مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 07 يناير 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*عيد جديد.. في كاتدرائية جديدة.. في جمهورية جديدة.. سلام عليكِ يا مصر

*هذا هو الفرق بين اليوم وزمان.. 

*رئيس يؤكد نوازع الأمن والأمان في أعماق مواطنيه..

وأدعياء سابقون.. تخصصوا في إثارة الخوف والفزع

*السعة في المكان.. والزمان.. والطقوس الدينية

*احتفلنا معا بذكرى وفاة الصديق الحنون

*الوثيقة الرسمية الجديدة.. هل تكفي لكي يطمئن القطاع الخاص؟

*العبرة بالتجربة.. بعد

ذلك تسمو الوسائل وتتحدث الأهداف

*موجة البرد تتراجع رويدا..رويدا.. ويبقى الدفء وسيلة وغاية

*برافو.. المحاكمات والأحكام العاجلة أمل قديم تحقق اليوم

*قلبي مع "رجائي عطية" رجل القانون.. والعالِم الديني..!

هكذا شاءت الأقدار السعيدة..أن تدخل مصر مرحلة جديدة في حياتهاالتي اتسمت بسياسات ومواقف أحدث وقرارات تغلفها مشاعر الرحمة والسرور والاطمئنان عبر البحار والمحيطات والجبال والوديان.

أمس احتفلنا بأهم الأعياد وأنا لن أقول عيد المسيحيين لأن الواقع بالفعل يؤكد أن هذا الاحتفال شارك فيه الأقباط والمسلمون سواء بسواء, فلم تعد هناك فئتان من فئات المجتمع كل منهما غريبة عن الأخرى بل فئة واحدة تظلها رايات الأمن والأمان والاستقرار بالطمأنينة وذلك ولا شك عكس أيام زمان حيث كانت مثل هذه الأعياد ينتظرها المصريون بقلوب وجلة وأجساد مرتعشة فإذا ما أطلقت المدافع انهمرت الدماء غزيرة وتعالت بصيحات الخائفين المذعورين والذين فقدوا في التو واللحظة أعز أعزائهم.

ولقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن يشارك هؤلاء المواطنين المصريين أعيادهم فذهب إليهم في أضخم وأكبر كاتدرائية يصافحهم يدا بيد ويقيم معهم حوارا ودودا.

ولعلنا لمسنا إلى أي مدى اعتز بهم واعتزوا به.

إنها بحق مصر الجديدة.. مصر الجمهورية.. مصر المعنى ومصر القيمة ومصر الحضارة بالإيثار والغيرية الاجتماعية.

وهنا يسأل من يسأل:

وما الذي يضمن استمرار الأحوال على ما هي عليه خلال السنوات القادمة..؟

الرد ببساطة واستنادا إلى العلم والمنطق والتجربة العملية .. أن المجتمع-أي مجتمع- حينما يستشعر أفراده أنهم يحيون حياة غير حياتهم السابقة فلابد أن يتمسكوا تلقائيا بما حققوه من نتائج إيجابية وغايات ظلوا طويلا ينتظرونها حتى تحقق المراد.

ثم..ثم.. فإن رؤى الرئيس التي قامت على أساس تحقيق الأفضل والأعم والأشمل والأكثر رقيا وحضارة هي التي ساعدت على إنشاء هذه الكاتدرائية وفقا لتلك الصورة التي بدت عليها أمام أبناء الوطن وأمام جيرانهم .. وأمام أصدقائهم بل أمام من يطلون عليهم عبر البحار والمحيطات والجبال والوديان..

حقا.. حقا سلمتِ يا مصر وقد تحقق لأهلك الخير.. والبركات..و..و.. المحبة المتبادلة والرزق الحلال الوفير.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن سعة المكان واتساع الزمان يساعدان على ممارسة الطقوس الدينية في أمان ويقين ونظرة تفاؤل وأمل للحاضر  بشتى جوانبه والمستقبل بمختلف أشكاله ومظاهره.

مثلا كان لي صديق عزيز على قلبي اسمه د.فوزي بباوي جمعتنا الألفة والمودة والتجرد عن الهوى على مدى سنوات طويلة من الزمان.

ثم.. شاءت إرادة الله أن يغادر صديقي الحياة فجأة ولكن في صمت لأجد معي وأمامي ابنه د.جورج الذي تعلق بيدي كما مددت له يداي لتبحر بنا بلا أنواء أو أعاصير حتى سألته أول أمس:

"ألا تنوي إقامة قداس على روح الوالد؟".

قال: نحن في حالة حزن ولا يستقيم إقامة أي حفلات في هذه المرحلة.

احترمت مشاعره لكني أضفت: بأن يقيموا ما يشبه القداس في المنزلووعدته أن أحضر معه ومع الأسرة متمثلة في والدته وشقيقته وزوجته.. وعندئذ سوف يشعرون براحة نفسية تغمره وتغمر الأسرة مما يساعد على ترطيب مشاعر العيد وهدوء البال أكثر وأكثر.

*** 

إذن هذه هي الحياة التي تستلزم النظر إليها بمناظير بيضاء وأحسب أن النظرة والمناظير قد توفرت في جمهورية مصر الجديدة.

***

ولأن العدالة والمساواة من أهم القواعد التي تقوم عليها الجمهورية الجديدةفقد حرصت الدولة على تطييب خاطر القطاع الخاص الذي كان أصحابه يشكون -ولا يزالون- تجاهلهم في الاشتراك في إقامة المشروعات العملاقة وغير العملاقة.

إن الوثيقة التي أكدت فيها الحكومة التزامها بإتاحة الفرصة أمام هذا القطاع كفيلة بتحقيق أهداف أساسية:

*أولا: مشاركة حقيقية في عمليات البناء.

*ثانيا: إضفاء مشاعر الطمأنينة لدىالعاملين في هذا القطاع والتي تزيل منهم مشاعر القلق والتوتر والخشية من المستقبل.

*ثالثا: توفير المزيد من فرص العمل حينما يتأكد القطاع الخاص أن مشاركته بالفعل باتت حقيقية.

*رابعا: خفض الأسعار تلقائيا وفقا لسياسة العرض والطلب والتي سيتم تطبيقها بعد دخول القطاع الخاص مجال التنفيذ الفعلي والحقيقي.

على أي حال دعونا نرقب ماذا سيجري خلال الفترة القادمة.. هل تسمو الوسائل وتتحد الأهداف أم يظل كل شيء على ما هو عليه؟

الإجابة باختصار.. إن هذه الدولة الجديدة لا تعرف سياسة الوعود وبالتالي ستصبح الثمار مهيأة للقطف أكثر وأكثر لتعم الفائدة على الناس جميعا.

***

والآن دعونا نقتحم أبواب ونوافذ هذا الجو القارس لنتعرف أو لنتفقد الوسائل التي تعيننا على التعامل مع آثاره السلبية.

في أوروبا وفي أمريكا يكاد الناس لا يحسون بهذه البرودة العاتية فهم يتحركون بصفة عامة ويذهبون لأعمالهم دون مشاكل ثم يعودون إلى منازلهم ليمضوا أجزاء من الليل مع أسرهم.

لقد كنا دائما نسأل ونتساءل:

ولماذا هم يعيشون تلك العيشة بينما نحن هنا تتسلل البرودة إلى أجسادنا وفرائسنا بكل تحدٍ وقسوة..؟!

يقولون إن المنازل والمنشآت تعد هناك بطرائق خاصة تكفل الحماية من أية تيارات أو تيارات مفاجئة أو غير مفاجئة.

لذلك كم نتمنى أن ننهج نحن هنا نفس النهج لاسيما مع جمهوريتنا الجديدة.

أنا شخصيا أكاد أجزم بأن معدلات الإنتاج سوف تزداد والحالة النفسية ستتحسن.. الأهم والأهم أن العلاقة بين أفراد الأسرة ستعود إلى إيجابيتها بدلا من هذا التمزق الذي بات يسيطر على كل منهم لأسباب معروفة أو غير معروفة -كما يقولون- لكنها في حقيقة الأمر واضحة وضوح الشمس.. المهم شجاعة الإقدام والتخلي عن سياسة"الأنعام" ..!

*** 

تبقى أهم النتائج إيجابية وفاعلية وتقديرا من جانب الرأي العام إلى الدولة التي يمارس رئيسها حكما رشيدا بكل المقاييس..!

وأعني بها إنجاز المحاكمات في وقت قصير وسرعة إصدار الأحكام.

لقد ظللنا نؤمن ونعترف بأن أبلغ أشكال الظلم يتمثل في بطء العدالة التي كانت تستغرق شهورا وشهورا من أجل إظهار الحق.

اليوم تغيرت الأحوال وتطورت الأوضاع وأصبح الحكم "العادل" والبات يصدر خلال ثلاثة شهور على الأكثر من أول بدء جلسات المحاكمة.

ولعل أبلغ دليل قضية من يطلق عليه قاطع الرءوس في الإسماعيلية الذي صدر ضده حكم بالإعدام شنقا من جانب محكمة جنايات الإسماعيلية.

لقد استقبل الناس هذا الحكم بالإشادة والتقدير في نفس الوقت الذي سيكون ولا شك درسا وعبرة وإنذارا واقعيا لكل من يعتبر ومن لا يعتبر.

نعم.. ستحاول قوى الشر إياها إثارة الشكوك واستفزاز مشاعر الناس.

لكن أرجوكم.. أرجوكم.. لا تتبعوا خطاهم الماكرة والخبيثة فهذا الأسلوب الذي تتبعه الدولة حاليا إنما هو من أجل مصلحتكم أولا وأخيرا.. فأنتم الذين تفزعون وتروعون ثم في النهاية أنتم الذين يسودكم الطمأنينة والسكون.. لذا.. حكموا عقولكم أولا وأخيرا.

*** 

والآن.. اسمحوا لي أن أختم هذا التقرير بمأساة إنسانية بطلها المحامي الشهير وعالِم الدين القدير الأستاذ "رجائي عطية"  الذي فقد منذ أيام ابنته الغالية "هالة" التي كانت ولا شك قرّة عين أبيها.. الرجل المحترم والعالم والذي نفض عن كاهله منذ سنوات وسنوات أردية الزيف والخداع واستبدلها بثياب الحق والعدل وحرية القانون وصلابة الإرادة.

رحم الله العزيزة هالة رجائي عطية وأسبغ على أبيها وكل أفراد أسرتها مشاعر الصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون..

***  

        مواجهات

*أرجوكم.. أرجوكم.. استمعوا جيدا إلى نصائح الرئيس عبد الفتاح السيسي واعملوا على تنفيذها.. إنها تدعوكم للعلم والأمل والعمل وأن تكونوا أقوياء قادرين.

إنها رؤى ونظريات وتطبيقات عملية وتأكدوا أن تحويلها إلى واقع يرفع رؤوسكم إلى عنان السماء.

*** 

*من عاش صادقا مع نفسه غمرته مشاعر حب الآخرين حتى يوم الدين.

*** 

*من يحاول التقرب إليك بعد أن انزاحت الغمة عنك لا تحاول الالتفات إليه بل اضربه فوق أم رأسه.

*** 

*من يدور على المصلين لتوزيع قدر من العطر ليس له من وصف سوى أنه إنسان منافق.

*** 

*إذا كنت من هواة الأحزان عش في الماضي وإذا كنت تعشق القلق ركز على المستقبل وإذا أردت السكينة عش في الحاضر. 

"برتراند راسل"

*** 

*قال لها: ليس في الأرض قمر مثل الذي في عينيك.

ردت: وأنت ليس في الحياة أنذل منك.

وقامت لتبلغ الشرطة ليتم القبض على من عاش ثعلبا ومات ذئبا.

*** 

*أخيرا اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم حافظ إبراهيم:

غضي جفون السحر أو فارحمي متيما يخشى نزال الجفون

ولا تصولي بالقوام الذي

تميس فيه يا مناي المنون

إني لأدري منك معنى الهوى

يا جوليا والناس لا يعرفون

*** 

و..و..وشكرا