سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " البيت الأبيض.. والمتحكمون في “الزر النووي”!"

بتاريخ: 09 سبتمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 * البيت الأبيض.. والمتحكمون في “الزر النووي”!
من بين جدرانه تشتعل الدنيا
وداخل غرفه المغلقة.. تتصارع المشاعر الإنسانية
* كلينتون كاد يفقد منصبه بسبب “سيجار” مونيكا
والآن ترامب حائر بين حصانة الصحافة وخداع أقرب المقربين!

* جهاز”كشف الكذب” لو استخدمه الرئيس تصبح الفضيحة”بجلاجل”!
*نيويورك تايمز هل تصمد.. أم تتعرض هي الأخري للخيانة؟

كثير من زعماء العالم يتمنون أن يكون البيت الأبيض مقر حكمهم.. باعتباره مركز تسيير دفة العالم والذي يشهد أخطر القرارات وأبلغها تأثيرا في الساحة الدولية..!
لكن الأمريكان يحرصون علي حماية هذا الرمز وفي سبيل ذلك ينفقون الأموال الطائلة لكي يحتفظوا بسلاح القوة بصرف النظر عن أي خلافات حزبية.. أو سياسية وبعيدا عن أهواء الرؤساء.. وتصرفاتهم.. وسلوكياتهم بحيث يجيئون ويذهبون.. ليبقي “المكتب البيضاوي” مثار التقدير والإعزاز والافتخار من جانب هؤلاء القوم الذين صنعوا تاريخاً متميزاً لأنفسهم رغم أن عمرهم علي ظهر الدنيا لا يتعدي الـ235 عاما ليس إلا..!
***
البيت الأبيض وداخل غرفة صغيرة من غرفه العديدة والكثيرة توجد “بطاقة البسكويت” هذه البطاقة هي التي تحتوي علي الشفرة النووية التي يتم من خلالها إطلاق القنبلة “الشهيرة” التي لا تبقي ولا تذر.. وهذه الشفرة التي يتسلمها الرؤساء واحداً بعد الآخر تظل سراً دفيناً إلي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
***
مع بداية عام 1998 تسرب شريط مسجل يحمل حديثاً بين فتاتين من عامة الناس تعترف فيه إحداهما بأنها علي علاقة بالرئيس..!
حاولت الشابة الجميلة مونيكا وهي الطرف الثاني في الحوار الإنكار في بادئ الأمر لكن سرعان ما اضطرت تحت ضغط الصحافة والإعلام للاعتراف بالسر الذي بادر الرئيس بنفيه أيضا..!
ثم.. ثم.. سرعان ما تفجرت الفضيحة أكثر وأكثر وخضع الرئيس كلينتون للمحاكمة في 17 أغسطس من نفس العام حيث اعترف تحت القسم بأن ثمة علاقة من نوع ما جمعت بينه وبين الفتاة مونيكا التي تتدرب في البيت الأبيض ونجح الرئيس أن يفلت بأعجوبة من العزل لتبقي القضية مثار حديث الرأي العام داخل أمريكا وخارجها علي مدي سنوات عدة..!
في نفس الوقت الذي ذكرت “مونيكا” في التحقيقات أن العلاقة لم تتعد مجرد “سيجار” كان يستخدمه الرئيس في مداعبتها داخل إحدي الغرف الصغيرة الملحقة بالمكتب البيضاوي .. لينفث بعد ذلك دخانه في الهواء.. في استمتاع ونشوة..!
***
اليوم تدور داخل البيت الأبيض معركة من نوع آخر.. حيث فوجيء ترامب بمقال تنشره صحيفة نيويورك تايمز لكاتب لم تشأ ذكر اسمه يهاجم فيه الرئيس زاعما أنه من أقرب معاونيه..!
بديهي أن يغضب الرئيس واصفا النيويورك تايمز ومثيلاتها بالإعلام الكاذب والفاشل والمتخصص في ترويج الأكاذيب..!
والآن.. تحاول أجهزة الاستخبارات بجلالة قدرها ومعها المباحث الفيدرالية كشف هوية صاحب المقال مهددين الصحيفة بالإغلاق وحبس أصحابها لأن ما نشر يضر الأمن القومي..!
الأدهي والأمر أن ارتفعت أصوات تطالب باستخدام جهاز كشف الكذب مع مسئولي الصحيفة لتحديد هوية صاحب المقال المجهول..!
ها هي الدنيا مقلوبة في أمريكا.. فالرئيس حائر بين الحصانة التي تتمتع بها الصحافة حيث يمنع القانون البوح باسم المصادر بينما ثمة إصرار من جانبه علي كشف المستور الذي تباري أفراد الدائرة المحيطة به في إبعاد التهمة عنهم وعلي رأسهم كىل من “مايك بومبيو” وزير الخارجية ومايك بنس نائب الرئيس ودان كوتس مدير الاستخبارات الوطنية ونيكي هايلي المندوب الدائم لدي الأمم المتحدة والكسندر كوستا وزير العدل!
بكل المقاييس .. ليس هذا هو المناخ الملائم للرئيس لكي يمارس عمله بعيدا عن الضغوط.. لكن كيف وكيف بينما هناك قوي عديدة تعمل علي إضعاف الرجل ومحاولة إثبات بشتي السبل والوسائل أن “حكم أمريكا” ليس بالأمر الهين بصرف النظر عن الأصوات التي حصل عليها ترامب في الانتخابات لأن التجربة العملية تختلف تماما عن ندوات التهليل والتصفيق وإطلاق الشعارات وبعثرة الوعود..!
في النهاية يثور سؤالان مهمان:
* الأول: هل ستستطيع النيويورك تايمز الصمود حتي نهاية المدي أمام عنف وجبروت وثراء ترامب أم يمكن أن تتعرض هي الأخري لخيانة داخلية بحيث يتم الإفصاح عن كاتب المقال وما يسببه ذلك من تداعيات بالغة الخطورة سواء بالنسبة للصحافة بصفة عامة أو بالنسبة للرئيس “الفتوة” كما يحلو للبعض وصفه؟
* الثاني: هل هناك أدني احتمال لإسقاط “الرئيس” الذي يزداد أعداؤه يوما بعد يوم..؟!
الإجابة باختصار:
إذا كان كلينتون بطل “سيجار” مونيكا لم يقع في الفخ.. فهل يصعب علي ترامب السير علي نهجه؟
الأمريكان طوال حياتهم يتصايحون.. ويتظاهرون.. ويشكلون جماعات الضغط.. ثم سرعان ما تهدأ الأمور.. والوحيد الذي أجهز عليه سوء الحظ هو ريتشارد نيكسون الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتحدة الذي اضطر للاستقالة إثر فضيحة ووتر جيت الشهيرة.