سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " أردوغان.. واقتصاده التركي المستقل..!"

بتاريخ: 15 أكتوبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أردوغان.. واقتصاده التركي "المستقل"..!

*الليرة انتصرت قبل غيرها في قضية القس برانسون

*عقوبات "ترامب" أجبرت أردوغان على الخضوع .. والاستسلام..!

والآن.. ماذا عساه أن يفعل مع الطلب الأمريكي الجديد بالإفراج عن محتجزين آخرين..؟

من شاهد أو استمع إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء حديثه في أي مناسبة من المناسبات عن القس الأمريكي برانسون المتهم بالتجسس على بلاده لصالح أمريكا.. لاعتقد أن الرجل قادر على خوض المعركة حتى نهايتها وأنه عصيٍّ على الخضوع أو الاستسلام..!

وعندما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض العقوبات ضد تركيا إذا لم تطلق سراح مواطنها دون قيد أو شرط .. وقف أردوغان ليؤكد أن اقتصاد بلاده متين وأنه لا يعبأ بمثل تلك العقوبات الساذجة..

وبعد أن أخذت عملة تركيا "الليرة" في الانخفاض يوما بعد يوم .. هز الرئيس كتفيه.. رافعا صوته بأن الانخفاض"عرض طارئ" والعملة قادرة على استعادة عافيتها مستقبلا..!

وعندما سئل أردوغان مرة: هل يوافق على مقايضة برانسون بفتح الله جولن المقيم في أمريكا.. استشاط غضبه قائلا:

حتى ولو سلموا جولن.. فلن أفرج عن برانسون لأن "الأول" شريك في عملية الانقلاب التي وقعت عام 2016 وهذا ذنب لا يغتفر.. والثاني متهم بالانضمام لجماعة إرهابية والتجسس لصالح دولة أجنبية .

ثم استطرد أردوغان: حتى ولو سلموا جولن..فإن برانسون سيظل عندنا وفقا لأحكام القضاء التي لا يتدخل فيها أحد.

***

بالأمس صمت أردوغان ولم يتحدث بعد أن تم الإفراج عن القس المتهم.. وركوبه الطائرة بينما أعلن ترامب أنه سوف يستقبله فور وصوله..!

أما المفاجأة الأكبر التي صدمت الرأي العام التركي أن الشهود الذين سبق أن أدلوا بأقوالهم حيث أدانوا "المتهم" أبلغ إدانة هم أنفسهم الذين حضروا جلسة الإفراج الأخير ليعلنوا أمام القضاة أن شهادتهم السابقة لم تكن صحيحة وأنهم يتراجعون عنها..!

الأغرب.. أن الرئاسة التركية سارعت بإصدار بيان قالت فيه إن الإفراج عن برانسون يظهر أن تركيا دولة قانون وقضاءها محايد ومستقل الأمر الذي أثار سخرية وتهكم الكثيرين .. اللهم إلا قنوات التليفزيون التي يملكها ويديرها مصريون هاربون إلى تركيا وصادر ضدهم أحكام قضائية فهؤلاء غيروا –كالعادة- جلودهم فجأة .. مشيدين بقرار الإفراج وهم الذين كانوا حتى أيام قليلة يطالبون بالقصاص من برانسون بسبب علاقته بالإخواني المتشدد فتح الله جولن.

ولعن الله المنافقون في كل زمان ومكان .. لاسيما من ارتضوا لأنفسهم أن يعيشوا خارج وطنهم  مقابل حفنة دولارات تقذف بها في وجوههم شهريا مؤسسة الرئاسة التركية .. والأجهزة الأمنية..!

***

المهم.. وكعادة الأمريكان أو عادة ترامب شخصيا أنه دائما يطلب المزيد.. فبعد دقائق من استقبال برانسون حتى كان وزير الخارجية مايك بومبيو يصدر بيانا يطالب فيه تركيا بتسليم الأمريكيين المحتجزين لديها ومعهم مواطنون أتراك يعملون في البعثات الدبلوماسية الأمريكية..

X السؤال الآن:

ماذا ينتوي أن يفعله أردوغان مع هذا الطلب الأمريكي الجديد..؟؟

هل سيخضع مرة أخرى.. أم سيكابر لفترة معينة ثم يعود ليهتف "ماما أمريكا"..؟!

دعونا نرقب وننتظر.

***

في النهاية تبقى كلمة:

لقد ذكر الرئيس ترامب بأن علاقاته مع تركيا قد تقدمت خطوة.. لكن مازالت هناك خطوات أخرى قبل التفكير في رفع العقوبات عن البلد "الصديق" الذي هو عضو معنا في حلف الأطلنطي..

وفي جميع الأحوال.. فإن "الليرة" هي صاحبة الفضل في الإفراج عن القس برانسون وفيما عدا ذلك فإنها محاولات وتصريحات ثبت فشلها لاسيما بعد هذا الاستقبال الدافئ داخل البيت الأبيض للمواطن الأمريكي المفرج عنه والذي حضره كبار مسئولي الإدارة الأمريكية..!

***

و..و..شكرا