مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 09 مارس 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

ريطة طريق مصر كورونا سبقت الجميع.. وأصبحت قدوة ومثلا

*الطائفون والراكعون.. عادوا للتهليل والتكبير في المسجد الحرام بعد إنهاء كل القيود

*عندما قررنا المزج بين النشاط الاقتصادي والإجراءات الاحترازية انتقد وقتها من انتقد.. لكن ها هو الواقع القائم يثبت صحة تجربتنا 

*وقف الحرب الدائرة الآن.. يحتاج إلى شجاعة في القرار دون خجل وبلا تردد

*الصبر الإستراتيجي سلاح جديد.. لكن تطبيقه يحتاج لوقت طويل

*الخشية كل الخشية من رصاصة طائشة لكنها نووية

*مؤتمر للسلام لا يقدم ميزة لأحد

*ضرورة إعادة تنشيط الحركة السياحية في شرم الشيخ والغردقة 

*الإسرائيليون عادوا ليقفزوا على المقاعد واللي في القلب xالقلب

*هل كان بوتين يتوقع تلك النتائج وإلى متى تستمر دولته صامدة؟ 

*رجاء للمصريين.. ارتفاعالأسعار مؤقت.. وكلنا لابد أن نشارك في مواجهته

* لولا الإصلاح الاقتصادي ما حققنا هذه النتائج الإيجابية

*مرتزقة سوريون.. سلعة رائجة حتى الآن

صدقوني وأنا أقول لكم إنني كم كنت أتمنى أن أكون هناك على جبهات القتال لكي أتابع سير المعارك فالمعروف أن الصحفي الذي يغطي أحداث القتال في أي مكان تكون إنما يخط اسمه بحروف مضيئة وكبيرة ولعل محمد حسنين هيكل -رحمه اللهبدأ يصنع شهرته منذ أن ذهب إلى الكوريتين الشمالية والجنوبية ليتابع ويحلل وينفرد بالأخبار نفس الحال أيضا بالنسبة للزميل الراحل حمدي لطفي المحرر العسكري لمجلة المصور وقبله أو بعده الزميل فاروق الشاذلي بأخبار اليوم ثم .. ثم.. لدينا الأهم والأهم .. عبد الرازق توفيق محرر الشئون العسكرية بهذه الصحيفة الغراء.. الجمهورية والذي نتابع مقالاته يوميا لندرك أن خلفيته العسكرية ساعدته كثيرا في مجال لا يكاد يتوفر لدى غيره.

*** 

المهم.. أقول إنني عندما تمنيت أن أكون على جبهة قتال روسيا وأوكرانيا ليس فرد عضلات أو تشبثا بزعامة زائفة بل وجودي هناك كان سيساعدني على أن أعيش الأحداث الساخنة دون وساطات وبالتالي يسهل علي نقلها إليك بنفس الشفافية والموضوعية وذلك عكس ما أعانيه أنا وغيري حاليا فالبيانات العسكرية من  هذا الطرف أو ذاك غالبا لا تعبر عن الواقع لأن الفريقين يتنافسان في استخدام الآلة الدعائية أكثر من الانخراط في التشكيلات أو التواجد أمام منصات الصواريخ أو قواعد الدفاع الجوي أما في حالة التواجد في المكان المناسب فكل شيء يجري أمامك وبالتالي يسهل عليك نقله إلى القارئ الذي هو أنت.

*** 

والآن اخترت أن أبدأ هذا التقرير بذلك الكابوس الذي يجثم فوق صدر البشرية منذ ثلاث سنوات وأعني به فيروس كورونا والذي سبب لها أضرارا كثيرة مادية ومعنوية وعائلية واقتصادية و..و..!

وبما أننا كما يقول د.محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة والعلاج قاربنا على الخروج من دائرة خطره فإن الواجب يحتم علينا أن نذكر القريب والبعيد بأن خريطة الطريق التي حددنا معالمها منذ البداية ورسمنا خطوطها العريضة والرفيعة في آن واحد هي التي أكدت الأيام وأثبتت التجارب  -كل التجارب- أنها المرجع الأساسي الذي يرجع إليه الجميع واتخذوا منه قدوة ومثلا حتى انتهت البشرية إلى ما انتهت إليه الآن والذي عبرت عنه المملكة العربية السعودية تعبيرا صريحا وحاسما بإلغائها منذ أيام قليلة جميع القيود والتي سبق أن فرضتها والعودة إلى "الأصل" حيث لا إجراءات احترازية ولا كمامات ولا تباعد ولا.. ولا فماذا كانت النتيجة..؟

لقد تضاعف زوار البيت الحرام مرات ومرات.. ولقد ارتدت إلينا أرواحنا ونحن نرى أحلى مواكب الإسلام وهي تمر أمامنا ونحن مستمتعون بها داعين الله سبحانه وتعالى لاستجابته لدعواتنا على مدى هذه السنين وتلك الشهور فمكثنا نشكر ونشكر مما يدل على وجود أناس مؤمنين بيننا استجاب الله إليهم وهم عكفوا وسوف يعكفون على مناشدته والانصياع إلى أوامره وتعاليمه منذ فترة زمنية محددة.

ثم..ثم.. فقد وفقنا الله سبحانه وتعالى حينما قررت القيادة السياسية خلال حقبة من أشد الحقبات حساسيةالانخراط في العمل وممارسة كافة النشاطات دون أدنى تحفظات واستجاب الناس وشدوا أياديهم على أيادي بعضهم البعض لندخل المرحلة الجديدة الواعدة بإذن الله.

وغني عن البيان أننا نعيش حاليا شأننا شأن جميع شعوب الدنيا حياة صعبة بل وقاسية وتهد كيان الصغير وتشعل نيران غضب الكبير وتحضالنساء على أن يلعبن ألعابا قد لا تكون مناسبة لطبيعتهن كل ذلك نتيجة حرب لم يعد يعرف مداها أو نتائجها سوى الله سبحانه وتعالى.

بكل المقاييس لم تشأ روسيا خوض الحرب إلا بعد تأكدها من أن الظروف كلها أو أغلبها في صالحها مقارنة بتلك الجمهورية الصغيرة محددة التسليح المسماة أوكرانيا وبالتالي لم تشكل بالنسبة لها سوى نزهة سهلة تجوب خلالها حدائقها وأنهارها وشوارعها ثم تعود في نفس اليوم أو اليوم التالي عزيزة مكرمة رافعة أكاليل النصر.

لكن سير مجريات الأمور..

أكد العكس تماما فالبلد الضعيف لديه مقاومة صلبة والناس الذين أعلنوا تأييدهم له قفزت أعدادهم إلى أكثر من المائةxالمائة والتعاطف العالمي فاق الحدود.

نتيجة ذلك اتخذ الروس موقفا تهديديا فحذروا من استخدام السلاح النووي وهنا كانت الطامة الكبرى فقد وجهت الملايين سهامهم إليها محذرين ومهددين ومشدوهين ومنفذين.

*** 

الطرف الآخر انتقل من عالم إلى عالم فقد نال التعاطف الدولي بدرجات هائلة حيث أعلنت دول العالم تأييدها للعقوبات الاقتصادية التي فرضت عليه والتي كان سيتصور قادته عدم قدرتها على إتاحة الفرصة له لكي يقف على قدم المساواة مع عدوه فإذا به يحقق إنجازات ما بعدها إنجازات إذ وقف صامدا وشارك في العقوبات وكلما اقترب الروس انطلق إليهم مستخدما كل الأدوات العسكرية والمنزلية في آن واحد.

*** 

استنادا إلى تلك الحقائق فقد انحصرت الدنيا في مسارين أساسيين:

الأول: صواريخ ودبابات وطائرات مسيرة وغير مسيرة.

الثاني: ظهر ما يسمى الصبر الإستراتيجي.

يعني يظل الأوكرانيون صامدين مثابرين تاركين حبال الخطأ للروس الذين إذا ما أمسكوا بأطرافها حتى تتهاوى جميع الحقبات.

وهكذا ظهر مناخ يعد الغريب من نوعه يمسك به طرفان.

الطرف الأول يبدو متماسكا وغلبانا.

الطرف الثاني عود ويعود نفسه على ممارسة الصبر إلى أقصى مدى واضعا في اعتباره التحلي بهذه الميزة الربانية إلى أقصى درجة والتي لن تكلفه شيئا حتى يأتي السقوط الرهيب.

*** 

مرة أخرى نعود لنسأل:

وما هو الحل؟

الإجابة ببساطة شديدة ندعو لمؤتمر تتحقق له ظروف طيبة ونوفر له أساسيات الاستمرار.

لذا فلا تحاول أبدا إضفاء ميزة لأحد الطرفين بل تترك الأمور هي التي تحل نفسها بنفسها.

*** 

ها نحن قدمنا شرحا تحليليا وأيضا أرجو أن ينال رضاءكم ومع ذلك فإن لدينا عدة مقترحات واقعية وصادقة.

أولا: لابد من تنظيم مؤتمر أو مؤتمرات لجذب الطاقة الفندقية وهو مؤتمر لا يقدر عليه سوى محمود الشويخ.. فهل يستطيع..؟

تقليل السياح الإسرائيليين بقدر الإمكان ليحل محلهم رواد العمرة فهم الذين لديهم الاستعداد ليستمروا عاما أو عامين أو ثلاثة أعوام.

*** 

أخيرا.. نتعرض لقضية جماهيرية بالغة الأهمية وهي التي تتعلق بأسعار الخضروات والفاكهة والتي حققت لنا دخلا متميزا خلال الفترة الماضية.

نعم.. لقد زادت الأسعار عن حدها لكن هل الدولة مسئولة؟

الإجابة بالنفي طبعا إذ لابد من إيجاد البدائل والوسائل والإجراءات التي تقف حائلا أمام كل من يفكر في زيادة الأسعار.

ينبغي الاعتراف بأن الإصلاح الاقتصادي الذي أجريناه كان له أكبر الفضل في عبورنا معركة كورونا دون خسارة جسيمة بالضبط مثلما تابعنا واستثمرنا وسائله وغايته.. أيضا هل ننتظر أن تهل أساريره كلما تقدم خطوة للأمام.

أما حكاية استيراد ميليشيات سورية للحرب مع الروس ضد أوكرانيا فتلك قمة الخطر.. 

وعموما دعونا نرقب وننتظر.

*** 

و..و..وشكرا