سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " الأحبال الدائبة.. يستحيل أن تتشابك "

بتاريخ: 15 أغسطس 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

الأحبال الدائبة.. يستحيل أن تتشابك

*أردوغان_ خامنئي.. حليفان .. انتهت صلاحيتهما!

*الوالي العثماني الجديد يستجدي شعبه

والمرشد الأعلى لا يصدق الثورة ضده!

*..و..و.. الدور الآن.. على الأمير الصغير الهارب من العدالة

*فارق كبير بين من يتآمر بخسة ونذالة ويدعم الإرهاب .. وبين من يخوضون حربا شجاعة شاملة ضد قوى الشر والضلال

*سقوط إرهابي كنيسة مسطرد يؤكد أن الحكاية ليست "فهلوة" .. بل علم وخبرة وإيمان ويقين

*وضبط قاتل أنبا دير أبو مقار.. أبلغ دلالة على أن الكنيسة والمسجد كلاهما حريصان على تطهير المجتمع.. من الكفرة الفجرة..!

كل يوم .. يقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليخطب في شعبه مستجديا إياه الوقوف معه في معركته ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت حتى وقت قريب من أقرب حلفائه .. إنه يطالب الناس وعيناه مغرورقتان بالدموع.. بتسليم ما يملكونه من دولارات ويوروهات وذهب للبنوك لعل وعسى أن تنجو العملة الوطنية من أزمتها .. أو من محنتها ..!

في نفس الوقت الذي يخرج فيه المرشد الأعلى في إيران على خامنئي من القمقم ليتحدث للجماهير .. تارة مهددا .. وأخرى محذرا الأمر الذي لم يتعود عليه من قبل..  ولم يشهده الإيرانيون أيضا..!

***

الغريب أنه في ظل الأوضاع المتهاوية .. يعلن أردوغان عن تحالفه مع إيران كبديل عن الولايات المتحدة الأمريكية.

من هنا.. يثور السؤال البديهي والتلقائي:

*هل يمكن للأحبال الدائبة .. أن تتشابك مع بعضها البعض ..؟!

الإجابة بالنفي طبعا.. خصوصا وأن مدة صلاحيات الفريقين أوشكت على الانتهاء..

ففي تركيا .. يتعرض النظام لحملات ضارية بسبب الأخطاء الصارخة التي يرتكبها .. نفس الحال بالنسبة لإيران التي تفاجأ لأول مرة منذ اندلاع ما أسميت بالثورة الإسلامية.. بتلك المظاهرات الغاضبة التي وصلت إلى حد المطالبة بإعدام قدس الأقداس الذي تصور هو وأعوانه ومريدوه أنه الباب العالي الذي لا يمس..!

***

خبراء السياسة يقولون إن ما يجري بين أنقرة وطهران حاليا ليس مستحدثا.. أو غريبا.. فالأنظمة الدكتاتورية الحاكمة عندما تضيق بها السبل .. وتفقد قدرتها على الاستمرار والصمود.. تحاول البحث عمن يمد لها أيادي العون.. أو يفتح أمامها منافذ الإنقاذ.. وغالبا لا تجد سوى من هم على نفس الوتيرة وعندئذ تصبح الهاوية قاب قوسين أو أدنى سواء بالنسبة لمن يستغيث ومن توهم أنه يمكن أن يكون المغيث..!!

***

وهكذا يثبت الواقع .. وتؤكد التجربة تلو الأخرى أن من اختار طريق التآمر ضد الآخرين.. وترهيب الناس وبث الذعر في قلوبهم.. وسفك دماء الأبرياء مصيره إلى زوال .. إلى زوال.. وها هما مثلان واضحان أمامنا ليأتي الدور على الأمير الصغير الذي باع وطنه وشعبه للشيطان .. فحل عليه العذاب إن آجلا أو عاجلا ..!

***

استنادا إلى كل تلك الحقائق .. فإن ثمة فارقا كبيرا بين من يدعم الإرهاب .. وينفق ببذخ وسخاء على مخططيه ومنفذيه .. وبين من يخوضون حربا شاملة ضد قوى الشر والطغيان.. حربا أبطالها رجال نذروا أنفسهم للدفاع عن وطنهم.. وشرف أبنائهم وعرض بناتهم .. فكانت النتيجة أنهم أقاموا صروح الأمن والاستقرار والأمان في شتى أرجاء البلاد.. بينما غيرهم كما نرى بعيوننا- يترنحون .. ويتهاوون .. ويهبطون إلى الدرك الأسفل من النار ولن يكون لهم أبدا ولي أو نصير..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن أمامنا دلالات عديدة تعيد  التأكيد على الحقيقة الثابتة التي تقول إن الحلال بين والحرام بين ..وإن من آمن وعمل صالحا فله كما قال الله سبحانه وتعالى .. جزاء الحسنى.. أما من ظلم فسوف يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا.

 ولعل آخر تلك الدلالات العديدة والكثيرة .. سقوط ذلك الإرهابي الذي أراد تفجير نفسه أمام كنيسة العذراء بمنطقة مسطرد.. بغية إثارة الرعب في نفوس الأخوة المسيحيين الذين يتوافدون للاحتفال بمولد السيدة العذراء .. ليس هذا فحسب .. بل قتل وإصابة من يطالهم حزامه الدامي الناسف.

 .. ثم .. ثم .. كانت إرادة الله سبحانه وتعالى .. ويقظة وعلم وخبرة قوات الأمن التي اصطادته قبل أن يرتكب جريمته الشنعاء.  وهنا لابد من وقفة:

الحكاية الآن .. لم تعد فهلوة.. أو لعبة صدفة..أو مغامرة غير محسوبة .. بل أصبحت مواجهة هذا الداء اللعين-الذي استشرى في العالم كله- بالنسبة للمصريين.. قائمة على برامج .. وخطط .. وآليات تنفيذ بالغة الحنكة والكفاءة .. فضلا عن إيمان ويقين قوات الجيش والشرطة ومعها الجموع الغفيرة من المواطنين .. بأنهم يقومون بأشرف وأنبل مهمة في التاريخ.

***

أيضا .. ضبط قاتل الأنبا أبيفانوس داخل دير أبو مقار في وادي النطرون إنما يعلي رايات الحق في كل زمان ومكان التي تشهد دون مواراة بأن كلا من المسجد والكنيسة في مصر يحرص أبلغ الحرص على تطهير المجتمع من الكفرة الفجرة..فالمساجد لم تعد الآن.. ملاذا للمتطرفين والتكفيريين كما كان الحال أيام حكم الإخوان غير المسلمين.. في نفس الوقت الذي يبذل فيه الجامع والأزهر جهدا فوق جهد.. لتصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر مبادئ الإسلام السمحة وليس العكس..!

على الجانب المقابل .. لم تر الكنيسة في حادث القتل العمد ما يمس سمعتها .. أو يهز قدرها وسط المجتمع .. بل تعاونت إلى أقصى درجة مع أجهزة التحقيق من أجل كشف الفاعل الجبان.. وقد كان..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

المجتمع الآمن.. هو الذي تشيع بين أبنائه نوازع الخير والمحبة والإيثار .. والذي ترعى قيادته الله والضمير في أفعالها وأقوالها وتصرفاتها..!

حماكِ الله يا مصر.. وصرتِ دائما وأبدا .. زخرا.. ونماء.. وازدهارا أمام الدنيا بأسرها .. فأنتِ بحق كل الدنيا..!