سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "محافظون وسكرتيرو عموم ورؤساء مدن جدد.. فهل يكون هناك بعد ذلك مكان للفساد الشهير ..؟!"

بتاريخ: 05 سبتمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

لا عذر.. بعد اليوم

*محافظون وسكرتيرو عموم ورؤساء مدن جدد

*.. فهل يكون هناك بعد ذلك مكان للفساد الشهير ..؟!

*برقيات عاجلة لهؤلاء:

Xمحافظ القاهرة.. وشوارع وسط البلد

Xمحافظ الجيزة.. ومقاهي إمبابة

Xمحافظ القليوبية.. وإحياء القناطر الخيرية

Xمحافظ المنوفية.. أرجو ألا تتحول أعلام الزينة إلى "قُلل ..تتكسر"

بعد حركة المحافظين والتي تضمنت تعيين 21 محافظا جديدا وبعد حركة المحليات والتي أسفرت عن تعيين 75 قيادة جديدة تمثلت في سكرتيري عموم.. ورؤساء مدن فهل بعد ذلك يمكن أن يكون للفساد "الشهير" .. أي موطئ لقدم..؟!

أنا شخصيا أتصور.. أن كل هؤلاء المعينين الجدد لابد أن يركزوا جُل همهم على تغيير الصورة التقليدية القديمة للمحليات .. ولا أعتقد أن ثمة عقبات جذرية يمكن أن تحول بينهم وبين الأمل المنشود والذي طالما تمنينا تحقيقه على مدى عقود وعقود من الزمان..!

نعم.. لقد عشّش هذا الفساد داخل الزوايا والأركان وبين دهاليز بقايا المكاتب المحطمة والتي اشتهرت بأن أدراجها "مفتوحة" على مصراعيها لتبتلع المال الحرام.

***

وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا يجب أن نعترف بأن جذور هذا الفساد معروفة والحيل التي يتبعها "أباطرته" ليست خافية على أحد .. فالرائحة التي تُزكم الأنوف.. طالما وجدت الأرضية المناسبة .. تظل تتحدى الهواء النظيف في بجاحة وانعدام ضمير حتى تأتي الساعة التي يتم الخلاص فيها من العلة والمعلول في آنٍ واحد..!

***

إذن بقليلٍ من العمل يمكن للمحافظين وسكرتيري العموم ورؤساء المدن الجدد وضع أياديهم على نقاط الضعف بسهولة .. ليس هذا فحسب .. بل أمامهم الفرصة لإصلاح ما أفسدته الأعوام والشهور الماضية.

وأنا لا أطالب بإنزال العقاب بأثر رجعي بل إشاعة .. أجواء الثقة بين العاملين.. مع تحذيرات صارمة بعدم التهاون بعد اليوم .

قطعا.. هناك من سيستجيبون للمبادرات الجديدة.. وهناك من سيظلون على غيهم وضلالهم .. وهؤلاء ما من سبيل أمامهم سوى قطع دابرهم بكل حسم ودونما مواءمات أو موازنات.

***

على الجانب المقابل فإن المحافظين الجدد لديهم"  أجندات"هم مطالبون بتنفيذ ما جاء فيها بأسرع ما يمكن.. ودعوني أضرب الأمثلة التالية:

في محافظة القاهرة شوارع وسط البلد مثل طلعت حرب و26 يوليو وقصر النيل وشريف تعاني من شيخوخة أحلت بها بغير أن يتطوع أحد لإنقاذها مما هي فيه.

لذا..أية لمسة جمالية تضاف لن تنعكس فقط على تلك الشوارع.. بل ستمتد تلقائيا إلى باقي أنحاء القاهرة التي أثق أن سكانها وأهلها سيكونون أول من يبادر بتقديم العون والمساعدة.. وأيضا الدعم المالي والمعنوي.

***

الجيزة.. حكايتها حكاية..!

إنها مدينة الأهرامات وأبو الهول .. والصوت والضوء ..و..و.. لكن للأسف اشتهرت مدينة هامة بها بسوء السمعة وأعني بها مدينة إمبابة ..؟!

طبعا.. المحافظ الجديد لا يعلم ماذا يدور بين شوارعها .. وحواريها العديدة.. والملتوية .

من هنا.. فأنا أطالب بأن تكون أولى جولاته الميدانية لمدينة إمبابة التي تنتشر بها –للأسف- مقاهي تدخين المخدرات وبيعها "عيني عينك".. بل وسرقة التيار الكهربائي عيني عينك أيضا..!

***

ثم.. ثم.. دعونا ننتقل إلى محافظة القليوبية والتي تضم بين جنباتها واحدة من أهم المعالم السياحية في مصر.. وأعني بها القناطر الخيرية التي اشتهرت بحدائقها الغناء .. وروابيها الخضر.. ونيلها المتدفق في انسياب هادئ..!

هذه المدينة تعاني من إهمال متعمد أو شبه متعمد طالها منذ ما يقرب من ثلاثين سنة أو أكثر.. فقد ذبلت الأشجار .. وقطفت الورود والأزهار .. وجأر صوت النيل الخالد بالشكوى.. ممن خاصموه.. وأهانوه دون جدوى .

لذا .. فإن المحافظ الجديد لديه فرصة كبيرة .. لإعادة قناطر محمد على إلى سابق عهدها.. فهل يفعل..

أتمنى ذلك..؟!

***

أخيرا.. نأتي إلى محافظة المنوفية التي تعاني من موات حقيقي على مدى ثمانية أشهر كاملة أي منذ إلقاء القبض على محافظها السابق.. لتظل بلا قيادة حتى يوم السبت الماضي فقط.

بديهي.. أن تتفاقم المشاكل.. وأن تحتد الصراعات بين موظفي المحليات وبعضهم البعض .. بل وبين الناس أنفسهم الذين تبادلوا الاعتداء على الأراضي الزراعية الخاصة والعامة..وأقاموا المباني المخالفة.. يعني باختصار شديد حدث انفلات ما بعده انفلات الأمر الذي يحتم على المحافظ الجديد أن يعيد الأمور إلى نصابها .. وأن يصلح ما أفسدته الشهور "العجاف"!

***

..حقا وحقا الله سبحانه وتعالى لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم.

وها هي الدولة تؤدي ما عليها فإذا اعتبرناها الطرف الأول في المعادلة .. فإن الطرف الثاني الذي هو أنا وأنت مطالب بالتخلي عن السلبية ..والوقوف في شجاعة وإصرار بجانب حملات الإصلاح التي نثق بأنها سوف تؤتي ثمارها قريبا.. وقريبا جدا .. وإذا كان أهل المنوفية احتفلوا بقدوم المحافظ الجديد بتعليق أعلام الزينة فكل ما نتمناه أن تظل هذه الأعلام مرفوعة وألا تتحول يوما إلى" قُلل .. تنكسر" في وضح النهار..!

***

و..و..وشكرا