مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 18 مارس 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*قرارات "النبض الجماهيري"لها مواصفاتها.. وتوقيتاتها

*الرئيس السيسي حاصر مشكلة ارتفاع الأسعار.. قبل استفحالها

*الآن.. المحتكرون والمستغلون..لابد أن يشعروا بالخجل

*التنفيذ مضمون.. في ظل متابعة جادة وتوفير البدائل المقترحة

*بصراحة.. لابد من تحية الداخلية والقوات المسلحة.. رجال أشداء يدافعون عنمصالح الشعب دائما وأبدا

*إعادة صلاة التراويح.. دلالة جديدة 

على هزيمة كورونا

*.. ليلة النصف من شعبان.. لماذا تختلف في مصر عن غيرها من المجتمعات..؟!

*هل لنا أن نطالب بضبط سوق السيارات أم ليس هذا وقته؟

*هشام الحله.. ونظرية "الباب المصفح"

*واضح من كلام كيروش أنه رجل كويس!!

كل شعوب الدنيا تمر الآن بأزمات ومشاكل وبديهي.. أن تختلف ردود فعل الحكومات من بلد لآخر.. لأنالظروف في النهاية ليست واحدة.. ومقدمات الحياة قد تكون واعدة أحيانا.. ومتراجعة للخلف أحيانا أخرى.

مثلا.. الولايات المتحدة الأمريكية تتميز بأنها تملك أقوى اقتصاد في العالم وكم من أزمات استطاعت أن تتخطاها دون أن يتأثر شعبها من قريب أو من بعيد.

الآن.. ارتفعت نسبة التضخم هناك وبالتالي زادت الأسعار وجأرت أصوات الناس بالشكوى.. وإدارة الرئيس "جو بايدن" تتلمس الأعذار وتطالب الناس بالصبر.. لكن الصدور تغلي لاسيما وأن الرئيس السابق دونالد ترامب قفز فوق سطح الأحداث وأخذ يشعل فتيل النيران تصورا منه أن ذلك يزيد من شعبيته أثناء الانتخابات الرئاسية القادمة التي ينتوي أن يرشح نفسه فيها..!

*** 

أما بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي فلا توجد دولة إلا ويهدد أمنها واستقرارها العاطلون الذين يتزايدون بعشرات الألوف يوما بعد يوم وقلة الإنتاج وبالتالي تراجع حجم الصادرات مما أدى بالحكومات إلى أن تضرب أخماساXأسداس لأن الأيادي قصيرة والأعين ليست بصيرة مع الاعتذار لمثلنا الشعبي.

*** 

عندنا في مصر فقد وهبنا الله سبحانه وتعالى حاكما رشيدا يستشعر نبض الجماهير ويعرف كيف يتعامل معه بإجراءات إيجابية وليس بحلول "مسكنة" تزول آثارها بمجرد الإفصاح عنها دون أن تدخل طريقها للتطبيق العملي.

بلا جدال الناس في مصر شأنهم شأن جميع شعوب العالم هبطت عليهم موجة الغلاء.. فكادت تلجم ألسنتهم بل وضعتهم في حيرة لم يكونوا يتوقعونها وبدأوا يشكون ويتوجعون وهم لا يعرفون ماذا يمكن أن يخبئه الغد من صعوبة في العيش وهزات تصيب المأكل والمشرب بينما شهر رمضان الكريم على الأبواب ومعروف عنا مدى انشغالنا بهذا الشهر الذي يوصف بالكرم الذي ينعكس على كل الفئات وجميع الطبقات بصرف النظر عن الغني والفقير..

جاء الرئيس السيسي الذي يتمتع بحنكة فائقة في اتخاذ القرارات المؤثرة في حياة الناس والتي هو على بينة من مواصفاتها جيدا وهي مواصفات أهمها السرعة في الإصدار والفعالية ووضع آليات التنفيذ.

وبالفعل تضمنت القرارات التي وجه بها الرئيس تسعير رغيف العيش "الحر" وتوفير جميع احتياجات شهر رمضان من خلال المنافذ التي تقيمهاوزارة الداخلية والقوات المسلحة في شتى أرجاء البلاد مع تكليف الحكومة باتخاذ الإجراءات الرادعة ضد المستغلين والمحتكرين والذين دأبوا على التلاعب بأقوات الشعب.

من هنا يمكن القول إن الناس ارتاح بالهم وبدأت أحاسيس الاطمئنان تسري في أعماقهم وذلك لسببين أساسيين:

الأول: تأكدهم أن الرئيس معهم لن يتركهم وحدهم يواجهون الأنواء والأعاصير.

الثاني: رأوا بعيونهم رأي العين كافة السلع وكل مستلزمات الطعام والشراب متوفرة في المنافذ الجديدة والتي دفعت محلات السوبر ماركت بعرضها وبيعها بنفس الأسعار تقريبا.

وهكذا تكون الدولة قد أصابت الهدف وإن شاء الله يحل علينا شهر رمضان ونحن جميعا متفائلون وراضون ومطمئنون.. في نفس الوقت الذي كست حمرة الخجل وجوه هؤلاء المحتكرين والمستغلين والذين شكلوا يوما شبه "إمبراطوريات" تصوروا أنها غير قابلة للمراجعة أو الحساب فإذا بها تنهار بين يوم وليلة أو في طريقها للانهيار.

عموما..  وفي جميع الأحوال لابد من تحية القائد الذي تربطه بنبض جماهير شعبه أغلى الروابط وأحلاها وأوثق الوشائج.

وأيضا تحية لرجال القوات المسلحة والشرطة الذين يثبتون كل يوم أنهم رجال أشداء مخلصون متفانون في الدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين في شتى الظروف والمناسبات.

*** 

على الجانب المقابل فإن القلوب تهفو لأداء صلاة التراويح هذا العام بعد أن حرمنا منها في العام الماضي ولا شك أن هذه الصلاة لها تأثير روحي في القلوب فما بالنا أنها تعود ثانية وسط مناخ آمن ومستقر ووسط رضا مادي ومعنوي بكل ما يحيط بنا من أوضاع.. وآمال وتفاؤل باسم دائما وأبدا بإذن الله.

ولعل ذلك كان أيضا وراء الاحتفال بليلة نصف شعبان الذي بدت فيه الأفئدة تدعو الله وقد خرجت العبارات والكلمات من أفواه أصحابها وهي تخاطب الله سبحانه وتعالى بكل إيمان ويقين وثقة في مستقبل زاهر يتجدد دائما فوق أرض هذا الوطن.

*** 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر هل لنا أن نطالب بضرورة ضبط سوق السيارات التي اشتعلت أسعارها في الآونة الأخيرة بنسبة جنونية.

نعم.. قد تعتبر سلعة ليست ضرورية وإن كان الأمر يختلف هذه الأيام عن سنوات سابقة لكن "الشكل العام" يوحي بأن هناك أشياء بعينها لا تخضع للقواعد ولا القيود بينما الحقيقة غير ذلك..!

إن تجار السيارات هم الذين يشكلون الآن الإمبراطورية الجديدة للاحتكار والانفلات.. وأحسب أنهم بسلوكهم هذا وتصرفاتهم تلك قد أخطأوا الحسابات..!

*** 

والآن اسمحوا لي أن أقدم لكم لقطة طريفة تحوي فكرا وقولا ونظرية بعث لي بها الأخ هشام حله واختار لها عنوان: الباب المصفح .

يقول هشام حله:

كنت بصلي في الريسبشن جنب باب الشقة ومددت ضهري على الأرض بعد الصلاة وكل شوية أسمع حد يفتح الأسانسير حد طالع وغيره نازل وأنا عادي على الأرض .. ساعتها سألت نفسي:

يا ترى إيه أهم قطعة خشب في الشقة كلها؟!

رديت على نفسي إنها "باب الشقة" بالتأكيد لأنه لو مكانش موجود مكنتش هاحس بالأمان ده.. لأن محدش شايفني.. محدش شايف إيه اللي جوه الشقة.. متروقة ولا متبهدلة ومحدش شايف أنا شكلي إيه ولابس إيه ولا بعمل إيه ممكن نستحمل إن ميكونش فيه أكل في الشقة مفيش مية مفيش كهربا مفيش عفش خالص.

بس مستحيل نتقبل بأي حال من الأحوال أن باب الشقة ميكونش موجود.. مستحيل إلا لو إنت قاصد تشيله..

إيه الخاطرة بقى في كده؟!

ما وقع في قلبي حينها إن باب الشقة هو "ستر الله" لنا وإن الشقة هي أنفسنا.. 

ممكن تكون أنفسنا غير مخلصة آثمة غافلة وعاصية إلخ.. ولكن لا أحد كائنا من يكون يرى ما في أنفسنا لأن ستر الله مسدل ولا ينزع باب الستر عن أحد إلا لمن نزعه بإرادته..

لا ينزع الله ستره إلا لمن بارزه سبحانه بالمعاصي وجاهر بها..

إنت ممكن تعيش من غير فلوس ولا عيال ولا زواج ولا ولا.. بس مستحيل تعيش من غير "ستر"..

مش حتحس بأي نعمة عندك ولا بالأمان إلا لو الستر موجود..

فوالله الذي لا إله غيره لو أن الله أزال عنا ستره لما جلس أحد بجوار أحد ولا صاحب أحد أحدا ولا تزوجت امرأة من رجل فكلنا آثمون ولولا ستر الله لفضحتنا رائحة معاصينا..

فالحمد لله دائما وأبدا على ستره..

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ولا تفضحنا يوم العرض عليك..

اللهم إنا ما عصيناك استهزاء بك سبحانك ولكن سولت لنا أنفسنا فاسترنا واغفر لنا..

ونسألكم الدعاء بأن يكون الباب مصفحا..

*** 

أخيرا خمسة رياضة.

قرأت كلام كيروش المدير الفني للمنتخب القومي لكرة القدم على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يتحدث لأعضاء الفريق عن واجباتهم وحقوقهم وأرى أنه كلام "جيد" يعكس فكرا متعقلا وهادفا وخصوصا قوله.. لا شيء مستحيل .

نحن لا نشك أبدا في فريق زاخر باللاعبين الشجعان والموهوبين.. والملتزمين..

والله إنت رجل جدع..!

*** 

    مواجهات

*نعم.. العالم يتنفس "بارود" ومع ذلك ورغم أننا متعاطفون مع كل من ينزف دما أو يتضور جوعا أو ينام في العراء إلا أننا ننادي "بابتسامة" متفائلة.. لعل وعسى..!

*** 

*أيام الاتحاد السوفيتي كاد الناس جميعا يسيرون في طابور واحد لا يجرؤ كائن من كان على الخروج عن صفه..

الآن.. الكل يلعن الحزب الواحد والحاكم الأوحد والنظرية السقيمة..!

تُرى لماذا..؟!

لأن الشيوعية مزقت الإرادة وقضت على الإبداع والابتكار والقدرة التنافسية والإنسان بطبيعته يريد أن يكون متميزا عن غيره.

*** 

*بالمناسبة عشت في ألمانيا الديمقراطية أو الشرقية أو الشيوعية ستة شهور..!

أتذكر عندما كنا نستقل القطار كانت تعليمات المرافق لنا:

ممنوع الكلام في السياسة حيث إن عربات القطار بها سماعات تنصت موجهة مباشرة لمكتب سكرتير عام الحزب.

سألنا: وهل هو متفرغ لسماع كل ما يجري..؟

جاء الرد في حماس تسيطر عليه مشاعر الخجل والاستسلام "نعم".

*** 

*الصغير الذي يتكبر بعد أن شب عن الطوق لمن رباه ومن علمه ومن دربه تدريبا عمليا..ونسي أيام أن كان يسير خلفه ذليلا مستكينا هذا الصغير يظل دائما وأبدا غير جدير بالاحترام ممن يعرفونه ولا يعرفونه..

*** 

*كل الأشياء تباع وتشترى بنفس العملة إلا الوطن فهو يشترى بالدم ويباع بالخيانة..

"نيلسون مانديلا"

*** 

*حذارِ وألف حذارِ أن تسيء الظن بالله فهو الذي يطعمك ويسقيك ويؤيك وينقذك من المصائب عندما تظلمك كل الأيادي.

*** 

*قالوا لي فلان بلدياتي..!

سألت يعني إيه؟

يعني من نفس القرية التي تنتمي إليها.

رددت: من اليوم أعلن قطع علاقاتي مع القرية وأهلها وناسها ومن بينهم هذا "القزم" الذي ضرب كل التقاليد والعادات في مقتل.

*** 

*يعترض طلبة كليات الطب والهندسة العائدين من أوكرانيا على عدم إلحاقهم بالكليات المماثلة في مصر ويطلبون إعادتهم من حيث أتوا..!

يا سادة أنتم ومن يحرضونكم هل معقول الالتحاق بهذه الكليات حتى ينخفض المجموع فجأة بهذا القدر..؟!

أما إذا كنتم تريدون العودة فاذهبوا لكن هذه المرة لن تجدوا من يغيثوكم.

*** 

لقد اخترت لكم تلك الأبيات الشعرية من نظم الشاعر العباسي أبو تمام:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى 

ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى

وحنينه أبدا لأول منزل

إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها 

ففي وجه من تهوى كل المحاسن

لا تحارب بناظريك فؤادك 

فضعيفان يغلبان قويا

أحبك حبين حب الهوى

وحبا لأنك أهل لذاكا

رأيت فيها بدرا على الأرض

ماشيا

ولم أر بدرا قط يمشي على الأرض

أحبك حبا لو يفض بسيرة على الخلق

مات الخلق من شدة الحب

***

و..و..شكرا