مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 16 مارس 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*اللغز.. في الغزو!

*تناقضات عديدة قبل وأثناء الحرب

*أمريكا وروسيا.. كأنهما من مدرسة واحدة!!

*تصريحات ساخنة.. وتهديدات "مدوية"!

*وعند اللزوم تخاذل.. وتراجع.. وضعف عسكري!

*موسكو أكدت قدرتها على التهام أوكرانيا في ساعات وحتى الآن وعلى مدى 22 يوما مازالت "تكافح"!

*العقوبات الاقتصادية بين التأديب والتسفيه

*الرئيس الأوكراني.. بالغ الثقة في إسرائيل لماذا؟

*لأول مرة في روسيا.. مذيعة التليفزيون تخرج عن النص وتندد بحكومتها وتهاجم الرئيس و15 سنة سجنا مشددا في انتظارها

*وقفة من فضلكم:

ألا نحمد الله سبحانه وتعالى نحن المصريين في اليوم ألف مرة ومرة.. 

*ها هي شعوب لا تكاد تجد لقمة الخبز ونحن كل أجهزة الدولة عندنا تبادر لتوفير السلع وخفض الأسعار

*ألم يحن الوقت بعد لكي نفهم جميعا أن ما يجري في البلاد لا يأتي من فراغ بل نتيجة جهد وعمل وفكر سديد..؟

*مع كل الاحترام والتقدير: أقول لرؤساء النوادي.. ارفعوا أياديكم عن "اللاعبين"!

شغلت كلٌ من أمريكا وروسيا الرأي العام العالمي على مدى سنوات وسنوات بما أسموها "الحرب الباردة" وأثنائها وبعدها وقد بلغت موجات التحدي حينها أقصى مداها عندما بدأت روسيا"الاتحاد السوفيتي سابقا" تلمح بغزو جارتها وإحدى شقيقاتها السابقات ثم انتقل التلميح إلى تصريحات واضحة ومحددة فُهم منها أن أوكرانيا سوف تكون ضمن حدودها خلال ساعات قليلة.. وهنا فزع الأمريكان وانتفضوا وكان ردهم البديهي والتلقائي إن ضربات قوية سيوجهونها إلى الغريم التقليدي بعد ساعات من تحرك القوات الروسية نحو "الهدف" 

ثم..ثم.. وأمام الأمر الواقع لا روسيا استطاعت التهام أوكرانيا في ساعات ولا أمريكا أطلقت رصاصة واحدة بل جاءت التصريحات الصادرة عن مسئوليها خلال تلك الفترة الحرجة والحساسة هادئة وناعمة بل ومريحةإلى حد القول إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تشارك في القتال ولن تنضم إلى أي جبهة من الجبهات بل تكتفي بالدعم اللوجستي والمساعدات التي منحتها لأوكرانيا قبل ذلك.

أما الأهم والأهم فإن روسيا التي كانت السبب في إيجاد هذا الجو المتوتربدت وكأنها لم تضع خطة عسكرية ولم تستعد الاستعداد اللازم بل تركت الأمور على عواهلها مما أشعل جذوة الحماس في نفوس الأوكرانيين الذين استبسلوا في الدفاع عن بلادهم وها هم مازالوا حتى الآن يقاومون في وقت يبدو فيه الروس وكأنهم يناضلون أو يكافحون.

ولكن وفقا لسياسة الأمريكان في هذا الزمان فقد أعلنوا أنهم سيتخذون إجراءات عقابية اقتصادية ضد الروس وهذه الإجراءات من وجهة نظرهم كفيلة بمنعهم من الاستمرار في عملية الغزو.

نعم.. هي بالفعل إجراءات عنيفة وقد طالت شخصيات وكيانات ومؤسسات وشركات نفط ..و..و.. إلا أن الرئيس بوتين نفسه سفّه من تأثيرها وقال رغم أن هذه الإجراءات تعد بمثابة إعلان حرب إلا أن بلاده قادرة على تجاوزها والتقليل من تأثيرها إلى أقصى درجة..!

*** 

على الجانب المقابل فإن الأوكرانيين لم يستقبلوا قوات الغزو بالهتاف والتصفيق كما زعم الروس بل بالعكس لقد نصبوا لهم المتاريس وأغلقوا دونهم الشوارع بالدبابات والعربات التي هي أصلا ملك لهم بعد أن أسروا جنودهم واستولوا على معداتهم وآلياتهم.

وطوال تلك الأيام الماضية تحرك المسئولون في البلد الذي تحول فجأة بين يوم وليلة إلى ساحة معارك عنيفة ليجروا اتصالات سياسية مع جيرانهم وغير جيرانهم وكان الرئيس الذي يمكن أن يقع صريعا أو أسيرا  بين لحظة وأخرى على رأس وفد من وفود التفاوض يروح ويجيء.. وفي وقت اللزوم يعقد اجتماعات افتراضية شارحا أبعاد القضية وشاكيا الظلم والعدوان.

والملاحظ أنه ركز معظم اتصالاته ولقاءاته واجتماعاته مع إسرائيل التي تربطه بها وبحكامها علاقات وطيدة ربما بحكم الديانة المشتركة أو نكاية في روسيا رغم أنها هي الأخرى ذات روابط قوية مع إسرائيل حيث إنهما تشتركان في منظمات دولية عديدة لعل أهمها للأسف التنمية الدولية ومنظمة التجارة العالمية والشرطة الجنائيةالدولية ومؤسسة التمويل الدولية وغيرها.

أيضا.. وأيضا روسيا تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل شأنها شأن أوكرانيا وإسرائيل الطفل المدلل لأمريكا وبالتالي إذا انتصرت روسيا على أوكرانيا فسوف تضطر أمريكا إلى الخضوع للأمر الواقع الذي ستخرج من دائرته تلقائيا أوكرانيا وهذا ما تخشاه بطبيعة الحال.

*** 

وبما أن الظروف والأحوال لا تسير دائما على وتيرة واحدة بل الدنيا تتغير سواء شاء الإنسان أو أبى لذا فإن الحكم في روسيا لم يستوعب ما فعلته إحدى مذيعات التليفزيون الرسمي والقناة الأولى التي توقفت عن الحديثلتهاجم الحرب التي تشنها بلادها ضد شعب مسالم وتلقي اللوم على الرئيس بوتين الذي هو أس ما جرى!

بديهي لو كانت هذه الواقعة حدثت أيام الحكم الشيوعي لروسيا وأخواتها لكانت هذه المذيعة سحلت سحلا داخل مبنى التليفزيون وخارجه لكنهم الآن اكتفوا بإلقاء القبض عليها وسيقدمونها للمحاكمة قريبا ويقولون إن حكما بسجنها سجنا مشددا لمدة 15 عاما سوف يكون في انتظارها..!

*** 

والآن دعونا نمعن التأمل في أحوالنا نحن المصريين الذين نعيش فوق هذه الأرض.. ونحن متآلفون.. متوحدون متعاطفون مع بعضنا البعض لأن المقارنة في بعض الأحيان تكون لازمة للتطوير والتحديث فما أحلى أن تجد نفسك متمتعا بميزات وفوائد ليست متوفرة لدى شعوب عديدة.. 

انظروا إلى ما تشهده شعوب أوروبا سواء تلك التي تهددها ألسنة نيران الحرب الدائرة في شرقهم أو بعيدة عنها..!

لقد تسبب فيروس كورونا في ضرب الاقتصاد فارتفعت الأسعار وزادت معدلات البطالة وتوقفت المصانع وجدبت المزارع.

وإلى جانب هؤلاء جميعا هناك شعب مثل شعب الإكوادور لا يجد فيه كبير أو صغير كسرة خبز صغيرة ويموت الأطفال والمسنون بسبب قسوة البرد بعد أن فقدوا أغطيتهم .. أما الماء فقد اختلط بالقاذورات والبقايا فأصبح مصدر عدوى وليس مصدرا لاستمرار الحياة.

انظروا ماذا يحدث عندنا هنا.. الدولة مسخرة كل إمكاناتها لتوفير السلع الضرورية وغير الضرورية بمناسبة شهر رمضان مع وضع إجراءات حاسمة لمنع أية زيادات في الأسعار.. 

ورئيس الجمهورية يتابع كل هذه الأمور بنفسه فيصدر التوجيهات التي يطمئن من خلالها أن الناس يعيشون بكرامة ويصومون برضا وإيمان وانتماء لتراب وطنهم الغالي.

هنا أود أن أتحدث حديثا صريحا أبدأه بسؤال تلقائي:

متى نفهم جميعا أن ما يحدث تحت سماء مصر هذه الأيام لا يتأتى من فراغ بل إنه نتيجة جهد وكد وعمل ..و.. وفكر سديد.. ونتيجة عوامل تتعانق جزئياتها ومكوناتها مع بعضها البعض في مودة وقناعة وتجرد عن الهوى وحب الذات.

لذا.. ألا نركز جل اهتمامنا على المأكل والمشرب والسمين والرفيع فمادام الأكل متوفرا عندنا فلنبحث عن مجالات أخرى نبدع فيها ونبتكر فقد أثبتت التجارب أن تناول برتقالة واحدة يكفي لكي يمارس الواحد منا نشاطه العادي بلا أي مشاكل وهذا في نهاية الأمر يتطلب منا أن نكون دائما وأبدا فاهمين مدركين لطبائع الأشياء وكل هذا يشكل وعيا متميزا قائما على مقومات الحق والخير والجمال.

*** 

أخيرا.. خمسة رياضة..

وهذا رجاء لرؤساء النوادي..!

اتركوا اللاعبين وحالهم..!

ألستم تستوردون لهم مدربين ومديري فرق بمئات الألوف من الدولارات أو الجنيهات..؟!

إذن فليقود كل طرف عمله بمن فيهم أنتم.

يا ناس افصلوا الإدارة عن "اللعب" عندئذ سوف تعيشون مطمئنين وراضين ومرتاحين نفسيا.. اللهم إلا إذا كانت هناك في الجراب أمور ما بعدها أمور فذلك شيء آخر.

*** 

و..و..وشكرا