سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " سيوف السلام..أقوى وأجدى من قنابل الحرب "

بتاريخ: 17 نوفمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*"سيوف السلام"..أقوى وأجدى من قنابل الحرب

*مصر أوقفت حرب "غزة".. فتظاهر الفلسطينيون فرحا واستقال وزير الدفاع الإسرائيلي

*ومصر تبذل الجهود.. لينعم الشعب الليبي بالأمن والاستقرار

*كيف نجحت رحلة إقلاع طائرة الإصلاح الصعبة..حسب تعبير البنك الدولي؟

*رؤية واعية.. "صيانة السد العالي"

*غياب شمس "ساطع النعماني".. شرف لحماة الوطن وألف عار وعار.. على عصابة الإخوان الإرهابية

*مياه السيول مازالت تهدد حكومة الأردن وتضيِّق الخناق على محافظ البنك المركزي العراقي الذي ادعى غرق 7 مليارات دينار.. فقام بإعدامها

* وبعد أن أخذ حكم ملالي إيران في الانهيار شنقوا.. تجار الذهب..!

أثبتت تجارب الشعوب عبر الزمان.. أن معارك السلام أصعب وأشد تعقيدا من مواجهة الجيوش لبعضها البعض وسط ساحات القتال.. فالحرب لا تخلف سوى الخراب والدمار وفقدان الأرواح .. وقد يكون ذلك خلال فترة وجيزة .. أما التلاقي حول"موائد مستديرة" بين مجموعة أطراف مهما تنوعت خلافاتها فينجم عنها غالبا..معاهدات واتفاقات تنقذ البشرية من أخطار محدقة.

ولقد تبنت مصر سياسة السلام إيمانا منها بجدواها وبما تعكسه من ثمار إيجابية على الناس أجمعين.. ومن أجل ذلك أخذت على عاتقها القيام بدور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خصوصا بعد أن سالت الدماء بغزارة بين قوتين غير متكافئتين .. فبصرف النظر عن صواريخ القسام التي يستخدمها الفلسطينيون أحيانا ضد سكان المستعمرات.. فإن ردود الجانب الآخر تأتي عنيفة تحمل ضراوة الانتقام والرغبة المستمرة والدائمة في إنزال أبلغ الضرر لمن يتصورون أنهم يهددون أمنهم..!!

المهم.. لم تتهاون مصر عن ضرورة العمل على تهدئة الأوضاع خلال اتصالات أمينة وشفافة مع الجانبين مؤكدة على أن الخسائر في نهاية المطاف لن تقتصر على فريق دون فريق وإن كان الإسرائيليون قد اتبعوا في عدوانهم الأخير على غزة شتى وسائل العنف مستخدمين الأسلحة الثقيلة التي تصدر انفجارات وارتجاجات هائلة بقصد إثارة الرعب والفزع بين سكان القطاع الذين سقط منهم خلال يومين فقط ستة شهداء وأصيب 25 آخرون .. فضلا عن تدمير المنازل فوق رءوس قاطنيها.

نعم.. لقد رد الفلسطينيون على تلك الغارات بقصف بعض المدن الإسرائيلية بالصواريخ.. لكن في النهاية.. لم يكن هناك بد من إطفاء النيران المشتعلة.. وقد نجحت مصر في ذلك.. مما حدا بالفلسطينيين إلى الخروج في مظاهرات تعبيرا عن فرحتهم.. بوقف إطلاق النيران.. وإنقاذ حياتهم وحياة أبنائهم.. في نفس الوقت الذي لم ترق هذه التهدئة وزير الدفاع المتهور والمتطرف أفيجدور ليبرمان فتقدم باستقالته..!

طبعا هذا أمر لا يهمنا.. فتلك شئونهم الداخلية والتي تنحصر أساسا في تصفية حسابات انتخابية..!

***

وتأكيدا لنفس النهج المصري.. فها هي القاهرة تبذل كل الجهود من أجل إشاعة السلام والوئام فوق أرض ليبيا التي شهدت من العنف ما لم تشهده على مدى تاريخها..!

ولقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على التواجد بقوة في مؤتمر باليرمو بإيطاليا, حيث قال كلاما واضحا ومحددا يقوم على أساس ضرورة توفير الأمن للشعب الليبي وتوحيد صفوفه بعد التوصل إلى تسوية سياسية شاملة يستعيد من خلالها مؤسسات الدولة الوطنية والسيادية وعلى رأسها الجيش والبرلمان والحكومة مع إتاحة الظروف لإجراء الانتخابات النيابية.

إنه "دستور" متكامل المعاني والأبعاد والمفاهيم.. تؤمن مصر بأن ليبيا سوف تتمكن بمقتضاه من الخروج من النفق المظلم الذي عانت منه على مدى سبع سنوات كاملة.

والآن دعونا نتأمل الفارق بين دولة تعلي القيم والمعاني والقواعد الإنسانية والتقاليد الربانية.. وآخرين يركزون جل همهم على بث نوازع العنف.. وتشجيع ومساندة مرتكبيه.. وليذهب الآمنون المسالمون للجحيم.

 ولأن السياسة المصرية.. مترابطة الحلقات.. ومحددة الأهداف.. فإن الإصلاح الاقتصادي الذي وضعت برنامجه تحت مظلات السلام قد وصفه البنك الدولي مؤخرا بأنه بمثابة رحلة طائرة نجحت في الإقلاع بنجاح وسلام واطمئنان.. الأمر الذي يعد إنجازا غير مسبوق تمثل في توفير مناخ جاذب للاستثمار وتوفير فرص عمل للشباب وتحقيق نسب نمو تتزايد عاما بعد عام.

***

على الجانب المقابل.. فإن مصر في عصرها الجديد تركز على"المتابعة والمتابعة الجادة" لمشروعات الماضي والحاضر والمستقبل أيضا..!

ولقد أعجبني -شأني شأن غيري- اعتماد الحكومة مبلغ ثلاثين مليون جنيه لصيانة السد العالي وتجديد مرافقه ومنشآته وتوسيع قناة مفيض توشكى ..و..وأشياء أخرى كثيرة تستحق معها أن نقول برافو.. وألف برافو.

***

كما يحسب لأبناء هذا الوطن.. شجاعتهم في مواجهة الإرهاب.. وإصرار قواته المسلحة وأجهزته الأمنية على استئصال جذوره وقطع دابره تحت وطأة أي ظرف من الظروف ..

ولقد غابت بالأمس شمس الشهيد "ساطع النعماني" الذي جاد بروحه بعد رحلة عذاب طويلة أتت أثناء مواجهته الباسلة لقوى الظلام والضلال.

وها هو الضابط البطل يعود من لندن بجسده بعد أن صعدت روحه إلى بارئها, لتستقبله مصر استقبالا يليق بما قدمه من تضحية في سبيلها.. وفي سبيل أن يحيا أبناؤها .. وهم آمنون مطمئنون..!

إن استشهاد العقيد النعماني.. إنما يعد شرفا ما بعده شرف لحماة الوطن جميعا.. وعارا وألف عار على عصابة الإخوان الإرهابية التي أنقذنا الله سبحانه وتعالى من براثنها الكريهة والمقيتة والتي تتقطع الآن على منصات الحق والعدل والقانون.

***

ثم..ثم.. دعونا نعبر قليلا إلى أحوال جيراننا في هذه المنطقة الزاخرة بالأحداث سواء السياسية أو الاقتصادية أو الطبيعية..!

في الأردن مازالت كارثة البحر الميت تهدد الحكومة لاسيما بعد ارتفاع أعداد الضحايا وبعد العثور على جثمان طفلة ابتلعتها المياه طيلة عشرة أيام كاملة.

الجماهير لم تكتف باستقالة أو إقالة وزيرة السياحة.. ووزير التربية والتعليم بل تطالب بتغيير الحكومة بأكملها وهذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة.

***

أما في العراق.. فحكاية السيول بها غريبة.. ومثيرة للدهشة..!

الرأي العام ثائر.. ومعه البرلمان.. وكثير من القوى السياسية ضد محافظ البنك المركزي الذي أعلن أنه قام بإتلاف سبعة مليارات دينار عراقي أي ما يعادل ستة ملايين دولار أصابها الغرق وأصبحت غير صالحة للتداول بعد الطوفان الذي طال مبنى مصرف الرافدين..!

المحتجون قالوا إن المياه لا تتلف النقود..بل قاموا بإجراء تجارب على الطبيعة بوضع دينارات ودولارات داخل قوارير مليئة بالماء دون أن يحدث لها شيء..!

وهكذا يضيق الخناق حول رقبة المحافظ الذي تقول الشواهد إنه على وشك مغادرة منصبه.. اللهم إلا إذا حدثت في الأمور.. أمور..!

***

..وتأتي الطامة الكبرى من إيران التي مازال حكامها يكابرون.. ويزعمون أن العقوبات الأمريكية لم يكن لديها أدنى أثر.. وإذا بهم يصبون جام غضبهم على مواطنيهم.. حيث أخذوا في تنفيذ أحكام الإعدام ضد تجار الذهب متهمين إياهم بتخريب الاقتصاد والإضرار بمصالح الشعب..!

والله أعلم من هم الذين يضرون في حقيقة الأمر بمصالح الشعب.

***

           مواجهات

*أرجوك.. لا تفقد الأمل أبدا مهما ضاقت بك الحياة.. اذهب لله بفقرك يأتيك بغناه.. واتجه إليه بهمك يمنحك فرجه وفرحه.

***

*نصيحة.. ابدأ يومك بالكلمة الطيبة.. فهي مفتاح الرزق.. والقلوب أيضا..!

***

*تصوروا.. حتى حلاوة مولد النبي لم تسلم من أيادي الغشاشين والطماعين الذين حاولوا طرح كميات كبيرة منها غير صالحة للاستخدام ..!

يا ناس. تذكروا.. أن صاحب المناسبة هو الذي يفترض أن يكون شفيعكم يوم القيامة..؟!

لكن كيف.. وأنتم لم تراعوا دينه.. ولا أخلاقه ولا سلوكياته..؟!

***

*تأكد أن الحب هو أكسير الحياة.. وبدونه تختلط المرارة مع العذوبة ..فيفقد المرء ميزة الإحساس بالتذوق الجسدي والنفسي..!

***

*من أقوال الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس:

Xالجاهل يؤكد..والعالم يشك.. والعاقل يتروى..!

Xلا يحظى بالسعادة إلا الخيرون من الناس ولا يكون الإنسان خيرا إلا بتحليه بقدر من الفضيلة.

***

أخيرا اخترت لك هذه الأبيات للشاعر العباسي أبو العتاهية:

أشد الجهاد.. جهاد الأنفس

وما كرم المرء إلا التقى

وأخلاق ذو الفضل معروفة

ببذل الجميل وكف الأذى

وكل طريف له لذة

وكل تليد سريع البلى

وكل الفكاهات مملولة

وطول التعاشر فيه القلى

ولا شيء إلا له آفة

ولا شيء إلا له منتهى

***

و..و..وشكرا