أى المهمتين أصعب؟!!
مطاردة المتاجرين بأقوات الناس أم ضبط .. مافيا "السناتر" وأصحاب الجامعات الوهمية؟!!
المتاجرون بأقوات الناس "تعبونا".. وتعبوا الأجهزة الرقابية..
فلديهم من القدرة على التلون.. والتحايل.. واللعب بالثلاث
"ورقات" ما يدفعهم للاستمرار فى طريق الحرام الذى
يسيرون فيه!!
ومع ذلك.. فإن هذه الأجهزة المختصة لا تألو جهداً عن
تنظيم الحملات.. ووضع الخطط المضادة سعياً لوصول السلع
لمستهلكيها بأسعارها الحقيقية، أو ضمان عدم اختفائها من
الأسواق!!
لكن السؤال.. هل تلك المطاردات تؤتى ثمارها.. وإذا
أثبتت فعاليتها.. فلماذا ندور فى نفس الدوامة؟!!
الإجابة باختصار.. أن أسلحة الشر دائماً متنوعة
وكثيرة، لا تعرف ديناً ولا ضميراً ولا رحمة.. مما
يجعل أصحابها متواجدين دائماً، ينهجون نفس سلوكهم
الردىء.. لكن على الجانب المقابل لو ترِكَ لهؤلاء الحبل
على الغارب، لتمادوا فى غيهم أكثر وأكثر.. وتحول
المجتمع إلى غابة يلتهم فيها الذئاب.. الحملان الوادعة
المسالمة!!
وفى جميع الأحوال.. فإن تضييق الخناق رغم ما يستلزمه
من يقظة تامة، ومتابعة دائمة ومواجهة "ساخنة" عند
الضرورة، إلا أنه يوجد فى النهاية إحساس لدى المحتكرين
وتجار الجملة الجشعين وبعدهم تجار التجزئة الطماعين
بأن يد الدولة ليست غافلة عنهم!!
> > >
فى نفس الوقت.. لقد طفت على السطح منذ فترة ليست
قصيرة فئة ركزت جُل همها على جمع المال بأى وسيلة، ومن
خلال أى طريق مضيئاً كان أم مظلماً!!
هذه الفئة تنقسم إلى قسمين.. الأولى.. فئة أباطرة الدروس
الخصوصية الذين أقاموا "السناتر".. وفرضوا إرادتهم بغير
حق على أولياء الأمور ضاربين عرض الحائط.. بتهديدات
وزير التربية والتعليم، وتحذيراته، وكأن الرجل ويا أسفاه
يؤذن فى مالطة!!
بالله عليكم.. هل يتفرغ لمعركة تطوير التعليم،
وهى معركة مصيرية بكل ما تحمل الكلمة من معنى،
وليس للانتصار فيها بديل.. أم يظل يلهث وراء هؤلاء
الذين يصرون على ضرب عملية التطوير فى مقتل..
ويواصلون الليل بالنهار لجمع الأموال، حتى ولو انهدم
المعبد على كل مَن فيه؟!!
أما الفئة الثانية فتنحصر فى هؤلاء الذين أسموا أنفسهم
زوراً وبُهْتاناً "رجال أعمال" فأنشأوا كليات ومعاهد وجامعات
وهمية، تمنح شهادات زائفة تتستر وراء عناوين براقة لا
تنطوى إلا على الخداع والكذب والتدليس!!
منذ أيام.. أصدر وزير التعليم العالى قراراً بإغلاق ما تسمى
بالأكاديمية المصرية الأمريكية!!
أرجو أن تدققوا قليلاً فى الاسم، الذى يحاولون من خلاله
التلاعب بمشاعر الناس والترويج لبضاعة فاسدة تودى
بحياة مستخدميها للجحيم، وقد تبين أن هذه "الأكاديمية"
لها مقار عديدة منتشرة فى أحياء القاهرة!!
كما أصدر الوزير أيضاً قراراً مماثلاً بالنسبة لما أطلقوا عليه
مركز عين شمس للدراسات التكنولوجية المتخصصة!!
نفس الوهم.. ونفس التضليل!!
وإذا كان الشىء بالشىء يُذكَّر، فإن هذه الأكاديميات
وتلك المعاهد تقوم على أساس الاتجار بمصالح
الطلبة الذين لم تساعدهم الظروف على الحصول
على مجموع شبه متوسط فى الثانوية العامة.. أو لم
يوفقوا فى دراستهم بأماكن أخرى.. مما يضطرهم إلى
التحويل إلى تلك الكيانات "المشبوهة"!!
طبعاً.. المصروفات باهظة.. ورسوم التحويل كبيرة.. ولا
مساحة أبداً.. للقيم.. أو المعانى.. أو القواعد المعمول بها
على مستوى العالم كله.
> > >
فى النهاية تبقى كلمة:
أحسب أنا وغيرى كثيرون.. أن هذه الظاهرة الشيطانية
المتمثلة سواء فى "سناتر الدروس الخصوصية" أو الكليات
والمعاهد إياها لن تختفى سواء على المستوى القريب أو البعيد،
بالعكس.. فهؤلاء الذين ابتدعوها لن يكفوا عن ابتكار
مائة وسيلة ووسيلة ليبقوا دائماً وأبداً.. داخل الدوائر التى
صنعوها لأنفسهم.. دوائر الأنانية والأثرة، وضرب عرض
الحائط بمصالح المجموع.. وبالتالى فإن "السنتر" الذى يتم
إغلاقه اليوم.. سيفتتح غيره غداً.. أو يعود هو نفسه لذات
النشاط بعد أيام معدودات.. كذلك الأكاديمية أو المعهد.. أو
الكلية الملطخة بالعوار والنقصان.. سيجد أصحابها أبواباً كثيرة
ينفذون من خلالها، وتظل الدعاية الكاذبة تجذب الانتباه، لاسيما من جانب الذين سبق أن تعثرت أقدامهم على طريق التعليم!!
و.. و.. من الصعوبة بمكان أن تتولى الحكومة بمفردها
مهمة المواجهة الصعبة.. بل لابد من تكاتف المجتمع
الذى يضم طلبة وطالبات وأولياء أمورهم.. وإلا سنلف
وندور حتى نرجع فى النهاية إلى مربع صفر، وهو
مربع غير محبب.. وغير مطلوب، لاسيما فى هذه
الحقبة الزمنية من حياتنا.
> > >
و.. و.. شكراً.