أو بيننا وبين بعضنا البعض.. أن نضع أيادينا على طرف الخيط لنصل للصيغة المثلى والواقعية لتنشئة جيل جديد يتربى على القيم.. والخلق الطيب.. والعلم.. والعمل.. والقدرة على تحمل المسئولية وأيضا مواجهة التحديات بإرادة صلبة .. وعزيمة لا تهن تحت وطأة أي ظرف من الظروف..!

وها هو الحلم يتحقق أخيرا.. وتبدأ مصر فعلا .. باتخاذ الوسائل الكفيلة ببناء هذا الإنسان الجديد إيمانا منا جميعا بأنه المحور الأساسي للتقدم ..وتحقيق حياة الأمل والاستقرار والرخاء..!

***

طبعا..المهمة ليست سهلة .. لكن ما دمنا قد اتخذنا الوسائل وحددنا الغايات التي نؤمن بها.. فواجبنا على الوجه المقابل أننا أثناء مسيرتنا في الطريق.. ألا نضجر وألا نضعف وألا نتشكك.. وألا نقيم وزنا لدواعي الزيف والضلال والبهتان.. والكذب .. والخداع..!

في نفس الوقت .. لابد
أن نكون مؤمنين مسبقا بأن  الحاجة إذا ما اقتضت مد يد

 العون والمساعدة لنفر منا أو فئة بعينها حتى ولو حصل أفراد هذه الفئة على ميزة من الميزات.. ألا تجيء الفئات الأخرى.. لتقول "اشمعنى" ..!

إن هذه الكلمة التي ضمها قاموس لغتنا منذ زمن طويل طالما شكلت حجر عثرة أمام العديد من الطموحات .. بل سدت منافذ الأمل في مجالات عديدة وشتى..!

***

ولعل هذا ما عبر عنه الرئيس السيسي بالأمس خلال حديثه عن قضية التعليم موجها كلماته إلى الجماهير "إذا أردت منح كل مدرس 1000 جنيه زيادة على مرتبه.. فذلك يعني مبلغا إجماليا قدره 14 مليار جنيه.."!

وأشار الرئيس إلى أن المدرس هو الذي نأتمنه على فلذات أكبادنا وبالتالي فهو يستحق .

لكن في النهاية .. ألا  نجيء ونتساءل قائلين: "اشمعنى"..!

طبعا الرئيس يعلم طبائعنا.. ويدرك الأبعاد الحقيقية لمفاهيمنا..وسلوكياتنا وبالفعل لو افترضنا وحصل المعلمون على هذا الحافز الاستثنائي فسوف تتردد في المجتمع  النغمة إياها .. ليطالب موظفو الضرائب والشهر العقاري .. والحكم المحلي .. وغيرهم .. وغيرهم بالمعاملة بالمثل مما يؤدي إلى صرف النظر تلقائيا عن مثل تلك المبادرة  التي هي في واقع الأمر تفرق بين إنسان وإنسان .. ومجموعة أفراد وأخرى.. وذلك ناموس الحياة الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عندما قال:" هل يستوي الذين يعملون  والذين لا يعملون "!

ونحن لا نريد اتهام الفئات الأخرى بالتكاسل أو التخاذل .. لكن طبيعة العمل تختلف ..والمسئوليات أيضا ليست متشابهة أو متناظرة ..!

من هنا يا ليت .. وألف يا ليت ونحن ندخل مرحلة جديدة من حياتنا أن نخلع عن كاهلنا أردية الذاتية.. لنستبدلها بثياب الإيثار والتعاطف والمشاركة الوجدانية .

ثم..ثم.. أولا وأخيرا.. الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى مقسم الأرزاق فضلا عن أن الأمة-أي أمة- تسير وفقا  لما يسمى بمبدأ تقسيم العمل الاجتماعي الذي يحدد مهمة ووظيفة كل فرد من أفرادها وما يستحقه من جزاء مادي مقابل هذه المهمة وتلك الوظيفة .

على أي حال.. دعونا نتفاءل بشرط أن نقر ونعترف مسبقا بأن تشكيل الشخصية المصرية  ولا أقول إعادة تشكيلها إنما يحتاج إلى وقت .. وإلى صبر.. وإلى إدراك شامل وكامل وواسع بطبائع الأشياء..!

والواضح أننا سنبدأ في القيام بتلك المهمة الصعبة مع السنوات الأولى في حياة الطفل المصري.. وذلك هو بيت القصيد..!

إن عملية التنشئة هي الأساس في ترسيخ دعائم البنيان الذي إذا ما كان صالحا فلن تتعرض أجزاؤه وأركانه مستقبلا للخطر.. أو -لا قدر الله - للانهيار..!

***

لكن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

*وماذا عن الأجيال الحالية التي تضم صبية..وفتيات وشبانا وشابات.. بل ورجالا ونساء..؟!

هؤلاء يجب أن يعاهدوا أنفسهم بعد اليوم بأن يقيموا علاقاتهم من جديد على أساس الصدق والوفاء والإخلاص والتفاني والغيرية.

والله.. والله .. ليست تلك السلوكيات  صعبة.. أو عسيرة التحقيق لأنها جميعها مستمدة من تعاليم الله سبحانه وتعالى .. فهل يوجد بيننا من يجرؤ على مخالفة تلك التعاليم..؟!

 أيضا.. لماذا لا نتخذ من الماضي عظة وعبرة..؟!

لقد خاصمنا خلال حقبات زمنية إما بقصد أو بدون قصد .. معاني كثيرة .. وابتعدنا عن قيم المفترض أنها راسخة في أعماقنا.. فهل من المنطق في شيء تكرار نفس الأخطاء ..والوقوع في ذات الكمائن.. أم العكس هو الصحيح..؟

وفي جميع الأحوال فلنذكر أنفسنا بأنفسنا بأن الله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ومن تربوا على الإيثار والمحبة المتبادلة يتعذر أن تعرف الأثرة الطريق إلى قلوبهم ..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

ما ذكره د.طارق شوقي عن تطوير التعليم خلال حديثه في مؤتمر الشباب .. أقنعني شخصيا وأحسب أنه أقنع الغالبية العظمى من بني الوطن الذين طالما شكوا من المدرس والمدرسة والدروس الخصوصية وغول الثانوية العامة ..و..و..

إن الرجل يقول في ثقة:

 بأن الفكر الجديد يستهدف تنمية الملكات والمواهب وتشغيل العقل.. ومحاولة القضاء على سياسة الحفظ دون فهم!!

مرة أخرى .. نحن معه.. وأرجوكم .. أرجوكم.. ابتعدوا عن كل ما من شأنه أن يسبب له الإحباط أو التردد.. بل واجبنا معاونته .. ومساندته.. وننتظر معه النتائج التي نتوقع أن تكون إيجابية بإذن الله .

إقالة رئيس السكك الحديدية وحده لا تكفي

على الفور هرع هشام عرفات وزير النقل  ليقيل رئيس السكة الحديد بعد الحوادث المتكررة للقطارات وآخرها قطار أسوان أمس .

ونحن نرى أن هذا الإجراء لا يكفي بل لابد أن يطال الجزاء من تعود على أن يتحدث كثيرا دون أن يفعل شيئا.

والآن.. الموقف في يد المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء.