مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 29 ديسمبر 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*عام جديد.. وجمهورية جديدة.. ورئيس يدير البلاد بمفاهيم جديدة

*2022 دعونا نتفاءل بها.. وننتظر منها الخير الكثير

*أول رئيس يدعو الجماهير.. للاعتراض.. مادام لديهم الحق

*قال لهم على الملأ:

لا تقبلوا مستوى أقل من هذا الموجود حاليا

*..وقال أيضا: فرق بين العادي.. وكالـ"الجديد"

*.. وشرح أيضا: لماذا كان الأطفال يضربون القطار بالطوب..!

*ومن كان يتصور ركاب الدرجة الثالثة يستقلون العربات المكيفة؟!

*.. ولم يشأ إعدام "كيما".. بل أنشأ لها من ينقذ حياتها

*.. وضع أصابع يديه على مكونات المنظومة كلها

*تخفيض مستلزمات الإنتاج.. يؤدي تلقائيا إلى خفض الأسعار

بعد غد.. بإذن الله تهل علينا سنة جديدة نرجو أن تكون سعيدة مليئة بأنهار الخير في شتى المجالات.

ولمَ لا.. وكل الأسباب والظروف والمقومات مهيأة لتجعل منها بالفعل مختلفة عن سابقاتها.

ودعوني هنا أطرح سؤالا مهما:

هل تذكرون حينما كنا نردد ونؤكد في بداية سنوات الإصلاح الاقتصادي أن الثمار قادمة.. قادمة.. ها هي بالفعل قد جاءت متمثلة في هذه الإنجازات الضخمة التي حققها الوطن في شتى المجالات..

في الزراعة والصناعة والنقل والتكنولوجيا والأمن والاقتصاد وكل شيء.

لذا.. واستنادا إلى تلك الحقائق.. لابد أن نطمئن إلى أن حياة المصريين سوف تخطو يوما بعد يوم إلى الأفضل والأحسن.

ولعلكم جميعا قد تابعتم جولات الرئيس في صعيد مصر وهي الجولات التي تأكدنا من خلالها أنه يدير البلاد بالفعل بمفاهيم جديدة وأساليب متطورة مراعيا فيها.. ضرورة التعبير عن آمال وأحلام وآلام الشعب والتحدث بلغتهم والسير معهم وبهم على طريق الحق والعدالة والوضوح والشفافية وتغليب المصلحة العامة على كل نزعات الذات.

لقد تابعنا الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يحاور وزير النقل ويدخل معه في أدق التفصيلات وفي النهاية خرجنا بهذه النتائج الإيجابية:

*أولا: نصيحته لشعب مصر ألا يقبل من الآن وصاعدا مستوى أقل من هذا المستوى الذي وصل إليه في شتى المجالات.. أي إذا حدث وجاء يوم هبطت فيه خطوط متطلبات حياته إلى  درجة أو درجتين أقل فلا يتحرج من أن يمتنع عن قبول هذا الوضع ويطالب بما هو أفضل.

*ثانيا: هيأ المناخ العام لما تسمى بثقافة الاعتراض.. على كل من يرى أنه لا يحقق مصلحته بشرط أن يكون اعتراضه على حق.. وبالتالي يمكن تنفيذ رغباته المشروعة.

*ثالثا: أيضا إرساء قواعد" ثقافة النظافة"  بمعنى أن كل شخص أو مجموعة أشخاص مسئولون عن عمل معين لابد أن يؤدوه بالدقة الواجبة وبالإتقان البالغ لأن من حق هذا الشعب أن يستمتع بإنجازاته التي تحمل من أجلها الكثير ماديا وبشريا ومعنويا .

وبالمناسبة شرح الرئيس لماذا كان الأطفال وحتى الكبار يلقون قطارات السكك الحديدية بالطوب قائلا:

إن المظهر العام للقاطرات والعربات لم يكن يسر من حيث انعدام النظافة وتهالك البنية الأساسية من المقاعد والمنافذ والأبواب مما أوجد عند الجماهير رغبة عارمة في إعلان الرفض.. أما إذا تحسنت الأحوال فيستحيل أن يقدم مواطن واحد على انتهاج هذا الأسلوب غير المقبول وإلا تعرض للمساءلة والعقاب بل سيحرص الجميع على الحفاظ على ممتلكاتهم التي تديرها الحكومة.. وبالتالي لن تجد في المستقبل زجاجا مكسورا أو مقعدا خشبيا منزوعا من مكانه أو مياها مقطوعة.. أو..أو..

*رابعا: شحذ همم المجدين والمجتهدين على مختلف المستويات من أول الوزير وحتى أصغر عامل في محطة كهرباء.. أو سكة حديد..أو..أو.. وقد تجلى ذلك في إشادة الرئيس السيسي بالدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء وبجهده واجتهاده وإخلاصه في عمله قائلا:

أوجه التحية والشكر باسمي واسم الشعب المصري على الجهد الذي بذله في مشكلة من أهم المشكلات التي عانت منها مصر كان ومازال على رأسها عالم جليل فاضل من خلال علمه استطاع أن يحقق نقلة كبيرة في قطاع الكهرباء في مصر بعد أن كنا نعاني منها معاناة بالغة.

لذا حينما نتكلم عن ربط كهربائي مع دولة من دول الجوار فنحن نساير العالم كله.. وهذا أولا وأخيرا لمصلحة الشعوب.

*خامسا: تقديم القدوة والمثل في العمل وفي الكد وفي الاجتهاد لكل بني الوطن وها هو يضرب المثل بنفسه عندما عاش اسبوعا كاملا يتجول في الصعيد ليفتتح منشآت جديدة ويتحاور مع البسطاء ويرسم خطط المستقبل مع الخبراء والمتخصصين.

*** 

في نفس الوقت.. هناك وقفات شديدة الإيجابية هي الأخرى.. أفرزتها جولات الرئيس في الصعيد.. أهمها.. أن السكك الحديدية في مصر في طريقها لأن تصبح آمنة في كل وقت.. مريحة دائما وأبدا.. منضبطة بلا نزاع وأقرب البراهين لذلك إتاحة الفرصة للمواطنين البسطاء ركاب الدرجة الثالثة أن يستقلوا عربات مكيفة الهواء وفي هذا إشارة واضحة المعالم تقول إذا كان ذلك سيكون حال هؤلاء فما بالنا بركاب الدرجة الأولى والثانية..؟!

بديهي.. ودون عناء.. قطعا سوف يستمتعون برحلات شيقة وأخاذة طوال تحركهم فوق فلنكات السكة الحديد التي طالما اتهمت بأنها وراء العديد من الحوادث.

نفس الحال بالنسبة للمحطات ذاتها والتي أصبحت تضارع أجمل وأحلى محطات العالم مثل روما وفرانكفورت وباريس ونيويورك وطوكيو وغيرها وغيرها.

*** 

ثم..ثم.. نأتي إلى جانب آخر من هذا العصر الجديد الذي تعيشه مصر والعام الذي سوف تستقبله بعد يومين بإذن الله.

زمان تم إنشاء شركة اسمها شركة كيما يشارك في رأسمالها عدد من شركات القطاع العام وبعض الأفراد والبنوك ولكن يبدو أن تباين المصالح واختلاف الرؤى وغياب الرقابة كلها عوامل أدت إلى تدهور أوضاع الشركة حتى تم التفكير في تصفيتها وبيعها لولا أن ارتفعت بعض الأصوات التي طالب أصحابها بالعمل على تحسينها لا التفريط فيها.

لم يحدث..!

الآن.. ماذا حدث..؟

لقد رفض الحكم إعدام الشركة بل قرر إنشاء شركة أخرى على أعلى مستوى تأخذ بيدها.

وتنفذ ما عجزت الشركة الأولى عن تنفيذه وها نحن شاهدنا أحدث الآلات والمعدات في مصنع كيما(2) والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 1200 طن يوميا من الأمونيا واليوريا بالغاز الطبيعي بدلا من الكهرباء.. ومن يتتبع الأوضاع في محافظة أسوان لابد أن يدرك إلى أي مدى بلغت سعادة شعبها بهذا المصنع الجديد الذي يوفر لأبنائهم فرص العمل ويضعهم هم أنفسهم في مصاف خير من يتولون إنتاج الأمونيا واليوريا. وفي واقع الأمر يمكن القول إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع أصابع يديه على مكونات المنظومة كاملة فهو حينما أمر بتخفيض مستلزمات الإنتاج فهو بذلك يهدف إلى توفير الأسعار تلقائيا والمثل في هذا الصدد شركة كيما(2) التي توفر في إنتاجها من الأسمنت والسماد ما تحتاجه الأرض الزراعية بمساحتها الحالية وتوسعاتها المستقبلية بأسعار متهاودة وذلك عكس طبعا الاستيراد من الخارج وما نتحمله أو من المفترض أن نتحمله من عملات صعبة.

*** 

أخيرا.. ماذا ننتظر نحن الشعب من عالم الفن وعالم الرياضة باعتبار أن الاثنين يشغلان حيزا كبيرا من اهتمام الجماهير..!

أولا بالنسبة للفن فأحسب أننا جميعا متفقون على أن يكون فنا راقيا معبرا عن حياتنا المزدهرة..والحضارية وبذلك نقف صفا واحدا ضد ما يسمى بالفن الهابط أو الأداء السوقي.

نعم قد يخرج علينا من يقول وله الحق كل الحق:

اتركوا الحكم للناس فهم الذين يملكون فصل الغث من السمين وما انتهوا إليه من آراء توضع محل الاعتبار وما لم ينتهوا إليه ينحى جانبا أما أن نمضي الليل والنهار في خناقات على الأرصفة وعبر ميكروفونات الآخرين فهذا لا يليق ولا يتفق مع سمو الفن بصرف النظر عن هوية وشخصية ممارسيه.

*** 

أما بالنسبة لعالم الرياضة فأرجوكم..أرجوكم.. ابدأوا السنة الجديدة وأنتم مؤمنون بأن المباراة-أي مباراة- تنطوي على المكسب والخسارة ومن يفوز اليوم يستحيل اتهامه بالتقصير أو الإهمال أو الغباء لأنه معرض أن يخسر غدا.

أيضا.. هذا الخاسر غدا لا ينبغي أن يمضي حياته متربصا بمن هزمه يوما لأن العمر قد يمضي دون أن يستطيع أن يشفي غليله .

باختصار شديد.. ما دمنا اتفقنا على أنها سنة جديدة.. جديدة فواجبنا أن ندفع بها كل يوم إلى عالم الحداثة الصحيحة والتقدم العلمي والازدهار الذي يشيع في الأجواء أريجا يختلف عن مثيله في الأعوام السابقة.

*** 

و..و..وشكرا