*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*الاحتواء..بالعلم والتخطيط.. والثقة المتبادلة
*عفوا.. قارنوا بيننا وبين الآخرين.. في أوروبا.. في أمريكا.. في اليابان
*الاتحاد الأوروبي.. يبدو عليه التفكك في مواجهة التطورات والأحداث المفاجئة
*"اليورو" لم يعد يساوي شيئا والفرنسيون يطالبون بعودة "الفرنك" والألمان.. يتحسرون على أيام "المارك"!
*البنك المركزي البريطاني رفض رفع سعر الفائدة.. فازداد غضب الجماهير
*جونسون يتحدى.. ويفرض ضريبة جديدة على الدخل لتمويل الخدمات الصحية
*ويرفع صوته أمام 10داوننجستريت: حياتكم ستظل صعبة لمدة 15 شهرا قادمة
*لأول مرة الأمريكان.. يشكون ارتفاع الأسعار وترامب استغل الفرصة وبايدن "غير متفائل"
*إذا كان للفقراء في مصر عذرهم.. فإن حجج الأثرياء واهية..!
*حقا الدنيا "دوارة".. وزير مالية أفغانستان السابق يعمل "سائق أوبر" في أمريكا..
الآن كل همه تدبير 1000 دولار شهريا للإنفاق على زوجته وأولاده
*واقعتان تشدان الانتباه في الحرب الروسية-الأوكرانية
*المنتخب.. وكل عوامل الفوز متوفرة
العالم كله.. ولا شك يمر بأزمة اقتصادية صعبة ليست الشعوب مسئولة عنها بل ولا الحكومات أيضا.. لأن هذه الحرب الدائرة في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى ردود فعل أثرت في حياة الناس سواء بالنسبة لمأكلهم أو مشربهم أو وظائفهم التي فقدوها أو منازلهم التي أصبحت "ركاما"!
وما يلفت الانتباه أن كل هذه السلبيات لم يعان منها الأوكرانيون فقط بل امتدت إلى دول أوروبية عديدة.. لماذا..؟!
رجال الاقتصاد أنفسهم يعزون السبب إلى الاتحاد الأوروبي الذي قام لتوحيد الإمكانات والموارد والثروات ثم إنشاء عملة موحدة هذه العملة التي ساهمت في إشعال نيران الأسعار نظرا لتعرضها للانخفاض بسبب الحرب الدائرة وقد بدأ الآن كلٌ من الفرنسيين والألمان يشكون من خضوع حياتهم "لليورو" الذي أصبح لا يساوي شيئا.
الفرنسيون على سبيل المثال يطالبون بعودة الفرنك الذي لم تشهد البلاد أيامه أي طفرة في الأسعار بل كانت السلع رخيصة وإيجارات المساكنمتهاودة ومرتبات العمال والموظفين تكفي احتياجاتهم وأكثر..
نفس الحكاية بالنسبة للألمان الذين يتحسرون على أيام "المارك" الذي كان يساوي نصف دولار أو أكثر أو أقل عكس الآن في زمن اليورو الذي يقارع الدولار صعودا وهبوطا.. يعني السلعة التي تباع بدولار تباع أيضا بيورو وبالتالي لم تعد العملة الأوروبية لها ثقلها أو حتى سمعتها..!
***
أما البريطانيون فحكايتهم حكاية فالبنك المركزي عندهم رفض رفع سعر الفائدة سواء على الإيداع أو القروض وبالتالي فشلوا في التصدي لارتفاع معدلات التضخم لترتفع بالتالي أسعار جميع السلع بلا استثناء سواء استهلاكية أو إنتاجية.
الأدهى والأمر أن رئيس الوزراء بوريس جونسون وقف أمام مقره في 10داوننج ستريت وسط العاصمة لندن معلنا فرض ضريبة جديدة على الدخل من أجل تغطية الخدمات الصحية فزاد اشتعال غضب الجماهير بل لم يكتف بذلك بل أكد أن هذه الأزمة المعيشية الاقتصادية سوف تستمر لمدة 15 شهرا قادمة.
***
ثم.. ثم.. نأتي للأمريكان الذين لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين عاما يشكون من ارتفاع أسعار الخبز والطعام والشراب أي الفاكهة والخضروات واللحوم وبديهي أن ينتهز الرئيس السابق ترامب الفرصة ويعقد مؤتمرات لأنصاره في الحزب الجمهوري ليهاجم بايدن ويتهمه بأنه السبب في كل ما يجري حيث لم يحسن إدارة الأمور في نفس الوقت الذي يبدي فيه الرئيس الحالي عدم تفاؤله بسبب سرعة تتابع الأحداث في أوروبا والتي تنعكس تلقائيا على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي.
***
انظروا إذن الفرق بيننا وبين جميع هؤلاء.. الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص دائما على احتواء الأزمات بالعلم وبالتخطيط واعتمادا على الثقة المتبادلة بينه وبين الجماهير وهي ثقة في محلها تماما.
يعني منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا والرئيس يعقد اجتماعات مستمرة ومتتالية لمتابعة آخر التطورات ويستدعي المعلومات شرقا وغربا ثم يعقد المقارنات ويدرس نتائج التحليلات مما سهل في النهاية إصدار القرارات التي هي في صالح الجماهير والتي استندت على كل تلك المقومات العملية والعلمية وحجم التلاحم المتبادل بين القيادة والجماهير
فجاءت النتائج والحمد لله إيجابية ومعبرة عن مصالح الأغلبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الفقراء قد يكون لهم عذرهم في الشكوى من ارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم على اقتناء بعض الأشياء إما بصفة مؤقتة أو دائمة.
لكن إذا كان ذلك كذلك فما حجة الأثرياء الذين يملأون الدنيا صياحا بأن أحوالهم تعثرت وأنهم يجدون صعوبات في الحصول على الدولار من البنوك أو من غيرها..؟!
أقول لهؤلاء: ماذا تريدون من البلد الذي منحكم كل ما تمنيتموه وأكثر..؟
فتح أمامكم فرص استثمار أموالكم كما يحلو لكم وقرر إعفاءات ضريبية جمركية وحوافز تصديرية.. ليس هذا فحسب بل وفر لكم الأمن والأمان وأنتم تقيمون حفلاتكم الساهرة على شواطئ الساحل الشمالي من أول مارينا وحتى غزالة دون قيود أو حتى ضوابط أو روابط..
يا سادة المفترض أنكم في مثل تلك الظروف تساندون الدولة والحكومة ولا تسيرون في ركب الضالين المكذبين من أتباع جماعة الإخوان الإرهابية وأذيالهم وفلولهم.
و..و.. ولعل الرسالة تكون قد وصلت.
***
والآن اسمحوا لي أن أنتقل بكم من أجواء السياسة والاقتصاد "العامة"إلى ما يشبه مثيلتها "الخاصة"..!
فشئون الاقتصاد كما تسيطر على الجماعة فإنها أيضا تمتد بآثارها إلى الفرد.. أقول ذلك بمناسبة رجل ذي شأن عالٍ أو كان كذلك يوما ما.. إنه"خالد بانيدا" وزير المالية في أفغانستان حتى شهر أغسطس الماضي وقبل أن تسقط البلاد في براثن جماعة طالبان.
لقد استشعر الرجل أن حياته وحياة أسرته في خطر فهرب إلى ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية دون أن يكون لديه مورد مالي يعينه على العيش هناك مما اضطره للعمل "سائق سيارة أوبر" حتى يستطيع تدبير ألف دولار شهريا للإنفاق على زوجته وأولاده الأربعة حسب قوله شخصيا..!
الرجل يقف أمام بيته المتواضع ويخاطب المارين مثل الذي فقد عقله ويقول لهم صائحا:
أنا الذي كنت أتحكم في ميزانية قيمتها 6 مليارات دولار لا أستطيع أن أتصور أن ينتهي بي الحال إلى هذا الوضع.
وأنا أقول لمعالي الوزير السابق الذي لا أعرفه بالطبع ولا يعرفني:
هذه هي الحياة.. يا أخي يوم لك ويوم عليك.. والدنيا دوارة والرجل الصامد عليه أن يتحمل سلبياتها مثلما عاش من قبل إيجابياتها بكل ميزاتها وخصائصها وبسماتها وصولجانها..!
***
أيضا ليس مستساغا ألا يتضمن هذا التقرير تلك الحرب الضروس الجارية الآن بين الروس والأوكرانيين.. بعيدا عن العمليات القتالية والكر والفر وهدم البيوت بالصواريخ فإني أتوقف أمام أمرين أساسيين:
الأول: قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعزل اثنين من كبار رجالالاستخبارات الروسية واعتقالهمالأنهما قدما له معلومات غير دقيقة بالنسبة للحرب ضد أوكرانيا مما أدى إلى تأخر الاستيلاء عليها حتى الآن.
الثاني: هجوم الرئيس الأوكراني على إسرائيل هجوما ضاريا من خلال لقائه الافتراضي مع أعضاء الكنيست الذين لم يعجبهم كلامه بسبب اتهامه لحكومتهم بعدم اتخاذ موقف حاسم ضد روسيا رغم أنها تقوم بمثل ما قام به النازيون الألمان فيما يخص بالمحرقة الشهيرة.. مع أنه حاول مرارا مداعبة مشاعرهم بتذكيرهم أنه وهم من ديانة واحدة..!
المهم.. لقد انقلب الإسرائيليون عليه وبدلا من أن يكسب ودهم "شتموه" وهددوه بعدم التعامل معه بعد ذلك.
بصراحة هاتان واقعتان أردت أن أسوقهما إليكم لتأكدي أن متابعي عمليات القتال لن يتوقفوا أمامهما..!
***
أخيرا.. هذه الحرب الدائرة في اليمن والتي طال أمدها لابد من إيجاد حل لها.
لكن أنى يتحقق ذلك بينما الحوثيون المتطرفون يلقون تعاطفا من جانب المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ثم مساندة وتأييدا ودعما من إيران..؟!
أمس.. أكدت المملكة السعودية للمرة العاشرة أن هذا الموقف من جانب إيران يزيد الأزمة تعقيدا يوما بعد يوم..
نعم.. هذا معروف وتؤكده الأسانيد والتجارب والأحداث المتلاحقة لكن للأسف حتى الآن المشكلة لا تتحرك خطوة واحدة للأمام بل ربما تتراجع للخلف.. وتظل على نفس هذا الوضعإلى أن يشاء الله ويقضي أمرا كان مفعولا..
***
أخيرا.. خمسة رياضة..
غدا لقاء المنتخب القومي المصري مع منتخب السنغال ضمن المباريات النهائية لتصفيات كأس العالم.. مدرب المنتخب يبدو واثقا من نفسه وهذا شيء طيب وجميل..!
لكن لماذا هذه "المنظرة" وذلك الاستفزاز بتصريحات بعزل أعضاء الفريق ومنع الاقتراب منهم وكل يوم حكاية عن محمد صلاح وقائعها عكس أحداثها وكأن هذا الأسلوب هو الذي سيجلب الفوز على السنغاليين..؟!
في جميع الأحوال أقول لهم: ليس لكم عذر فالإمكانات كلها متوافرة والأرض أرضكم والجماهير جماهيركم.. فماذا تريدون أكثر من ذلك..؟!
***
و..و..وشكرا