كبسولة سمير رجب بجريدة المساء

بتاريخ: 29 ديسمبر 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

رغم شدة البرودة التي تعصف في تحد واستفزاز بأجسادنا وتمكنت من مفاصل أيدينا وأرجلنا ومنعت رؤوسنا ورقابنا من البقاء في مواقعها الطبيعية.. فقد أصر مجموعة من الأصدقاء والأقارب على دعوتي لعشاء مبكر في السادسة مساء أمس بأحد مطاعم القاهرة الجديدة.. حاولت الاعتذار دون جدوى وبذلت المستحيل لأجد وسيلة أهرب بها من حصار ضيق لا تعترف فيه مشاعر المودة إلا بما يرضي رغبات أصحابها فقط.
المهم.. خضعت للضغوط صاغرا وقد أصابني فزع ما بعده فزع عندما اكتشفت أن المطعم الشهير يقع في الهواء الطلق.. أردت أن أهرب إلى فراشي الدافئ الذي ينقذني من كل هذا العذاب المنتظر..وبعد مرور حوالي ثلث الساعة أنا شخصيا تعجبت من هذا التحول المفاجئ للجو الذي انقلب من النقيض إلى النقيض.. لدرجة أنني أردت أن أخلع ملابسي الثقيلة حيث إني لم أعد قادرا على تحملها.. 
ترى هل السبب في ذلك يرجع بالفعل إلى التغيرات المناخية.. أم الأحاسيس الرائقة التي جمعت بيننا. نحن الأصدقاء والأقارب.. الذين اتفقنا تلقائيا على أن نعيش العام الجديد على ألفة صادقة وحب يتحدى الصعاب.. ونظرات عيون يعرف القاصي والداني ماذا تريد رغم أن الكلام ليس من وظيفتها أو مهامها الأساسية.