*الإبقاء على 5 محافظين *والمد لسفيرينا في واشنطن وباريس يؤكدان الحقيقة الثابتة:
الاستمرار للأصلح
*الحكاية ليست مجرد تغيير أشخاص ولكن مصر ترتدي الآن –بحق- أحدث وأفخر ثياب التجديد
*بعد الإعلان النهائي .. سقوط فاحش لمواقع التواصل الاجتماعي والناقلين عنها
لعل الرسالة الآن تكون قد وصلت .. لقد انتشرت في المجتمع خلال الآونة الأخيرة تساؤلات يومية كثيرة عن حركة المحافظين الجدد.. وتأخيرها .. في نفس الوقت الذي تعددت فيه التكهنات والتأويلات والتخمينات غير المبررة..!
الآن تبين أن هذه الحركة بخلاف سابقاتها خضعت لدراسات متأنية .. وتحريات دقيقة .. وبحث وتمحيص إلى أن ظهرت بالصورة التي شهدناها.
وهي صورة مشرفة بكل المقاييس.. إذ يكفي أنها تؤكد الحقيقة الثابتة التي تقول: "البقاء.. أو الاستمرار للأصلح" .. فقد تم تغيير 21 محافظا بنسبة تقترب من 78% وهي أبدا نسبة ليست هينة..!
لقد تعودنا في الماضي .. أن يشمل التغيير خمس أو ست محافظات على الأكثر مع إجراء حركة تنقلات بين هذا وذاك .. أما الآن فقد ساد ارتياح كامل ومشاعر تفاؤل صادقة بين الجماهير التي أحسب أنها سوف تتعاون تلقائيا مع القيادات الجديدة التي لابد وأن تحرص تمام الحرص على النجاح في مهمتها.
على الجانب المقابل .. فأنا شخصيا أرى أن الحكاية لا تنحصر في تعيين محافظة قبطية أو محافظ من نفس "الإقليم" أو الدفع بمدير أمن سابق للعاصمة إلى الموقع التنفيذي الأول لكن المسألة أوسع وأعمق من ذلك بكثير.
إن ما جرى يثبت أن "المواطنة" لم تعد كلمة تقال.. أو عبارة إنشائية تتردد .. بل أصبحت تعني أن فوارق الدين أو الجنس أو المذهب السياسي.. لم تعد ذات أهمية فوق أرض هذا الوطن الجديد الذي يتم إقامة صروحه بالعلم والمعرفة والعمل والإتقان الذي ما بعده إتقان..
نفس الحال بالنسبة للشباب الذين طالما جأرت أصواتهم بالشكوى من عدم إتاحة الفرصة أمامهم للاستفادة بجهودهم وحماسهم .. حيث إن تعيين 18 منهم كنواب للمحافظين يعد من أبلغ وأهم الخطوات الجريئة في عملية إعادة البناء..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن حركة المحافظين تلك قد جاءت لتعلن معها سقوط مواقع التواصل الاجتماعي والناقلين عنها سقوطا فاحشا..!
لقد أخذت تلك المواقع تزعم أنها عليمة ببواطن الأمور ومن ثم رشحت "فلانة" لشغل منصب محافظ الدقهلية .. و"علانة" لمحافظة دمياط نقلا من محافظتها الأصلية..و..و.. ثم تبين أن كله هراء xهراء..!
وأنا شخصيا لا أعيب على هذه المواقع وقوعها في تلك الأخطاء الصارخة.. لكني ألوم وألوم.. الصحفيين الذين نقلوا عنها- طبق الأصل- فزادت موجة الأكاذيب أكثر وأكثر..واختلط الحابل بالنابل بحيث لم يعد معروفا من ينقل عن من.. ومن الذي تواتيه الجرأة بين كل آونة وأخرى ليسوّق بضاعته الرديئة بين الناس..!
ومع ذلك .. يبقى السؤال:
هل سيتعلمون..!
أنا شخصيا أقول: إنهم لابد وأن يتعلموا رغما عنهم لاسيما بعد صدور قانون الهيئة الوطنية للصحافة الجديد الذي سيؤدي تطبيقه تطبيقا حاسما إلى استبعاد العناصر التي أساءت للمهنة العزيزة قبل أن تسيء لنفسها..!
***
على الجانب المقابل .. فإن حركة السفراء الجدد هي الأخرى عكست تقريبا نفس المعاني حيث ضمت عناصر متميزة تتمتع بخلفيات ثقافية واسعة.. ولديها القدرة على تقديم مصر للعالم في أبهى وأحسن صورة .
ومع ذلك .. فقد يثور سؤال آخر:
لماذا تم المد لكلٍ من ياسر رضا سفيرا في واشنطن وإيهاب بدوي سفيرا في باريس..!
واضح طبعا ..أن الحاجة تستلزم حاليا الاستفادة بثمار جهدهما في العاصمتين الكبيرتين حتى يتم خلال هذا العام إعداد البديلين اللذين يسيران على نفس النهج فضلا عما يضيفانه للمنصب من نتاج ملكاتهما واستعداداتهما الشخصية.
***
في النهاية تبقى كلمة:
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال:" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".. وها هي المؤشرات تقول إن الإصرار على النجاح بدا واضحا منذ اللحظات الأولى .. ومن اختار" التفوق" سبيلا ..فلن يخيِّب الحق سبحانه وتعالى رجاءه.
***
و..و..وشكرا