*..وشرب ملالي إيران من نفس كأس العلقم
*سيناريو الإرهاب الذي صدروه للعالم تكرر معهم وكأن المؤلف والمخرج واحد
*الرصاص ينهمر على المنصة أثناء العرض العسكري.. ليسقط أفراد الحرس الثوري مضرجين في دمائهم
*المرشد الأعلى ورئيس الوزراء .. يتخبطان ويصرخان.. ويوزعان الاتهامات شمالا وجنوبا
*الآن: هل مازالوا مصرين على استمرار اسم القاتل خالد الإسلامبولي على شارع عاصمة الدم والتحريض..؟!
لم يكن يتوقع أصحاب العباءات السوداء من حكام إيران أن يتكرر معهم سيناريو الإرهاب الذي طالما صدروه للعالم.. بنفس الأحداث والوقائع والمشاهد.. وكأن المؤلف والمخرج واحد..!
لقد انهمر الرصاص على "المنصة" التي تضم كبار المسئولين في منطقة الأهواز وغيرها أثناء عرض عسكري أقاموه في محاولة لاستعراض القوة.. ليحدث هرج ومرج.. وصراخ .. وعويل .. الجميع لا يعرفون من أين أتى الهجوم ولم يجد أفراد الحرس الثوري بدا من الاختباء تحت المقاعد وهم يلطمون الخدود..!
***
بعد أن هدأت العاصفة..
أخذوا يحصدون حجم الخسائر ليتبينوا سقوط29 من الحرس الثوري صرعى فضلا عن 53 جريحا .. إلى جانب العشرات الذين أصيبوا بانهيار نفسي حاد..!
***
ثم سرعان ما بلغ الخبر الموجع كلاً من المرشد العام على خامنئي ورئيس الوزراء حسن روحاني اللذين بادرا على الفور بتوزيع اتهاماتهما شمالا وجنوبا في نفس الوقت الذي هددا فيه وهما في هلع وفزع كل من تورط في شنّ الهجوم ..!
طبعا.. لم يضع هؤلاء الملالي في اعتبارهم أن منطقة الأهواز بالذات تعاني من اضطرابات متتالية منذ سنوات عدة.. وأن سكانها من الأغلبية العربية يشكون الاضطهاد .. والظلم.. والتمييز بسبب إصرار الحكم على طمس هويتهم .. ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثالثة .. أو الرابعة..!
***
المرشد العام .. اتهم جيرانه من دول الخليج بإيعاز من أمريكا .. بينما رئيس وزرائه كلف وزير خارجيته باستدعاء كلٍ من سفراء الدنمارك وهولندا وبريطانيا .. الذين تضم بلدانهم – حسب زعم الإيرانيين- معارضين يتمتعون بالحماية ..!
المهم .. بصرف النظر عمن وراء الهجوم ومرتكبيه .. فإن الدرس الذي تلقاه حكام طهران ينبغي أن يكون حلقة في آذانهم .. لكن هل يتعلمون .. وهل يتراجعون عن غيهم وضلالهم..؟!
ذلك هو بيت القصيد..!
***
غني عن البيان .. أن النظام في إيران يتعرض منذ فترة ليست بالقصيرة لهزات عنيفة .. فقد أخذت الإضرابات تعم أرجاء البلاد وهذا أمر لم يتعودوا عليه.. وبدأت سهام الهجوم تطال المرشد الأعلى.. بجلالة قدره.. واشتدت معارك تصفية الحسابات بين الزعامات المختلفة.. طبعا هذا إلى جانب الضغوط العنيفة التي تمارسها أمريكا والتي يصر رئيسها – حسب تعبيره –على خنق إيران طالما استمرت في طريقها الإرهابي.. وفي تهديد جيرانها في المنطقة..!
ومع ذلك فإن الملالي يكابرون ويعاندون .. ويزداد غباؤهم السياسي يوما بعد يوم.. حتى جاءت الطامة الكبرى.. بالهجوم على منصة العرض العسكري.. والتي أحسب أنها ستجبرهم على إعادة النظر في سلوكياتهم .. وإلا فستتكرر الهجمات.. وتتعالى صيحات الاعتراض .. وتنضم معارضة الخارج إلى الداخل وعندئذ لا مفر..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
من سخريات القدر أن تصدر وزارة خارجيتهم بيانا تندد فيه بالإرهاب والإرهابيين الذين نفذوا جريمة الأهواز..!
وهكذا وقع الإرهابيون في بعضهم البعض .. فهل يعرفون أن الله حق؟
على أي حال.. لقد قفز ملالي إيران على مقاعد حكم الطاووس منذ أربعين سنة مضت .. مارسوا خلالها كل وسائل العنف.. والقتل.. والتدخل السافر في شئون الآخرين.. فضلا عن ممارسة سياسة الاستفزاز التي أضرتهم ضررا بالغا قبل غيرهم..!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فهل سوف تستمر إيران في الإبقاء على اسم خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الراحل أنور السادات على أحد شوارع عاصمتهم تصورا منهم أنهم يكيدون المصريين..؟!
بكل المقاييس. هذا لا يهمنا.. لكنه يعكس أولا وأخيرا مدى الغل والحقد والكراهية تجاه أناس اشتهروا برفع رايات السلام في كل مكان .. ويكفي أن القاهرة قد دانت بالأمس ما وقع في الأهواز .. فهل يعودون إلى رشدهم .. ويتبينون الخيط الأبيض من الخيط الأسود بعقلانية وبعيدا عن تعصبهم الأعمى.. وعرقيتهم البغيضة..؟!
والجواب لهم إن كانوا يفهمون..