سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "السيناريو الأليم .. المتكرر دائما "

بتاريخ: 28 نوفمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*السيناريو الأليم .. المتكرر دائما

*لا يكفي أبدا.. محاكمة صاحب معدية المنوفية

الأيادي المهملة.. والمتهاونة كثيرة ومتعددة

*سيادة محافظ المنوفية:

التعويض المالي.. لن يطفئ نيران الأهالي!

*صدقوني.. وسائل الحل عديدة.. ومتوفرة..

المهم.. من يفكر.. ومن يحسم.. ومن.. ومن يتابع بجدية!

ما حدث منذ أيام بين شاطئي نيل محافظتي المنوفية والبحيرة.. سبق أن وقع بنفس السيناريو..  قبل ذلك مرات.. ومرات.. لتنتفي مقولة "تعددت الأسباب والموت واحد"..!

لا –للأسف – الأسباب أيضا واحدة.. ومعروفة .. ومكررة .. وصارخة والمتهمون معروفون تمام المعرفة.. ورغم ذلك لا حياة لمن تنادي..!

على نيل أسوان.. وبني سويف.. والمنيا.. والإسماعيلية وكفر الشيخ والقليوبية تتلاحق الأنفاس خشية غرق المعديات المتهالكة التي لا يراعي أصحابها دينا أو ضميرا.. وبالفعل يصبح ما كان محتملا.. واقعا أليما ومفجعا..!

الحكاية يا سادة في كلٍ من وزارة النقل والحكم المحلي فصولها محفوظة عن ظهر قلب..!

  زورق صغير لا تزيد حمولته عن ثمانية أو عشرة أشخاص تتكدس فوقه أعداد مضاعفة .. ليس هذا فحسب.. بل جميع تلك الزوارق أو المعديات خالية من أية وسائل إنقاذ.. فلا أطواق نجاة.. ولا طفايات حريق ولا شهادات صلاحية التي حتى ولو وجدت .. فهي شهادات مضروبة يتم استخراجها من خلف الجدران..!

***

من هنا تثور الأسئلة:

هل من الصعب على الوحدات المحلية تعيين مراقب أو مراقبين لهذه الزوارق بحيث لا تتحرك إلا بعد التأكد من سلامة الحمولة وقدرة الزورق على الإبحار..؟!

إن وحدات الحكم المحلي مليئة بالمئات الذين لا عمل لهم وبالتالي فإن تكليفهم بتلك المهمة يحقق هدفين معا.. الأول: الاستفادة من هؤلاء العاطلين بالوراثة.. وثانيا: تلافي حوادث الطرق التي تصيب الناس في أعز أعزائهم  .. لاسيما إذا وضعنا في الاعتبار أن مستخدمي تلك المعديات من طلبة المدارس والجامعات.. الذين لا يجدون سواها للانتقال إلى دورها من بيوتهم.

وما يدمي القلوب أكثر وأكثر.. أن تلك الزوارق المتهالكة تحمل من بين ما تحمل جثث الموتى حيث إن الأهالي يسكنون في قرية.. ومقابرهم في قرية أخرى على الضفة المقابلة للنهر..!

وكم من مرات غرقت المعديات بمن فيها من أحياء وأموات ليبقى الناس طوال الليل يبحثون عن الجثامين القديمة والجديدة..!

***

لقد ذهب محافظ المنوفية إلى مكان الحادث ليتفقد موقعه..!!

بصراحة لقد جئت متأخرا يا سيادة المحافظ.. فقد كان يجب أن تضع تلك المشكلة على قائمة أولوياتك عند توليك مسئولياتك ثم..ثم.. هل المفترض من تلك الزيارة إبلاغ الأهالي بصرف التعويضات.. وهل تعتقد سيادتك أنت وغيرك من زملائك المحافظين أن أي مبلغ كبر أو صغر يمكن أن يعوض الآباء عن فقد فلذات أكبادهم.. أو أن يخفف من هلع الزوجة من ضياع السند وعمود الأسرة..؟!

***

صدقوني.. الحكاية أكبر من ذلك بكثير.. والمفروض أن يتم اتخاذ الإجراءات الفورية من الآن تحسبا لحوادث قادمة حتى يمكن تفاديها..

 أرى هذه الإجراءات تخلص في.. رقابة صارمة على هذه المعديات .. وتخصيص فنيين مهمتهم فحص مدى سلامة الزورق.. ومجاديفه.. وأرضيته.. وتحديد ما إذا كان قائده يعرف قواعد المهنة.. أم أنه مجرد فتى صغير .. أخرجوه من المدرسة ليكون سببا في وفاة زملائه وأقرانه وأقاربه..!

من هنا .. لا يكفي من وجهة نظري القبض على صاحب معدية المنوفية.. أو قائدها.. بل المحاسبة يجب أن تطال كل مهمل.. وكل مقصر.. وكل متهاون.. وكل غافل سواء في هيئة النقل النهري أو الوحدة المحلية .. أو المركز أو داخل ديوان المحافظة ذاتها, فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين".. فما بالنا بمائة مرة..؟!

===

===

إشارة الصفحة الأولى

هل صاحب معدية المنوفية هو "الفاعل" الوحيد؟؟!!