سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " قراءة تحليلية لأقوال الرئيس السيسى أمام منتدى الشباب العالمى"

بتاريخ: 08 نوفمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*قراءة تحليلية لأقوال الرئيس السيسى أمام منتدى الشباب العالمى
*متآمرو الخارج .. ومتربصو الداخل كلهم .. ضد الأرض .. والإنسان
*الفراغ الهائل .. لا يملأه سوى الأشرار
*من يتسببون فيه .. لا يعرفون الصواب من الخطأ وتكون النتيجة : ضياع البلاد
*حقا .. تدمير الدول دون وعى بأيادى أبنائها قمة الكوارث
*فعلاً .. من أين تأتى سوريا ب 300 مليار دولار ؟
*من كسر وطناً فعليه إصلاحه ..فهل يقدرون ؟؟
*إيران .. والحصار القاتل ..!
*لا صادرات .. ولا واردات .. ولا نفط ومع ذلك .. الملالى مازالوا يكابرون
*صراع السلطة يشتد فى تونس.. الرئاسة ضد الحكومة !
*تداعيات حادث البحر الميت .. وتوقعات صدقت استقالة أو إقالة وزيرين .. والبقية تأتى !
*ومتابعة فورية : اليوم .. محاكمة المتسببين فى وفاة طبيبة المطرية .. «هذا هو الكلام !
كشف الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام المشاركن فى منتدى الشباب الدولى بشرم الشيخ.. كل الأوراق.. لم يخف حقيقة.. ولم يتحفظ على سؤال واحد.. بل حرص على أن يقدم كافة الخفايا والأبعاد والأسرار.. لأهم قضايا الأوطان المصيرية.. ومنها أو بالأحرى معظمها.. كان غائباً عن الأذهان! ذكر الرئيس ان هناك شعوباً تحركت من أجل التغيير معلنا بكل صراحة ووضوح ان الخسارة كانت أكبر من استمرار نفس الأنظمة وهنا تتضح الرؤية.. فالنوايا مبيتة ضد شعوب وأوطان بعينها.. هناك من يريدون تدميرها تحقيقاً لأهوائهم ومصالحهم بصرف النظر عما إذا كانت تلك النوايا خبيثة أو غير خبيثة.. وهؤلاء الذين تزعموا حكاية الفوضى الخلاقة أو ما أسمى بالشرق الأوسط الجديد لم يخفوا ما تنطوى عليه سياساتهم فعملوا على إشعال نيران الفن مستخدمن أدوات من ذات البلدان متمثلن فى مجموعات من الشباب تولوا تدريبهم على إثارة القلاقل وتهييج المشاعر وأيضا فى جماعات التطرف التى كانوا يعتبرونها البديل للأنظمة تصورا.. أو توهما.. أنها عندما تتولى الحكم.. فسوف تتراجع تلقائيا أعمال العنف مع الأخذ فى الاعتبار.. ان تلك الجماعات تعد قياداتها.. وكوادرها.. وخلاياها النائمة منذ زمن طويل للقفز على السلطة حينما تحن لها الفرصة. وهكذا.. التقى متآمرو الخارج.. مع متربصى الداخل حول أهداف واحدة لا تمت بصلة لمصالح الجماهير التى تعرضت بدورها للخداع.. بعد ان لعبت بالعقول الشعارات الزائفة.. والهتافات الحماسية.. وقبل ذلك وبعده عمليات غسيل العقول التلقائية التى تنشأ وتنشط وسط هذا المناخ المصنوع..! ماذا كانت النتيجة..؟! لقد أضر الفريقان اللذان تحركهما الدوافع الذاتية؟ بالأرض والانسان فى آن واحد. فقد أصبحت «الحدود » مستباحة.. والمكان «المقدس » فقد الحماية.. حتى الأمن خرج من منظومة الحسابات المتعارف عليها..!حيث فقد الناس الأمان وتعرض الأبناء والبنات للاغتيال.. والاغتصاب.. والضرب والسحل.. بعد أن غابت الدولة.. وحل محلها الفراغ الهائل. وهنا.. يثور السؤال المهم والتلقائي: من الذين ملأوا هذا الفراغ..؟! الاجابة جاءت على لسان الرئيس: إنهم الأشرار والذين خلت لهم الساحة بعد تداعى مؤسسات الدولة الواحدة بعد الأخري..!
وهنا.. أيضا لابد من وقفة.. وقفة متأملة.. وواعية. الله سبحانه وتعالى حمى مصر.. وأنقذها من خطر محدق كان يمكن أن يودى بشعبها إلى ظلام دامس سحيق لا أول له ولا آخر. وبعد رب العالمن.. هذا الجيش القوى المتماسك.. والذى ألهم سبحانه وتعالي.. قيادته الواعدة سرعة التحرك للإمساك بزمام الأمور وشل حركة المتآمرين والمتربصن ليخرج الوطن كله آمنا.. مطمئنا.. متحد الصفوف.. وذلك عكس الآخرين..! هؤلاء الآخرون- هم- السوريون على سبيل المثال الذين فقدوا الأرض وفقدوا أنفسهم بعد ان تمزقت الأوصال.. وبعد أن جاء الغرباء من كل حدب وصوب يفرضون إرادتهم. يغيرون اتجاهات البوصلة حسبما يريدون ويشعلون النيران ويطفئونها وقتما يحددون.. أو يشتهون..! ثم.. ثم.. يجيء الذين خربوا الديار.. ودمروا البنيان وأجبروا الأهل على الرحيل ليطالبوا ب 300 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار.. فمن الذين فى امكانهم- حسب تساؤل الرئيس السيسى تدبير هذا المبلغ الهائل.. بل ومتي.. وكيف..؟؟ بديهي.. لن تعود سوريا.. فالعودة باتت صعبة وصعبة جداً.. إلا ما رحم ربى وان كان المنطق يقول ان من كسر وطنا فعليه إصلاحه.. وعلى اعتبار ان المشاركن فى هذا التدمير.. والتكسير.. والتحطيم.. متعددو المشارب والتوجهات.. فسوف يحاول كل فريق منهم البحث عن وسيلة للفرار.. تاركاً أصحاب الأرض والعرض.. يلطمون الخدود فوق الأطلال..!
***
على الجانب المقابل.. فإن الموقف لا يختلف كثيراً سواء فى اليمن.. أو ليبيا.. أو العراق.. أو الصومال.. أو أفغانستان.. فجميعها أوطان ضاعت ولم يعد من السهل إعادتها بصرف النظر عما يبدو على السطح أحيانا من مظاهر هلامية يروج لها نفس الأيادى العابثة التى ارتكبت أفعالاً يستحيل أن يغفرها التاريخ لها مهما طال الزمن..! استناداً إلى تلك الحقائق.. يصبح من الصعوبة بمكان ملء الفراغ الهائل الذى أفرزته تحركات غير مدروسة.. ومشبوهة.. مع فوضى عارمة.. وانهيار كامل فى البنى الأساسية.. وأيضا فى معنويات البشر.. اللهم إلا إذا ساد «الأشرار » هذا العالم وتحكموا فى مقدراته.. الأمر الذى يعد ضرباً من ضروب الخيال..! إنها فى نهاية المطاف.. قمة الكوارث..!
***
والآن.. تشاء الظروف أن تتعرض إيران لأقسى وأعنف ألوان العقاب.. فهؤلاء الملالى الذين قفزوا على مقاعد الحكم بها.. حولوها من بلاد خير ونعيم.. إلى آتون النار والجحيم..! الإيرانيون - للأسف- بعد أن بدأت أمريكا تطبق ضدهم دفعة جديدة من الإجراءات الاقتصادية التى تحد من حركاتهم وسكناتهم.. لم يعودوا يجدون ما يصدرونه.. وما يستوردونه.. حتى «النفط » الذى يعد المصدر الرئيسى للثروة عندهم يكاد يكون بلا جدوى أو فائدة.. وكأنه شخص يخضع للاقامة الجبرية حتى اشعار آخر.. وهذا الاشعار مفتوح «المدة » كمزيد من الضغط والإذلال لأصحاب العباءات السوداء الذين طالما ساندوا الإرهاب والإرهابين فى مناطق شتى من العالم متناسن ان الإسلام الذى يدينون به هو أصلاً دين محبة وسلام.. وأمن.. ورحمة بالآخرين..! وما يثير الدهشة والعجب.. انهم مازالوا يكابرون.. ومازالوا يطلقون التصريحات الكاذبة.. ويكفى أنهم سيمنحون الأمريكان شر هزيمة..! بالضبط.. نفس الشعارات التى كان يرددها صدام حسن قبل أن تضيع بلده.. ويقع فى الأسر.. ثم تتدلى رأسه من حبل المشنقة..! أفيقوا.. أيها الغافلون..!
***
الآن.. دعونى من خلال هذا التقرير.. ان أعرج قليلاً.. إلى بلد عربى مازال يعانى بعد أحداث عام 2011 إياها من اضطرابات.. ومشاحنات.. و.. و.. إرهاب..! تونس فى ظل تلك التوترات.. دخلت الآن مرحلة ما تسمى بالصراع على السلطة حيث أعلن رئيس الوزراء عن إجراء تغيير وزارى شمل عشر وزارات مرة واحدة وعندما عرض التشكيل الجديد على رئيس الجمهورية حسبما ينص الدستور.. إذا به يقابل بالرفض بحجة انه جاء متأخرا..!! ولا جدال ان الصراع على السلطة فى أى دولة.. أو بلد.. أو وطن.. يؤدى إلى ما
لا يحمد عقباه..!! كان الله فى عون الإخوة التونسين..!!
***
أما فى الأردن.. فمازالت فاجعة سيول البحر الميت تحتل الاهتمام الأكبر لدى الشعب الأردني.. الذى آلمه فقدان 21 من أبنائه دونما ذنب أو جريرة. لقد توقعت يومها.. إقالة وزير التربية
والتعليم حيث سمحت احدى مدارسه بتنظيم رحلة إلى شاطئ البحر الميت بينما الأمطار تنهمر بغزارة.. والرياح تشتد عنفا لحظة بعد لحظة خصوصا بعد أن أبدى الملك عبدالله غضبه
واستياءه.. بالأمس.. قبل الملك استقالة كل من وزيرى السياحة والتربية والتعليم.. والرأى العام ينتظر المزيد.. ومن المحتمل أن يحدث تغيير وزارى شامل.
***
ولأنى من هواة المتابعة الدائمة والمستمرة فقد أراحنى وأراح الكثيرين- ولا شك- إحالة المتسببن فى وفاة طبيبة مستشفى المطرية إلى محاكمة عاجلة بدأت أولى جلساتها أول أمس. لقد كنت أثرت الواقعة منذ بداياتها.. وأبديت اعتراضى على موقف وزارة الصحة التى حاولت أن تسوق تبريرات ساذجة منها أن الطبيبة ليست من قوة العاملن فى المستشفى بل جاءت لزيارة
زميلاتها..!
ما علاقة ذلك.. بالكارثة التى حلت بالطبيبة الشابة..؟!
لكن ها هو النائب العام ينتصر.. كالعادة.. للحق ونحن فى انتظار حكم القضاء العادل باذن الله.
شكراً للمستشار نبيل صادق وألف شكر.
***
أخيراً.. نأتى إلى قضية من أهم قضايانا الأساسية.. قضية الغذاء.. فالواضح أنه بعد انتهاء أزمة البطاطس سوف ندخل فى دوامة جديدة.. تتعلق بالفول المدمس.. الوجبة الشعبية لكل المصرين وليس لفئة دون أخري..!
الملاحظ.. أن ثمة تسريبات تخرج للعلن تتحدث عن احتمال ارتفاع سعر كيلو الفول إلى 24 جنيها بعد عشرين جنيها بحجة تراجع المساحة المنزرعة منه فضلا عن انخفاض حجم الكميات المستوردة..!
أرجوكم.. أرجوكم.. حذار.. وألف حذار.. من اللعب فى الفول بالذات..!
اعلموا جيداً.. وانتبهوا إلى أن الناس لن تقبل.. ولن ترضي.. ولن تسلم بالأمر الواقع.. فهو مهما كان الحال ليس كالبطاطس التى سبق أن تسبب نقصها وارتفاع سعرها فى تداعيات كنا فى
غنى عنها..!
عموما.. ألا هل بلغت.. اللهم فأشهد.. وبعد ذلك الموقف فى يد الحكومة.. وجهاز حماية المستهلك.. ومختلف الأجهزة الرقابية التى يجب أن تتحرك من الآن لتوقف أية محاولات للاخفاء..
أو التلاعب.. أو.. أو.. الاحتكار.
***
فى النهاية إليك هذه الأبيات فى حب الوطن للشاعر العراقى عبدالمحسن الكاظمى الملقب بأبوالمكارم:
من لم تكن أوطانه مفخراً له فليس له فى موطن المجد مفخر
ومن لم يبن فى قومه ناصحاً لهم فما هو إلا خائن يتستر
ومن كان فى أوطانه حامياً لها فذكراه مسك فى الأنام وعنبر
ومن لم يكن من دون أوطانه حمي فذاك جبان .. بل أخس وأحقر
***
و.. و.. وشكراً