ليست المساء فقط هي التي فقدت دعامة أساسية من دعائم بقائها ونهضتها.. وارتفاع صرح صحافتها الذي يندر أن يتكرر بل الفاجعة عمت الصحافة المصرية بأسرها.. والصحافة العربية التي كان محمد فودة بالنسبة لكثير من العاملين فيها.. أستاذا وملهما ورائدا متفردا يشار إليه بالبنان.. أما فيما يتعلق بي شخصيا فقد انخلع قلبي والزميل عز عزمي ابن شقيقته يبلغني بالنبأ الحزين.. فقد كان محمد فودة بالنسبة لي أكثر من زميل وأوفى من أي صديق.. ومناضلا جسورا في الدفاع عن حرية الكلمة وشجاعة الموقف.
رحمك الله يا عزيزي وزميلي وصديقي وليسمح لي وهو في جنة الخلد أن أشكر نيابة عن روحه الطاهرة ابنه المهندس حسن.. وابنته هند وزوجته الأخت فاطمة فقد قدموا والحق يقال أروع صور الوفاء والانتماء والتضحيات التي ستمثل لهم كنوزا عديدة من كنوز الجنة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.