تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*قضايا بلا قضايا .. سلوك مذموم .. ومكشوف أيضا..!
* لا وزارة المالية طلبت الكشف عن الحسابات ولا القانون يسمح .. وليس منطقيا أن تكون البنوك آخر من يعلم..؟!
* منذ متي ووكالة رويترز صادقة .. أو غير مغرضة..؟!
* الإخوان ليسوا وحدهم .. بل يشاركهم آخرون سواء بقصد .. أو دون قصد
* أيها الإرهابيون الأغبياء .. صعيد اليوم ليس صعيد زمان لن تجدوا بين جباله ودروبه .. الملاذ الآمن
* وها هي الضربة الأمنية الشجاعة التي قصمت ظهوركم
* تحية لمحافظ البحر الأحمر علي حسن تعامله مع واقعة وفاة السائحين البريطانيين
* هجوم رئيس وزراء إثيوبيا علي سد النهضة .. مسألة داخلية بحتة
* هل تنتصر محكمة العدل الدولية لإيران ضد أمريكا؟.. الجواب معروف مسبقا
* لبنان دون حكومة منذ نحو عام ورئيس الوزراء في انتظار قرار المحكمة الدولية بشأن اغتيال والده
* فرنسا تهدد الأسد .. وتؤكد مساندتها للشعب السوري في اختيار قياداته
* أين أنت أيها العالم .. من اغتصاب المسلمين في بورما..؟ !
بين كل آونة وأخري.. تطفو علي سطح حياتنا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.. حكاية .. أو حكايات ما أنزل الله بها من سلطان .. والغريب أنها تنتشر انتشار النار في الهشيم.. فالكل يستمع.. والكل يخمّن.. والكل يدعي علمه ببواطن الأمور.. لتتحول الفرية.. أو الكذبة إلي قضية وهي أبدا ليست بقضية .. بل إنها في النهاية تعكس سلوكا مذموما سرعان ما يتم اكتشاف حقيقة خفاياه.. وأسراره الساذجة..!
أقول ذلك بمناسبة تلك الضجة التي أثيرت مؤخرا بفعل مواقع التواصل الاجتماعي- لا سامحها الله- والتي شاركتها أيضا الصحف بشتي ألوانها وهوياتها بشأن الكشف عن حسابات البنوك لصالح مصلحة الضرائب..!
ثم.. ثم.. أخذت الألسنة تتناقل القضية المفبركة علي مدي أيام وأيام.. ليثبت في النهاية .. أن القصد مشبوه بل وسييء بكل ما تحمله الكلمة من معني ..!
تبين أن وزير المالية تحدث مع مندوب وكالة رويترز الذي نقل تصريحاته بصورة مغلوطة وغير دقيقة..!
هذه أول ثغرة.. فمنذ متي ووكالة رويترز محايدة فيما تذيعه من أخبار وبيانات وتحليلات عن مصر..؟!
لقد وقعت هذه الوكالة في سقطات عديدة من قبل وبالتالي كان ينبغي علي هؤلاء " الناقلين" عنها أن يتريثوا.. وأن يعملوا العقل قبل التورط في النشر بهذا التوسع الغريب والمريب..!
أيضا.. من يجرؤ في هذا البلد علي مخالفة القانون -أي قانون-..؟!
طبعا.. لا أحد..!
من هنا.. فكان من الواجب تحكيم المنطق نظرا لأن قانون البنك المركزي يمنع الكشف عن الحسابات لأي كائن من كان .. اللهم إلا في حالة وجود حكم قضائي.. أو بإقرار رسمي من العميل بالموافقة علي ذلك..!
ليس هذا فحسب.. بل هل من المعقول.. أن تصبح البنوك آخر من يعلم إزاء مثل تلك القضية الجوهرية والحساسة؟؟
كيف.. وكيف..؟؟
وبالفعل اعترت الدهشة المسئولين عن كافة البنوك العاملة عندما سمعوا للروايات العديدة والمتناقضة دون أن يعرفوا من أين جاءت.. ومن الذي أصدر القرار المزعوم..؟
نعم.. الفتنة قد تم وأدها .. لكن "بعد إيه¢ ..؟!
ألا ندرك جميعا .. أن مثل تلك المزاعم والادعاءات من شأنها الإضرار باقتصاد الوطن إضرارا بالغا لأنها علي أقل تقدير تثير قلق المستثمرين مع الأخذ في الاعتبار أن رأس المال -لا أقول جبانا- ولكنه يخشي أي هزات من أي شكل أو نوع ..!
وألم يكن واردا أن يهرع ملايين المودعين إلي البنوك لسحب مدخراتهم أو دفاتر توفيرهم.. أو ودائعهم.. مما يؤدي لا قدر الله إلي ربكة ما بعدها ربكة دونما أدني سبب وبغير أي مبرر..؟!
***
ودعونا نتصارح أكثر وأكثر.. ونعترف بأن عصابة الإخوان ليست وحدها التي تروج لمثل تلك الشائعات .. أو التي تنثر بين حين وآخر بذور.. التضليل والكذب والرياء.. بل هناك للأسف من يشاركها في تلك السلوكيات المذمومة والشاذة سواء بقصد أو دون قصد .. فنحن مازلنا نتعامل مع ما يدور في جلسات المقاهي والكافيتريات ..وشواطئ المصايف علي أنه حقائق واقعة.. في حين أن كل هؤلاء المشاركين في تلك الجلسات.. إما بعيدون عن"الصورة¢ .. أو ساهون.. أو لاهون.. أو مجرد أناس يتسلون بما لا ينبغي التسلي به..!
نفس الحال بالنسبة .. لهؤلاء الذين ينتحلون "صفة الصحفي" وينشرون علي ما يسمي بصفحات التواصل الاجتماعي .. السموم.. التي تفت في عضد الأمة.. دون أن يدروا أنهم يرتكبون أكبر جرم في حق الناس..!
أما فيما يتعلق بالصحف التي يفترض أنها تضم عناصر متدربة .. تعرف مقومات وأساسيات وأصول المهنة.. فلابد -من وجهة نظري- أن تبدأ فورا بإعداد وتنفيذ برامج للتدريب.. أول بند فيها : الصدق .. والصدق .. وإلا أصبحنا ندور في دائرة مفرغة من الصعب الخروج منها .. ولعل ما يلفت النظر أن ماكينات التزوير مازالت مستمرة في إفراز إنتاجها الرديء وها هي آخر أفعالها:
لقد زعموا من بين ما زعموا أن وزارة المالية تنوي فرض ضرائب علي ودائع المواطنين بالبنوك وهو ما بادرت الوزارة بنفيه في التو واللحظة..!
لكن إلي متي .. إلي متي ..
أيها السادة..؟؟
***
علي أي حال .. أنا شخصيا أتصور أن مثل تلك القضايا أو اللاقضايا -كما أردت وصفها- لا يختلف الترويج لها كثيرا عما يرتكبه الإرهابيون من أعمال خسيسة والذين أخذت فلولهم تتساقط .. بل تندثر اندثارا شبه كامل..!
هؤلاء الإرهابيون الأغبياء تصوروا أن الصعيد يمكن أن يوفر لهم ملاذا آمنا بعد أن ضاقت بهم السبل داخل سيناء.. فإذا بقوات الأمن تُنزل بهم هزيمة نكراء..!
لقد حاولوا الاختباء وسط صحراء أخميم .. وبينما هم يعدون العدة لارتكاب جريمة من جرائمهم الشنعاء ضد مصر والمصريين .. إذا بهم يفاجأون بحصارهم من كل جانب حيث دارت معركة بينهم وبين الرجال الأشداء الشجعان أسفرت عن ضبط أسلحة وذخائر في حوزتهم وطلقات رصاص .. وخرائط وأوراق تنظيم.. أما هم .. فإلي جهنم وبئس المصير.
إنها رسالة جديدة .. بالغة الوضوح .. محددة المعالم والخطوط يقول فيها شعب مصر :
ها أنتم تلقون بأنفسكم إلي التهلكة .. فارجعوا عما أنتم فيه غارقون.. فجنودنا البواسل ليس أمامهم من سبيل سوي الانتصار.. والانتصار المؤزر المبين بإذن الله!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فإن استغلال واقعة وفاة السائحين البريطانيين في أحد فنادق الغردقة من جانب قوي الشر إياها لا يختلف كثيرا عن أي ترهات أو أراجيف سابقة..!
وإنصافا للحق .. لقد تعامل محافظ البحر الأحمر مع الواقعة تعاملا حضاريا فائقا باستقبال ابنة السائحين وتكريمها وحسن ضيافتها .. ومعها وفد صحفي بريطاني حرص المحافظ علي أن يحيط أعضاءه بكل الدقائق والتفصيلات دون حرج وبلا محاولة إخفاء أي معلومة ..!
برافو.. وألف برافو..!
***
و.. و.. لا يجدر ألا يتضمن هذا التقرير .. تلك التصريحات التي أدلي بها أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة والتي اتهم فيها صراحة وعلانية الشركة التي عهد إليها بعملية بناء السد بالفساد وعدم الخبرة.
أنا شخصيا أحسب أن هذه المسألة داخلية بحتة فرئيس الوزراء يمارس مهامه ويتابع ويدرس .. ويحاسب.. ولا دخل لأي طرف خارجي..!
نعم.. لقد التقي الوزيران سامح شكري وزير الخارجية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة برئيس الوزراء الإثيوبي أول أمس وهذا اللقاء يأتي ضمن المشاورات المتصلة بين الجانبين..
أما من أخطأ .. ومن أهمل فتلك أمور لا علاقة لنا بها.. وإذا كانت حكومة أديس أبابا قد قررت إلغاء التعاقد مع الشركة إياها.. فذلك أيضا شأن داخلي بحت.
***
ولأن مصر لا تستطيع العيش بمعزل عن العالم .. بل إنها حريصة علي التواجد .. وعلي التأثير خارج حدودها لاسيما بالنسبة للدول العربية .. فإن ما يجري في لبنان شيء غريب.. غريب..!
البلد بلا حكومة رغم أن رئيس الدولة كلف سعد الحريري بتشكيلها منذ نحو عام لكن الرجل لم يتمكن حتي الآن من الوصول إلي الصيغة الملائمة التي ترضي كافة الأطراف لأسباب عديدة .. أهمها تهديدات حزب الله .. وحملات الهجوم التي يشنها ضد الحريري وأعوانه .. والأدهي والأمر.. أن المحكمة الدولية الخاصة المشكلة للتحقيق في حادث اغتيال والده رفيق الحريري .. علي وشك إصدار حكمها الذي طال انتظاره .. مما جعل الابن حائرا متوترا خصوصا وأن ثلاثة من أعضاء حزب الله .. معرضون للإدانة في التورط بجريمة الاغتيال..!
***
ودعونا لا نبتعد كثيرا عن لبنان.. لنتوقف أمام تطورات الأحداث في سوريا التي باتت مرتعا لكل من هب ودب وموطنا لتصفية النزاعات بين قوي عديدة علي رأسها أمريكا وروسيا وإيران وتركيا..!
المهم.. لقد ألقت فرنسا بثقلها مؤخرا وأعلنت علي لسان رئيسها ماكرون أنها لن تسمح بالمزيد من عمليات القتل والتشريد والطرد .. مؤكدا أن المسئولية تفرض عليه وعلي بلاده التنبيه والتحذير من مغبة استمرار بشار الأسد .. ومن حق السوريين دون غيرهم اختيار قياداتهم.. وطبعا تحذيرات وتنبيهات أو تهديدات ماكرون لم تلق استحسانا من جانب الأمريكان الذين يعدون العدة لشن هجمات ضارية علي أدلب بينما الروس يقولون إنهم أصحاب الحق في إعلان الحرب داخل سوريا.. باعتبارهم جاءوا إليها بموافقة الرئيس بشار..!
يعني.. المنطقة كلها فوق فوهة بركان .. الله وحده سبحانه وتعالي هو الأعلم بما تخبئه الأيام القادمة..!
***
وما يثير الدهشة .. أن حكام طهران في محاولة يائسة للخروج من دائرة العقوبات الأمريكية .. قاموا برفع دعوي قضائية أمام محكمة العدل الدولية مطالبين برفع هذه العقوبات..!
وها هي المحكمة منعقدة الآن .. لكن هل يتصور الملالي أن المحكمة ستنتصر لهم ضد أمريكا..؟!
رغم سذاجة السؤال.. فإن العبرة طبعا بالحكم!
في النهاية تبقي كلمة: هؤلاء المسلمون الذين يتعرضون لشتي ألوان الاضطهاد والتصفية العرقية في بورما.. هل يسمع العالم أناتهم.. وصيحاتهم.. وصرخات نسائهم وبناتهن اللائي يتعرضن للاغتصاب بالمئات كل يوم..؟!
أيها المجتمع الدولي بالله عليك أن تفيق من سباتك.. وأن تتخذ ولو مرة واحدة .. موقفا جادا.. وشجاعا.. وحاسما..!
***
أخيرا .. اخترت لك هذه الأبيات من شعر الراحلة بنت الشاطئ "عائشة عبد الرحمن":
علي سفح المكبر عند أولي القبلتين
ثالث الأقداس صنو الحرمين
في جوار المهد من أرض السلام
نشر الشيطان.. طاغوت الظلام
ومضي يعوي ويزأر
وتواري القدس في جوف الدجي
بائس الأطلال محجوب السنا
يسأل الأنقاض: أني الموعد
ثم لا رد سوي رجع الصدي
وعواء الوحش من مرعي الذئاب
وعلي المهد المُسهد
غصن زيتون يتيم
وبقايا من هشيم
***
و.. و.. وشكرا