أمس بدت أسرة تحرير هذه الصحيفة الشامخة"المساء"كعادة أعضائها دائما.. مشاعرهم تعكس مواقفهم دون زيف وبلا أدنى رتوش وأشهد أنهم ما اختلفوا يوما حول موقف صحفي كان لابد من اتخاذه في سبيل العزيزة مصر.. أو رفضه إذا ما تبينوا أن أصابع خبيثة تريد أن تتلاعب بما يؤمنون.. أو تحاول تعطيل انطلاقتهم المتجددة والتي أشهد أن زميلي محمد فودة لم يتوان يوما عن الدفع بها إلى الأمام بكل صدق وإخلاص وإيثار ما بعده إيثار.
وها هم بالأمس أكدوا هويتهم رغم فداحة أحزانهم على فقد شقيقهم الكبير.. أو أبيهم بالنسبة للأجيال الجديدة التي ربما بعضهم لم يروه قط من قبل..
ورغم قسوة الفراق فأنا شخصيا أقول لمحمد فودة ولجميع هؤلاء الزملاء إن الله سبحانه وتعالى إذا أحب قوما أرسى دعائم الألفة والمودة والعلم والإيمان فيما بينهم..
ولقد عبرتم من خلال مقالاتكم بالأمس أنكم على طريق الحق سائرون.. تلتزمون بتعاليم الله.. ومن يلتزم بتعاليم الله.. يفتح له طريق الجنة التي سبقنا إليها محمد فودة والذي شاء قدره وقدرنا ألا يودعنا أو نودعه لكننا موقنون بأن الرحيل الهادئ يعوض أشياء كثيرة.. وصدق الحق حينما قال "الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم" صدق الله العظيم.
في النهاية تبقى كلمة:
الشكر موصول للزميل عبد النبي الشحات رئيس تحرير المساء الحالي الذي يثبت كل يوم أنه من أكبر المولعين بصحافة المساء.. ومن أجل ذلك يضرب المثل في المهنية المتفردة وفي الوفاء بلا حدود.. وفي ممارسة العمل.. بلا غرور أو ادعاء وبوجه واحد بشوش لا وجوه متعددة.