سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "أيهما له الأولوية.. التنمية.. أم محاربة الإرهاب؟ "

بتاريخ: 08 سبتمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

أيهما له الأولوية.. التنمية.. أم محاربة الإرهاب؟*

*الدولة القوية هي التي تسير في الاتجاهين معا

 *مصر التي تصدت بشجاعة للظاهرة اللعينة

 *تمُد يد التعاون مع المجتمع الدولي

 *الاحتياطي النقدي يتزايد.. وماذا بعد؟!

 *إلي متي يظل ارتفاع الأسعار.. بينما لدينا 44 مليار دولار تواجه التضخم؟!

 *بداية لا تبشر بالخير في الدقهلية.. "وتأثر" سيادة المحافظ لا يكفي!!

 *عودة إبراهيم سعدة.. دلالة جديدة علي أن "حضن مصر" لا يسقط بمضي المدة!

 *ترامب يبدي أقصي مشاعر الود: لديّ علاقة شخصية كبيرة مع أمير الكويت

 *مواقع التواصل الاجتماعي تنضم لأمريكا في معركتها ضد إيران!

 *أهالي أدلب السورية يعيشون أسوأ أيام حياتهم.. وسط صراع محموم بين الغرباء!

 *وإسرائيل تزيدها اشتعالا.. بمصادرة أراضي البدو "الفلسطينيين"!

منذ اللحظات الأولي التي أعلنت فيها مصر عن العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 فقد أكدت علي ضرورة تعمير شبه الجزيرة.. هذا التعمير الذي يحتاج إلي 275 مليار جنيه تم تدبير 175 مليارا منها بالفعل والباقي سوف تتضافر كل الجهود من أجل توفيره. 
وخلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل من الصين وأوزبكستان حرص علي التركيز علي ما تقوم به مصر من مشروعات تنموية عملاقة في نفس الوقت الذي تطبق فيه برنامجا واعدا للإصلاح الاقتصادي. وهكذا.. يتأكد أن الدولة القوية هي التي تسير في الاتجاهين جنبا إلي جنب فالحرب ضد قوي التطرف والتكفير لا تحول دون إقامة صروح البناء في شتي المجالات. 
وقد تصورت جماعة الإخوان الإرهابية أن مصر بحربها الضروس ضد أعمالها وجرائمها الخسيسة سوف تمتنع عن إعداد التربة الخصبة لتوفير حياة معيشية كريمة لكل بني الوطن سواء في الحاضر أو المستقبل.. فإذا بالواقع العملي يثبت كيف أنهم واهمون وأن قدرتهم علي الحكم علي الأمور ستبقي دائما وأبدا قاصرة طالما أن الظلام يعشش في قلوبهم.. ويسيطر علي عقولهم العفنة. 
ثم.. ثم.. ها هو وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي يقف أمام مقاتلي الجيش الثالث ليؤكد علي نفس المباديء الثابتة.. اقتلاع جذور الإرهاب مع الاستمرار في تحقيق أمن واستقرار الوطن. 
*** 
علي الجانب المقابل فإن مصر التي تصدت للظاهرة اللعينة بكل شجاعة واقدام لتقدم للعالم كله القدوة والمثل فإنها تمد يدها في نفس الوقت للمجتمع الدولي كي يتكاتف ويتضامن لتحقيق ذات الهدف ولقد بدا ذلك واضحا من خلال اتفاق الرئيس السيسي مع رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف علي تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والتطرف مما يعكس صدق التوجه المصري وصواب رؤيتنا في هذا الصدد. 
*** 
بالأمس أعلن البنك المركزي عن بلوغ الاحتياطي النقدي 44 مليارا و400 مليون دولار وهو رقم لابد أن يشد الانتباه ولا شك لا سيما إذا عقدنا مقارنة بينه وبين سابقه أيام حكم عصابة الإخوان عندما هبطت الاحتياطيات النقدية لتصل في شهر يوليو 2012 إلي 13.8 مليار فقط؟ 
ومع ذلك فإن السؤال الذي يثور: 
ماذا يعني الاحتياطي النقدي الأجنبي؟ 
التعريف العلمي لهذا المصطلح ينص علي أنه عبارة عن الودائع والسندات من العملة الأجنبية التي تحتفظ بها المصارف المركزية والسلطات النقدية وبالرغم من أن العبارة براقة إلا أن رجال الاقتصاد يرون أن زيادة الاحتياطي من العملات الأجنبية يمكن أن يؤدي إلي تراجع العملة المحلية وبالتالي زيادة نسبة التضخم وليس العكس. 
ولكن.. أكرر ولكن.. مع مرور الوقت تنخفض تلك النسبة ومعها الأسعار بطبيعة الحال! 
عموما فإن بشائر الخير تلوح في الأفق أولا بأول.. كل ما هنالك أن نؤمن جميعا بأن تلك المجهودات التي تبذل لابد وأن تسفر عن نتائج طيبة وثمار حان قطافها. 
*** 
ودعونا نعد إلي أيام قليلة مضت.. حينما صدرت حركة المحافظين التي تضمنت تغيير 23 منهم.. 
المهم.. في ثاني يوم للحركة أعد محافظ الدقهلية الجديد موكبا مشهودا أو ربما أعدته له مجموعة المهللين والمصفقين الشهيرة إياها واخترق الموكب شوارع عاصمة المحافظة لتصدم إحدي السيارات سيدة تعبر الشارع لتلقي مصرعها في الحال! 
بصراحة.. إنها بداية غير طيبة ولا تبشر بالخير فوفقا للتوجيهات "العليا" للمحافظين الجدد أنهم لابد وأن يعكفوا علي تحقيق مصالح الجماهير والعمل علي حل مشاكلهم فهل تلك المظهرة أو المنظرة يمكن أن تقود إلي تلك الأهداف العزيزة؟! 
الأغرب.. والأغرب.. أن المحافظ عندما سئل عن الواقعة أجاب: 
لقد تأثرت كثيرا! 
سيادة المحافظ : التأثر.. لا يفيد بشيء حتي الاعتذار لا قيمة له ونصيحتي أن تبحث عن وسيلة ترضي بها جماهير المحافظة وتوفر للمواطنة الفقيدة جزءا من الحق سواء بالنسبة لها أو لأسرتها! 
*** 
والآن اسمحوا لي أن أتعرض لقضية شخصية وعامة في نفس الوقت. 
لقد غاب الزميل إبراهيم سعدة عن أرض الوطن ما يقرب من سبع سنوات وهو غياب إجباري لم يكن يخطر له ببال وطوال تلك السنوات السبع العجاف.. كان اشتياقه للعودة للحضن الدافئ يزداد يوما بعد يوم حتي تمكن منه مرض الغربة الذي سرعان ما امتد للجسد والنفس في آن واحد ومع ذلك لم يفقد لا هو ولا زملاؤه وأحباؤه الأمل حتي بزغ ضوء الفجر وتبددت الظلمة الحالكة. 
لقد عاد إبراهيم سعدة لتؤكد "الدولة الإنسان".. أن الظروف في بعض الأحيان تفرض تغليب روح القانون علي مواده وبنوده الجامدة وليثبت أن حضن الدولة يستحيل أن يسقط بمرور الزمن! 
شكرا.. وألف شكر علي صاحب قرار إعادة إبراهيم سعدة للحياة.. فمصر كما نوقن جميعا هي الحياة أو بالأحري نبع الحياة وندعو الله سبحانه وتعالي أن يعود إبراهيم سعدة إلي قرائه قريبا من خلال مقالاته المتميزة وأسلوبه الرشيق وجرأته في الحق ومهنيته التي لا تقبل لبسا ولا تأويلا. 
*** 
والآن.. دعونا نعبر الحدود إلي واشنطن التي كانت ولاتزال مقر بوصلة العالم تحركها حينما تشاء وكيفما تريد! 
لقد التقي الرئيس ترامب في البيت الأبيض بالشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت ليقول له في مودة بالغة.. ان علاقة قوية تربطه معه. 
ولم يفت الرئيس أن يذكر دور بلاده في تحرير الكويت بعد غزوها من جانب صدام حسين وأن يشير أيضا إلي لقائه بـ 15 زعيما عربيا مشددا علي أهمية الاستثمارات العربية في أمريكا! 
كلها رسائل "موجهة" من ترامب للعالم العربي.. وأيضا لإيران واضعا الأموال علي قائمة أولوياته. 
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن مواقع التواصل الاجتماعي انضمت لأمريكا في حربها ضد إيران فقد حجبت إدارات الفيس بوك وتويتر وجوجل حسابات صفحات كثيرة بسبب انتمائها لإيران سرا أو علنا! 
حتي الصفحات التي ليست لها هوية اعتبروها ضمن الحظر وهكذا تدخل الشبكة العنكبوتية ميدان القتال رغم أنها لا تحمل أسلحة من أسلحة الحرب. 
*** 
أما بالنسبة لسوريا.. فقلوبنا مع أهل أدلب الذين يعيشون أسوأ لحظات حياتهم نتيجة الصراع بين القوي المتمثلة في كل من روسيا وأمريكا وتركيا وإسرائيل.. فروسيا مصرة علي ضرب حلب بينما الأمريكان يحذرون من الوقوع في ذلك الخطأ الفادح الذي سيكلف الآخرين الكثير فضلا عما تخلفه المذبحة -إذا حدثت- من خسائر بشرية هائلة! 
وكالعادة إسرائيل لا تفوت فرصة إلا إذا استغلتها استغلالا سيئا. 
وها هي تترك العرب يتقاتلون لتقوم من جانبها بمصادرة أراضي البدو الفلسطينيين الذين يملكونها منذ نحو مائة عام ويستند الإسرائيليون إلي حكم أصدرته إحدي "محاكمهم".. وبكل المقاييس هو حكم باطل شكلا وموضوعا وبعد ذلك يتساءلون عن أسباب الإرهاب. 
*** 
في النهاية تبقي كلمة: 
إن التجارب الإنسانية متعددة وكثيرة منها ما هو يشع نورا وبهجة ومنها ما يقتل أحاسيس ومشاعر الأمل في القلوب. 
لذا.. نصيحتي أن تركز علي الإيجابيات في حياتك وحياة وطنك.. ودع السلبيات تواجه بعضها البعض عسي أن يأتي يوم.. تزداد فيه محطات التلاقي علي نقاط البعاد. 
** مواجهات: 
* كلما استيقظنا وقلوبنا تنبض وجب علينا أن نسجد لله سبحانه وتعالي الذي قال "أفرأيتم النار التي تورون" و"أفرأيتم الماء الذي تشربون".. و"أفرأيتم ما تحرثون". 
تمعنوا في إجابات الواحد القهار! 
*** 
* عام 1894 لم يكن في أمريكا سوي أربع سيارات فقط.. اليوم لديهم 260 مليون سيارة. 
وحتي عشر سنوات مضت.. كان الذي يمتلك دراجة في الصين.. مثار حقد وحسد الملايين. 
الآن الصين بها 300 مليون سيارة يتسابق أصحابها من أجل الحصول علي آخر موديل! 
*** 
* نصيحة.. إذا اكتشفت أنك أكثر طولا من والدك فسارع فورا بتقديم الاعتذار له أمام "الست الوالدة" فالمفروض أن الأبناء لا يطالون الآباء وحتي تظل الأم والزوجة بعيدة عن غضب هذا وخضوع واستسلام ذاك!
*** 
* يا سلام علي تطور الدنيا! 
وزيرة خارجية النمسا يحملها عريسها بين يديه قبل أن يذهب بها إلي غرفة النوم. 
ورئيسة وزراء نيوزيلندا ترضع طفلتها أمام الجماهير في سعادة ومباهاة. 
أيها الرجل.. راحت عليك وفوت علينا بكرة! 
*** 
* قمة الحرفية وأعلي درجات الكفاءة بدت واضحة في سرعة القبض علي إرهابي جاردن سيتي. 
برافو الأمن المصري.. ومليون برافو. 
*** 
* هل نصدق ما قالته رئيسة هيئة التأمين الصحي بأن إعادة المراكز المتخصصة لمزاولة نشاطها لن يؤدي إلي تحميل المريض بأي أعباء إضافية؟ 
يا.. يا دكتورة .. رفقا بالقوارير.. ولنتذكر أن التصريحات الوردية تضر أكثر مما تفيد. 
ومع ذلك .. دعونا نرقب وننتظر . 
*** 
* أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات من شعر أبي العتاهية: 
أشد الجهاد جهاد الهوي 
وما كرَّم المرء إلا التقي 
وأخلاق ذي الفضل معروفة 
ببذل الجميل وكف الأذي 
وكل طريف له لذة.. وكل تليد سريع البلي 
ولا شيء إلا له آفة.. ولا شيء إلا له منتهي 
*** 
و.. و.. وشكرا