إلى الذين تعودوا على مصمصة الشفاه:
*الأمم الكبيرة.. لا تتوقف حياتها وإلا انتصر الباطل على الحق
*لماذا لم تعترضوا أيضا على المناورة العسكرية "درع العرب1"؟!
*ها هو منتدى الشباب قد حقق نجاحا هائلا
*وها نحن جميعا أخذنا بالقصاص من المعتدين الآثمين
الذين "مصمصوا" شفاههم ممن دأبوا على الاعتراض.. والانتقاد بحق أو بدون حق .. وتساءلوا كيف ينعقد المنتدى الدولي للشباب بينما لم تمض سوى ساعات على وقوع الحادث الإرهابي في المنيا والذي راح ضحيته سبعة مواطنين .. هل كانوا جادين -بحق- في تساؤلهم أو في انتقادهم .. أم أنها عادة لديهم تدخل في إطار السلوكيات الشخصية التي تسيطر فيها النزعات السلبية على المكونات الإيجابية بشتى صورها؟!فهم لا يدركون ما يقولون.. ولا يستوعبون ما يرددون ؟؟
بصرف النظر عن الأسباب والدوافع إلا أنني بدوري أوجه لأمثال هؤلاء سؤالا محددا:
*ولماذا لم تعترضوا أيضا على المناورة العسكرية "درع العرب1" التي انطلقت فعاليتها في نفس التوقيت..؟!
واسمحوا لي أن أجيب شخصيا عن السؤال:
الشعوب-يا سادة- لا تتعطل حياتها ولا تتوقف مسيرة أبنائها بسبب واقعة كبرت أم صغرت.. أو كارثة شاء القدر أن يلقيها في طريقها..!
نعم.. الجريمة التي ارتكبتها فئة مارقة ضالة ضد بعض أبناء الوطن..والتي راح ضحيتها سبعة من أعزائنا وأخواتنا هي جريمة غادرة وخسيسة بكل المقاييس..؟!
لكن هل يكون رد الفعل بذرف الدموع وإغلاق منافذ الحياة وأبواب الأخذ بالقصاص؟؟
طبعا لا.. وألف لا وإلا انتصر الباطل على الحق ..
فالمجتمعات بمثابة ماكينات عملاقة تدور تروسها كلٌ في مكانه بغية الوصول بالمنتج في النهاية إلى أفضل ما يكون.
يعني .. باختصار.. شديد منتدى الشباب يمارس أعماله وفقا للبرنامج الذي تم إعداده منذ عدة شهور.. في نفس الوقت الذي تقوم فيه وزارة الداخلية بإعداد العدة والعتاد لتأديب المجرمين.
وفي نفس الوقت أيضا.. الذي تجري فيه -حسبما هومحدد- فعاليات المناورة العسكرية التي تشارك فيها مع مصر كلٌ من المملكة السعودية والإمارات والبحرين.. والأردن.. والكويت..
***
تلك هي الأمم الكبيرة التي سبق أن وضع لها منذ قرون عدة عالم الاجتماع الفرنسي الشهير"إيميل دور كايم" ما أسماه بـ"تقسيم العمل الاجتماعي" والذي أكد من خلاله أن كل فريق في الأمة.. وكل فرد توكل إليه مهمة محددة المفترض أن يتولى تنفيذها بدقة وإتقان مهما كانت الصعاب والعقبات.
***
والآن.. وبعد أن انتهى منتدى الشباب بشرم الشيخ وبعد أن دخلت مناورة "درع العرب1" يومها الرابع وسط اهتمام إقليمي.. ودولي بالغ الأثر والتأثير.. أليس من حقنا أن نقول لكل من زايدوا وأرادوا الاتجار بمصالح الوطن وهم مجردون من ثياب العقلانية والمنطق والموضوعية.. أن ما صدر عن هذا المنتدى من رسائل للدنيا بأسرها يعد بمثابة رصيد هائل يضاف لرأس مالنا الأدبي والمعنوي والبشري الذي يتضاعف يوما بعد يوم.
ليس هذا فحسب .. بل لقد دوى صوت مصر التي حرص رئيسها على أن يضع أمام الشرق والغرب رؤية متكاملة عما تعرضت له شعوب كثيرة خلال السنوات الماضية .. وعما يجري الآن .. وما سيجري مستقبلا.. وكيف أن الوطن الذي يذهب لا يعود ..!
***
أيضا من حقنا أن نتباهى بأن قواتنا المسلحة تزداد قدرة وكفاءة مع طلعة كل شمس من خلال الأسلحة المتقدمة والتدريب الفائق وأننا حينما وجهنا الدعوة لجيوش عربية لمشاركتنا هذا التدريب فمن أجل أن يعرف القاصي والداني أن مصر تحافظ على أمن الشقيقات العربيات كمحافظتها على أمنها القومي جنبا إلى جنب.
***
ثم..ثم.. فإن هذا الرد السريع والموجع ضد الإرهاب لابد وأن يرسخ في أعماقنا مزيدا من الثقة بأننا قادرون على استئصال جذور الشر .. نضربهم فوق أمهات رءوسهم.. نطاردهم بين الوديان والجبال.. نجعل منهم عبرة لمن يعتبر.. ولا يعتبر. ولعل الرسائل جميعها تكون قد وصلت.
***
و..و..وشكرا