سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " بعد أن أكلنا.. وشربنا .. وتنزهنا.. وتزاورنا: الآن.. كفانا إجازات ... وهيا للعمل الجاد "

بتاريخ: 25 أغسطس 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

بعد أن أكلنا.. وشربنا .. وتنزهنا.. وتزاورنا:

*الآن.. كفانا إجازات ... وهيا للعمل الجاد

*لابد من زيادة الإنتاج.. لنفي باحتياجاتنا ونرفع معدلات التصدير *الـ8% نسبة نمو.. لا تتأتي أبدا .. ونحن جالسون القرفصاء

*زراعة المليون ونصف مليون فدان.. تستلزم جهد الفلاحين .. وحماس الفنيين والمهندسين

*صناعة الغزل والنسيج لابد أن تعود مزدهرة ومعها صناعات الألومونيوم .. والتعدين .. والأثاث وغيرها .. وغيرها

*التنقيب المستمر عن الثروات الطبيعية واستثمارها جيدا

 قطعا لدينا العديد من مناجم الذهب غير السكري

*السياحة ليست كلمة تقال .. بل إنها سلوك وفهم .. وعلم.. وحركة لا تهدأ في الداخل والخارج ..و..وعدم استغلال

     في مجال الخدمات:

*الشهر العقاري.. وإدارات المرور.. ومأموريات الضرائب.. كلها تنتظر هزة من الأعماق

*أيها المدرسون الأفاضل:

أرجوكم.. أرجوكم توجهوا إلى مدارسكم وعيونكم بعيدة عن الدروس الخصوصية..!

يهااالحمد لله ..أكلنا بما فيه الكفاية.. وشربنا .. قدر طاقاتنا .. وربما أكثر من طاقاتنا.. وأمضينا أسعد الأوقات جماعات وفرادى.. وسط المتنزهات .. وبين تعانق الأشجار داخل الحدائق التي هيأتها الدولة لتصبح جديرة باستقبالك أنت وأولادك وأحباءك.. وقد كان .

أيضا.. تبادلنا الزيارات في مناخ من المودة والحب والألفة .. والأمن .. والاستقرار.

يعني باختصار شديد .. أمضينا عيد أضحى سعيدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

ليست هذه شهادتي .. بل ذلك ما أثبته الواقع القائم الذي عشناه جميعا دون مزايدة..أو تزويق .. أو محاولات للزيف والخداع..!!

الآن.. وبعد هذه الإجازة الطويلة التي مارسنا فيها كل ما أردنا ممارسته..لابد أن نضع أنفسنا بأنفسنا أمام مسئوليتنا .

هذه المسئولية تنحصر بديهيا .. في العمل وزيادة الإنتاج لاسيما ونحن متفقون على أن تكون أيامنا القادمة بإذن الله أفضل وأفضل وأن ثمار الإصلاح الاقتصادي قاربت على أن تنضج وتينع..!

بداية دعونا نعترف بأن حبال المودة بيننا وبين أعمالنا على اختلافها وتنوعها ليست موصولة كما ينبغي أن يكون.

يعني الموظف يذهب إلى مكتبه .. وقد بدا متكاسلا خاملا.. وكأنه قد سهر الليل كله..وبالفعل قد يكون ذلك كذلك في ظل تعدد الشاشات التليفزيونية وكثرة البرامج واقتحام الشبكة العنكبوتية إياها لمنازلنا في تحدٍ وجرأة .

نفس الحال بالنسبة للطالب الذي يستيقظ من نومه بالكاد ليذهب إلى جامعته.. وبعد صياح وصراخ أمه حتى يفيق..!

نفس الحال بالنسبة للحرفي .. أو المهني.. أو الصانع بصفة عامة.

***

بالأمس أعلنت الحكومة على لسان وزيرة تخطيطها أن خطة التنمية المستدامة متوسطة المدى 2018-2022 تستهدف معدل نمو يصل إلى 6%..!

بالله عليكم.. هل يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا بذلنا المزيد من الجهد- كل في اختصاصه- وكدّينا وتعبنا.. وتنافسنا مع الآخرين.. ويا ليت ... يا ليت نرفض تلك الإجازات الطويلة حرصا على مصالح الوطن.. وأيضا مصالح كل فرد فينا على حدة.

ثم.. ثم.. فإن زيادة الإنتاج تنعكس أولا وأخيرا على اقتصادنا الذي نحاول بشتى السبل والوسائل دفعه إلى الأمام وتحريكه بفعالية وإيجابية.

إن زيادة الإنتاج تؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بما يعني عدم الاعتماد على الآخرين في مجالات شتى.

وتفتح الأبواب واسعة أمام عجلة التصدير التي ينبغي أن نسابق بها الزمن حتى ترتفع معدلاتنا في هذ ا الصدد أضعافا وأضعافا..!

وللعلم.. نحن لدينا مجالات عديدة متفوقون فيها .. كل ما في الأمر.. أن نتفوق أكثر .. وأكثر..

من تلك المجالات الأجهزة الكهربائية .. والفواكه والخضروات والزهور والزيوت العطرية .. والأسمدة .. والسجاد.. وبكل المقاييس وبحكم الخبرة العملية.. وبحكم ثقتنا في أنفسنا.. نستطيع بالمزيد من الجهد أن نحول تلك الصادرات إلى ينابيع من الخير الوفير .. ولقد فعلت ذلك شعوب كثيرة غيرنا.. فما بالنا نحن.. أصحاب الريادة والذين وهبنا الله الإمكانيات والميزات .

***

أيضا .. زراعة المليون ونصف مليون فدان التي اعتبرها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمثابة المرحلة الأولى لاستصلاح 4 ملايين فدان بهدف إنشاء ريف مصري جديد ..

نعم الرئيس قادر على بلوغ الهدف المنشود.. ولكن هذا لا يمنع من تكاتف سواعد أكبر عدد من المزارعين.. ومعهم الخبراء الفنيون والمهندسون حتى نثبت جميعا أننا أصحاب مصلحة واحدة.. وبالفعل نحن كذلك .

***

أما فيما يتعلق بالصناعة.. فالأمل يحدونا بأن تعود صناعة الغزل والنسيج إلى سابق عهدها من الازدهار والتألق.. مع الأخذ في الاعتبار أن لدينا أكفأ العناصر وأمهرهم .. لكن للأسف منهم من فتر حماسه .. ومنهم من أحيل للمعاش المبكر.. ومنهم من عانى من اضطهاد وجبروت أصحاب رأس المال.

لكن ما دامت الحقائق ماثلة أمام عيوننا فدعونا في ظل هذه الدعوة الجديدة التي تأتي بعد إجازة عيد الأضحى - كما أشرت- أن ننظر للأمور بشكل جدي..وقد غمرتنا أحاسيس التفاؤل والأمل وليس العكس..!

نفس الحال بالنسبة لصناعات الألومونيوم والتعدين والأثاث .. وغيرها .. وغيرها..!

الأهم .. والأهم ضرورة أن نضع في اعتباراتنا أن باطن أرضنا زاخر بالثروات الطبيعية .. وإذا كنا نجحنا في اكتشاف منجم السكري وأخذنا في استخراج الذهب منه .. فتأكدوا أن الـ120 منجما الأخرى تحتوي على ما يماثله وربما أكثر..بشرط ..توفر النوايا الخالصة للعمل الجاد..وإسناد مهمة التنقيب والبحث إلى من يتمتعون بالأمانة والصدق..  ولا يعرفون طرائق الانحراف ودروبه الخبيثة..!

***

ونأتي للسياحة..!

السياحة .. يا سادة .. ليست كلمة تقال.. وليست الفرجة على هرم خوفو.. أو معابد الأقصر.. أو.. أو ..!

بل إنها صناعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. هذه الصناعة تحتاج إلى عقول واعية واسعة الإدراك.. وإلى مبادرات تنطلق لا تتوقف أبدا بمرور الأيام..!

مرة أخرى دعونا نقول إن الحكومة مهمتها بالنسبة لتلك الصناعة.. عقد الاتفاقات وفتح الأسواق الخارجية وتطوير الخدمة بالمطارات .. وشركات الطيران.. وتوفير أكبر عدد من الغرف في الفنادق بشتى درجاتها من أول الخمس نجوم حتى النجمة الواحدة..!

أما ما بعد ذلك .. فيقع على عاتق الجماهير.. التي ينبغي أن تدرب أبناءها على العمل السياحي .. وعلى تعلم اللغات.. وعلى حسن التعامل مع الأجانب.. و..وعدم استغلال الضيف القادم إلينا من الخارج بحيث يعود إلى بلده .. ولديه الرغبة في تكرار الزيارة .. وليس العكس..!

***

و..و..ونجيء للخدمات التي يفترض أنها تقدم للناس بسهولة ويسر .

نعم..الحكومة تحاول قدر جهدها تحسين تلك الخدمات.. لكن ما يجري للأسف في مكاتب الشهر العقاري في مختلف أرجاء البلاد يندى له الجبين.. زحام .. وسوء معاملة .. وعبارة" فوت علينا بكرة" لا تتوقف أبدا.. على ألسنة الموظفين .

أيضا مكاتب المرور تعاني من الازدحام الشديد ومعها مأموريات الضرائب ولعل ذلك ما لمسناه مؤخرا في تحصيل الضريبة العقارية قبل المهلة المكررة أو التي كانت مقررة..!

***

أخيرا .. كلمة أوجهها للمدرسين الأفاضل :

أيها المربون الأعزاء .. أرجوكم..أرجوكم اذهبوا إلى مدارسكم .. وقد صرفتم عيونكم عن الدروس الخصوصية.

الآن.. تجري خطوات تطوير التعليم ونحن نطلب منكم المساندة والتأييد .. لأن العائد في النهاية لكم.. ولأبنائكم.. الذين هم بطبيعة الحال أبناؤنا..

و..و..وشكرا

    مواجهات

 *آهٍ.. وألف آه .. لو تنفسنا حبا ولا شيء غيره.

صدقوني .. عندئذ .. لن يكون هناك في قلب أي منا أي مكان للكره..!

جربوا .. لعل وعسى..!

***

*هناك حكمة تقول إن من زرع خيرا .. حصد خيرا .. لذا .. لا تفكر أبدا وأنت تعمل المعروف ما إذا كان سيذهب إلى من هو أهل له أم لا.

 المهم.. سيأتي الوقت الذي يتتبعك فيه أريج هذا الخير أينما رحت وأينما جئت.

***

*يا الله .. يا الله..

قل لذنبي لا تكن فإنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون..!

***

حينما يظهر الزعيم الداعشي الشهير أبو بكر البغدادي منذ أيام ليتحدث عبر شاشات التواصل الاجتماعي لمدة 45 دقيقة .. هل يجرؤ بعد ذلك كلٌ من الأمريكان والروس والعراقيون والسوريون على أن يزعموا أنهم قضوا على التنظيم الإرهابي اللعين..؟!

***

العبرة ليست بمكان تواجدنا الآن .. لكنها بالاتجاه الذي نبحر إليه.. فنحن أحيانا نبحر مع التيار.. وأخرى ضده.. المهم.. ألا نترك الريح تلعب بنا.

"الفيلسوف الطبيب الأمريكي

أوليفر وندل هولمز"

***

*مسك الختام في هذه الأبيات من نظم الشاعر العربي زهير بن محمد المهلبي:

دع الوشاة وما قالوا وما فعلوا

أبيني وبينكم .. ما سينفصل

لكم سرائر في قلبي مخبأة

لا الكتب تنفعني فيها ولا الرسل

رسائل الشوق عندي لو بعثت بها إليكم

لم تسعها الطرق والسبل

يزداد شعري حسا حين أذكركم

إن المليحة فيها يحسن الغزل

يا غائبين وفي قلبي أشاهدهم

وكلما انفصلوا عن خاطري اتصلوا

***

3 عمود في برواز أو عمودين

    المستخلصون الجمركيون..

منهم البريء.. وأيضا غير البريء

زارني في مكتبي د.ممدوح الرفاعي رئيس الاتحاد العربي للمخلصين الجمركيين عاتبا عليّ ما سبق أن نشرته حول دور بعضهم في واقعة ضبط رئيس مصلحة الجمارك الأخيرة في قضية الرشوة المعروفة .

البداية أراد الرفاعي نفي أن يكون لأي منهم أي دور :

لكني رددت:

Xوماذا عن هذا الأخير الذي ألقي القبض عليه مؤخرا منذ أيام..؟

عاد ليستطرد :

نعم.. هناك أسوياء.. وهناك منحرفون..مثل أي مهنة في العالم.. كل ما في الأمر أن التعميم يضر أكثر مما يفيد..!

وأنا بدوري أتفق معه.. التعميم ليس مقصودا.. بل المقصود تنقية هذا الفصيل من الشوائب المزمنة التي علقت بسمعته عبر عقود وعقود.

وفي جميع الأحوال .. أرجو من د. الرفاعي النجاح في مهمته لاسيما وأنه يأمل خيرا في جيل من المستخلصين الجمركيين الذين يسايرون العصر.. ويخلعون تلابيب الماضي..!