سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " هكذا.. ضاعت الأوطان والفاعلون.. ليسوا مجهولين..! "

بتاريخ: 23 سبتمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*هكذا.. ضاعت الأوطان

والفاعلون.. ليسوا مجهولين..!

إنهم المغيبون.. والمتآمرون.. وكلهم يعزفون نغمة واحدة!

*أين الشهامة..وأين الأخوة ..وأين الإدراك السليم..؟

عندما اندفع الليبيون في 25 فبراير عام 2011 ليقاتلوا بعضهم البعض مستهدفين الإطاحة بمعمر القذافي.. هل كانوا يتوقعون أنهم بعد ثمانية شهور سوف يلقى 25 ألفا منهم مصرعهم ويختفي 4000 ليبقوا في عداد المفقودين الذين لم يظهر لهم أثر حتى الآن فضلا عن 50 ألف جريح..؟!

***

لقد سقط القذافي ورغم ذلك ظلت المعارك مستمرة حتى هذه اللحظة..

ها هي العاصمة طرابلس تغرق في الدماء .. الناس يعيشون في ذعر .. المصالح الحكومية معطلة.. الأمن لا وجود له.. والغريب أن لا أحد يستطيع أن يحدد بدقة هوية العدو الذي يحاربه بعد أن تنوعت الميليشيات وتعددت العصابات.. وأصبحت القنبلة والمدفع هما وسيلة التفاهم الوحيدة..!

وكالعادة يأتي الغرباء ليفرضوا أنفسهم على الساحة بحجة إصلاح ذات البين رغم أن هؤلاء الغرباء أنفسهم هم الذين أشعلوا النار من قبل .. وهم الذين يزيدونها اشتعالا الآن.. وهم الذين يسوفون ويماطلون من أجل التوصل إلى سلام الذي وضعوا في اعتبارهم أنه لن يأتي أبدا..!

هؤلاء الغرباء الذين أعنيهم.. هم من يطلقون عليهم اسم المبعوثين الأمميين.. نسبة إلى الأمم المتحدة .. وباقي فروعها وهيئاتها .

هؤلاء الأمميون يذهبون ويجيئون .. وقد غرسوا إسفينا هنا.. ولغما هناك .. وتارة يؤيدون فصيلا ثم سرعان ما يرتدون على أعقابهم ليساندوا الفصيل الآخر ..

***

نفس السيناريو .. بكل أحداثه ووقائعه.. وأساليبه الماكرة أو الغادرة يتكرر في سوريا التي أصبحت تتنازع أراضيها قوى عديدة بينما النظام" لا حول له ولا قوة فالذي يسير الأمور.. هم من عملوا على تأليب الناس على بعضهم البعض وغرسوا في قلوبهم نوازع الكراهية والشحناء وشجعوهم على استخدام الأسلحة بصرف النظر عما إذا كانت كيميائية أو غير كيميائية .. وفي النهاية يتسللون إلى كافة منافذ الضعف بزعم وقف إطلاق النار ..!

بعد إيه..؟

لقد دمر السوريون ديارهم .. وأرضهم وإرادتهم بأياديهم.. بعد أن التهمتهم براثن الخديعة والمكر والآن يتلفتون حولهم فلا يجدون سوى نفس العناصر والتي يتمسح منها من يتمسح في رداء "الوساطة الدولية" التي لا يعرف أصحابها حيادا أو ضميرا .. ولا يعترفون بأبسط قواعد السياسة الدولية .. فماذا كانت النتيجة..؟

إليكم آخر حصاد سياسات التقتيل والذبح والتدمير..و..والتمييز .. والانحياز للباطل أيما انحياز:

 

X 500 ألف قتيل بينهم 150 ألفا من المدنيين و20 ألف طفل و514 ألف سيدة.

X7 ملايين لاجئ.

X3 ملايين جريح منهم مليون ونصف مليون مصابون بعاهات مستديمة ومنهم 90 ألفا أجريت لهم عمليات بتر أطراف.

من هنا .. يثور السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:

ألهذه الدرجة .. فقد كل من الجاني والضحية والوسيط العقل والضمير..؟!

الإجابة بحكم الواقع القائم: نعم .. نعم.

وهذا السؤال يستتبعه سؤال آخر:

وماذا بعد..؟

للأسف .. لا تلوح في الأفق القريب أو حتى البعيد أية بشائر أمل إذ يبدو أن الجميع باتوا لا يذوقون للنوم طعما إلا في ظل الانفجارات.. والانهيارات .. والاتهامات المتبادلة بين "المحتلين" وبعضهم البعض.. وكذلك في ظل غيامات الزيف والخداع التي يغطي بها السماء.. وسطاء السلام أو بالأحرى مناهضو السلام ومثيرو الفتن .. وكأن السوريين مازالت لديهم مساحة في الأرض أو في المكان .. أو الزمان.. لبقية باقية من هذه الفتن..!

*** 

أما اليمنيون فإنهم يقدمون أبشع صور معاداة الإنسان لأخيه الإنسان..!

لقد نسوا التقاليد والعرف .. وعادات القبيلة وكأنهم وجدوا ضالتهم المنشودة في قطع رؤوس بعضهم البعض .. والتمثيل بأجساد الأخوة .. والأبناء .. والآباء..!

لماذا.. كل ذلك..؟!

وما الذي يجنيه المنتصرون.. حتى لو افترضنا أن الحرب المجنونة.. سوف تسفر عن منتصر.. وآخر منهزم..!

أقول ما الذي يجنيه المنتصرون من أطلال .. وركام .. وصخور كلها سواد Xسواد..؟

على الجانب المقابل .. هل يدركون جميعا.. أن قاتل اليوم يمكن أن يصبح حليف الغد وأن من يشيع بأنه رسول سلام ليس إلا أداة في يد الذين مزقوا الأوصال .. وقطعوا الأصول والفروع منذ سنوات مضت..؟

!

.. طبعا .. لا أريد تعداد باقي النماذج سواء في لبنان أو العراق.. أو الصومال.. أو.. أو .. فما الفائدة - كما أشرت آنفا- بعد أن أصبحت "الجماجم" وسيلة من وسائل الترفيه والتسلية في بلاد المستضعفين .. الأذلاء .. شاهري سيوف الباطل والضلال..و..والقسوة..؟

إنها كلمات في الصميم .. أرجو أن تترك أثرها لكن أنى السبيل.. والعقول كما ذكرت وكررت مرارا غائبة .. والضمائر انتقلت إلى عالم غير العالم..؟!

***

و..و..وشكرا