سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "بعد أن داست الأقدام الكعكة الحقيقية..تسابق .. من تسابق على اقتسام كِسرَة الخبز الصغيرة!! "

بتاريخ: 26 أغسطس 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*بعد أن داست الأقدام الكعكة الحقيقية..

تسابق .. من تسابق على اقتسام كِسرَة الخبز الصغيرة!!

*روسيا تصيغ مع إيران وتركيا.. الدستور السوري الجديد.. هل هذا معقول..؟!

*وعندما تصدر محكمة سورية حكما ضد طبيب حلبي بالسجن بتهمة إهانة الوالي التركي أردوغان

ألا يصبح على الدنيا ..السلام؟؟

*خسارة.. وألف خسارة

 على تمزق الجيش السوري..

وعلى تفكك أوصال الوطن..؟!

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بادر المنتصرون على الفور..بتوزيع الغنائم..كلٌ يحصل على نصيبه من أراضي الغير حتى أولئك الذين لم يكن لديهم صلة بالمعارك من قريب أو من بعيد..!

وفي سجلات التاريخ يوجد ما يعرف سياسيا بالزحف إلى إفريقيا وآسيا .. حيث اتجهت كلٌ من إنجلترا وفرنسا وهولندا وإسبانيا والبرتغال بأبصارها إلى سواحل إفريقيا والشرق الأوسط والهند وشرق آسيا ..!

وقد تمكنت تلك القوى الأجنبية بالفعل من اقتناص 23 مليون كيلو متر مربع فيما وراء البحار بغير حق ودونما أي عدل .

وطبعا .. تم استنزاف موارد "المحتلين" من ثروات طبيعية وبشرية .. حتى تغيرت الأحوال وأخذت شمس الاستعمار في الغروب .. لكن بعد أن خلف وراءه آثارا سلبية هائلة ..!

يعني كان هناك من وجهة نظر الاستعماريين ما يستحق تجييش الجيوش بشأنه وبذل المحاولات المستميتة من أجل البقاء فوق أرض غير الأرض للفوز بأنواع شتى من الكعك اللذيذ الذي كان "بكرا" .. لم يمسه أحد من قبل..!

***

من هنا يبدو غريبا أن تتسابق قوى عديدة أخرى على اقتسام كِسرة خبز صغيرة بعد أن داست الأقدام الكعكة الحقيقية..!

أقصد بذلك ما يجري في سوريا الحبيبة .. والتي أصبحت نهبا لأطماع الفرقاء الذين لا يتورع أي منهم عن خلع أرديته الحقيقية

للحصول.. على أقل القليل من الطبق المنهوب..!

من كان يتصور.. أن توافق روسيا على رغبة أمريكا في إقصاء إيران عن الساحة السورية التي باتت أشلاء ممزقة..؟!

ثم..ثم.. تأتي روسيا ذاتها لتعلن أنها ستتولى حل الأزمة بالتعاون مع الإيرانيين.. والأتراك..!!

الأدهى.. والأمر.. أن يجتمع هذا الفريق الثلاثي من أجل صياغة دستور جديد لسوريا..!

عندئذ.. ألا يصبح على الدنيا السلام..؟؟

هل تلك هي سوريا.. وطن النضال .. والكفاح والثورية.. أو التي كانوا يسمونها ثورية..؟!

لقد تشتت الجمع.. وتحول ملايين اللاجئين من أبنائها إلى "ولائم" على أطباق اللئام.. فمنهم من يتاجر بعودتهم إلى ديارهم .. ومنهم من يرفض.. ومنهم من يرى الإبقاء عليهم ضعفاء .. مستكينين..لا حول لهم ولا قوة.. في بلدان لم تعرف الرحمة الطريق إلى صانعي القرارات بها ..!

***

ولنأخذ على سبيل المثال تركيا التي كم تمنت على مدى عقود وعقود فرض سيطرتها على سوريا..!

وعندما جاءت اللحظة الحاسمة ركزت جُل همها على طمس الهوية العربية.. فأنشأت مدارس لتعليم اللغة التركية في المناطق التي تسيطر عليها .. بل فرضت على الجيران الأعداء.. أو من كانوا جيرانا .. أن يقسموا يمين الولاء كل يوم.. للوالي العثماني الجديد المسمى برجب طيب أردوغان ..!

ولعل في واقعة طبيب ريف حلب أسوأ.. وأردأ مثل فقد أصدرت-للأسف- محكمة هناك حكما بالسجن على هذا الطبيب بتهمة العيب في ذات الدكتاتور التركي..!

***

على الجانب المقابل .. فقد رأى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أن يدع المتحالفين "الألداء" .. أن يلعبوا كما يحلو لهم وبالتالي عندما أعلن أنه سيفرض حظرا جويا وبريا على شمال سوريا.. لم يعترض أحد !!

كل ما هنالك تصريحات حذرة من روسيا ما أنزل الله بها من سلطان أعقبها رد من ترامب بالتهديد بتوسيع دائرة العقوبات ضدها..!

***

المهم أن هؤلاء جميعا.. يزعمون أن هدفهم .. محاربة الإرهاب..!!

وإذا افترضنا أن ذلك كذلك .. فماذا يقولون الآن..والدواعش مازالوا يصولون ويجولون في مناطق شتى..؟!

وما تبريراتهم .. والبنات والنساء يؤخذن سبايا "عيني عينك" ولا أحد يتحرك..!

ثم.. ثم.. وهذا هو الأهم .. لو أن الجيش السوري حافظ على تماسك ضباطه وجنوده وقاوم منذ البداية كل من أراد النيل منه.. هل كان يمكن أن يحدث ما حدث..؟!

لكم الله أيها السوريون.. شعبا.. وجيشا.. وقيادة أيضا..!