سمير رجب يكتب بلا حساسيات بجريدة الشورى بتاريخ 12 يناير 2017

بتاريخ: 12 يناير 2017
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

بلا حساسيات 
فلنبدا سنة جديدة سعيدة 
عفوا فلنبدأ حياة جديدة 

كل سنة وانت طيب 
عام جديد سعيد باذن الله
تلك عبارات يتبادلها مليارات البشر فى شتى أرجاء العالم 
وطبعا نحن فى مصر لانختلف بل المفترض أننا أناس متعاطفون وجدانيا نقدر معانى المناسبات والأعياد خصوصا ونحن نستمتع خلالها بأجازات قد تمتد طويلا طويلا
ولكن اكرر ولكن نحن لانريدها سنة جديدة فحسب بل دعونا نبدأ حياة جديدة 
نعم حياة جديدة قوامها الحب والإيثار والتضحية والعطاء
ترى لماذا لانعود متوائمين متآلفين متعانقى الوجدان والقلوب 
ما الذى يمنع ايا منا أن يقدم لأخيه أو لجاره او لزميله فى العمل أو ابن قريته كل العون وكل الدعم وكل المساندة سواء فى الأزمات أو غير الأزمات 
بكل المقاييس هناك قوى عديدة تحاول أن تبث فى طريقنا الألغام وتعمل بكل ماأوتيت من قوة على تعطيل مسيرة البناء والتقدم التى بدأناها منذ عامين 
هذه القوى منها من يعمل فى الداخل بين دهاليز الظلام ومنها من خلع أردية الحياء فى الخارج ينفث ضدنا سموم الغل والحقد والكراهية
ولعل مايثير الدهشة والعجب أننا جميعا على بينة من تلك الحقائق ورغم ذلك نقف اما صامتين أو معترضين أو مشدوهين 
صدقونى لن يقدر الرئيس السيسى على أن يقيم البنيان بمفرده خصوصا وأنه يريده بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا
نحن مطالبون جميعا أن نكد ونعمل ونجتهد ونحكم ضمائرنا ازاء كل عمل نقوم به 
أرجوكم اخلعوا أردية السلبية وتناسوا العبارة البالية والمستفزة انا وبعدى الطوفان 
لا وألف لا فالطوفان هذا اذا عبثت به الرياح فلن يبقى ولن يذر وسندفع كلنا الثمن خصوصا وأن تجربة الاخوان غير المسلمين المريرة مازالت ماثلة فى الأذهان ولن يمحوها الزمن مهما طال بنا الامد
حقا نحن نحمل فوق أكتافنا هموما ثقيلة هموم انهيار الجنيه وهموم ارتفاع الأسعار وهموم الجشع والطمع المتبادلين بين جميع أفراد المجتمع 
من هنا ارجوكم أن تقفوا وقفة مع النفس مع بداية العام الجديد 
ليسأل كل منا هذه النفس التى خلقها فينا الله سبحانه وتعالى لكى تكون حانية طيبة جميلة رائقة هل هى راضية عنه أم العكس 
اذا أجبنا على هذا السؤال بالصدق والإيمان واليقين فنكون قد فتحنا بقلوبنا وسواعدنا وعقولنا كافة طرق النجاح المأمول
كفى حكايات المقاهى وكفى ترويج الاشاعات التى ماأنزل الله بها من سلطان وكفى التهكم والسخرية من كل خطوة نخطوها على طريق صحيح آمن متطور 
من يريد أن يعارض فليتفضل ويبدى رأيه بكل الجرأة والشجاعة  و و وايضا المودة فلا يوجد مجتمع بلا معارضين لكن نريدها معارضة بناءة تقدم القدوة والمثل لهذا الجيل وكل الاجيال المقبلة 
فلننحى جانبا الاصوات الزاعقة العالية ونتحدث كلنا بليونة ولطف وحسن بيان 
وحتى اكون صريحا معكم أكثر وأكثر فالغالبية العظمى منا لايروقها أداء الحكومة وبالتالى من حقنا المطالبة بالتغيير فقد فاض الكيل من سوء الرعاية الصحية بما فيها من خدمات متردية فى المستشفيات العامة والخاصة وغرف العناية المركزة  
ونقص الادوية الذى لم نشهد له مثيلا من قبل 
أيضا لقد مللنا من تكرار الحديث عن تطوير التعليم دون نتائج واضحة ومثمرة 
كذلك لانريد أن يكون البحث العلمى مجرد حبر على ورق والا لو كان ذلك ماقفزت اوروبا وأمريكا الى ماوراء الطبيعة تحصد ثمار العلم والرفاهية والتقدم 
اما بالنسبة لجزيرتى تيران وصنافير فحكايتهما حكاية اذ ليس مستساغا أبدا التفريط فى حبة رمل واحدة من تراب هذا البلد بمثل تلك البساطة 
و و وأشياء أخرى كثيرة أنتم تعلمونها جيدا لكن التغيير والاصلاح يحتاجان اولا وقبل كل شيء الى صفاء النوايا والصدق والاخلاص والرغبة الحقيقية المنزهة عن الهوى والغرض اذ كيف تولول وتصرخ من ارتفاع الأسعار بينما سيادتك تتقاضى الملايين من العملات الصعبة والسهلة سواء بسواء
عموما أنا متفائل بل شديد التفاؤل باننا سوف نعيش هذه الحياة بفضل الله سبحانه وتعالى فالمقومات كلها متوفرة وأصالة المعدن لم يشوه الصدأ معالمها بعد
فى النهاية تبقى كلمة
يكفى أننا نبدأ هذا العام بصدور هذه المطبوعة التى بين يديك جريدة الشورى التى آلت على نفسها مواجهة التحدى واجتياز الصعاب والتأكيد على أن الكلمة المطبوعة ستبقى دائما وابدا نور الحق والحقيقة وضياء الحق ونبراس الهدى والخير والجمال 
و. و. و  شكرا