مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 12 يناير 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

.. وتمر الأيام لتتأكد الحقيقة تلو الحقيقة

*مصر توحدت.. فنجت من الخراب.. فتميزت

*تعاملت مع فيروس كورونا منذ اليوم الأول بعلم وموضوعية وتعقل.. فكانت الخسارة محدودة

*100 مليار جنيه لمواجهة الفيروس.. ليس مبلغا هينا وتوفيره في التو واللحظة يفوق الخيال

*نعم.. يحسب لمصر رفضها أن تكون معبرا للفارين إلى المجهول

*الرئيس السيسي شرح معاني وأبعاد حقوق الإنسان.. فلم يعد هناك من يكابر.. أو يعاند

*القاهرة أقنعت العالم بالالتفاف حولها.. بالمنطق والممارسة العملية

*لماذا لم تقع حوادث إرهابية عنيفة خلال أعياد الكريسماس ورأس السنة؟!

*منتخبنا القومي أساء لمصر ولشعبها

مرت مصر شأنها شأن جميع دول العالم بمحطات صعبة ومفارق طرق عديدة ومتشابكة في آنٍ واحد.. عز عليها أحيانا مجرد المواجهة بينما في أحيان أخرى يزودها الله سبحانه وتعالى بالعلم والمعرفة والشجاعة والسلاح الباتر الذي يجبر قوى الشر على التراجع أو الاستسلام.

لذا.. كان عليها الاختيار إما أن تكون أو لا تكون وجاء اختيارها موفقا والحمد لله.. ونجحت في استخدام الوسائل والأساليب بما فيها من مزايا تكنولوجية فكان لها ولشعبها الهدف الأسمى.

بادئ ذي بدء استجاب الشعب لنداء القائد الذي وهبه الله لهذا البلد ليتولى إنقاذها مما هي فيه ومما يخبئه لها القدر.. فتوحدت الصفوف وتلاحمت الأيدي وتعانقت القلوب والعقول وبالتالي نجت الأرض والزرع والضرع والإنسان من الخراب..

نعم.. من الخراب.. هذا ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي حرفيا استنادا إلى ما حدث في دول جارة وقريبة مثل سوريا ولبنان والعراق وليبيا والسودان واليمن وغيرها وغيرها.

ألم تسقط هذه الدول في مستنقعات الخلافات والصراعات وحمامات الدم.. مما أدى إلى تفكك أوصالها وتبديد ثرواتها وتحول أهلها إما إلى لاجئين يقرعون أبواب الغرباء فلا يرد عليهم أحد.. أو يظلون يبكون فوق الأطلال وما من مغيث.

***

العراق.. لم يعد هو العراق.. بعد أن اغتالت آلات الغزو الأمريكية والتي دمرت بنيته الأساسية ورجاله ونساءه وأطفاله وفتياته.. ومنذ ذلك التاريخ أي منذ 13 مارس عام 2003 ذهب العراق وأهله إلى بحور الظلام حيث تشتتت إرادتهم ومزقت مفاصل مواطنيه.

حتى بعد أن زعم الغزاة بانسحابهم لا يكاد يمر دون أن يسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى.. ولا أحد يجرؤ أو يستطيع الرد.

سوريا.. ليست أحسن حالا بعد أن أصبحت أراضيها سداحا مداحا أمام كل من هب ودب والقيادة ليس فى وسعها سوى أن تتفرج.. فكانت النتيجة سقوط 500 ألف قتيل منهم و12 ألف طفل فضلا عن ثلاثة ملايين جريح.. ومعهم آلاف  الجوعى والعرايا الذين يعيشون على هوامش حدود أوروبا.

اليمن.. وهذا هو حاله الذي لا يسر حبيبا أو عدوا كما يقولون بعد أن غابت الإرادة وبعد أن تقطعت الجذور وانقلب الناس على بعضهم البعض..

هذه بعض النماذج لمجرد التذكرة.. فالذكرى تنفع المؤمنين.

***

في مصر منذ أن تولى زمام أمورها القائد عبد الفتاح السيسي فقد سارع أهلها للتوافق معا والعيش في وئام متحدين ضد قوى الشر من متآمري الداخل والخارج سواء بسواء.. فكانت النتيجة نجاتهم من الخراب الذي حل بالآخرين وصونهم لدمائهم وعرضهم وممتلكاتهم وأموالهم ليس هذا فحسب بل سرعان ما تفرغوا للعمل وإعادة البناء فكانت النتيجة أنهم حققوا نجاحا تلو نجاح وإنجازا بعد إنجاز.. فأقبلت الدنيا كلها عليهم.

ولمَ لا.. وقد تعود الناس على الالتفاف حول الناجحين.. أما الفاشلون.. فلم يعرهم أحد التفاتا أو اهتماما.

***

وغني عن البيان أن تلك النجاحات لم تأت من فراغ كما أن النتائج التي حققتها واضحة وضوح الشمس وليست خافية بحال من الأحوال على أي ذي عينين.

وإذا أخذنا ما جرى مع هذا الفيروس اللعين المسمى"كورونا" فسوف نجد بين أيدينا الدلالة والبرهان والحيثيات التي تقنع الكبير والصغير معا,  فقد رفضنا إغلاق الأبواب علينا مثلما فعلت دول كثيرة بل قررنا الاستمرار وممارسة كافة نشاطاتنا الاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية أيضا مع أخذ كافة الوسائل الاحترازية.. والحمد لله فقد عبرت بنا السفينة إلى شواطئ الأمان خلال فترة وجيزة.. الأمر الذي عجز عن تحقيقه الكثيرون من الجيران وغير الجيران.

في نفس الوقت رفضنا أن تكون حدودنا البرية أو بحارنا أو موانينا أو أنهارنا معبرا للفارين إلى المجهول وذلك خشية عليهم وعلى أرواحهم وعلى مشاعر وأحاسيس أسرهم.. إلى جانب الحفاظ على سمعتنا حيث تبرأ مصر في عصرها الحديث.. أن تكون شبيهة ببلدان أخرى فقدت كلها مقومات الدولة منذ زمن بعيد.

وهنا الفرق بين دول تمزقت أحشاؤها وانهارت جيوشها ودولة اتحدت وتوحدت وعملت واجتهدت وصبرت وثابرت فقدمت القدوة والمثل ليفتخر بها شعبها ويعتز بكل إباء وشمم.

***

وتأكيدا لكل معاني الشفافية وكافة مقومات البقاء والوجود فالرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص بين كل آونة وأخرى على شرح وتفسير حقوق الإنسان التي يتخذ منها المغرضون والحاقدون وسيلة لمحاولة الإساءة لغيرهم دون فهم.. أو وعي أو إدراك سليم لحقوق الإنسان.. بالنسبة للرئيس السيسي فتعني توفير رعاية صحية للمواطنين وفي سبيلها تم اعتماد 100 مليار جنيه كما أن حقوق الإنسان تعني القضاء  قضاء مبرما على فيروس سي لنصبح مثار تقدير وإعجاب الدنيا بأسرها.. وأحيانا حسد البعض هنا أو هناك.

وحقوق الإنسان تعني إصلاحا تعليميا جذريا وشاملا من خلال إنشاء مئات المدارس وتطوير العملية التعليمية تطويرا جذريا من شأنه إيجاد الإنسان المصري المبتكر والمبدع عكس أيام زمان.

نتيجة هذا المفهوم وذلك التطبيق العلمي والمنطقي أن التف العالم حول مصر يتابعون تجربتها ويقلدونها معترفين بأن الحق أحق أن يتبع.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد زخرت منصات التواصل الاجتماعي ومعها الصحف والمجلات في أوروبا وأمريكا بسؤال واحد لا يكاد يتغير:

لماذا لم تقع حوادث إرهابية عنيفة خلال أعياد الميلاد ورأس السنة مثلما كان يجري في الماضي..؟!

طارحو السؤال هم الذين يتطوعون بالإجابة:

مصر استطاعت بإرادتها وقوة جيشها وبسالة شرطتها أن تجبر ممولي الإرهاب ومنفذي عملياته الدنيئة ومخططي برامجه على التراجع وهذا ما تأكد لدى الشرق والغرب فكانت النتيجة قيامهم بتنفيذ كل رؤى ووسائل وأساليب مصر فكانت هذه الهزائم المتكررة التي مني بها الإرهاب يوما بعد يوم.

***

أخيرا.. خمسة رياضة.. وخمسة فن:

أما بالنسبة للخمسة رياضة فهي التي تتعلق بالحدث الساخن جدا وأعني به المباراة بين منتخب مصر القومي ومنتخب نيجيريا.

أنا شخصيا لم تصدمني تلك النتيجة المخجلة والتي تمثلت في هزيمة فريقنا أمام فريق نيجيريا لأسباب عديدة أهمها سوء التشكيل وانعدام موهبة المدرب وانخفاض مستوى اللاعبين..

الأهم والأهم.. أن هناك خمسة لاعبين على الأقل كان عدم ضمهم للفريق أفضل وأحسن.. من هؤلاء:

محمد النني

تريزيجيه

مرموش

مصطفى محمد

وجميعهم المحترفون في الخارج ولم يحاول أي منهم مجرد لمس الكرة.. استبعد أفشة وطارق حامد وأحمد رفعت وهم من أحسن اللاعبين لدينا..

والذين جلسوا على الدكة كاحتياطيين رمضان صبحي وزيزو ولم ينزلوا إلى الملعب إلا قبل ثلاث دقائق من انتهاء المباراة..

الأدهى والأمر أنه عندما أصيب أكرم توفيق اكتشف أنه لا يوجد لديه بديل ..

يبقى محمد صلاح لاعب ليفربول الذي يبدو دائما وأبدا أنه فاقد الحماس عندما ينضم إلى فريقنا القومي فهل هو سوء حظ أم سوء نوايا.. أم عدم القدرة على الاندماج بين محمد صلاح وباقي أعضاء المنتخب..؟!

على أي حال وفقا لسياسة الثواب والعقاب التي تطبقها مصر الآن في مجالات عديدة لابد من محاسبة أعضاء الفريق القومي جميعهم بلا استثناء وهي محاسبة تكون إما مادية أو معنوية أو الاثنتين معا ويكفي يكفي أنهم كانوا وراء ليلة كئيبة أمضاها الكثيرون في فراشهم حتى طلع الصباح.

***

تبقى الخمسة فن.. وسوف أطرح بصددها سؤالا منطقيا وتلقائيا:

من الذي انتصر في المعركة الدائرة بين مطرب الذوات ومطربي المهرجانات..؟!

أنا شخصيا أعتقد أن الفريق الثاني هو الذي هزم آليات ممثل الفريق الأول لأن من أسموهم مطربي المهرجانات اعتمدوا على الحس الجماهيري مرددين نفس حجج الآخرين.. من يريد الاستماع إلينا أهلا وسهلا.. ومن لا يرد فهذا شأنه.. وبعد أخذ ورد وبعد أن رأى الناس الهدايا تتدفق على مطربي المهرجانات من أموال وسيارات آخر موديل وغرف نوم وسفرة اتجهوا إليهم تلقائيا مؤيدين ومباركين وتاركين أصحاب النظريات يندبون حظهم "التعس"..!

***

و..و..وشكرا