مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 11 مارس 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*مصر.. الحكمة.. والواقعية

*تسعى للسلام في شرق أوروبا وتدعم جسور التعاون مع أمريكا

*رؤية الرئيس السيسي أساساتها واحدة

*أسئلة تحتاج لإجابات سريعة ومقنعة

*الروس بعد إغلاق 800 مطعم ماكدونالدز في بلادهم هل يشعرون بسعادة؟

*وهذا العذاب الذي يعانيه الأوكرانيون.. هل هو "لناس وناس"؟!

*من يطفئ أنوار الفرح.. سوف يتحمل الخسارة كاملة

*.. ومع تمنياتنا لجميع شعوب العالم بالأمن والاستقرار 

*مصر فكرت واجتهدت وعملت وصبرت.. فنجحت بجدارة في امتحانات النمو

الله سبحانه وتعالى خلق الناس متساوين كأسنان المشط.. لكنه في نفس الوقت ميزهم على بعضهم البعض.. فلم يسوِ بين الذي يعمل والذي لا يعمل وأيضا بين الذي يعلم والذي لا يعلم واستنادا إلى نفس هذا المبدأ العقائدي فإن رب العزة والجلال يختار من بين كل مجموعة من الناس رجلا يدبر شئونهم ويتولى أمرهم في ظل ما منحه إياه من عقل وفكر وموهبة وغيرها من سمات شخصية يتسم بها من عهد إليه بقيادة قبيلة أو أمة أو وطن أو حتى إمبراطورية شاسعة المساحات. 

وهكذا.. على سبيل المثال شاء قدر مصر أن قيض الله واحدا من أبنائها المخلصين الصادقين لكي يتقدم الصفوف خلال حقبة زمنية بالغة الصعوبة ومعقدة الأساليب والوسائل جاء المواطن عبد الفتاح السيسي ليحقق لإخوانه المواطنين الذين هم منه وهو منهم حياة آمنة طالما تمنوها ومعيشة كريمة ظلوا يصارعون من أجلها كثيرا كثيرا وينشدون استقراراكان بالنسبة لهم يوما ضربا من ضروب الخيال بعد أن استولى على مقاعد الحكم عندهم عصابات الإجرام والقتل والسحل والتدمير والتكفير..!

لقد اعتمد الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اليوم الأول لحكمه مصر على دعامتين أساسيتين.

أولا: الحكمة.

ثانيا: الواقعية.

بالنسبة للدعامة الأولى فتلك يهيئها الله سبحانه وتعالى لمن يختاره ويوكل إليه شئون عباده حتى يستطيع أن ينشر السلم ويقيم العدل وينصف المظلوم ويعلي راية القانون.. وبالتالي لم يدخل مجالا جديدا أو حتى قديما أو حتى معركة مع قوى الشر والباطل إلا وحقق بعدها نصرا مؤزرا.. ولعل أبلغ مثل وخير دليل الحرب ضد الإرهاب التي استخدمنا فيها أحدث الأجهزة وأفضل الخطط وبذل من أجلها رجالنا وشبابنا دماءهم وأرواحهم فاستحقوا أن يكونوا في أعلى عليين.

في نفس الوقت ليس من نهج الرئيس السيسي الاستغراق في آفاق الخيال لأن "الواقعية" هي التي يرى فيها الوسائل المثلى للوصول إلى ما يريد ويتمناه لذا فإنه يتحدث مع أطراف بعينها حول قضية بعينها لا أن يتحدث حديثا مرسلا أو يتطرق إلى أشياء يرفض الخصم أن يضمنها أفكاره.

لذا.. فلابد أن الرئيس على بينة كاملة من أن الحرب الدائرة في أوروبا حاليا بين الروس والأوكرانيين تتسبب يوما بعد يوم في الإيقاع بمزيد من القتلى وتهجير آلاف اللاجئين وإغلاق عشرات الألوف من المطاعم المفضلة التي كانوا يقفون لديها أو بداخلها اليوم كله على أمل الفوز باللحوم الشهية.

لذا فحينما يبلغ الرئيس السيسي الرئيس الروسي بوتين بحجم الأخطار المتوقعة والتي من شأنها أن تسبب أزمات طاحنة قد يصبح من المتعذر حلها لاحقا فإنما مقصده الأساسي المحافظة على السلم والأمن الدوليين وهما غاياتان تسعى إليهما شعوب العالم بأسره.. اللهم فيما عدا ثلاث أو أربع دول.

على الجانب المقابل فإن مصر حريصة على توثيق علاقاتها مع أمريكا لاعتبارات عديدة أولها المصالح المشتركة وثانيا الدفاع المشترك ضد القضايا الإقليمية والدولية وثالثا إظهارالتعاون المتبادل إستراتيجيا وعسكريا.

باختصار شديد الرئيس السيسي اختار تحركه لحل أزمة من الأزمات أو قضية من القضايا فإنه لا يأخذ جانب هذا الطرف أو ذاك.. لأن رؤيته في الأساس ثابتة وواضحة وقد اتفقنا على أن هذه الرؤية القائمة على الحق والعدل والتجرد عن الهوى لا تتبدل ولا تتغير وفقا لتغير الظروف والأحوال.

*** 

على الجانب المقابل فإن الظروف القائمة حاليا في منطقة شرق أوروبا ثم ماعداها سواء شرقا أو غربا أو شمالا أو جنوبا تفرض أسئلة محددة تحتاج إلى إجابات سريعة وصريحة.

أولا: إنه سؤال يبدو ساذجا لكنه يطوي في معانيه وبين أجزائه حقيقة مهمة عاشها الروس منذ عام 1991 وأقصد بها سندوتشات ماكدونالدز التي كانوا يتمنون مجرد تذوقها حيث كان لعابهم يسيل بسببها على بعد آلاف الكيلو مترات.

ثم بعد أن سقطت الشيوعية بكل أساليبها وأشكالها ودخل ماكدونالدز روسيا أصبح عشق أهلها العاشقوالآن بعد أن أوقف نشاطه وأغلقت إدارات ماكدونالدز محلاتها ألا يستشيط الروس غضبا وألا تنهمر دموعهم ليلا نهارا.. بعد أن عادوا ثانيةمحرومين من ماكدونالدز؟

***

قد تتعجب أنت عزيزي القارئ في مصر إذا عرفت أن عشرات الألوف من الروس يستعدون لتنظيم مظاهرات ضد حكومتهم مطالبين بعودة ماكدونالدز لكنهم يخشون محاكمتهم عسكريا باعتبار أن الدولة الآن في حالة حرب.

*** 

أيضا هل هذا العذاب الذي يعيشه الأوكرانيون ألا يدمي القلوب بصرف النظر عن هوية أصحابها وجنسياتهم ومذاهبهم ودياناتهم فالإنسان إنسان في أي زمان ومكان ليس هذا فقط فالواضح أن الرئيس الأوكراني لميستسلم بسهولة ولن يكون الغزو الروسي هو الوسيلة الأخيرة لإسقاط حكمه.

إذن.. عندما يدور حوار سياسي ألا يكون أفضل بالنسبة للطرفين بناء على المعلومات التي شرحتها آنفا..؟

عموما وفي جميع الأحوال لابد أن يكون معروفا لدى القاصي والداني أن من يطفئ الأنوار سوف يتحمل الخسارة كاملة.

*** 

ثم..ثم.. مع تمنياتنا لجميع شعوب العالم بالاستقرار والأمن.. فالرئيس السيسي بالعلم والتجربة والحسابات الدقيقة.. قد فكر واجتهد وعمل معه أبناؤه المصريون جميعا وصبروا.. فكان النجاح من نصيبهم كما تبلورت نتائج هذا الامتحان في خطط مستدامة للتنمية وفي إقامة المشروعات العملاقة وفي إنشاء شبكات الطرق الشاسعة وفي بناء قناة السويس الجديدة وفي عاصمة إدارية جديدة وفي مدن أو قرى ونجوع وفي القضاء قضاء مبرما على فيروس سي وفي إعلاء صروح الأمن والأمان وفي زيادة المرتبات والمعاشات.. و..و.. حياة جديدة نعيشها نحن المصريون تضم كل تلك الإنجازات

ويكفي أن بلغت نسبة النمو ما يقرب من 10% وهي أعلى معدل على مدى عشرين عاما.

*** 

            مواجهات

*كل أسبوع.. أنصحك بالابتسامة الدائمة.. ويبدو أنك لا تستجيب.. أرجوك جرب مرة واحدة إفراغ صدرك من الأحزان.

*** 

*صديقي الذي مازال متمسكا بصداقته لي يرتكب أفعالا غريبة في حقي ومع ذلك ينظر إليها على أنها عادية.

هذا الصديق كل أسبوع أحاول أن أبعده عن حياتي لكنه للأسف إنسان"رزل"!!

*** 

*المكابرة من أسوأ العيوب البشرية لذا فإن المكابر إنسان ضعيف الشخصية غير مبتكر لا يعرف الألف من الياء.

اذهب يا رجل عليك اللعنة.

*** 

*جاءني صديق لي يبلغني بأنه قرر تأجيل زواج ابنته المخطوبة منذ عشر سنوات.

كان ردي عليه:

لا تؤجل أفراحك يا رجل.. فالحزن ضيف لا يحترم المواعيد.

*** 

*كل الناس تتكلم أما الذين يفعلون وينجزون ويتفوقون فهم قلة قليلة.

*** 

*قال لي صديقي ونحن وسط الشارع والمطر ينهمر فوق رأسينا انتظرني لخمس دقائق وأعود إليك.

للأسف صدقته وانتظرته نصف ساعة كاملة حتى فوجئت به يستقل سيارة بجوار امرأة دميمة ويلوح بيده لي في بجاحة شديدة.

رددت في صمت:

طول عمرك"عبيط" وخايب..!

*** 

*لعن الله كورونا عند مجيئه وعند رحيله.

مستشفى العبور استغنى عن 730 ممرضة ومساعدة ممرضة بحجة انحسار الفيروس ولم يعد هناك حاجة لهن.

ربما يكون القرار متمشيا مع الأمر الواقع لكن هؤلاء الفتيات حالاتهن وحالات أهلهن صعبة وعسيرة مع الأخذ في الاعتبار أن شهر رمضان على الأبواب.

*** 

*زمان كنت أنا وصديقي نسافر في شهر رمضان لأداء العمرة.

الآن أبحث عنه فلا أجده وهو يتصل بي كثيرا وأنا لا أرد عليه لأني لا أريد أن أرتكب ذنبا.

طبعا الكلام واضح.

*** 

*أخيرا اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم بشار بن برد:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا 

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحدا أو صل أخاك فإنه

مقارف ذنب مرة ومجانبه

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى

ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

*** 

و..و..وشكرا