*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*المصريون يحتفلون بالأعياد.. "في النور".. معلنين تحملهم المسئولية
*يواجهون "كورونا" و"أوميكرون" بشجاعة وبعلم وإيمان عكس دول أوروبية والمغرب أغلقت أبوابها خوفا.. ورعبا!
*من التسلل عبر الأسلاك الشائكة.. إلى وظائف معلنة ومربوطة إلكترونيا
*الكرامة تساوي الملايين.. وهدوء البال.. "ولا أعلى مرتب"!
*هاتوا براهينكم.. وتعالوا نتحاسب!
*إذا كنتم قد نسيتم أو تتناسون.. فها هي سجلاتكم تشهد عليكم!
*بصراحة.. أنتم آخر من يتحدث عن "حقوق الإنسان"!
*"سيادة الرئيس..عايزك".. عبارة تنفرج بها الأسارير
*غدا اليوم الموعود.. انتخابات نعم.. أم لا؟
*حلمك يا عم علام.. التزكية ليست الآن
ليس أمام الناس في مختلف بقاع الأرض سوى أن يعترفوا وهم في حسرة.. وألم بأنهم أصبحوا أسرى فيروس لعين.. اسمه كورونا.. وجاء بعده ما يسمى بـ"ميكرون".
هذا الكورونا غيّر الطبائع.. وأطاح بالعادات والتقاليد وقضى على العلاقات الأسرية وتسبب في فقدان الملايين وظائفهم مما اضطر هؤلاء البشر إلى أن يمضوا مثل هذه الأيام من العام الماضي وهم في ظلام حالك تتخبطهم غيامات سوداء لم يشهدوها من قبل.
وها هو العام الجديد قد أوشك على المجيء وهم في حيرة من أمرهم هل يغلقون النوافذ والأبواب أم يفتحونها.. وأمام الحاجة الملحة للبقاء قرر البعض أن يخوضوا المغامرة أو المقامرة ويحاولون أن يستنشقوا نسمات هواء لم يستنشقوها من قبل.. بينما رأى آخرون أن يؤثروا السلامة وأن يغلقوا على أنفسهم الأبواب ليحتفلوا بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة وهم نيام أو شبه نيام..!
***
نحن في مصر -والحمد لله- نجحنا في اتخاذ الأساليب الناجعة للتعامل مع هذا الفيروس منذ البداية حاصرناه رافعين أسلحة العلم والمعرفة والواقعية فأجبرناه إما على التراجع أو التجمد غير قادر على مزيد من الحركة أو التحرك.
لقد مارسنا حياتنا الطبيعية دافعين عجلة الاقتصاد للأمام يوما بعد يوم في نفس الوقت الذي نتخذ فيه إجراءاتنا الاحترازية قدر الإمكان.
ثم..ثم.. ها هي أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة تحل وقد اتفقنا فيما بيننا على ألا نفقد الثقة في أنفسنا بل نستمر بنفس القدر من الفهم والاستيعاب وتحمل المسئولية..
ها هي الدنيا بأسرها سوف تشهد سماءنا وأرضنا غدا وقد اكتست بأعلام الزينة وبباقات الزهور والورود ثم..ثم.. وهذا هو الأهم بمشاعر المحبة والإخاء والإيثار بين جميع أبناء الوطن.
الناس -والحمد لله- يعيشون في تفاؤل وأمل ونظرات باسمة للحياة.. يسيرون في الشوارع وهم آمنون مطمئنون ويتنزهون في الحدائق العامة أو يستقلون المراكب النيلية أو يرتادون دور السينما والملاهي وما إلى ذلك.
وغني عن البيان أنهم لا يفعلون ذلك من فراغ أو اعتباطا أو بغير حسابات دقيقة بل إنهم يرفعون شعار المسئولية التي نحن قادرون على تحملها وهو شعار والحمد لله ثبت نجاحه وجدواه على مدى الشهور الماضية.
لذا.. دعونا جميعا نرفع أيادينا للسماء وندعو الله سبحانه وتعالى أن يكمل هذه الأيام والليالي بالخير والبسمات والتفاؤل في نفس الوقت الذي ندعو فيه لبلد شقيق مثل المغرب بأن يستقبلوا العام الجديد وهم مطمئنون بحيث يضيئون الأنوار ويعيدون احتفالاتهم المعهودة بثبات وأمان ونفس الحال بالنسبة لشعوب أوروبية كثيرة..
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن حياة المصريين الآن تعكس إيجابيات عديدة في شتى مناحي الحياة.
مثلا.. هل تذكرون عندما كان شبابنا ورجالنا يغامرون ويعبرون الحدود بيننا وبين ليبيا من وراء الأسلاك الشائكة بحثا عن لقمة العيش هناك بصرف النظر عما إذا كانوا سيتعرضون للمطاردة أو للضرب أو للسحل أو حتى للقتل وكم استقبلت الأسر المصرية العديد من أبنائها على مدى السنوات العديدة الماضية وقد غادروا الحياة أو مصابين بجراح أعجزتهم عن الحركة أو..أو..!
***
الآن فلنتوقف برهة لنعقد مقارنة سريعة بين الأمس واليوم.
لقد اتفقت السلطات المصرية رسميا مع السلطات الليبية على توفير كافة وسائل الحماية والضمانات لأبنائنا العمال أو الموظفين أو حتى المنتمين للقطاع الخاص وذلك من خلال منظومة للربط الإلكتروني بحيث يكون كل شيء ظاهرا للعيان.. وبالتالي لن يسمح لأي مصري بالسفر إلى ليبيا إلا إذا كانت وظيفته واضحة ومثبتة في جواز سفره..!
طبعا شتان بين ما كان يحصل في الماضي وما هو سيكون غدا حيث إن توفير مقومات السلامة للعامل المصري لابد أن ينعكس تلقائيا على مسيرة الحياة داخل ليبيا.. ومن خلال تعاون الطرفين تتحقق المصلحة المشتركة .
هذا هو يا سادة الفرق بين العلم والجهل وبين المسئولية العامة وبين النظر إلى الفرد أو الإنسان على أنه مجرد صفر في مربع الحياة.
بكل المقاييس الكرامة تساوي ملايين الملايين وهدوء البال لا يقدر بثمن..
من هنا فإن المغترب المصري يعيش خلف الحدود وكرامته مصونة ولا يخشى أن يقتحم عليه منزله أو مقر إقامته من لا يرحم ولا يحترم الخصوصيات والمشاعر مثل تلك الضمانات تعوضه عن أي مبالغ مالية.. يعني المرتب الشهري أو الأسبوعي لا يهم في نظر هؤلاء الرجال المحترمين..!
***
والآن.. استنادا إلى نفس الرؤى وذات المفاهيم نتوقف قليلا أمام هؤلاء الذين يصرون على دس أنوفهم في شئوننا الخاصة ويحاولون فرض آرائهم على قضائنا المستقل ويدورون ويلفون حول ما يسمونها حقوق الإنسان التي هي منهم براء.
وأنا هنا لن أعقد مقارنات ولا أكيل اتهامات بل ونترك سجلاتهم هي التي تشهد عليهم..!
مثلا.. الإخوة الألمان الذين يشنون حربا شعواء شبه دائمة ضد المسلمين والمسلمات فيقيدون حركاتهم ويمنعونهم من تأدية شعائرهم الدينية ويسحلون "المحجبات" منهن بل ويصل بهن الأمر إلى الاعتداء عليهن داخل المحاكم التي يلجأن إليها شاكيات ومستغيثات..!
أين هنا حقوق الإنسان إذن..؟ علما بأن هؤلاء الرجال والسيدات يحملون الجنسية الألمانية أي أنهم مواطنون ألمان مشكلتهم أنهم جاءوا إليهم من بلاد بعيدة منذ عشرات السنين..!
حتى اللاجئون.. يلقون منهم أسوأ ألوان العذاب والتعذيب حيث يستقبلونهم في عرض البحر بالهراوات وقنابل الدخان وأحيانا بالأحذية والسياط فيغرق منهم في المياه من يغرق وينجو من ينجو لكنهم في هذه الحالة يظلون يطاردونهم.. حتى لا يجدون أمامهم من مفر سوى القفز في مياه البحر مرة ثانية هربا من هذا الذل والإرهاب والترهيب..!
ولعل الأمريكان لا يختلفون كثيرا إذ يكفيهم سياسة التفرقة العنصرية التي يتبعونها في بلادهم والتي تشق أجسادا بالخناجر والسكاكين لأن أصحابها جلودهم سوداء.. وبالمناسبة هل يمكن أن ينسوا أو يتناسوا مأساة جورج فلويد الذي داس فوق رقبته جندي شرطة ولم يتركه إلا بعد أن غادر الحياة..؟!
وهل تذكرون ماذا كانت التهمة الموجهة إليه..؟
للأسف لقد اتهموه ببيع سجائر بدون ترخيص..!
بالله عليهم.. هل مثل هذه تهمة يستحق أن يدفع الرجل حياته ثمنا لها وذلك بعد تعذيبه وتعريضه لأقسى ألوان الهوان..؟
طبعا ناهيك عن جرائم القتل المتعمد من جانب الشرطة من خلال ضرب" المواطنين" المحترمين ضربا مبرحا يودي بهم إلى الموت..؟
والله.. والله.. إنها قمة المأساة.
***
على الجانب المقابل لعلهم لا يدرون وإن كان هذا يعد خطأ -أبلغ خطأ- من جانبهم.. أن المجتمع المصري أصبح الآن يتمتع بأهم ألوان التعاطف الوجداني وأبلغ آيات الإيثار والغيرية وعمق الحس الإنساني الذي يربط الحاكم بأفراد شعبه.
هل تعلمون أن عبارة "سيادة الرئيس عايزك" أصبح لها مفعول السحر لدى المصريين لاسيما البسطاء منهم. إنها عبارة ما أن تتردد على مسامع رجل أو سيدة أو شابة أو فتاة حتى تنفرج الأسارير وتزول الهموم لأن من سمعها أو سمعتها أدرك أن الرئيس قادم له.. ومعنى قدوم الرئيس أن المشاكل اتحلت والطلبات أجيبت.
نعود لنسأل:
هل تدركون طبيعة تلك العلاقة وهل تعلمون أننا -والحمد لله- كياننا واحد وحاضرنا واحد ومستقبلنا مشترك..؟
بصراحة أنا شخصيا أشك في أن أذهانكم قد وصلت إلى الحد الذي يساعدها على فهم مثل هذه اللفتة الراقية الطيبة.
***
عفوا.. والانتخابات التي لم تتم..!
المفترض أن يكون غدا.. اليوم الموعود يوم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا.. بعد سنوات من الفوضى والعنف والعنف المضاد.. وبالرغم من أن هذه الانتخابات كانت ومازالت تمثل الأمل شبه الوحيد بالنسبة لليبيين.. لكن للأسف.. فرضت الميليشيات والمرتزقة سطوتهم وأشاعوا الفوضى وحاصروا مقار الحكومة في العاصمة طرابلس.. فاضطرت الهيئة القومية للانتخابات إلى تسريح موظفيها وإغلاق مقار اللجان الانتخابية وعاد الجميع إلى المربع صفر ..
..وهكذا ضاعت فرصة ذهبية كان يمكن أن توفر للشعب الليبي "الأمن المفقود" والاستقرار الضائع.. ومع ذلك لكن أيضا هاتان الغايتان يقف في سبيلهما دول في الخارج يسيل لعابها على النفط الليبي وقبائل في الداخل تعودت على أن تعيش في الصراعات والخلافات وساحات الدم .. لكن في جميع الأحوال تبقى مصر التي قال رئيسها أمس وأول أمس وكل يوم يؤكد على دعم مصر الكامل لتحقيق المصلحة العليا للدولة الشقيقة .
نعم.. الدولة الشقيقة.. والله سبحانه وتعالى لناصر عباده الصادقين المخلصين.
***
بين كل يوم وآخر.. يطل علينا اتحاد كرة القدم معلنا إجراء انتخابات جديدة..!
انتخابات إيه وترشيحات إيه.. وصراعات وخناقات على إيه..؟!
المهم يوم 5 يناير القادم تجرى أحدث انتخابات اتحاد الكرة الذي تصور رئيسه الأسبق جمال علام أن في إمكانه تمرير قائمته التي يرأسها خالد الدرندلي.. بالتزكية يعني بدون انتخابات.. لكن الدرندلي فوجئ بأن الآن غير زمان.. والذين كان لديهم استعداد ليبقوا إلى الأبد ليس لديهم استعداد حاليا للتراجع عن الصف الأول خطوة واحدة.
على أي حال فليتذكر المرشحون وغير المرشحين لعضوية مجلس إدارة الاتحاد أن اتحادهم لم يكن مراعيا لمصالحنا في يوم من الأيام.. فكم من هزائم نزلت به وكم من مخالفات ارتكبها أعضاؤه وكم من زوايا ضيقة حبسوا أنفسهم بداخلها وفي النهاية يبقى الأمر على ما هو عليه.
هذه الأيام.. أحسب أن السياسة الحالية تختلف كثيرا عن نظيراتها التي كانت تقوم بنفس المهام.. فهذه كانت حاجة وتلك حاجة أخرى.
***
و..و..وشكرا