سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " روح أكتوبر بين روتينية الماضي.. وإبداع الحاضر.. وتألق المستقبل "

بتاريخ: 04 أكتوبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*روح أكتوبر بين روتينية الماضي.. وإبداع الحاضر.. وتألق المستقبل

*ظل المصريون مكتفين بما حققوه عام 1973.. وكأنه نهاية المطاف

*ثم..ثم.. جاءت النقلة النوعية وأيقنوا أن عجلة الوطن.. تحتاج إلى فكر وجهد وعمل.. حتى تنطلق إلى الأمام

*ها هم يستأصلون الأمراض ومعها جذور الشر ويقيمون الصروح في شتى أرجاء الوطن

*3تريليونات و580 مليارا.. ودائع البنوك.."صح".. أم العكس؟

*كلمة لأولئك المتصارعين في ملاعب الرياضة":

خذوا من فاجعة زميلكم صفوت عبد الحليم.. العظة والعبرة!

*اللبنانيون.. ينتفضون لإنقاذ صحافتهم الورقية xالإعفاء من رسوم التأمينات والضرائب والمحليات وفواتير التليفونات المحمولة.. والأرضية

*كتاب "دوجلاس بويد" الجديد.. هل كشف ما كان مستورا طيلة20 عاما .. أم أن القذافي كان بريئا من دم طائرة لوكربي..؟!

سوف يظل نصر أكتوبر عام 1973علامة ساطعة في تاريخ مصر والمصريين.. لأن ما حققوه لم يذهل العالم فقط.. بل أثبت أننا قوم يستحيل أن نقبل الهزيمة مهما طال الزمن.. ولا يهدأ لنا بال إلا إذا أخذنا القصاص من المعتدين وهذا ما حدث.

نعم.. تمر السنون.. وتمضي الشهور والأيام .. ومعجزة النصر لا تغيب عن ذاكرتنا ويستحيل أن تغيب.

لكن- على الجانب المقابل- طالما نادينا أو تمنينا أن تبقى روح أكتوبر هي المحور الأساسي لحياتنا..والفاعل الديناميكي لتغيير هذه الحياة نحو الأفضل دائما.

ودعونا نعترف بأنه قد جاء وقت وقد بدا علينا أننا مكتفون بما حققناه بقوتنا وإرادتنا.. وشجاعة أبنائنا البواسل.. وبالتالي ساد المناخ السياسي والاقتصادي ما يسمى بالهدوء الاستاتيكي وكأن لسان حالنا يقول: ليس في الإمكان أبدع مما كان.

***

ثم..ثم.. شاء قدر هذا البلد أن تحدث النقلة النوعية عام 2014 لنؤمن جميعا بأن عجلة الوطن تحتاج إلى فكر وجهد وعمل حتى تنطلق إلى الأمام وليس من المنطق في شيء.. أن نعيش حتى نهاية العمر نردد الأناشيد والأهازيج .. تاركين الفرصة لغيرنا لكي يتفوقوا ويتميزوا.

هذه النقلة النوعية تمثلت في صور عديدة أحسب أنكم جميعا تعيشونها وإن كنت أضرب بعضا منها على سبيل المثال:

Xإعلان الحرب على قوى الشر والإرهاب والأمراض في آنٍ واحد.

وقد يسأل من يسأل:

كيف يأتي الربط بين هذه وتلك..؟!

الإجابة ببساطة شديدة .. أن شعبا اختار مواجهة عدو شرس باغٍ ..واستطاع أن يحرز انتصارا هائلا ليس من الصعب عليه أن يقتلع مع جذور الشر .. فيروسات الأمراض التي طالما قضَّت المضاجع .. وهدت الكيانات وأصبح الإنسان نهبا للضعف والهوان وأيضا للذل والانكسار..!

وتعالوا نتوقف قليلا.. لنذكر أنفسنا بأنفسنا ونقول إن نجاحنا في القضاء على فيروس سي..يضاف إلى قائمة إنجازاتنا العديدة والمتنوعة على مدى هذه الفترة الزمنية القصيرة.. والتي تعد كأنها بمثابة أيام وليس سنوات.

ليس هذا فحسب.. بل يحسب لنا أن تغييرا جذريا في السلوكيات.. وفي العادات وفي التقاليد قد شمل الصغير والكبير منا.. فمن كان يتصور أن تقبل الجماهير بهذه الأعداد الغفيرة..هذا الإقبال الحر الاختياري على مراكز المسح والفحص الطبي وهم الذين كانوا حتى زمن قريب يحجمون أو يعجزون عن الذهاب للطبيب.. أو تناول الدواء..!

الآن.. الحمد لله.. الصعب قد أصبح يسيرا.. والمستحيل في سبيل تحوله إلى ممكن.

الأهم .. والأهم .. أن العائد الجسدي والنفسي وأيضا الاقتصادي والاجتماعي.. سيظهر بصورة أشمل وأوسع وأعم كلما خطونا خطوة في هذا الطريق الحضاري القويم.

***

أيضا.. لقد ظللنا ..نشكو ونتعجب .. بسبب الأهل والأحباب الذين تحاصرهم العشوائيات من كل جانب .. والذين يقيمون في أكشاك من الصفيح ..أو يتكدسون بالعشرات داخل غرفة واحدة..

الآن اقتحمنا الأزمة العاتية.. وأنشأنا المساكن الملائمة وأقمنا المدن الجديدة والتي من بينها ما نسمع عنها لأول مرة وهي مدن الجيل الرابع التي تعتمد- كما قالت وزيرة التخطيط والمتابعة- على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة والتي تبلغ تكلفتها 150 مليار جنيه ..

أعود لأكرر .. إن هذا لم يكن ممكنا أن يتحقق.. إلا بعد أن أدركنا بإيجابية وفعالية معنى روح أكتوبر التي تفرض مواصلة العمل والجهد والكد والاجتهاد .. وليس الخمول والكسل.. وتبادل الاتهامات بين بعضنا البعض..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد أصدر البنك المركزي بالأمس بيانا بدت فيه نبرات السعادة والافتخار بأن حجم الودائع في البنوك ارتفع ليصل خلال شهر يوليو الماضي إلى ثلاثة تريليونات و580 مليارا وهذا أزيد من الشهر الذي سبقه ..!

بصراحة.. لا أدري ما إذا كان ذلك يعد مؤشرا إيجابيا أم العكس..!!

أنا أتصور أن مبلغا بهذا الحجم الكبير يعني أن الناس تفضل الاحتفاظ بأموالهم التي تتحول تلقائيا إلى مجرد أوراق وأرقام.. بدلا من استثمارها في مشروعات اقتصادية وتجارية وزراعية وسياحية.

إن مثل تلك المشروعات إنما تدعم الاقتصاد.. وتعمل على تنشيطه أولا بأول فضلا عن توفير فرص العمل.

لذا.. لا أدري لمَ هذه البهجة من جانب البنك المركزي .. اللهم إلا إذا كانوا يعلمون ما لا نعلمه.

ولعلها فرصة لمناشدة البنوك تسهيل إجراءات القروض للمشروعات الصغيرة.. أو متناهية الصغر.. لأن ما يعلن على شاشة التليفزيون شيء.. والواقع شيء آخر.. فالعقبات التي يصادفها طالبو تلك النوعيات من القروض.. لا تكاد

تعد أو تحصى ..!

***

هذا التقرير من وجهة نظري يجب ألا يغفل ما يدور وسط الساحة الرياضية في مصر.

للأسف.. لقد حول هؤلاء الرياضيون أو الذين يسمون عرفا بذلك الملاعب التي يفترض فيها أنها أنشئت للتنافس الشريف.. وإظهار الملكات والمواهب وأيضا إمتاع الجماهير .

أقول حولوا تلك الملاعب إلى ما يشبه ميادين للقتال.. تدوي بين أرجائها أقذع أنواع السباب والشتائم.. والاتهامات التي لا نعرف من البريء فيها ومن المتهم.. ومن المدان!

بصراحة.. لقد تسببوا في أننا كرهنا كرة القدم بالذات ولم نعد نريد مشاهدة مبارياتها طالما هم مشاركون فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

في نفس الوقت فإني أنصحهم بأن يقفوا معا وقفة مع النفس.. ليتأملوا عسى أن يتعظوا ويعتبروا مما آل إليه مصير زميلهم السابق صفوت عبد الحليم الذي لقي حتفه إثر فاجعة مؤلمة لم تخطر أسبابها ونتائجها على بال أحد.

أفيقوا أيها المتصارعون.. المتناحرون.. المتقاتلون.. فالحياة زائلة.. ولا يبقى للإنسان سوى السيرة العطرة.. والسمعة الطيبة .. والإخلاص لعمله ووطنه وأبناء وبنات هذا الوطن.

***

ولنعبر الحدود قليلا لنصل إلى لبنان .. هذا البلد العربي الذي يعيش حالة سياسية نادرة .. حيث يعاني من وجود دولة داخل الدولة.. أي حزب الله الذي يتصرف أمينه العام حسن نصر الله.. وكأنه المسئول الأوحد..

ولبنان أيضا.. هو الذي يضرب أهله كل يوم كفوفهم بكفوف بعضهم البعض.. نظرا لوجود رئيس حكومة بلا حكومة حيث مازال سعد الحريري عاجزا حتى الآن عن الوصول إلى توليفة الوزراء التي ترضى جميع الأطراف.

لبنان هذا رغم كل ما فيه من أزمات ومشاكل إلا أنه بدأ ينتفض لإنقاذ صحافته الورقية بعد أن أخذت تتساقط أوراقها الواحدة تلو الأخرى.. حيث أغلقت كلٌ من صحف السفير والأخبار والأنوار أبوابها .

الآن تعقد الاجتماعات وتطرح الاقتراحات والأفكار والآراء.. بغية الوصول إلى حل  ويبدو أنهم اتفقوا على أسس محددة أهمها إعفاء الصحف من اشتراكات التأمينات والضرائب ورسوم البلدية" المحليات" وفواتير التليفونات المحمولة والأرضية إلى جانب تكليف رجال الأعمال الذين تزيد أرباحهم على مائة مليار دولار بتجنيب 5 % من هذه الأرباح لصالح الصحف..!

والله أعلم ما إذا كانت هذه الخطوط العريضة سوف يتم تنفيذها أم لا ودعواتنا للصحافة المطبوعة في كل مكان أن تسترد عافيتها لا أن تموت كمدا وحزنا..!

***

أخيرا.. نأتي إلى حادث قديم جديد.

لنرجع إلى عدة سنوات للوراء.. وبالتحديد عام 1988 حينما انفجرت طائرة أمريكية فور إقلاعها من مطار هيثرو بلندن لتتحول إلى حطام وركابها إلى أشلاء تناثرت فوق قرية صغيرة اسمها لوكربي باسكوتلندا.

 نتج عن الحادث البشع مصرع 256 راكبا و11 آخرين من سكان لوكربي..!

وقتئذ .. تركزت أصابع الاتهام على ليبيا وحاكمها معمر القذافي وصدرت أحكام رادعة ضد اثنين من مواطنيها مع فرض عقوبات اقتصادية بالغة الصرامة.

أمس.. أصدر المؤلف الأمريكي دوجلاس بويد كتابا فجر من خلاله رواية تفوق في صداها حادث الطائرة ذاتها.

يقول بويد إن مرتكب الحادث البشع هو آية الله الخميني المرشد  الأعلى الراحل لإيران الذي كلف وزير داخليته بالقيام بالمهمة والذي عهد بدوره إلى أحمد

 جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بوضع خطة التنفيذ الأخيرة..!

على أي حال.. فإن كتاب بويد يثير تساؤلين مهمين:

Xالأول: هل هو يكشف ما كان مستورا على مدى عشرين عاما ليتأكد أن ملالي إيران هم إرهابيون لحما ودما يستحقون العقاب الذي سبق أن وقع على القذافي لتضاف كارثة لوكربي إلى قوائم جرائمهم العديدة وبذلك ثبتت براءة الرجل بعد أن رحل عن الدنيا إثر مطاردة رهيبة من جانب أبناء شعبه..؟

.. الثاني: أن يكون الكتاب مدفوع الثمن حيث استخدم الأمريكان أو غيرهم مؤلفه ليزيدوا من قبضة إحكامهم حول رقبة حكام طهران أكثر وأكثر..

دعونا نرقب وننتظر.

***

وهذا مسك الختام.. تلك الأبيات الشعرية اخترتها لك:

لماذا: لماذا طريقنا طويل مليء بالأشواك

لماذا بين يدي ويديك سرب من الأسلاك

لماذا حين أكون أنا هنا تكون أنت هناك

أنا أحبك حاول أن تساعدني

فإن من بدأ المأساة ينهيها

وإن من فتح الأبواب يغلقها

وإن من أشعل النيران يطفيها

***

و..و..وشكرا