سمير رجب يكتب بلا حساسيات بجريدة الشورى بتاريخ 25 يناير 2017

بتاريخ: 25 يناير 2017
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

نذالة أمريكية
لعل من أهم المشاهد التى شدت الانتباه قبل وأثناء وبعد تنصيب دونالد ترامب كرئيىس جديد لامريكا مشهد قرينته وهى تخطو نحو عتبات البيت الأبيض وفى يدها علبة متوسطة الحجم تبدو وكأنها هدية 
وقفت السيدة الأولى القادمة لتقدم العلبة لميتشيل أوباما قرينة الرئيىس الذى تنتهى ولايته بعد ساعات قليلة والتى لم تعرف بدورها كيف تتصرف وأخذت تتلفت يمينا وشمالا حتى أنقذها زوجها والتقط منها العلبة ليقع هو الآخر فى نفس المطب وفى النهاية لم يجد أمامه سوى أحد جنود الحراسة ليسلم له العلبة ويمضى سريعا
واضح أن الامريكان باعوا رئيىسهم الاسود منذ اللحظات الأولى لتنصيب الرئيىس الأبيض الجديد حيث اختفى معاونوه وأعضاء سكرتيريته وموظفو البيت الأبيض الذين يعدون بالآلاف والذين غادروه صاغرين ليحل محلهم المنتصرون الجدد
تصوروا لو أن أوباما قد استمر فى موقعه الرئاسى هل كان يمكن أن يحدث ماحدث ؟ ؟
انا شخصيا أشك فقد زرت البيت الأبيض مرات عديدة ورأيت كيف يعامل الرئيىس من جانب كل المتواجدين بداخله والذين يكادون أن يرفعوه فوق الرئووس
  دنيا 
حقا سبحان مالك الملك الذى يؤتى الملك لمن بشاء وينزع الملك ممن يشاء بيده الأمر وهو على كل شيء قدير

المهم لا أحد يعرف مصير العلبة اللغز حتى الآن هل تسلمتها ميتشيل أوباما ام عادت ثانية الى من جاءت بها 
عموما صور النذالة لم تقتصر فقط على هذا المشهد لكن كل ماقاله دونالد ترامب الرئيىس الجديد عكس الى أى مدى حرص على أن يمحو كل انجازات سابقيه حيث أعلن على الملأ ان حالة التعليم متدهورة والرعاية الصحية وصلت الى أدنى مستوياتها والمصانع أغلقت أبوابها كما اختفى أبناء الطبقة المتوسطة وتحولوا الى فقراء معدمين 
كان ترامب يردد هذا الكلام بينما باراك اوباما يرقب ويتعجب وكأنه يتساءل بينه وبين نفسه هل هذا الرجل يتحدث عن دولة ظل يحكمها طيلة ثمانى سنوات كاملة أم يقصد دولة أخرى
ومع ذلك كله لايمكن الحكم حاليا على سياسة ترامب فالرجل مازال يخطو أولى خطواته نحو حكم أكبر وأغنى وأقوى دولة فى العالم كما انه نفسه الذى أعلن تصريحات نارية خلال حملته الانتخابية فهل ستحكمه تلك التصريحات أم سيضطر مجبرا على تغييرها ؟؟
يعنى هل سيغلق أبواب أمريكا على نفسه وهل سيدير المكتب البيضاوى بفكر الملياردير الذى يلعب بالدولارات يمينا ويسارا 
أيضا هل سيساند اسرائيلل حتى النهاية ضاربا عرض الحائط بمشروع الدولتين الذى تحمس له اوباما وفشل فى تحقيقه؟؟!!!
فى النهاية تبقى كلمة 
يحسب للرجل مبادرته السريعة بدعوة الرئيىس السيسى لزيارة واشنطن للتشاور والتنسيق بينهما مما ينم عن نوايا طيبة تجاه مصر عكس أوباما لاسامحه الله الذى تدخل تدخلا سافرا ومشينا فى امورنا حيث اشترى أصحاب النفوس الوضيعة بأرخص الأسعار وشجع الاخوان المسلمين على أن يعبثوا فى أرضنا فسادا الا أن الله سبحانه وتعالى لم يمهله ولم يمهلهم فذهبوا جميعا أدراج الرياح