سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " 6 ملايين سوري .. ينتظرون رحمة روسيا!! "

بتاريخ: 11 نوفمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*6ملايين سوري.. ينتظرون رحمة روسيا!!

*إنهم يعيشون الآن..أسوأ ليالي حياتهم

فهل يمكن أن توفر لهم وزارة دفاع موسكو الدفء الذي افتقدوه سبع سنوات كاملة؟

*فرنسا تصف رحلات العودة بالأوهام ولديها الحق..!

عندما أخذ السوريون يفرون من ديارهم اعتبارا من عام 2015 كانت مشاعر الحزن والألم تعتصر قلوبهم لاسيما أن الكثيرين لم يكن لهم ناقة ولا جمل فيما يجري على الأرض التي تصوروا يوما أنها أرض السلام والإخاء..!

في نفس الوقت.. لم يتوقعوا أن تطول بهم غربتهم سنوات وسنوات في ظل التصريحات التي كانت تتكرر على أسئلة النظام بأنه كفيل بإعادة فرض الانضباط في أقرب وقت..!

ثم..ثم.. أخذت الأفواج تتوالى حتى وصل عدد لاجئي سوريا حتى الآن ستة ملايين لاجئ معظمهم يمضون أيامهم ولياليهم تحت وابل الأمطار الغزيرة.. تلحفهم برودة قاسية.. تنتزع البقية الباقية من الدفء الذي افتقدوه بعد أن غاب الأهل والأصدقاء وتحولت الديار إلى ركامات..!

حتى عندما بدأت المنظمات الدولية التفكير في مد أيادي المساعدة لهم قامت في البداية بصرف أغطية وسخانات لعل وعسى.. ومع تزايد الأعداد توقفت الإمدادات وبدا العالم وكأنه يعاقب الضحايا بينما الجناة مازالوا يستمتعون حتى الآن بما حرموا منه الآخرين.

وما يثير الأسى والحزن أن كثيرين من الرجال والأطفال والنساء تبعثروا في مناطق شتى من العالم منها على سبيل المثال الأردن ولبنان وتركيا والعراق وألمانيا والبرتغال والنمسا وبريطانيا وفرنسا.. وطبعا في المقدمة مصر التي -والحق يقال- قدم شعبها للإخوة السوريين كل الدعم والمساندة والتعاطف الوجداني مما حدا بهم أن يفضلوا البقاء بين أحضان البلد الذي لم تعرف سماؤه أبدا أيا من نوازع التفرقة أو الاختلاف من أي شكل أو نوع..!

***

أما الأغرب.. والأغرب .. ما يجري هذه الأيام .. حيث تتزعم روسيا – لا سوريا- حملة جديدة أسمتها حملة عودة اللاجئين.. يعني هؤلاء القوم الذين عانوا طويلا من قسوة الغربة لن يجدوا طريقا يقودهم إلى الوطن الذي أصبح خرابا سوى السفارات الروسية في الخارج التي أنشأت مكاتب خاصة لذلك.. ومن خلال وزارة دفاع موسكو التي أقامت ما أسمته بمركز تسهيل عودة اللاجئين السوريين..!

سبحان الله..!

يعني.. عذاب وفزع وخوف في الرحيل وانفطار قلوب.. وغصة حلوق في العودة.. إذا كانت هناك في الأصل عودة..!

ومع ذلك.. فقد أصاب الفرنسيون كبد الحقيقة عندما أعلنت وزارة خارجيتهم بالأمس بأن هذه اللعبة الجديدة ليست سوى أوهام xأوهام!!

نعم.. كيف تكون العودة.. بينما الحكومة السورية تشترط على الفارين العائدين تقديم مستندات ملكية منازلهم التي دمرت في الحرب.. وأنى يكون السبيل دون وضع أية بدائل يمكن أن تعيد للإنسان السوري إنسانيته..!

إن الـ300 مليار دولار التي تحتاجها سوريا للإعمار .. تحتاج بجانبها أضعافا وأضعافا حتى يستنشق السوريون من جديد هواء غير الهواء.

***

..و..و..وشكرا

***

       (هذه الهزائم الرياضية المتتالية.. وذلك الصراع الدائر إلى متى..؟!)

حالة الرياضة في مصر وصلت إلى أدنى مستوياتها.. فالناديان الكبيران.. باتا يتفننان في "عكننة" الجماهير.. واتحاد الكرة يسير على هواه ضاربا عرض الحائط بأية معايير .. أو قواعد.. أو حتى مشاعر إنسانية..!

الحكاية ليست.. هزيمة فريق النادي الأهلى أمام الترجي التونسي .. تلك الهزيمة "الفضيحة" التي أصابت الجميع بالإحباط وخيبة الأمل..!

والحكاية أيضا .. ليست في تلك المعارك المتبادلة داخل نادي الزمالك وخارجه.

 والحكاية ثالثا ليست في هذا الاتحاد المسمى باتحاد الكرة الذي اشتهر بأنه اتحاد"الصفر"..!

بكل المقاييس.. المنظومة باتت مسيئة وسيئة في آن واحد .. مما يتطلب الإصلاح الفوري.. والحاسم والبات.. وإذا كنا نجحنا والحمد لله في تحقيق إصلاح اقتصادي مشهود وإصلاح سياسي يقوم على أسس ثابتة وراسخة.. فهل نعجز عن وضع هؤلاء اللاعبين والمتلاعبين على الطريق الصحيح..؟!

أحسب أننا –بفضل الله –قادرون وقادرون.. ونحن في الانتظار..!