*لولا مبادرة الرئيس..
بإنقاذ الغارمين.. والغارمات
لظلوا حتى الآن.. وراء أسوار السجون!
*كانت- بحق- ظاهرة سلبية تهدد الاستقرار المجتمعي
*الآن.. من ينبه هؤلاء الذين فقدت قلوبهم الرحمة إلى أن ما يفعلونه.. لا يرضي الله ولا الضمير..؟؟
*..وأجهزة الإعلام.. أين دورها في تقديم النصح للضحية والجاني في آنٍ واحد..؟؟
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وهو متطلع دائما إلى الأفضل.. يريد بحكم غريزته البشرية أن يحيا حياة هانئة..ينعم خلالها هو وأولاده بالخير والجمال في آنٍ واحد.
في نفس الوقت.. فإن الإنسان لا يستطيع تحقيق ما يريد.. وهو جالس القرفصاء تحت أشجار النخيل ينتظر ما تساقط عليه من رطب جني..
لذا..فلابد أن يعمل.. ويجتهد.. وينتج..
على الجانب المقابل.. هناك في هذه الدنيا أيضا.. من جُبل على الاتكالية .. والتكاسل..والاسترخاء .
هذا النوع من البشر غالبا ما لا يجد ثمارا يجنيها.. ولا حتى نخيلا يجلس تحت ظلاله.
***
ومع ذلك.. فالإنسان بصفة عامة معرض في حياته لهزات وتقلبات قد لا تكون من صنع يديه .. بل هكذا يشاء قدره وإلا ما ضمت المجتمعات الغني والفقير .. والسعيد.. والشقي.. والجائع والشبعان..!
من هنا قد تفرض الظروف على المرء أن ينهج نهجا في حياته ربما لم يكن راضيا عنه.. أو حتى لم يتوقع يوما أن يكون هذا سبيله.. كما أن المجتمعات نفسها منها ما يعاني من اقتصاد بطيء النشاط.. وأخرى تشهد انطلاقات متوالية إلى الأمام يوما بعد يوم!
وبسبب ما شهدته مصر من أحداث 25 يناير عام2011 وما بعدها .. بل وما قبلها أيضا.. نشأت لدينا مشكلة اجتماعية بالغة الحساسية والتأثير.. هي مشكلة الغارمين والغارمات..والتي نتجت باختصار عن تفاعل عاملين أساسيين بالغي التناقض.. الأول حاجة الرجل.. أو المرأة إلى ما يلبي رغباتهما الضرورية سواء بالنسبة لهما أو لأولادهما.. والثاني.. وجود من يلبي هذه الرغبات بشرط أن يكون العائد متخطيا كل حدود القدرة .. بل والخيال أيضا..!
وبما أن الطرف الضعيف هو دائما الذي يخضع ويستسلم.. فلم يجد بدا من الانصياع للشروط الجائرة التي لا يقدر على تنفيذها بطبيعة الحال الأمر الذي يودي به إلى غياهب السجن..!
وهكذا..أخذت أزمة الغارمين والغارمات تتفاقم..
أنات من وراء الأسوار لا يكاد تسمعها أذن.. وقلوب قاسية فقدت الرحمة.. ويستمر أصحابها في ممارسة جبروتهم وسلطانهم .. حتى جاء الفرج..!
***
يوم15 يونيو من هذا العام أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي القرار رقم 260 لسنة 2018 الذي يقضي بالإفراج عن الغارمين والغارمات بعد أن تكفل صندوق "تحيا مصر" باعتماد 30 مليون جنيه لسداد ديونهم.
الأهم.. والأهم أن الرئيس أصدر توجيهاته لوزير الداخلية بأن تتم عملية الإفراج عنهم فورا حتى يمكنهم قضاء العيد مع أسرهم والذي يجيء موعده في اليوم التالي مباشرة.
***
بصراحة.. لولا مبادرة الرئيس.. ولولا إحساسه الفائق بهموم هؤلاء لظلت تلك المشكلة تمثل عبئا ثقيلا بين ثنايا بنيان هذا المجتمع.
ولقد أشعلت مبادرة الرئيس حماس بعض مؤسسات المجتمع المدني.. وأهل الخير.. الذين أخذوا يشاركون في تلك المهمة الإنسانية التي تأخرت كثيرا لا سيما وأن الرئيس قال بالحرف الواحد:
"نعمل دائما على تنفيذ إجراءات الحماية الاجتماعية للحد من مثل هذه الظواهر التي تمثل سلبا على الاستقرار المجتمعي".
***
الآن.. فإن ثمة سؤالين ينبغي طرحهما بكل وضوح وشفافية:
Xالأول: ألا يعود هؤلاء الذين فقدت قلوبهم الرحمة إلى رشدهم ويكفوا عن مثل تلك الممارسات التي لا ترضي الله.. ولا رسوله وتتناقض تناقضا تاما مع أبسط المعاني والقيم وقواعد الأخلاق..؟!
ألا يدركون أنهم لم يحققوا مكاسب تذكر من جراء الزج بضحاياهم في السجون..؟
وألا يتذكرون قول الحق سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم:" فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه".
وقوله أيضا: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس".
"صدق الله العظيم
يا ليت.. وألف يا ليت.. أن يعود هؤلاء إلى سواء السبيل..؟
Xالثاني: أين دور أجهزة الإعلام من صحف وإذاعة وتليفزيون من القضية برمتها..؟!
ألا تستحق أن تفرد لها مساحات.. ومساحات.. على الأقل من أجل توعية الناس.. الضحايا.. والجناة في آنٍ واحد.. فالضحية في حاجة إلى من يقدم له النصيحة تلو النصيحة.. والجاني.. لابد أن يفهم.. ويعي.. خطورة ما يرتكبه في حق نفسه.. وحق المجتمع.. وحق رب العالمين الذي حدد له طريق الخير.. وطريق الشر.. فاختار –للأسف- الثاني الذي هو في الأصل طريق الشيطان العدو المبين الذي لعنه الله.. وحذر من يتخذه وليا من دونه أن يخسر خسرانا مبينا..!
.. و..ولعل الرسائل جميعها تكون قد وصلت.
***
و..و..وشكرا