عزيزي قارئ المساء.. وحشتني.. لقد عدت بذاكرتي وأنا أكتب هذا المقال إلي ربع قرن من الزمان وبالتحديد في يوليو عام 1981 عندما توليت رئاسة تحرير هذه الصحيفة.
وقتـئذ أخذت أفكر وأفكر ونحن نضع خطة التطوير في عنوان للمقال الجديد الذي أكتبه بحيث يكون معبراً. وصادقاً. وناقلاً للأحداث أولاً بأول وحاملاً للمعاني والأفكار والتصورات التي أريد توصيلها لك.
وبعد محاولات شتي وجهد دائب ومستمر استقر الرأي علي أن يكون العنوان "غداً مساء جديد" وطبعاً كان الهدف واضحاً فقد أردت أن أوضح للقاريء ان بين يديه كل يوم صحيفة جديدة متجددة في كل شيء تطور نفسها بنفسها بمعني أن صحيفة اليوم تتخطي وقائع الأمس بحيث يجد القارئ ما يعكس آماله وطموحاته ورغباته وأيضاً ميوله وتوجهاته بغير ملل أو تكرار..!!
من هنا لقد سعدت بحق عندما طلب مني الزميل العزيز سامي حامد رئيس تحرير المساء الحالي العودة الي كتابة المقال الذي احتجب لظروف استثنائية علي مدي ما يقرب من ثلاث سنوات.
بكل المقاييس المهمة صعبة فالأوضاع والظروف والأحوال في عالم اليوم ونحن في 2016 تختلف عن مثيلاتها خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات بل وحتي مع أوائل الألفية الثالثة ومع ذلك فسوف أحاول وأحاول أن أكون علي قدر ثقتك من خلال "غداً مساء جديد".. نناقش ونطرح المشكلات ونبحث سوياً عن الحلول ثم.. ثم ننطلق إلي آفاق الغد أولاً بأول.
إن مصر يا سادة مليئة بالأحداث الكبار التي لا تجد مكانها اللائق والمفروض في صدر الصفحات أو حتي بين سطور الكلمات.
مصر يا سادة تحقق كل يوم انجازاً ما بعده انجاز لكن الصدي الكبير يضيع للأسف بين دهاليز الفرعيات والجزئيات.
المواطن المصري يريد ان يطمئن إلي ان الصحافة الورقية ستظل باقية رغم سيطرة الشبكة العنكبوتية التي تحكمت ومارست سطوتها خصوصاً بعد ان استسلم لها الكثيرون في نفس الوقت الذي أخذ البعض يعضون بنان الندم علي ما صاروا إليه.
أبداً الصحافة الورقية لن تموت.
ويستحيل يستحيل أن تفرط مصر في مؤسساتها القومية مهما بلغ حجم المشاكل التي تعانيها وكم العقبات التي تواجهها لأن الصحافة القومية هي العين الحقيقية للناس وهي المرآة التي تعكس الواقع بسلبياته وإيجابياته.
وهكذا استناداً إلي كل تلك الحقائق أرجو أن تجد في "غداً مساء جديد" ما يشفي الغليل.
لقد تعودت ألا أجامل ولا أنافق وأن أمارس النقد الموضوعي الهادف الذي يفترض أنه لا يغضب أحداً..!!
ان جميع المسئولين التنفيذيين علي العين والرأس لكـن من يخـطئ منهم أو من يضر بمصالح الوطن والمواطنين لا ينبغي أبداً أن يكون خارج دائرة الحساب.
الأخوة أعضاء البرلمان لهم مني شخصياً كل التقدير والاحترام لكن يجب أن يدركوا جيداً اننا جئنا بهم إلي مواقعهم ليمثلونا تمثيلاً حقيقياً فعالاً وليس تمثيلاً مظهرياً أو شكلياً.
لذا من يجيد منهم فسوف نقول له لقد أجدت برافو وألف برافو ومن يتخاذل أو يتغيب عن حضور الجلسات أو من يتصور أنه بات من طبقة غير الطبقة فأرجوه من الآن ألا يحاول التهرب من الحقيقة التي صنعها بإرادته والتي لن نتردد نحن أبداً في كشفها للعيان.
في النهاية تبقي كلمة:
إن الزمن هذه الأيام أصبح يمر سراعاً فالسنة تبدو وكأنها شهر والشهر كأنه أسبوع والأسبوع كأنه يوم واليوم كأنه ساعة وهكذا دواليك وبالتالي فأرجو أن يكون لقاؤنا الأسبوعي متوالياً ومتجدداً ومتقارباً.
أرجوك لا تتردد في ان تبعث لي بكل ما يدور بخلدك فأنا وأنت كيان واحد دعنا نقيم سوياً صروح الأمل نشارك في بناء مصر الحديثة نتفوق.. نبدع.. نضع أيدينا في أيادي بعضنا البعض لنزيل بها الأزمات والمشاكل أولاً بأول وتأكد انه لا توجد مشكلة بلا حل طالما صفت النوايا وتعانقت القلوب في مودة واخلاص وحب.
و..و.. وإلي اللقاء الأسبوع القادم وسأنتظر منك أفكارك وآراءك واقتراحاتك.. و.. و.. وكل ما يجيش به صدرك..!!
مرة أخري أكرر:
وحشتني قاريء المساء العزيز.