كفى مزايدات على ماريو وأندرو!!
ليست مجاملة للحكومة.. لكنه إقرار واقع.. فقد نجحت -والحق يقال- فى إغلاق باب كان يمكن أن تنفذ من خلاله رياح لم نعد نطيقها أو نتقبلها وذلك من خلال القرار الذى أصدره وزير التعليم بنقل الشقيقين «ماريو واندرو» إلى الفرقة التالية بمدرسة ليسيه الحرية بالإسكندرية بعيدا عن الخلافات التى شبت بين الأب الذى أعلن إسلامه.. والأم التى مازالت تدين بالمسيحية إلى أن يقول القضاء كلمته.. أو يعود الوئام بين الوالدين بصورة أو بأخرى.. علما بأن التلميذين كانا قد رفضا أداء الامتحان فى مادة التربية الدينية الإسلامية.. وبالتالى اعتبرا راسبين..!
* * *
الآن.. لماذا يصر البعض على المتاجرة بقضية ماريو وأندرو رغم هذا التصرف «العاقل» من جانب الحكومة..؟؟
مثلا.. يقولون إن البابا شنودة اتصل بمكتبه من أمريكا وطلب من «الأنبا ارميا» الذى يقوم بأعماله موافاته بصورة من قرار وزير التعليم..!
وأنا شخصيا مع تقديرى لفرط حرص البابا على مصالح رعاياه.. لكن مدام الموضوع قد انتهى.. فلماذا يشغل باله وهو فى مثل تلك الظروف..؟!
إن الأزمة التى نشأت.. ليست الحكومة مسئولة عنها، ولا الكنيسة، ولا الأزهر.. بل إنها أسرية بحتة.. بين زوج وزوجة وقد اختار أحدهما طريق الانفصال.. فلماذا تحويل الفرعيات إلى عموميات..؟؟
طبعا.. الوضع كان يمكن أن يختلف..لو أن شبهة إجبار أو إكراه قد بدت.. أو ألقت بظلالها.. بل كافة الشواهد تؤكد أن الرجل ذهب حيثما أراد.. وأيضا حينما امتنع الصبيان عن أداء الامتحان.. لم يطاردهما أحد.. ولم تفرض عليهما المدرسة.. موقفا بعينه..!
* * *
ثم .. ثم.. لماذا تكرار عمليات الإثارة والتهييج من جديد.. بعد أن أيقنت كل الأطراف أن الحل قد جاء حاسما وقاطعا..؟؟
ولعلى أقصد هنا.. تلك المنظمات والاتحادات التى نصبت نفسها حامية لحقوق الإنسان بينما هى التى تتفنن أصلا فى إشعال نار الخلافات.. فقد انبرت إحداها تقول إن مشكلة ماريو وأندرو مازالت معلقة أمام القضاء.. أى لم تنته بعد..!
والسؤال:
ما المطلوب إذن..؟؟
أليس القانون هو الذى ينظم العلاقات بين الناس سواء أكانوا أقباطا أم مسلمين..؟؟
ثم.. ثم.. ما دخل ماريو وأندرو.. بالإخوان المسلمين وبملاحقة قياداتهم أو مطاردتهم..؟؟
إن «خلط الأوراق» لعبة عفا عليها الزمان.. لكن حذار.. وحذار.. من أن تتحول اللعبة إلى مباراة قمار تنتهى بخسائر فادحة للمشاركين وغير المشاركين.