سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " الأثرياء لا يجاملون علي حساب "فلوسهم"

بتاريخ: 29 سبتمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* الأثرياء لا يجاملون علي حساب "فلوسهم"
* أكبر رجال أعمال أمريكا .. يدلون بشهادة حق لصالح الاقتصاد المصري
* كلهم يتمنون زيادة استثماراتهم .. وهم مطمئنون 
* التعاون المشترك في صناعة الدواء .. يسهم في حل الأزمة
* وزير الدفاع يشارك بنفسه في التدريبات
.. والسؤال: كم من وزير أو محافظ فكر في تعليم نفسه بنفسه .. أو تعليم مرءوسيه؟
الخدمة العامة عند غادة والي .. هل هي واقع عملي .. أم مجرد تصريحات؟
* أخيراً تبرير طريف من ترامب:
لقد كنا نضحك معاً .. ولم يضحكوا عليّ .. إنها صحافة التزييف!!
* رئيسة وزراء نيوزيلندا .. شدت الانتباه بطفلتها وزوجها "الحنون" وليس بحديثها!
حقيقة اقتصادية متعارف عليها.. صاحب رأس المال.. يستحيل أن يفرِّط فيه إلا إذا تأكد من وضعه علي الطريق الصحيح.. فالثروة التي بذل الجهد والتعب والعرق في سبيل جمعها.. لا تضيع أبدا هباء مهما كانت الأسباب والمبررات.. واستنادا إلي نفس تلك المفاهيم.. فإن المستثمر لا يغامر بالذهاب إلي أي بلد غير بلده إلا بعد التيقن من أن مناخ هذا البلد.. آمن ومستقر.. وجاذب.. وليس طارداً. 
من هنا.. عندما يجمع أغني أغنياء العالم.. وأضخمهم استثمارا علي أن مصر باتت بالنسبة لهم.. المكان المفضل للعمل الجاد.. وبالتالي الربح المضمون.. فقطعا هذا لم يأت من فراغ بل نتاج تجارب عملية واقعية. 
*** 
ولقد شهد هؤلاء المستثمرون الكبار والكبار جدا.. أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.. بأنهم متواجدون في مصر وأيضا قادمون إليها.. وهم موقنون مقدما.. بأن "ملياراتهم" سوف تأتي لهم بمثلها في نفس الوقت الذي ينضمون فيه إلي عجلة اقتصادها الذي ينمو.. ويتحرك.. ويحقق تقدما يوما بعد يوم. 
مثلا.. عندما يقف رئيس شركة أباتشي ليدلي بشهادته معلنا أن هذه الشركة العريقة والغنية جدا.. قد ضخت 13 مليار دولار في مصر منذ عام 2014 حتي الآن.. وفي سبيلها لضخ المزيد. 
عندئذ.. لابد أن ينصت كافة المستثمرين في شتي بقاع الأرض صغيرهم.. وكبيرهم.. لأن " أباتشي" عندما تفعل ذلك.. فلابد أنها واثقة.. ومطمئنة .. و.. ومتفائلة بالمستقبل. 
نفس الحال بالنسبة لشركة بوينج.. الشركة العملاقة في صناعة الطائرات التي أعلنت علي لسان رئيسها أنها تجد في مصر الأرض الخصبة للاستثمارات التي تناسب نشاطها.. فإنها أيضا تبلغ رسالة .. لباقي الشركات سواء المماثلة أو الأقل حجما للذهاب إلي هذا "البلد" الواعد الذي كان قد تعرض بعد أحداث 25 يناير عام 2011.. لهزات عنيفة.. أجبرت المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال علي الابتعاد..! 
ولقد شجع الرئيس السيسي هؤلاء الكبار أكثر وأكثر عندما قال إن نسبة عائد الاستثمار في مصر تبلغ 20% وأحيانا تصل إلي 30%. 
طبعا.. هنا سال اللعاب.. لتعلن مجموعة من كبري شركات تصنيع الدواء عن مضاعفة استثماراتها قريبا وقريبا جدا.. وعلي الفور التقط الرئيس السيسي الخيط ليعلن استعداد مصر لتقديم المساعدة والعون في هذا المجال. 
بكل المقاييس .. مع مرور الوقت.. سوف تختفي تلقائيا أزمة الدواء.. ولن يعاني الناس من نقصه أو نقص أنواع منه.. بل وحتي من ارتفاع سعره لأن سياسة العرض والطلب وقتئذ.. هي التي ستحكم السوق. 
لذا.. توقعوا.. أن تشهد مصر خلال فترة زمنية قصيرة مقبلة نشاطا اقتصاديا غير مسبوق.. بعدها سوف تصبح ثمار الإصلاح الاقتصادي في متناول يد الجميع.. ومن بينهم الذين طالما تساءلوا .. متي.. ومتي.. 
ها هي الإجابة تأتيهم علي أرض الواقع بكل أسانديها وحيثياتها. 
*** 
في جميع الأحوال.. فإن الله سبحانه وتعالي لا يضيِّع أجر من أحسن عملا.. فمن جد واجتهد.. لابد أن يحقق النجاح ويحصد أعلي الدرجات. 
وبالمناسبة.. فقد لاحظت ومعي غيري كثيرون - ولا شك- أنه منذ تعيين الفريق أول محمد زكي وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة.. لا يكف عن مشاركة أبنائه من الضباط والجنود التدريبات العسكرية.. ومادام الأمر هكذا.. فلابد أن تلك التدريبات لا تنقطع صباحا ومساء. 
ولعل نهج وزير الدفاع يفرض سؤالا تلقائيا: 
X كم من وزير أو من محافظ فكر في تدريب أو تعليم نفسه بنفسه بعد توليه المنصب..؟ 
نعم.. لقد أنشأنا مؤخرا الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب والتي تستهدف خلق شباب يقود الحاضر نحو المستقبل بفكر وعقول مستنيرة.. فهل الوزراء والمحافظون قبل تعيينهم قد التحقوا بتلك الأكاديمية..؟! 
ثم.. ثم .. لو افترضنا أن ذلك كذلك .. فهل يعمل الوزير أو المحافظ بعد تعيينه علي تعليم نفسه بنفسه وتحديث نفسه بنفسه أم يفوز بالمنصب وكفي؟! 
ألا ينبغي علي الوزراء والمحافظين وضع برامج تدريب متكاملة لمعاونيهم ومرءوسيهم بحيث يكونون دائما متابعين.. لما يجري.. فاهمين.. وواعين .. وقادرين بحق علي تحمل المسئولية..؟! 
تلك كلها أسئلة تحتاج إلي إجابات وردود. 
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فقد تعرضت منذ أسابيع.. قليلة لأزمة الأمية والتي قلت عنها: نحن نربأ بأنفسنا أن يكون بيننا أمي واحد.. وتساءلت عن قانون الخدمة العامة الذي ينص علي أن تتولي الفتيات بالذات تعليم الأميين. 
بالأمس.. قرأت تصريحا لغادة والي وزيرة التضامن تقول فيه إن وزارتها كلفت دفعة جديدة من خريجي الجامعات بأداء الخدمة العامة لمدة عام اعتبارا من أول أكتوبر المقبل! 
وماذا عن الدفعات القديمة -يا سيادة الوزيرة- وهل بالفعل أدي أفرادها واجبهم نحو المجتمع كما ينبغي أن يكون ومن بين هذه الواجبات - في رأيي- لابد وأن يكون علي رأسها تعليم الكبار القراءة والكتابة..! الأمر الذي تؤكد الشواهد والدلائل أنه لم يحدث..! 
*** 
أخيراً.. دعونا نمر سريعا علي بعض وقائع الجمعية العامة للأمم المتحدة لاسيما الطريفة منها التي شدت انتباه الجماهير..! 
جاكنيدا أردن رئيسة وزراء نيوزيلندا جاءت إلي اجتماع الجمعية العامة وبصحبتها طفلتها الرضيعة التي تبلغ ثلاثة شهور فقط.. 
وقفت رئيسة الوزراء تلقي كلمتها بينما عيناها علي الرضيعة "نيفي" التي تكفل والدها زوج رئيسة الوزراء بحملها وهدهدتها.. وما أن فرغت جاكنيدا من خطابها حتي هرعت إلي الابنة العزيزة لتداعبها.. وكأنها تعتذر لها علي الغياب عنها هذه الدقائق..! 
طبعا.. هذا المشهد هو الذي استرعي الانتباه.. أما ما جاء من عبارات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فلا أعتقد أنه شغل بال أحد سواء من الحاضرين أو غير الحاضرين ..! 
*** 
كذلك.. الرئيس الأمريكي ترامب وجه عتابا شديد اللهجة للصحافة والإعلام متهما إياها -كالعادة- بالزيف.. بسبب ما نشر وما أذيع حول ضحك زعماء العالم أثناء إلقاء ترامب كلمته. 
قال الرئيس: إنهم لم يضحكوا عليّ.. بل كنا جميعا نضحك مع بعضنا البعض. 
وأيضا.. لم يسلم تبرير ترامب من التهكم والسخرية من نفس الأعداء التقليديين. 
*** 
في النهاية تبقي كلمة: 
مهما تعددت السيناريوهات.. ومهما اختلفت الرؤي.. ومهما تباينت السياسات.. تبقي الاجتماعات الدولية.. أو الإقليمية.. أو المحلية من أهم وسائل تقريب البشر لبعضهم البعض.. ليصدق قول الحق سبحانه وتعالي : "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" . 
أما بعض الثغرات هنا أو هناك أثناء مراحل التطبيق العملي.. فتلك كلها ظواهر طبيعية.. المهم ألا تستفحل وألا تستشري وأن تجد العلاج اللازم أولا.. بأول..! 
مواجهات 
* لا تظن أن "الهمس" يمكن أن يضمن لك الحفاظ علي حبك. 
بالعكس.. كلما جاهرت بهذا الحب وأعلنته علي الملأ.. يمكن أن يستمر أطول فترة ممكنة..! 
جرب.. وتعال لتبلغني النتيجة!! 
*** 
* بعد أول يوم دراسي.. جاءتني " سفيرة¢... ساقها مكتب التنسيق إلي كلية الحقوق لتفاجأ وهي تدخل المدرج الكبير.. بكم هائل من مختلف الوجوه..! 
أصابها الفزع للمرة الأولي.. لكن بعد ثالث محاضرة بدأت تسترد أعصابها.. لتضع عينيها علي "فضل الله"! 
* ومن فضل الله؟ 
x إنه حبيبي وحياتي وتاج رأسي. 
* وهل تعرفينه من قبل؟ 
X أبدا.. لكني رسمته في خيالي . 
* وماذا لو كنت التحقت بكلية غير الحقوق.. الآداب مثلا.. أو التجارة؟ 
X قطعا كنت سألتقي به لأنه قدري..! 
لم تكد تمر ساعات قليلة حتي جاءني صوتها عبر الهاتف وهي تبكي وتنتحب. 
X تصور حبيبي فضل الله.. أو من كان حبيبي.. نهرني.. وسبني.. وضربني بالقلم.. لأنني تجرأت وذكرت اسمه علي لساني..! 
X تستاهلي.. ألف مرة.. ومرة..! 
*** 
* بعث لي مفكر وسياسي عربي بهذه اللقطات أو الحقائق الساخرة: 
X العرب أول من اخترعوا البوصلة وأول من أضاعوا الطريق. 
X العرب أول من اكتشفوا الدورة الدموية .. وأكثر من سفكوا ما في الأوردة. 
X العرب أول من اخترعوا الصفر.. ومازالوا تحته..! 
*** 
* سوء الظن قد يجعلك تتخيل ما لا يوجد وحسن الظن قد يجعلك تتجاهل ما هو مؤكد. 
*** 
* الدولة هي كائن حي له طبيعته الخاصة.. يحكمها قانون السببية وهي مؤسسة بشرية طبيعية وضرورية وهي أيضا وحدة سياسية واجتماعية لا يمكن أن تقوم الحضارة إلا بها. 
¢من مقدمة ابن خلدون" 
*** 
* وهذا هو مسك الختام.. 
قال نزار قباني في بعض أشعاره الفريدة: 
ربما لم أعشقك حتي الآن لكن ربما يضرب الطوفان شطآن حياتي 
ويجيء البحر من كل الجهات 
ربما يجتاحني الإعصار في يوم غد 
ربما بعد غد.. 
ربما في أشهر أو سنوات 
فاعذريني إن تريثت قليلا.. 
أنا لم أعشقك حتي الآن.. لكن 
سوف تأتي ساعة الحب 
التي لا ريب فيها 
ونسير في البحر أسماكا علي نهديك 
لم تنظريها 
وسيهديك كنوزا قبل لم تكتشفيها 
سيجيء القمح في موعده 
وستنساب الينابيع وتخضر الحقول 
فاتركي الأشجار تنمو وحدها 
واتركي الأنهار تجري وحدها 
فمن الصعب علي الإنسان تغيير الفصول 
*** 
.. و.. وشكراً