*الجولات" الديكورية" ضررها أكثر من نفعها
*أهل الجيزة يطلبون حماية المحافظ
سرقة التيار الكهربائي عيني عينك
ولفة المزاج بـ300 جنيه
والسائقون يضربون عرض الحائط بتحليل المخدرات ..
*سؤال لرئيس مجلس مدينة شبرا الخيمة:
أيهما أولى بالاهتمام.. بؤر الإهمال والظلام أم دار الرعاية والحنان..؟!
منهاج عمل المحافظين واضح ومحدد منذ اللحظات الأولى لشغلهم مناصبهم.
رئيس الجمهورية طالبهم بمعايشة مشاكل الناس والعمل على حلها.. وتعظيم الإيجابيات بشتى السبل والوسائل والبعد عن السلبيات بما تنطوي عليه من تقليص الآمال والحد من طموحات الفرد والجماعة سواء بسواء.
نفس هذا " الدستور" أكد عليه رئيس الوزراء عند اجتماعه بهم منبها إياهم إلى أن العمل الحقيقي في الشوارع والميادين والحارات بين الجماهير بعد أن أثبتت التجارب المتتالية .. أن الانزواء وراء المكتب الأنيق داخل الغرف المكيفة يحد من قدرات صاحبه ويحول بينه وبين القرار الجماهيري السليم.
***
محافظ الجيزة على سبيل المثال استهل عمله بجولة على الطبيعة.. وتفاءل أبناء المحافظة خيرا .. فهم بالفعل يحتاجون من يتعرف على أحوالهم ومن يستمع بصدق إلى أناتهم وأوجاعهم..!!
لكن سرعان ما خمدت مشاعل الأمل مع مرور الأيام وبقيت الأوضاع على ما هي عليه ..!
إليك هذه الأمثلة الصارخة:
Xفي إمبابة .. أصحاب المقاهي يسرقون التيار الكهربائي من الحكومة عيني عينك..ولا أحد يحاسب.
الغريب أن سكان المنطقة أبلغوا المحافظ أثناء جولته إياها اعتقادا منهم أن محافظ اليوم سيكون أفضل من محافظ الأمس.
xفي إمبابة أيضا.. المخدرات يتم تداولها بلا حياء ودون خشية الوقوع في المحظور لأن المعايير في هذه المنطقة ..انفلتت ولم يصبح لها وجود..!
حتى المسجد الذي يسمى مسجد الصلاح.. أصبح هو الآخر مقصد مدمني الترامادول والاستروكس وكأنهم يلتمسون الحماية وهم قريبون من جدرانه رغم ارتفاع صوت المؤذن وهو ينادي للصلاة..!
xأمام سوق السمك .. نفس المهازل تتكرر..في غياب كافة الأجهزة التنفيذية.
Xعند موقف سيارات الميكروباص الذي يعد نقطة التقاء السائقين.. وما أدراك ما السائقين الذين يلتقون في حلقات يدخنون الحشيش أو يتشاركون في لفة الهلوسة والتي يبلغ سعرها 300 جنيه .. وليسقط تحليل المخدرات الذي يفترض إجراؤه للسائقين وفقا للقانون.
X شارع عزت قرقر.. والممر الضيق المؤدي إليه والكوبري الدائري عند بشتيل .. وأمام صيدلية جورج..!
وأماكن أخرى كثيرة.. و" غرز" أكثر ليس من مهمتي بديهيا حصرها لكنها مهمة المحافظ الجديد ..ومدير الأمن الجديد اللذين يحتم الواجب عليهما ضرورة اجتثاث جذور الشر.. وإشاعة السلام والأمن والاستقرار فوق أرض الجيزة.. التي هي منذ قديم الأزل.. عاصمة الحكم.. وقبلة السياح من مختلف أنحاء المعمورة.
***
أيضا.. الموقف لا يختلف في محافظة القليوبية .. التي جاءها هي الأخرى محافظ جديد الذي سرعان ما أجرى حركة تنقلات وتغييرات لرؤساء مجالس المدن والقرى والأحياء.
من هؤلاء مجدي محمد الوصيف رئيس مدينة شبرا الخيمة الذي اختار أن يقوم بحملات لفرض الانضباط يقودها بنفسه .. وهذا أمر محمود بكل المقاييس..!
وما يثير الدهشة والعجب أن رئيس الحي ترك بؤر الظلام والإهمال.. وتلال القمامة.. ليصب جل همه أو غضبه على دار لرعاية الأيتام أقامها رجل محترم فاعل خير دون أن يرجو جزاء أو شكورا.
اقتحم رئيس المدينة الدار يحوطه عدد من رجاله الأشداء ليثير الفزع والذعر بين الصغار الأبرياء الذين شاء قدرهم أن يخرجوا للحياة وهم مقهورون أذلاء لا حول لهم ولا قوة ..!
نعم.. من الممكن أن يقول رئيس المدينة إن هدفه مصلحة هؤلاء البؤساء .. لكن أبسط رد على ذلك هو أن هناك فرقا بين من يعيش الحكاية من أولها لآخرها وبين الذي ساقته الصدفة لمكان كان يجد فيه سلفه منبعا للحنان والرحمة والإيثار والاطمئنان النفسي لدرجة أنه بعد مغادرة موقعه يحرص على زيارة أحبائه في الأسبوع مرة.. أو مرتين .
***
في النهاية تبقى كلمة:
الحياة لا تتوقف.. والتجارب الإنسانية منها ما يدفع صاحبها للأمام ومنها ما يجعله حائرا يتلفت حول نفسه حتى يهديه الله إلى شعاع من ضوء قد يصبح يوما قمرا منيرا ساطعا.
ولعل الرسالة تكون قد وصلت.