*انتهت اجتماعات الجمعية العامة لتنتعش نيويورك أكثر وأكثر
ويبقى الآخرون على ما هم عليه
*أصاب الرئيس السيسي عندما تساءل عن مصداقية الأمم المتحدة *بدأت أولى محاولات الإصلاح.. ولكن:
جاءت "قطر" على رأس قائمة مساندي الإرهاب
ليستمر المبعوثون الأمميون .. في مهمتهم التي أفقدوها.. الموضوعية والحيادية
انتهت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ..لتدور عجلة العالم بنفس"الرتم البطيء"الذي كانت عليه قبل الاجتماعات.. الأثرياء يمضون في طريقهم .. يعملون.. وينتجون ..ويحصدون وإن كان منهم من يعتمد فقط على ما تدره عليه مدخراته واستثماراته من عوائد ضخمة والفقراء ينحتون في الصخور سعيا لحياة أفضل وإن كان منهم أيضا .. من تعود على الاتكالية والاسترخاء انتظارا لما تسقطه عليه الأشجار من رطب جني.
ثم هناك من هم على خطوط التماس بين هؤلاء وأولئك والذين يقنعون لاسيما الأغلبية العظمى منهم بما قسمه الله لهم..!
أما المستفيد الأكبر من اجتماعات الجمعية العمومية فهي مدينة نيويورك التي تحقق كل يوم طفرة اقتصادية هائلة تزيد على ما هي فيه من ثروات ونعيم..!
تصوروا هذه المدينة يزورها وحدها كل عام خمسون مليون سائح ويهبط مطارها الرئيسي مطار جون إف كنيدي مليون راكب يوميا ومثلهم يغادرون إما إلى باقي الولايات الأمريكية .. أو عواصم ومدن العالم.. وتتوقع هيئة مواني نيويورك ونيوجرسي زيادة العدد خلال الشهور القادمة.
ليس هذا فحسب .. بل إن نيويورك لا يكفيها أنها تضم ما يقرب من 500 بنك وبورصتها تلتهم في نشاط باقي البورصات الأمريكية فضلا عما يزيد على ألف من شركات التأمين .. ومع ذلك يقولون هناك: هل من مزيد..؟
يعني باختصار شديد.. وجود مقر الأمم المتحدة في قلب مدينة نيويورك إنما يجلب لها الخير الوفير ومعها معظم الولايات الأمريكية إلى جانب الثقل السياسي الدولي بطبيعة الحال..!
***
على الجانب المقابل .. فإن الأمم المتحدة ذاتها ينبغي أن تدرك وتعي أن متطلبات الشعوب التي تمثلها يستحيل أن تقف عند زاوية محددة ..بل هذه الشعوب منها من يعاني من أزمات ومشاكل كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية .. إذا لم يتم وضع الحلول الفاعلة لها فإن السلام والأمن الدوليين اللذين أنشئت الأمم المتحدة للحفاظ عليهما سوف يتعرضان لأخطار محدقة إن آجلا أو عاجلا.
***
من هنا.. فقد أصاب الرئيس عبد الفتاح السيسي كبد الحقيقة تماما عندما وقف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة طارحا رؤية شاملة لاستعادة مصداقية المنظمة الدولية.. ويسأل في صراحة ووضوح: "كيف نلوم عربيا يتساءل عن مصداقية الأمم المتحدة وما تمثله من قيم في وقت تواجه فيه منطقتنا مخاطر التفكك وانهيار الدولة الوطنية لمصلحة موجة إرهابية وصراعات طائفية ومذهبية تستنزف مقدرات الشعوب..؟!".
***
وللأسف فقد تمكنت هذه السلبية التي تعيشها الأمم المتحدة .. من أن تنحرف بها عن طريق الحيادية والموضوعية وتلك كلها مبادئ المفترض أنها أنشئت للمحافظة عليها..!
مبعوثو الأمم المتحدة الذين أوفدتهم إلى اليمن من أجل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أن يستولي الحوثيون الإرهابيون -عملاء إيران وحزب الله - على السلطة ويعيثون في الأرض فسادا..
هؤلاء المبعوثون.. أخذوا يروحون ويجيئون ويضيعون الوقت سدى وفي النهاية أصدروا تقريرا بالغ التحيز لعصابات الإجرام وكأنهم جاءوا للدفاع عنهم.. وليس عن جموع الشعب اليمني الذي يئن ويتوجع من ممارساتهم البغيضة على مدى أكثر من خمس سنوات.
بديهي أن ترفض حكومة اليمن.. ومعها دول تحالف دعم الشرعية التقرير " المشبوه " والمريب في نفس الوقت الذي طالبت فيه ومعهم مصر بعدم التجديد لواضعيه في محاولة لوقف هذا التحيز الصارخ وسعيا لوضع خطوة ولو محدودة في طريق الإصلاح الذي بات ضروريا بعد كل ما يجري على الساحات الدولية والإقليمية والمحلية..!
للأسف جاءت هولندا تساندها كل من قطر وبريطانيا وسويسرا والبرازيل لتتقدم بمشروع قرار لمجلس حقوق الإنسان يقضي بالتجديد لمدة عام لهؤلاء المنحازين لحما ودما للإرهاب!
تصوروا إلى أي مدى تتحكم نزعات الشر في إدارة الأمم المتحدة وباقي مؤسساتها ووكالاتها المتخصصة.. ولعل أبلغ دليل تصدر قطر للموقعين على مشروع الضلال والزيف.
***
على أي حال.. في نهاية الأمر لن يصح إلا الصحيح.. وطالما هناك من يرفض الصمت على الخطأ ويصر على رفع صوته عاليا بكل الجرأة والشجاعة.. فتأكدوا أن الإصلاح قادم.. قادم..!
***
و..و..وشكرا