مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 16 ديسمبر 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*"السمسرة المشبوهة".. والفبركة المحرمة!

الإخوان السفاحون.. كلما ضاقت بهم الأحوال لجأوا إلى حيل النصابين والكذابين والقتلة!

*المحادثات التليفونية التي اخترعوها.. خلعت البقية الباقية من براقع حيائهم!

*الرئيس السيسي اطمأن من كفر الشيخ على تعليم الذكاء الاصطناعي

*نبه الطلبة والأساتذة:" لا مستقبل بلا رقمنة"

*المحافظ قام بالواجب.. فماذا عن الـ 1216 موظفا؟

*جلست في صالة العزاء وبعد ساعة اكتشفت أن شوقي السيد هو الذي رحل!

مهما دارت الأيام.. ومهما تحركت عجلات الزمن.. فإن جماعة الإخوان المسلمين المنحلة ومن يدورون في فلكها بات من الصعب عليهم الاستفادة من تجاربهم الشهيرة بل ومن المستحيل أن يغيروا جلودهم.. أو يخلعوا عنها الأغطية المقيتة لأنهم جبلوا على هذا السلوك المنحرف.. ولم يعودوا يعرفون سبل التعامل مع الأسوياء.. سواء أكانوا جمادا أو زرعا أو حيوانا أو إنسانا.. 

ولعل هذه الضربة الموجعة التي وجهتها لهم وزارة الداخلية بالأمس حملت في طياتها حقائق كثيرة إن كانت غائبة عنا إلا أنالعصابة  تتعامل معها في حقيقة الأمر على أنها واقع قائم بالتالي سوف يظلون يدفعون ثمن هوسهم وجنونهم وتهورهم.. إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..

جميع تلك الأسماء التي ضمها التشكيل العصابي مزورة وكل الشخصيات التي نسبوا إليها أحاديثتليفونية ليست إلا من نبت خيال أفراده فضلا عن كل التسريبات التي ادعوا زورا وبهتانا أن لها علاقة بما يلفون حوله ويدورون ليست سوى ركامات مفبركة من السهل أن يكشفها أي جهاز أمني أو حتى  طلبة كلية الشرطة الذين لم يخرجوا إلى حياتهم العملية بعد فما بالهم بواحد من أكفأ الأجهزة الأمنية على مستوى العالم هو الذي أسقط عنهم كل أقنعة الرياء والبهتان والضلال..!

*** 

المهم ليست تلك هي المرة الأولى التي يسلكون فيها هذا المسلك الرديء بل طالما اتبعوه في مناطق شتى من العالم وعندما يسقطون سقوطا مزريا إما يهربون أو يختبئون من الرعب لمدة تطول أو تقصر ليعودوا للظهور مرة ثانية وبكل بجاحة يدسون أنوفهم في كل المحرمات التي تمنعهاكافة الديانات السماوية وغير السماوية وكأن شيئا لم يحدث قط من جانبهم..

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنهم يمارسون أفعالا داخل الغرف المغلقة والأوكار المظلمة التي تقع في مفترق الطرق التي تحولها إلى زوايا ضيقة لا تسمح لمرور شخص واحد بعينه..

*** 

وهنا اسمحوا لي أن أروي لكم هذه الحكاية.

مرة كنت أجلس على مقهى شهير في شارع الشانزليزيه بباريس مع واحد من أصدقائي وفوجئت بشخص ثالث ذي لحية كثيفة وسروال قصير يفرض نفسه علينا ويجلس معنا على نفس المنضدة الصغيرة.

وضح منذ البداية أن الزائر الكريه يعرف الرجل الثالث الذي كان يجلس بجواري أو الذي مازال كذلك بالفعل.

المهم.. أخذ "وصفي" أو الأخ وصفي يتحدث ويتحدث حديثا مطولا.. لم يكد خلاله أن يوقف شفتيه العريضتين والمملوءتين بكل أنواع التلوث وأخذ يستعرض بطولات ومعارك وهمية ونماذج فتونة وأزعم أنني فهمت ما يريد توصيله لنا أو لي على الأقل.. وينحصر في أنه "سمسار" كبير له أعوان ومساعدون من كل الجنسيات ومن الرجال والسيدات وهو يحقق دخلا  في حدود 5000 يورو يوميا..!

عند هذا "الفاصل" استشعر مرافقي أنني بدأت أضجر وأملّ من هذا  الكائن الغريب فقام من جواري وأخذه في يده ثم دلف معه إلى خارج المقهى ومنها إلى الشارع مباشرة مع وعد بألا يعودثانية..!

جاء صديقي وقال لي ما جعلني أضرب أخماسا xأسداس حول هذا الرجل وأمثاله.. ممن يزعمون أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واصفا العمل الذي يقوم به بأنه نوع من السمسرة..!

سمسرة إيه يا رجل .. لقد كشفت نفسك من اللحظات الأولى ولا أعرف لماذا لا تختشي على دمك..؟!

المهم.. سألت بدوري عن طبيعة هذا النوع من السمسرة فأجمع لي كل الذين يعيشون في باريس أنها سمسرة مفضوحة وفاجرة حيث هي أولا وأخيرا لا تعدو أن تكون اتجارا في أجساد ولحوم النساء..

هؤلاء هم إذن الذين يمثلون الشريحة الثانية من الإخوان يعني أناس سماسرة يرتكبون أقذع الجرائم وأسوأها على مدى تاريخ البشرية وآخرون لا يختلفون عنهم كثيرا إذ تخصصوا في تأليف حكايات وروايات ما أنزل الله بها من سلطان.. لاستغلال أطرافها أسوأ استغلال..!

*** 

على الجانب المقابل.. يثور سؤال مهم:

هل تتوقف البشرية عند "خطوط فاصلة" بحيثتمنع آلات التقدم من العمل فإما تتوقف تماما وإما تتحرك ببطء أو دون حماس؟!

الإجابة بالنفي طبعا.. فالله سبحانه وتعالى يريد للإنسان التقدم وغزو الفضاء وسبر أغوار المحيطات مما يحتم ضرورة تعلمه واكتسابه الخبرات حتى يبدد كل غيامات الظلام حوله أو أمامه أو خلفه ليصبح الإنسان كما أراده الله سبحانه وتعالى.. أرقى أنواع الكائنات وأكثرها علما.

والرئيس عبد الفتاح السيسي له موقف في هذا الصدد ينحصر في الوصول بهذا الإنسان إلى أضواء الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر المستقبل كله لكل الأجيال الحاضرة والقادمة.

إنه يقول: نحن نريد أن نقفز على الهوة التي أصابتنا من جراء التأخير في الوصول إلى هذا التقدم وبالتالي مطالبون بتعويض ما فات..

ولكي يشمل هذا التوجه كافة أرجاء الوطن فنحن نجد الرئيس وقد توجه أول أمس إلى جامعة كفر الشيخ ومركز البحوث وكلية الذكاء الاصطناعي ليعلن من هناك خطوات وتطورات الذكاء الاصطناعي الذي هو في الأساس العبور للمستقبل.

وبعد كفر الشيخ أحسب أن الرئيس سيقوم بزيارات لمحافظات أخرى ومراكز أبحاث فضلا عن الكليات المتخصصة مكررا ومؤكدا للطلبة والأساتذة سواء بسواء "لا مستقبل بلا رقمنة".

***

والآن ما رأيكم في التوقف أمام محاولات تحسين أحوال الموظفين الذين ليس أمامهم سوى أن يعدلوا من سلوكياتهم..

ثم.. ثم.. يمضي معنا هذا التقرير لنطرح من خلاله سؤالا بديهيا:

هؤلاء الـ1216 موظفا الذين قرر محافظ الجيزة ترقيتهم في مختلف المواقع بالمحافظة هل يجيدون استخدام الحاسب الآلي أم مازالوا مقيدين بالدفاتر الورقية وورق الكربون وأقلام الرصاص وما إلى ذلك..؟

أنا شخصيا أتصور أن المحافظ ما كان ينبغي أن يصدر حركة ترقيات إلا بعد أن يطمئن إلى أن رجاله قد قاموا بتطوير أنفسهم وتحديث شئون حياتهم أما إذا بقوا كما هم فلا جدوى ولا فائدة من ترقيتهم.

الأهم والأهم هل عرفوا مسبقا وقبل استلام أعمالهم الجديدة أن زمن "المحليات" إياها قد انتهى إلى غير رجعة أو في طريقه للانتهاء..؟

هذا بيت القصيد.

*** 

وأخيرا.. يسعدني أن أذكرك وأنت قارئي الأغر بأنني تعودت منذ نعومة أظفاري الصحفية أن أتشارك في المؤتمرات وألتقي بالمصادر في مكاتبهم ولا أمتنع عن الانضمام إلى رحلات اليوم الواحد أو الأسبوع لكن  ما ابتعدت عنه منذ البداية أن أكون صحفيا وحيدا ليس لديه استعداد أن يصادق أحدا أو يعزف لحنا موسيقيا لأحد وحتى الآن لم يتغير نهجي ولا أسلوبي في العمل ولا في طريقتي في التفكير وبالتالي عندما وجه لي الدكتور رابح رتيب رئيس الجمعية العلمية للتشريع الضريبي والدكتور عرفان فوزي الأمين العام للجمعية الدعوة لحضور المؤتمر الذي تعقده بعنوان "الاستثمار في مصر.. الواقع والمأمول" رحبت وحرصت على أن أحضر الاجتماعات في مواعيدها المحددة دون تأخير وأن أناقش وأن أستمع وأن أتحدث..

دون تحيز أو مجاملة.. لقد أجاد كل من د.رابح ود.عرفان في إدارة الجلسات وفي توثيق الروابط بين الأعضاء وفي فتح باب المناقشات بكل حرية واستفاضة في الأخذ والرد.. 

الأكثر والأكثر أن هذا المناخ شجع د.محمد معيط وزير المالية على أنيدلي بدلوه في أهم قضايا العصر الحاضرفجذب انتباه الجماهير وأثار إعجابهم وأنا منهم.

تحية للدكتور رائف ود.عرفان ووعد مني أن أكون عضوا فاعلا في هذه الجمعية بصرف النظر عن هوية انتسابي إليها.

المهم.. أن نكتشف ما هو جديد سواء داخل فؤادي أو بين ثنايا قلوب الناس.

*** 

أخيرا.. هذه لقطة إنسانية هزتني من الأعماق وانهمرت في سبيلها دموع عيني وارتجف جسدي مرات ومرات وكأن القلب ينخلع بسبب غياب هذا الصديقالذي دامت عشرته معي طويلا..!

أصدقك القول إن هذه الحال سبقه حال أكثر إيلاما وأشد ألما وقد كان ذلك يوم أن جاءني خبر الوفاة من الصديق عز الدين الصاوي طبيبالقلب الشهير والذي خط لنفسه أروع خرائط العلم والمعاملة الحسنة.

فاجأني د.عز -أطال الله في عمره- بنبأ وفاة صديقنا المشترك د.شوقي السيد الفقيه الدستوري ذائع الصيت والمبجلفجاءت الصدمة لتضرب الرأس والعنق دون هوادة أو رحمة..

ومر يومان والحياة تزداد ثقلا حتى جاءت ليلة العزاء..!

ذهبت إلى القاعة المعدة في مسجد أبو بكر الصديق في مصر الجديدة والذي كان حتى يوم وفاة شوقي السيد هو الذي يتولى شئونه..

دخلت الصالة وجلست على نفس المقعد الذي تعودت أن أجلس عليه بجانب د.شوقي السيد رحمه الله ود.عز أطال الله في عمره واستمريت أجول ببصري في ساحات الدنيا بحلوها ومرها وعند شمالها وجنوبها .. ولم أدر ماذا بي حتى تنبهت فجأة وأنا أردد بصوت خفيض: سلاما يا د.شوقي.

حقا سلاما.. سلاما لقد أدركت في نفسي أننا نحضر عزاء شوقي وليس أحدا آخر.. لا نعرف ما إذا كانت تربطنا به صداقة من أي نوع.. أو كان مجرد عابر سبيل في الدنيا قبل أن يحتل موقعه الأبدي في الآخرة.. رحم الله الجميع.. وطيب ثراهم وجعلهم في عداد الأولياء الصالحين وحسن أولئك رفيقا.

*** 

و..و..وشكرا