"لخبطة".. في أمريكا!
أشد المجتمعات انقساما.. وأقواها عسكريا وعلميا "دنيا"!
الانتخابات النصفية.. زادت "الشروخ"
ترامب يهاجم الإعلام بضراوة بل يطرد مندوبة الـ "سي إن إن" من مؤتمره الصحفي
..ثم.. ثم.. يقيل وزير العدل!
أوباما ينتقم ويوجه الشتائم لخليفته والديمقراطيون يعدون "جون بايدن" للرئاسة القادمة!
باريس تخرج عن الطوق.. وتتزعم أوروبا ضد واشنطن!
أصحاب المعاشات يوافقون وزير المالية علي عدم زيادة العلاوات لكنهم يطالبون بمواجهة جنون الأسعار!
أخيرا.. اعترفت الحكومة بفساد المحليات.. المهم.. استمرار "التطهير" بلا هوادة!
هل شركات السياحة "صاحبة السوابق" لن تشارك - بحق - في عمرة "المولد النبوي؟
تسببت الانتخابات النصفية التي جرت في أمريكا منذ أيام في حدوث "لخبطة" سياسية غير مسبوقة!
الرئيس ترامب يهلل بنجاح حزبه بينما هذا الفوز اقتصر علي عدة مقاعد في مجلس الشيوخ.. بينما الديمقراطيون انتزعوا الأغلبية في مجلس النواب.
بداية.. ماذا تعني الانتخابات النصفية؟!
نحن هنا في مصر نتصور انها تجري علي نصف مقاعد مجلسي النواب والشيوخ فقط.. بينما المقصود بها هناك انها التي تتم بعد انتهاء نصف مدة الرئيس.. أي بعد عامين من توليه السلطة.. وأخذ يضع قدميه علي طريق الاستعداد للانتخابات القادمة!
ولعله يبدو غريبا.. ان المجتمع الأمريكي يعد من أشد المجتمعات في العالم انقساما علي نفسه. فهذا التنافس المحموم بين حزبين كلاهما يتمتع بالشعبية والقوة والنفوذ.. أوجد حالة دائمة من الترقب الدائم المشوب بالحذر سواء علي المستوي السياسي أو الجماهيري!!
ولقد زادت حدة الانقسام.. بعد إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة والتي فاز فيها الديمقراطيون بالأغلبية في مجلس النواب.. ورغم ذلك يتباهي ترامب بأنه أول رئيس بعد جون كنيدي يحصل علي مقاعد أزيد في مجلس الشيوخ!
***
ليس هذا فحسب.. بل لقد سبقت الانتخابات مؤتمرات انتخابية شارك فيها علي مدي شهرين متواصلين كل من الرئيس السابق باراك أوباما.. والرئيس الحالي دونالد ترامب.. وقد شهدت هذه المؤتمرات أقذع أنواع الشتائم والاتهامات المتبادلة دون أن يذكر أي منهما اسم الآخر لكن طبعا الأمور علي المشاع!
ويبدو ان أوباما بالذات كان حريصا علي تصفية الحسابات مع خليفته الذي طالما اتهمه واتهم عهده بالتقصير.. وقصور الرؤية.. وضياع هيبة البلاد.. فأخذ بدوره يوجه اللكمات المباشرة وغير المباشرة تجاه هذا الرجل العجوز الذي تطارده سهام فتيات الليل اللاتي يعترفن صراحة بإقامة علاقات حميمة معه!
المهم.. فإن أمريكا رغم هذا الانقسام.. مازالت حتي الآن أقوي الدول عسكريا واقتصاديا وعلميا.
أمريكا هذه هي التي توصل علماؤها إلي أحدث الاختراعات في الطب والهندسة والالكترونيات.. فضلا عن الأسلحة بمختلف أنواعها من أول الطائرات بدون طيار.. حتي الصواريخ الموجهة وغير الموجهة مرورا بالحاملات فوق ظهر السفن والغواصات.. وقبل هذا وذاك القنبلة النووية التي سبق أن دمرت بها كلا من مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين.
نفس الحال بالنسبة لاقتصادها.. فها هو الدولار سيد عملات العالم.. ومن يجرؤ علي المساس به يدفع الثمن باهظا!
***
ويقولون.. ان الآباء الأوائل كما يطلقون علي مؤسسي البلاد.. قد اتفقوا فيما بينهم علي أن يبذلوا الجهود المستمرة ليكونوا في المقدمة دائما وأن ينحوا خلافاتهم جانبا!
وهذا ما نشهده حاليا.. حيث تزداد الشروخ عمقا بين الساسة بينما كافة الأجهزة تعمل وفق برامج محددة وقواعد لابد وأن تؤدي في النهاية إلي النتائج "المرسومة" والمخطط لها.
لقد وقف ترامب يهاجم أعضاء حزبه الذين انصرفوا عنه.. شأنهم شأن أعدائه التقليديين أعضاء الحزب الديمقراطي والمتعاطفين معهم.. وما أكثرهم!
وكعادة ترامب.. فقد وقف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد انتهاء الانتخابات يصب جام غضبه علي الإعلام متهما إياه بعدم المصداقية وافتقاد الأمانة.. لدرجة أنه قام بطرد مندوبة شبكة الـ "سي إن إن" من المؤتمر متوعدا إياها وأمثالها بعدم دخول البيت الأبيض مرة أخري!
..وبعد ساعات أقال وزير العدل في سابقة لم تحدث أيضا.. فالمفروض ان وزارة العدل من الوزارات السيادية التي لابد من مراعاة الحسابات جيدا عند الاقدام علي تغييرها!
لكنه ترامب الذي يمثل حالة نادرة بين رؤساء أمريكا المتعاقبين!
..ومع ذلك كله.. فإن السؤال الذي يدور في الرءوس:
هل يمكن أن يفوز ترامب لفترة جديدة قادمة؟!
الاجابة:
معظم استفتاءات الرأي تقول انه سيحقق فوزا "ملموسا" رغم ان الديمقراطيين بدأوا يعدون الآن "جون بايدن" لخلافته والذي ما إن سمع اسمه.. حتي هز كتفيه وكأنه يقول: الأيام بيننا.. وتعالوا لمقابلتي بعد الانتصار الأكيد القادم!
علي الجانب المقابل.. فقد أخذ الأوروبيون يخرجون عن الطوق.. ويبحثون عن سبل غير سبل أمريكا.. وها هو رئيس فرنسا الشاب إيمانويل ماكرون يعلن بالأمس عن ضرورة إنشاء جيش أوروبي موحد.. للدفاع عن القارة التي قد تضطر لمواجهة قوي كبري مثل روسيا والصين.. و.. و.. الولايات المتحدة الأمريكية التي لا ينبغي الاعتماد عليها خصوصا بعد انسحابها من الاتفاق المشترك مع روسيا للحد من الأسلحة النووية!
***
والآن اسمحوا لي بمغادرة أمريكا وأحداثها وخلافات زعمائها لنتوقف أمام كارثة جديدة متمثلة في عودة الدواعش من جديد إلي العراق!
لقد وصل 300 من هؤلاء السفاحين القتلة إلي الموصل أمس قادمين من سوريا.. ليثيروا الفزع والرعب من جديد بين سكانها الذين هرع الكثيرون منهم لمغادرتها والذهاب إلي إقليم كردستان!
من الذي وفر لهؤلاء الدواعش.. الممرات الآمنة للعبور.. ومن الذي غض الطرف ومن الذي له مصلحة في أن تسود الفوضي ثانية؟!
كلها أسئلة تبحث عن اجابات.
***
الآن اسمحوا لي أن أطوف معكم حول أوضاعنا الداخلية!
قطعا استوقفكم كما استوقفني تصريح وزير المالية الذي قال فيه ان زيادة علاوة المعاشات ليست واردة بسبب ضخامة التكاليف.
وأنا اتفق معه بشرط أن تأخذ الحكومة التي هو أحد أعضائها عهدا قاطعا علي نفسها باتخاذ الإجراءات الحاسمة والفعالة لمواجهة جنون الأسعار والحد من غلوائها وأعتقد هذا ليس أمرا صعبا.. في الوقت الذي يجب ان تكون فيه "التضحيات" متبادلة بين الحكومة.. والشعب.. واللا إيه؟!
و.. و.. شيء جميل أن تعترف الحكومة علي لسان رئيس وزرائها بوجود إهمال غير مسبوق في محافظات كفرالشيخ والمنيا وأسيوط وقد كشفته جولات المحافظين.
الحمد لله..
وبديهي الاستمرارية مهمة وضرورية عسي أن يأتي اليوم الذي تتخلص فيه.. من سطوة وجبروت "المحليات".
يعني.. لا توقفوا عمليات التطهير التي ينبغي استمرارها بلا هوادة!
***
في النهاية.. لقد بدأت الاستعدادات لرحلات العمرة.. وأعلنت وزارة السياحة ان الشركات التي وقعت عليها عقوبات من قبل لن تشارك في هذه الرحلات.
طبعا.. كلام طيب وجميل.. لكن طالما سمعناه مرارا وتكرارا.. وفي كل مرة.. كان المخالفون هم الذين ينالون النصيب الأكبر.. لكن ربما يتغير الوضع علي يدي د.رانيا المشاط وزيرة السياحة الحالية.
***
** مواجهات:
* السعادة بين يديك أنت وحدك.
فتش عنها في ثنايا قلبك.. وداخل شرايين دمك.. وفي أعلي رأسك.. وعلي يمينك وعلي شمالك.
صدقني.. أنت الذي تستعذب طعم الحياة طالما رضي الله سبحانه وتعالي عنك وهذا الرضا تناله بإيمانك.. وعملك.. وتقربك من الوهاب الكريم!
***
* بالمناسبة.. ارفع صوتك مناديا من أعماقك:
يارب.. يارب.. انها كلمة كالأكسجين تعيد إلي صدرك هدوء أنفاسه.
***
* الصداقة مواقف.. وليست كما يتوهم البعض عشرة عمر!
***
* الحب في هذا الزمان أصبح يباع ويشتري بأرخص الأسعار لذا انصحك عندما تفكر في الزواج.. لا تدفع مهرا.. ولا توقع علي قائمة أثاث.
***
* الساحر شريف والساحرة غادة ومدربة القطط بلبلة.. كل هؤلاء حتي تحصل عليهم لابد أن تنضم إلي قائمة انتظار تمتد أسابيع وشهورا.. ثم يقولون.. شعبا يعاني من شظف الحياة!
بالمناسبة.. الثلاثة عبارة عن مقدمي فقرات في حفلات أعياد الأطفال!
***
* د.مفيد شهاب الوزير وأستاذ القانون الدولي وأحد أبطال مفاوضات طابا بعث لي بعبارة قال انها تريحه جدا وهي:
"تشاء يا عبدي وأشاء.. فإذا رضيت بما أشاء أعطيتك خيرا مما تشاء"!
بارك الله فيك يا دكتور مفيد.
***
* من أقول الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط:
راحة الحكماء في وجود الحق وراحة السفهاء في إشاعة الباطل!
***
* وأختتم المقال بهذه الأبيات للشاعرة الكويتية سعاد الصباح:
لا تنتقد خجلي الشديد
فإنني درويشة جدا وأنت خبير
خذني بكل بساطتي وطفولتي
أنا لم أزل أحبو وأنت كبير
من أين تأتي بالفصاحة كلها
وأنا يموت علي فمي التعبير
***
و... و.. وشكرا