سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " يا ساسة العالم: تعاونوا على الخير.. نرجوكم "

بتاريخ: 15 نوفمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

يا ساسة العالم: تعاونوا على الخير.. نرجوكم
أعداء الأمس يتمنون دوام صداقة اليوم
أمين عام الأمم المتحدة متشائم.. وعنده حق!
 الدواعش اللقطاء.. من يعرتف بهم وهل يتحولون بالوراثة.. إلى قتلة المستقبل..؟!
*حزب البناء والتنمية يمارس نشاطه حتى الان »حاجه غريبة«*بطاقات التموين.. تحتل مانشيتات الصحف وكأننا شعب كله.. محدود الدخل!
*عفواً.. نعم الوزير ليس ساحراً.. ولكن بديهى لابد أن يكون سياسياً!
* ارتفاع عدد المتهمين فى فساد سد النهضة أمر يخص أثيوبيا.. ولا دخل لنا به!
*فكرة واحدة جلبت ١٣ مليار دولار في يوم واحد والله لدينا عقول.. تبتكر ألف
فكرة وفكرة.. »املهم الحظ«!

أحداث هذا الأسبوع كثيرة.. ومتنوعة.. فالعالم ال يـهـدأ.. بل يموج بتقلبات..ومفاجآت.. وعمليات شد وجـذب.. وكر وفــر ودمـــاء تـسـيـل.. ونــــداءات بضبط النفس 

تدوي.. بال صدي.. ودون تأثير.. وكأن »البشر« فى كل مكان.. يستعدون للمجهول..!! دعـونـا نـبـدأ مـن بـاريـس الـتـى شهدت اجتماعات أكثر مـن ٧٠ رئيس دولـة
وحكومة وممثلى المنظمات الدولية والإقـلـيـمـيـة.. والـمنـاسـبـة.. مــرور مائة عـــام عـلـى »الــهــدنــة« الـتـى بموجبها وضعت الحرب العاملية الأولى أوزارها
بعدما خلفته من دمار وخراب للمكان والإنسان.  
ولعل من أهم الذين تلاقت أياديهم فى هذا الاحتفال الرمزى كل من الرئيس الفرنسى إيمانويل مـاكـرون صاحب الدعوة  وأنجيال ميركل مستشارة ألمانيا التى جـاءت لتمثل الدولة التى هزمت فــى الــحــرب ووقـــع جـنـرالاتـهـا اتـفـاق الهدنة يوم ١١ نوفمبر عام ١٩١٨.
واضح أن الهدف من الاحتفال.. توصيل رسالة لكل من يهمهم الأمر مؤداها أن السلام بين الشعوب أفضل كثيرًا من الحروب التى قد لا تبقى ولا تذر..! ومع ذلــك.. 

فـإن الشواهد الحالية ال تنبئ بتحقيق الأمنية الإنسانية الغالية.. وهــذا مـا عبر عنه جوتيريس الأميـن العام للأمم المتحدة الذى أبدى تخوفه
من اندالع حرب عاملية ثالثة وحجته فى ذلك.. أن المناخ السائد حاليًا لا يختلف كثيرًا عـن نظيره فـى بـدايـات القرن الماضى مضافًا إليه ظاهرة الإرهـاب بما تطويه من 

أفكار متطرفة ومتشددة وقـيـام أيـديـولـوجـيـات ديـنـيـة.. كذلك اشتعال نيران الحروب الأهلية مثلما هو الحال فى الشرق الأوسـط.. وأفريقيا.. وما إلى ذلك..!
على الجانب المقابل.. فإن أعداء الأمس الذين أصبحوا أصـدقـاء الـيـوم.. مثل مـاكـرون وميركل وبـوتـن.. يتمنون أن تدوم العلاقات الطيبة بينهم.. لكنهم أنفسهم 

يتساءلون: كيف والصراعات تشتد.. ومطالب الشعوب وطموحاتها لا تقف عند حد.. وكأن الشعوب هى التى تملك القرار..؟! عمومًا.. إنها مناسبة.. لتوجيه نـداء
لزعماء العالم الذين بأياديهم الحل والــربــط والــذيــن يمسكون بـأطـراف الخيوط داخـل بلدانهم.. أو خارجها.. لكى يتعاونوا مع بعضهم البعض على الخير والـوئـام 

والــوفــاق.. وليس على الإثــم والــعــدوان والشقاق والتحدي.. والاسـتـفـزاز.. وإصـــرار الأغنياء على التهام أجساد وقلوب الفقراء.. والرغبة الدائمة لدى الأقوياء.. أن 

يزدادوا قوة.. وليذهب الضعفاء للجحيم..!
لكن السؤال:
هل هـذه الـدعـوة يمكن أن تتحقق فى عالم الواقع..؟!
الجواب بالنفى ألسباب عديدة أهمها.. أن العالم بعد أن أصبح قرية صغيرة.. اشــتــدت حـمـى الـمـنــافــســة.. وازديــــاد التكالب على الثروات والموارد الطبيعية
وعلى إثبات الــذات والسعى للزعامة لاسيما من جانب من يتصورون أنهم فوق الناس أجمعني..! ومـع ذلـك نتمني.. ونتمني.. أن يسود  الــســلام وألا تـرتـد الـبـشـريـة 

إلــى ما قبل المائة عام وإلا هذه المـرة.. سترتج الأرض رجًا بحيث تميد بمن عليها إلى غياهب الجب الذى ليس له قرار..!
>>>
وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا.. فهذا الــصــراع الــدائــم قــد خلف مشكالت وأزمـــات لا حـد لها ولا عــدد مـن أول تشريد المــلايــن.. وضـيـاع حقوقهم.. وتــفــاقــم 

ظـــاهـــرة الـــجـــوع والـــعـــري.. والـمـــرض.. كــل ذلــك وســط سلبية ما بعدها سلبية من جانب أولئك الذين يملكون القدرة والـمال والنفوذ لكنهم يبخلون بتقديم النذر 

اليسير.. لهؤلاء الغالبة والمساكنين والمقهورين..  
هـل فكرت فـى مصير هـذا العالم 
مثال مـــا يــقــرب مـــن ٢٠٠ طــفــل خــرجــوا للحياة كـرهـا.. بعد أن أنجبهم هؤلاء »الــدواعــش« الـذيـن عـاثـوا فـى الأرض فــســادًا.. ثــم فـــروا هــاربـيـن.. أو 

أنهم سينتظرون لينقضوا مـن جديد على نساء أخـريـات لتضم قائمة اللقطاء مائة أو مائتى جنسية وكأنها لا تكتفى بالـ ٤٦ التى ينتمى أصحابها إلى بلدان ربما لم يسمع 

أحد عن اسمها من قبل..!
وهنا تثور عدة أسئلة مهمة ومنطقية:
< هـؤالء الصغار.. ممن يحصلون على الاعـــتـــراف الــرســمــى خـصـوصـا وأن كثيرًا مـن أمهاتهم مقبوض عليهن بتهمة الانضمام لداعش رغم أنهم لم يكن لهن 

أدنــى اختيار فى الانضمام للتنظيم.. ولا فـى الــــزواج.. ولا حتى الإنجاب..؟!
< أليس واردًا أن يكون هؤالء الأطفال .. مستقبلا عصابات للقتل والذبح بحكم  العامل الوراثى الذى تحدث عنه علماء النفس والاجتماع منذ عقود وعقود..؟!
>>>
الآن.. فـلـنـتـوقـف أمـــــام.. قـضـايـانـا الداخلية.. أوما يرتبط بهذه القضايا.
بـدايـة لقد أصـــدرت محكمة جنايات الــقــاهــرة حـكـمـا بـــــإدراج الـجـمـاعـة الإسلامية و١٦٤ من قادتها على قوائم الجماعات الإرهابية.. وهو حكم أحسب أنـه تأخر 

كثيرًا لأن هـذه الجماعة لا تختلف عن شقيقتها الكبرى وأعنى بها عصابة الإخوان وقد قالت المحكمة فى حيثياتها إن المتهمين الذين تم وضعهم على قوائم الإرهاب 

اتفقوا على ارتكاب أعمال تحريض وتخريب ضد مؤسسات الدولة باستخدام الأسلحة والذخائر واستغلال وسائل التواصل الاجتماعى لـنـشـر الأخـــبـــار الــكــاذبــة 

والمـغـلـوطـة لإحداث فتنة ووقيعة بين الشعب.
الـغـريـب أن حـــزب الـبـنـاء والتنمية الـذى يعد الجناح األساسى للجماعة الإسلامية والذى يروج لأفكارها ويدعو إلى نفس ما تدعو إليه مـازال يمارس نشاطه حتى 

الآن..!
يعنى هــذا الـحـزب فعل مـا فعل على مدى السنوات الخمس الماضية وهو فى »مأمن« تام من أى تدخلات وبعيدًا عن الرقابة فى ظل القانون الذى هو أصال منه ومن 

جماعته براء..!!
لذا.. فإن المراقبين والمتابعين.. والمهتمين بمصالح هـذا الوطن ينتظرون قـرارًا
أو حكمًا بحل هـذا الحزب بأسرع ما يمكن..!
>>>
أما الأمر الآخر الذى استوقفني.. تلك المانشيتات التى صـدرت بها الصحف المصرية عن بطاقات التموين.. وشروط قيد المواليد.. ومن الذى لديه الحق فى
بطاقة أو ليس لديه الحق..!
بصراحة تلك المانشيتات توحى وكأننا شعب كله مـن مـحـدودى الـدخـل.. وإلا اكتفت الصحف بنشر أخبار البطاقات على عمود أو ثلاثة أعمدة على الأكثر.. وفى 

صفحات داخلية..!
وصدقوني.. هذه المانشيتات.. لن تكون  أبدًا عاملا من عوامل زيـادة التوزيع.. لأن من تهمه بطاقات التموين.. إما لا يقرأ أصلا .. أو أن المانشيت  لا يحمل له أخبارًا جديدة حيث يكون تابعها من قبل على شاشات التليفزيون.. أو من خلال النت..!
بـصـراحـة.. أرى أن هــذا النشر بتلك الصورة ال يتلاءم مع وضعنا الحالى كشعب يفترض أن أولوياته قد تعدت كثيرًا حكاية زجـاجـة الـزيـت أو كيلو السكر.. أو باكو الشاي..!!

>>>
ومــع تـقـديـرنـا للجهود الـتـى تبذلها الحكومة لإصالح قطاع الأعمال وإنقاذ
المصانع المتعثرة مما هى فيه ومحاولة تشغيل الأخـــرى الـمعـطـلـة.. فــإن وزيـر الصناعة المهندس عمرو نصار طرح من خـلال حديثه فى البرملان تساؤال
ليس جديدًا.. ألا وهو:
هل الوزير سياسى أم غير سياسي..؟
ولقد بادر هو نفسه بالإجابة قائلا
أنا مش سياسي..!
وليسمح لي المهندس عمرو بأن أقول له إن الوزير يفترض أن يكون فى الدرجة الأولى سياسيًا والسياسى ليس معناه.. أن يـنـخـرط فــى دهـالـيـز النظريات والمذاهب.. 

وأروقة الأحزاب.. و..... و....!
الـوزيـر فى الحكومة.. معناه سياسيًا أنــه مــشــارك لـهـا فــى كــل قــراراتــهــا.. وتـوجـهـاتـهـا.. إذ عليه أن يـــدرك أن المسئولية جماعية تلك هى السياسة.. طـبـعـا دون إلــغــاء مـهـنـيـتـه.. ودوره التكنوقراطى وإلا فلماذا يذهب إذن للبرملان إذا كان غير سياسي..؟!
نـفـس الــحــال بالنسبة لــوزيــر قطاع الأعمال وإن كان القياس مع الفارق..!
لقد ذكـر المهندس هشام توفيق أمام البرملان أيضًا أنه ليس ساحرًا بل متخذ قرار.
نعم.. إنه ليس بساحر.. فى نفس الوقت ينبغى ألا يسد منافذ التفاؤل.. بل من حقه تبيان جهوده وسياسته لتطوير أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا القطاع الـعـام بــالأدلــة والمـسـتـنـدات وتوضيح الرؤية.. فالسحر يا معالى الوزير ليس له مكان فى الاقتصاد أو السياسة أو الاجتماع..!
>>>
أخــيــرًا.. تبقى حقيقتان أساسيتان.. ورغم أنهما تعكسان جانبني مهمين من جوانب الحياة فى أراض بعيدة.. إلا أنى أشير إليهما على اعتبار أنهما يمكن أن ننتقل من خاللهما إلى عمومية التفكير من خصوصيته.
بدال الحقيقة الأولــي.. تلك التطورات التى تـحـدث فــى أثـيـوبـيـا والمـرتـبـطـة بسد النهضة..!
لقد أعلنت الحكومة الأثيوبية بالأمس من أنــه تـم القبض على ٦٣ مـسـئـولا الشركة التى كان قد عهد إليها تنفيذ السد ومعهم عدد من التابعين لبعض الأجهزة الأمنية والاستخبارات.
وبديهي.. أن مصر ليس لديها أى دخل بـذلـك إطــاقــا.. فتلك أمـــور داخلية عندهم.. ولا تؤثر من قريب أو من بعيد فى موقفنا إزاء السد وتعاملنا معه.
لذا.. لزم التنويه.
أما الحقيقة الثانية فرغم أن أحداثها ووقائعها دارت فى الـصيـن.. إلا أننى أتمنى أن تنتقل إلينا فى مصر..!
الحكاية باختصار.. قائمة على فكرة.. تفتق عنها عقل رجل صينى فكسب من ورائها ١٣ مليار دولار بعد أن استغل مناسبة عندهم يحتفلون بها كل عام اسمها »يوم العزاب«.. وقد فتح الرجل.. الأبـــواب للشباب لكى يتسوقوا عبر شبكة الإنترنت ويشتروا كل ما يريدون بعد تخفيضات فى الأسعار ال تتم إلا أثناء هذا اليوم فقط.. فكانت النتيجة ذلك الربح الهائل..!
بالله عليكم.. أليس لدينا من العقول مـا يمكن أن تبتكر ألـف فكرة وفكرة مماثلة.. إن شــاء الـلـه.. ســوف تتحقق غاياتنا
وأهدافنا تقريبًا.. وقريبًا جدًا.
>>>
ثم.. ثم.. إليك مسك الختام:
الاحتفال بالمولد النبوى يأتى بعد
أيام قليلة وقد اخترت لك هذه األبيات
من شعر الإمام البوصيري:
مـــولاى صلى وسـلـم دائــمــا أبـــدًا على حبيبك خير الخلق كلهم ظلمت سنة من أحيا الظالم إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم وشـــد مــن ثـغـر أحـشـائـه وطـــوى تحت الحجارة كشحًا مترف الأدم وراودتـــه الجبال الشم مـن ذهـب عن نفسه فأراها أيما شمم