سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " مصر الحاضرة دائما.. بالتاريخ .. والفكر.. و.. و..القوة"

بتاريخ: 27 سبتمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*مصر الحاضرة دائما.. بالتاريخ .. والفكر.. و.. و..القوة

*لماذا تتجه الأبصار دائما للقاهرة في أي محفل دولي؟

*ذَهبَت لنيويورك وشعبها آمن.. مستقر.. تتحسن معيشة أبنائه يوما بعد يوم

*آخرون..إما يتحدثون بلغة غيرهم.. أو مذعورون .. أو يخشون فقدان مقاعدهم قبل العودة

*فلول العصابة.. ومنظرهم الرديء أمام العالم

*فزع وهلع" الإرهابيين" .. من الإرهاب أفظع .. وأكبر ألف مرة!

*حكام إيران بعد حادث المنصة يبدون كالدجاجات الذبيحة!!

*أردوغان يسجن 61 ضابطا قبل خضوعه بتسليم الجاسوس الأمريكي..!

*أخيرا.. "العناني" يوفد لجنة لمعرفة حكاية آثارنا المحترقة في البرازيل!

*لافتات الإعلان عن الدروس الخصوصية ألا تحتاج إلى التدخل الأمني قبل التعليمي..؟؟

عندما نشأت الأمم المتحدة يوم 26 أكتوبر عام 1945 كانت مصر من أوائل الدول المؤسسة لهذا الكيان الدولي الجديد والذي حل محله ما كانت تسمى بعصبة الأمم والتي ثبت فشلها في حل كثير من المشكلات الدولية.

لذا.. فقد علق المجتمع الدولي آمالا كبيرة على المنظمة الوليدة التي نص ميثاقها على منع النزاعات ورفض الحروب وتركيز الجهود على إقرار السلام في شتى أرجاء المعمورة..!

لكن.. للأسف.. لم تستطع الأمم المتحدة تنفيذ تلك الأهداف بسبب الظروف المعقدة التي مرت بها بلدان مثيرة شغلتها الحروب الباردة فيما بينها.

وبالتالي يمكن القول إن هذه المنظمة العالمية لم تحرز نجاحا مائة xالمائة .. كما أنها لم تفشل أيضا بنسبة عالية..!

ويحسب لها الحرص على عقد جمعيتها العامة التي ينص عليها ميثاقها بصفة دورية سنويا وهي الجمعية التي تعد بمثابة مؤتمر  موسع يلتقي خلاله الزعماء الذين يتناقشون مع بعضهم البعض ويتحاورون ويحاولون صياغة الحلول للمشاكل والأزمات سواء الطارئة أو غير الطارئة.

***

ولقد آثرت مصر على مدى الثلاثة وسبعين عاما الماضية  حضور اجتماعات الجمعية العامة سنويا دون تفويت سنة واحدة.

وها هي تشارك هذه الأيام ممثلة في رئيسها عبد الفتاح السيسي حيث جذبت الانتباه وامتدت إليها الأبصار وتلك عادتها في أي محفل دولي لاسيما خلال السنوات القليلة الماضية.

تتميز مصر .. بحضورها الدائم الذي لا يستطيع أي ذي عينين إغفاله أو التغاضي عنه.

إنه حضور مدعم بتاريخ تليد طويل وفكر ثابت ..و..وقوة وشجاعة يحسب لهما ألف حساب.

توجهت مصر إلى نيويورك وشعبها آمن مستقر .. تتحسن معيشة أبنائه يوما بعد يوم .

بديهي.. العالم كله يتابع .. ويقارن ويقرأ.. ويسمع.. ويمحص .. لتصبح الحقائق هي المعيار الوحيد.. "والمانشيت" الذي لا يقبل جدلا أو مناقشة .

تذهب مصر إلى نيويورك .. وهي موشحة بأعلام النصر على الإرهاب الذي أوشكت على قطع دابره تماما.. في وقت ما زال فيه كثيرون .. يعانون من ويلاته .. ومن هوس مخططيه ومنفذيه.

من هنا.. لم يكن غريبا أن تشهد أروقة وقاعات الأمم المتحدة مقر الوفد المصري وقد تحول إلى حلبة نقاش حول هذا الإنجاز الذي حققه المصريون وكيفية الاستفادة من تجربتهم الجريئة والشجاعة.

يعني ذهبت مصر إلى نيويورك وشعبها يتمتع بالأمان والأمن والاستقرار في نفس الوقت الذي تتحسن فيه معيشة أبنائه يوما بعد يوم.

على الجانب المقابل حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على سرد وقائع التجربة الفريدة في كل لقاء يعقده سواء مع الزعماء أو رؤساء المؤسسات والمنظمات الدولية سياسية كانت أو اقتصادية .

***

وتعالوا نتبين الفارق بيننا وبين الآخرين .. أو بعض الآخرين..!

هناك من جاءوا ليتحدثوا بلغة غيرهم وهم يعرفون ذلك في قرارة أنفسهم ومعهم أو على بعد خطوات منهم من يشعرون بالخوف والذعر في داخلهم .. أو من يخشون فقدان مقاعدهم عند العودة إلى بلادهم .. وتلك ولا شك مشاهد قديمة منذ نشأة الأمم المتحدة مع اختلاف الظروف والعصور.. و.. والشخوص..!

***

من هنا.. عندما أراد بعض فلول عصابة الإرهاب ممارسة شيء من تصرفاتهم المقيتة أمام مقر الأمم المتحدة .. نظر إليهم الغادون والرائحون نظرات ازدراء واحتقار لسبب بسيط أن " مظهرهم العام" ينم عن مدى شرذمتهم.. وزيغ عيونهم فضلا عن عددهم الذي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وليس اليدين..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن فزع"الإرهابيين"من الإرهاب .. أفظع وأكبر من غيرهم..!

وأعني بذلك ملالي إيران الذين أفقدهم حادث منصة الأهواز أعصابهم .. وجعلهم يتصرفون كالدجاجات الذبيحة .. فتارة يوجهون الاتهام إلى جيرانهم من دول الخليج.. وتارة أخرى إلى بعض الدول الأوروبية وفي النهاية استقروا على أن أمريكا هي التي وقفت وراء الحادث الأمر الذي دفع الرئيس ترامب إلى تكرار تهديداته بصورة أعنف وأشد مطالبا الإيرانيين بمعالجة شئونهم الداخلية قبل أن يلقوا التهم جزافا بغير علم وبلا روية أو تأنٍ..!

وبصراحة عنده حق .

***

ولعل ما يؤكد نفس السياق .. ما فعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا.

طبعا .. نحن نعرف حكاية القس الأمريكي أندرو برانسون المتهم بالتجسس والمحتجز في تركيا .. وكم حاول أردوغان ارتداء ثياب البطولة رافضا الإفراج عنه.. بل مجرد الحديث بشأن قضيته ..!

فجأة.. أخذ الحماس الزائد يفتر يفتر..ويقولون إن أنقرة أبلغت واشنطن عبر طرف ثالث نيتها إطلاق سراح القس المحتجز..!

.. وحتى يشغل أردوغان الرأي العام ويذهب به إلى اتجاه غير الاتجاه .. قام أمس بإعلان حركة فصل جماعي لـ61 من ضباط الجيش وحبسهم وكأنه يحذر الآخرين.. من أن ينبسوا ببنت شفة ..وإلا نالوا ذات المصير .. لينطلق بعد ذلك "القس" حرا طليقا إلى بلده" حيث ينتوي الرئيس ترامب استقباله وإقامة حفل تكريم له..!

و..و..وليخسأ الوالي التركي الجديد.. ويكف عن مكابرته الزائفة وعناده المتأرجح يمينا وشمالا..!

***

والآن.. نعود إلى آخر تطورات الأحداث في مصر.

منذ نحو عشرة أيام أثرت حكاية احتراق آثارنا في البرازيل وتساءلت عن الإجراءات التي ينبغي على وزارة الآثار اتخاذها..!

واليوم.. وبعد أيام الصمت هذه .. أعلن د.خالد العناني وزير الآثار عن تشكيل لجنة تسافر البرازيل للتعرف على الحقيقة..!

والسؤال:

هل سفر اللجنة يكفي..؟؟ أم أن الأمر يتطلب دراسة وضع هذه الكنوز المحترقة..؟

هل كنا نعرف عنها شيئا.. وهل هي موثقة في سجلاتنا .. ثم..ثم .. من المسئول عن ترحيلها إلى آخر بلاد الدنيا؟

والأهم.. الأهم .. وماذا عن الحالات المماثلة وأحسب أنها كثيرة وعديدة..!

كل تلك التساؤلات في انتظار الرد عليها .. ردودا نرجو أن تكون حاسمة ومقنعة..!

على الجانب المقابل .. وبعد أيام من بدء العام الدراسي الذي يشهد أولى مراحل تطوير التعليم.. نفاجأ بلافتات معلقة في الشوارع معلنة في تحدٍ صارخ عن "ملك الكيمياء".. وأستاذ الفلسفة.. وإمبراطور الرياضة.. وتلك كلها صفات لقبضايات الدروس الخصوصية التي كنا نأمل أنها في سبيل الانزواء.. أو الاختفاء بعد الجهود الخارقة التي يبذلها وزير التعليم من أجل إيجاد أجيال تعتمد على عقولها وعصارة فكرها لا على تلقين زائد و"حفظ" جامد متبلد..

وأنا شخصيا أرى أن الظاهرة أصبحت تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى مواجهة أمنية لنزع هذه اللافتات المستفزة من الشوارع ونترك وزير التعليم للمهمة الصعبة التي تصدى لها عن رضا وطيب خاطر.. ونحن في الانتظار..!

***

أخيرا .. اخترت لك هذه الأبيات الشعرية كمسك الختام:

نحن الجنود .. أبناء الأسود

أبناء من عبروا وحطموا القيود

نعاهدك يا مصر بأن نكون

فوق الجبال تحت التلال أمامها أسود

سفينة الحق تجري .. تحمي السلام

تبث الأمان.. ترعى الورود

شعارنا للمجد.. للعلا الصعود

لن نخاف الموت وبدمائنا نحمي العهود

وإذا العدو يوما تطاول

فنحن يا مصر الصمود

بالعمل.. لا بالغرور

***

و..و..وشكرا