تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*الإمام محمد عبده وضع يده على الجرح منذ 135 عاما
*واليوم الرئيس السيسي يكشف الحقائق بصراحة
*مجتمع صادق.. أمين.. رحيم.. مُجِدّ.. كيف..؟
*فليكن هدفنا جميعا.. غرس القيم وترسيخ المعاني في النفوس
*نعم.. لا تنمية بدون عقول مستنيرة وآفاق واعدة
*التونسيون يحاصرون الإخوان في كل مكان.. ضبطوا خلية سرية تابعة لحزب النهضة المتطرف مهمتها.. تنفيذ الاغتيالات..!
*آخر إنذارات أمريكا لإيران:
إما التوقف عن زعزعة الشرق الأوسط أو انهيار الاقتصاد.. بالكامل
*عفوا شبكة الصحافة الأخلاقية:
الصحفي الذي ينقل من مواقع التواصل الاجتماعي..
الأفضل.. أن ينسحب..!
*الفول على بطاقات التموين.. هل هو إنجاز لـمصيلحي أم إساءة لسمعة أحب وجبة شعبية للمصريين..؟
منذ 135 عاما من الزمان.. وبالتحديد سنة1883 أطلق الإمام محمد عبده مقولته الشهيرة من باريس التي كان متواجدا بها في بعثة علمية وهي المقولة التي ذاعت شهرتها منذ ذلك التاريخ وأصبحت بمثابة جرس تنبيه يقرعه المصلحون والداعون إلى ضرورة احترام تعاليم الدين القيم.
"في بلاد الفرنجة رأيت إسلاما بلا مسلمين وعندما عدت لأرض الوطن وجدت مسلمين بلا إسلام".
لكن بالرغم من صيحات التحذير المستمرة والمتكررة.. فلا يمكن القول إن نداء الإمام محمد عبده قد حقق جدواه.. والدليل تلك الممارسات الخاطئة التي ترتكب جهارا نهارا في حق الإسلام الذي مارس بعض أتباعه تصرفات يندى لها الجبين.
***
اليوم يجيء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليضع يده على نفس الجرح بكل جرأة وشجاعة حيث قال خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالحرف الواحد: إن سلوكياتنا بعيدة كل البعد عن صحيح الدين مثل الصدق والأمانة وإتقان العمل واحترام الآخرين والرحمة بالناس.
في نفس الوقت الذي طالبنا فيه الرئيس جميعا بالتصدي للسلوكيات الخاطئة.
هنا.. يضع الرئيس كل واحد فينا أمام مسئولياته.. فبكل المقاييس.. لم يقل هذه الكلمات لكي تصبح مجرد مانشيتات للصحف.. أو عناوين لنشرات الأخبار في التليفزيون والإذاعة.. بل لابد وأن الهدف أعمق من ذلك بكثير.. كثير.
لذا.. فإن السؤال الذي يثور:
هل المجتمع الذي يتمناه الرئيس من السهل إقامة بنيانه على أسس قوية ومتينة..؟!
إنه يريد – ولا شك- مجتمعا.. أفراده صادقون غير كاذبين.. أمناء .. رحماء فيما بينهم.. مجدون في أعمالهم ومتقنون لها.. فهل تلك المقومات من اليسير تحقيقها..؟؟
نعم.. بشرط أن يعرف كل إنسان يعيش على أرض هذا الوطن الدور الحقيقي الذي ينبغي القيام به.
الأسرة التي تعاني التفكك وتواري نوازع الإيثار والغيرية إذا لم تعد ترتيب أوراقها من خلال الأب والأم.. أصبح على الدنيا السلام..!
هذا الرجل يجب أن يعي ويفهم
أنه ترس في ماكينة إذا تعطل.. فسوف تتوقف الماكينة كلها عن العمل.. يعني الانسحاب العمدي من الحياة المشتركة التي سعى لتكوينها باختياره البحت لن تنعكس آثاره السلبية فقط على الأبناء الحاليين.. بل ستمتد تلك الآثار حتى أحفاد الأحفاد.. وعندئذ يكون حسابه أمام الله عسيرا.. عسيرا..!
وينبغي على مكونات المجتمع من رجال وسيدات تذكر قول الله سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم" والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات".
تمعنوا قول الحق المبين :" رزقكم من الطيبات".. فهو الرزاق..وهو الخالق.. ومن يسر في طريق خلاف الطريق.. فإنما يخالف التعاليم الربانية.
على الجانب المقابل.. فقد وصف علماء الاجتماع المحدثون الأسرة بأنها تلك الوحدة الاجتماعية التي تتكون من الزوج والزوجة والتي تحكمها مجموعة من الحقوق والواجبات وهي الشكل الشرعي المعترف به لإنجاب الأبناء..!
والأسرة عند علماء الاجتماع هي الدعامة الأولى لضبط السلوك والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية..!
إذن ماذا تريدون أكثر من ذلك..!
***
بعد الأسرة تأتي المدرسة.. ولعلنا جميعا نعترف ونقر بأن المدرسة تضاءل دورها بصورة مخزية.. فبعيدا عن تطوير التعليم وتحديثه .. فإن التربية غائبة بسبب انصراف المدرسين على مدى عقود طويلة عن مهمتهم الأصلية فتحولت المدرسة إلى ساحة صراع ونزاع.. وضرب.. وحلقة ملاكمة بين التلاميذ وبعضهم البعض.. وأيضا بينهم وبين "هيئة التعليم" التي يفترض فيها أساسا أن تكون مصدرا من مصادر ترقية السلوكيات وتهذيبها بما يبعد الطفل أو الشاب عن كل ما يتعارض مع القيم والأخلاق الحميدة.
لذا أرجو وألح في الرجاء.. أن تولي وزارة التربية والتعليم اهتمامها لخلق نشء جديد.. لا يعرف أفراده العنف.. أو الشللية.. أو ممارسة الانتقام بأي صورة من الصور.
ثم..ثم.. تستكمل الجامعة دور المدرسة.. فالمفترض .. أن الاثنتين لا تنفصلان عن بعضهما البعض .. غير أن الجامعة تعاني هي الأخرى نفس المعاناة من حيث انفصالية الفكر.. وغياب "الأستاذ".. بحيث أصبح الهدف الأوحد.. الحصول على الليسانس أو البكالوريوس .. ولتذهب الأخلاق للجحيم..!
ومع هذه وتلك.. هناك النوادي .. ومراكز الشباب الشعبية.. وقصور الثقافة..و..وجميعها مؤسسات أنشأتها الدولة لكن العائد منها للأسف لا يساوي شيئا يذكر.
***
استنادا إلى تلك الحقائق.. يمكن القول إننا نملك الأدوات .. ونحن شعب –بحق- إذا أراد فعل..!
كل ما هنالك .. نحتاج إلى صحوة يقظة.. نحدد من خلالها ملامح حاضرنا.. وخطوط مستقبلنا.. فإذا وصلنا إلى نقطة التماس التي نستطيع عندها غرس القيم وترسيخ المعاني في النفوس.. سوف نتمكن بإذن الله .. من تحقيق الانطلاقة المأمولة مع الأخذ في الاعتبار.. أن برامج التنمية التي وضعنا أسسها وقواعدها تحتاج إلى عقول واعية وآفاق واعدة ترسمها هذه العقول وتأكدوا أننا إذا ما وضعنا أيادينا على الثغرات.. واكتشفنا أنفسنا بأنفسنا.. فسوف نتحول إلى المجتمع الذي نصبو إليه.. والذي نفتخر بانتمائنا إليه.
***
الآن.. دعونا من خلال هذا التقرير نعبر الحدود إلى المجتمعات التي تحيط بنا.. ولنذهب إلى تونس على سبيل المثال التي أخذت الآن تطارد عصابة الإخوان المسلمين في كافة أرجاء البلاد بعد أن بلغ السيل الزبى من تصرفات أفرادها الحمقاء.. والخسيسة.
لقد ضبطت الدولة.. خلية سرية تابعة لحزب النهضة المتطرف مهمتها تنفيذ الاغتيالات..!
والأدهى والأمر.. أن وزير الداخلية الذي سبق اختياره لشغل منصبه من قبل هذا الحزب يحاول إبعاد التهمة عن قادته.. الأمر الذي أثار استياء البرلمان ضده ليطالب النواب باستقالته..
***
ولأن الإرهابيين يرتبطون ببعضهم البعض بخيوط دنيئة من اللا أخلاق وفقدان الضمائر فقد حرص هذا التقرير على أن يتعرف على أحوال الإيرانيين في ظل تفاقم العقوبات الأمريكية أولا بأول..!
لقد وجهت واشنطن آخر تهديد لملالي طهران أنذرتهم فيه.. بضرورة التوقف عن زعزعة الشرق الأوسط أو أن يتعرض اقتصادهم للانهيار الكامل ومع ذلك فمازال هؤلاء الملالي يكابرون غير عابئين بالمظاهرات العاتية التي يقودها الشباب الذين يعلمون أن نسبة البطالة فيما بينهم تصل قريبا إلى نحو 23%.
عموما.. سوف تشهد الأيام القادمة.. تطورات وتطورات على الساحة الإيرانية..!
***
أما ما يثير الدهشة والعجب في هذا العالم ما أصدرته ما تسمى بشبكة الصحافة الأخلاقية في لندن من نصائح للإعلاميين تجنبا لوقوعهم ضحايا الأخبار الكاذبة التي تبثها مواقع التواصل الاجتماعي.. هذه النصائح تقوم على أساس التأكد من صحة الأخبار وبالتالي الاعتماد على مواقع حسنة السمعة وليس على موقع واحد..و..و..؟
وما يهمني في هذا الصدد كيف يعتمد الصحفي على مواقع التواصل الاجتماعي في أدائه لمهنته؟
إنه بذلك لا يعدو أن يكون ساعي بريد أو حامل حقيبة فلا جهد ولا اجتهاد ولا ابتكار.
بصراحة الصحفي الذي يتبع هذا النهج الأفضل له والأشرف أن ينسحب من الميدان ويبحث عن عمل آخر.
***
أخيرا .. دعونا نرجع إلى مصر مرة ثانية فلابد أن تكون هي مسك الختام في كل الظروف والأحوال..!
د.على مصيلحي وزير التموين ينتوي إدراج الفول المدمس في بطاقة التموين تلافيا للسوق السوداء التي يمكن أن تنشأ بسبب زيادة الاستهلاك وتراجع حجم الكميات المستوردة..!
ورغم يقيني بأن د.مصيلحي يستهدف الصالح العام ليس في ذلك شك.. إلا أن إقدامه على هذا الإجراء لا يعد إنجازا بما تحمله الكلمة من معنى.. بل إنه في رأيي يسيء لسمعتنا.. –كشعب- بل لسمعة طعامنا الجماهيري المحبب لنا.
إن صرف الفول بالبطاقة يا سيادة الوزير.. سوف يزيد من كثافة الطوابير.. وفي معظم الأحوال لن يذهب إلى مستحقيه كما تريد وتتمنى..
***
في النهاية.. أكرر لك التهنئة بالمولد النبوي الشريف.. واخترت لك هذه الأبيات في حب نبينا الكريم من قصيدة الإمام البوصيري:
مولاي صلي وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة
تمشي إليه على ساق بلا قدم
كأنما سطرت سطرا لما كتبت فروعها
من بديع الخط في اللقم
ما سامني الدهر ضيما واستجرت به
إلا دخلت جوارا منه لم يضم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن له قلبا
إذا نامت العينان لم ينم
***
..و..وشكرا