مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 02 مارس 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*الإصلاح الصحي لم يكتمل.. مازلنا في حاجة إلى 200 مليار

*وفي التعليم أيضا.. ماذا يفيد خريجو التاريخ والجغرافيا؟!

*أي رئيس جمهورية ذاك الذي يعرف شوارع المرج والمطرية والخصوص..؟

*أنا شخصيا عدت من المرج مرة بعد طواف 3 ساعات ولم أتوصل إلى العنوان

*إدارة الأزمة التي لم ينجح فيها زعماء العالم

*الروس يصرون على استبعاد أوكرانيا من الخريطة..والممثل الكوميدي السابق يقاوم بقدر طاقته!

*المرتزقة وصلوا إليه لاغتياله!

*مرتضى منصور سارع بإجراء التغييرات 

*الشباب وتكنولوجيا ابتزاز البنات .. ظاهرة موجودة في شتى أرجاء الدنيا

عندما تدور ماكينة التغيير يصبح من الصعوبة بمكان  إيقافها لأن انطلاقها يعني الكثير ويدعو إلى الاستمرار على نفس النهج يوما بعد يوم.

ونحن هنا في مصر.. والحق يقال نشهد ونمارس تغييرا لم يسبق له مثيل في السياسة والاقتصاد والاجتماع وإقامة الصروح العملاقة بدلا من العشوائيات والبيوت المتهالكة.

ورغم ذلك فالناس مازالوا يرددون نفس السؤال:

ومتى نجني ثمار هذا التغيير..؟

الإجابة باختصار:

إننا جنيناه في الإصلاح الاقتصادي ولاسيما خلال أزمة كورونا وما بعدها.

وجنيناها في ترسيخ قواعد الأمن والأمان وفي النهوض بمستوى الموظفين والعمال وركاب الدرجة الثالثة في القطارات.

في نفس الوقت فإن نفس هؤلاء هم الذين يشكون الآن من الرعاية الصحية ومن الخط الفاصل للتعليم.. ومن عدم ملاءمة الأجور مع الأسعار تلك كلها أسئلة منطقية لا تداريها الدولة بل إن الرئيس السيسي نفسه هو الذي يرد عليها سواء من خلال إجابات مباشرة أو غير مباشرة.

ودعونا نضرب مثلا بالعلاج سواء داخل المستشفيات أو خارجها وفي صرف الدواء.. والمستلزمات الطبية المطلوبة والتي نحن لسنا في غنى عنها تحت وطأةأي ظرف من الظروف.

الرئيس السيسي يقول:

نعم.. نحن ننفق على الخدمة الصحية 108 مليارات جنيه ونحتاج إلى ثلاثة أضعاف للوصول إلى الأفضل.

أعتقد هذه الكلمات الموجزة توضح الموقف كله.. فبالرغم من تلك الخطوات التي نقطعها في طريق الإصلاح الصحي إلا أننا مازلنا في حاجة إلى ما يقرب من 200 مليار مرة أخرى وبديهي هذا ليس بالمبلغ الهين.

إذن.. نحن موافقون على أنك في بعض الأحيان لا تحصل على الخدمة الصحية بأكملها بما يعني أنك تدخل المستشفى -شافاك الله وعافاك- ولا تجد سوى سرير واحد مهيئا لاستقبالك في عنبر من العنابر أما بقية الأسرّة فهي مشغولة وبالتالي قد يصل لنفس المستشفى اليوم أو غدا.. أو بعد غد.. ثلاثة أو أربعة مرضى لن يجدوا الإقامة المطلوبة والسؤال يتبعهسؤال:

وهل الميزانية المطلوبة يمكن أن تتوفر قريبا..؟

الإجابة أيضا نعم.. فما دام الرئيس يعرف كل التفصيلات والدقائق وبما أن هدفه الأساسي توفير حياة كريمة لكل بني الوطن فلن يهدأ له بال إلا إذا عم هذا الإصلاح الجميع بالفعل ولا شك أنه قادر بإذن الله- على الوصول إلى ذلك الهدف المنشود.

نفس الحال بالنسبة للتعليم الذي يؤمن الرئيس السيسي بأنه الدعامة الأساسية لبناء مواطن قوي وقادر وهو الهدف الذي بذل الرئيس في سبيله كل الجهد وكل الاجتهاد وكل العمل المتواصل ليلا ونهارا ولعلنا قد توقفنا جميعا أمام ما ذكره الرئيس بالنسبة لخريجي أقسام الجغرافيا والتاريخ مما يؤكد أنه يتابع التفصيلة الواحدة بكل اهتمام ودقة وترتيب حيث تساءل: أين يعمل هؤلاء..؟

من هنا.. فليسمح الرئيس أن أضم صوتي إلى صوته وأرجو إما إلغاء هذه التخصصات كاملة من برامج كلية الآداب أو وقفها لمدة محددة لا تقل عن عشر سنوات أما أن يتخرج مجموعات عديدة من شباب مصر وهميعلمون مسبقا أنهم بلا مستقبل فذلك ما ينبغي تصحيحه فعلا.

بالضبط مثلما شد الرئيس انتباهنا وهو يذكر أسماء قرى أو أحياء أو مدن مثل المرج والمطرية والخصوص فبالله عليكم أي رئيس جمهورية ذاك الذي تضم ذاكرته هذه القرى أو المدن الصغيرة إلا إذا كان قد أكل وشرب ونشأ وتربى فوق هذه الأرض الطيبة التي يكن لها كل الولاء والتقدير.

بالمناسبة .. إذا كان الشيء بالشيء يذكر فأنا أتذكر أنني قد ذهبت مرة إلى المرج وكنت وقتها أقطن في عين شمس القريب منها لأزور صديقا هناك وأعترف بأنني ظليت نحو ثلاث ساعات كاملة أبحث عن العنوان دون أن أتوصل إليه فما كان مني إلا أن عدت ثانية إلى مسكني.

تصوروا هذا يحدث لمواطن عادي جدا بينما الرئيس الذي لديه عشرات وعشرات الملفات الزاخرةبالمأكل والمشرب والدواء يعرف هذه الأماكن بل ويعمل على تطويرها بما يتمشى مع الرؤية التي يتميز بها فكره الثاقب.

عموما.. استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن المصريين جميعا على مختلف انتماءاتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم يعلنون ويؤكدون أنهم ملتفون حول الرئيس السيسي يدعمون جهوده ويساندون أفكاره لبناء الوطن والمواطنين.

*** 

ومن مصر المحروسة قيادة وشعبا وحكومة دعونا ننتقل إلى بؤرةالأحداث الساخنة حاليا التي تتجه إليها أفئدة العالم بأسره وأعني بها كلاً من روسيا وأوكرانيا.

غني عن البيان أن تسلسل الأحداث ينبئ بأن إدارة الأزمة العاتية لم يحرز بشأنها حتى الآن معظم زعماء العالم من المشاهير والأثرياء وأيضا الأقوياء فهم كل يوم يطلعون بتصريح أو يبعثون خبرا أو يطلقون تهديدا ومع ذلك فالسفينة في موقعها على الشاطئ لا تتحرك.

الرئيس الأوكراني الذي هو في الأصل ممثل كوميدي  يشتد عليه الضغط ويضيق حولهالحصار يبدو هادئا ساكنا وكأنه يؤدي مشهدا تمثيليا فوق خشبة المسرح معلنا أنه سيقابل المرتزقة الذين يبعثهم الروس بمرتزقة مثلهم وطبعا القياس مع الفارق.

أما بالنسبة للكبار والكبار جدا الذين سبق أن ملأوا الدنيا صياحا محذرين كل من يقترب من أوكرانيا فها هم الآن يقفون علىبعد معلنين صراحة عدم خوضهم المعركة تلافيا لنتائج لا يعلم مداها سوى الله سبحانه وتعالى.

وكأنهم يقولون لرئيس أوكرانيا وشعبه اذهب أنت وقومك فقاتلا وإنا هنا لقاعدون.

ومرة ثانية وثالثة وعشرة وألف نقول إن انهيار الجيوش يؤدي إلى أسوأ النتائج ولا شك تلك المحاولات المتعددة التي يقوم بها الروس للقضاء على جيش أوكرانيا سوف تصد أبوابا عديدة من بينهم ومن خلفهم ومن أمامهم.

يعني باختصار شديد تقوية الجيش الوطني غاية لا ينبغي غض البصر عنها بحال من الأحوال هذه التقوية تتضمن تسليحه بأحدث الأسلحة وتدريب أفراده تدريبا جيدا.. وإشاعة الثقة بين صفوفهم تمثل أكبر قدر من التفوق والتميز.

ولعل الرسالة تكون قد وصلت.

*** 

ثم.. ثم.. عودة ثانية إلى هذا الوطن العزيز الذي يعيش فينا ونحن نعيش فيه حسب تعبير الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله.

مرتضى منصور.. ها هو يخرج إلى الدنيا من جديد بعد أن حقق فوزا ساحقا في الانتخابات وكان أول من فكر في تغييره هو باتريس كارتيرون المدرب الفرنسي الذي تم الاتفاق معه على أن يرحل في صمت ودون ضجة ويقولون إن الرجل ملتزم حتى الآن بما تم الاتفاق عليه.

وأنا هنا أقترح على الأخ مرتضى منصور أن يأخذ زمام المبادرة ويستعين خلال المرحلة القادمة بمدرب مصري وإن شاء الله سيكون أحسن وأفضل من الخواجة المهم حسن الاختيار.

*** 

أخيرا قضية مهمة وحالةوخطيرة هي قضية ابتزاز الشباب للفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كيف يا رجل ترضى أن يحدث ذلك لأمك أو لأختك أو لزوجتك؟

أين الشهامة وأين الرجولة وأين وأين..؟

على أي حال لقد بدأت الأجهزة الأمنية وضع يدها على المتجاوزين أو المنفلتين أو عديمي الأخلاق.

وبكل المقاييس .. رأس الذئب الطائر ستكون درسا لأمثاله وأشباه أمثاله.

..و..و..وشكرا