*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*بعد 48 ساعة المصريون يستقبلون شهر رمضان بالأمان والاطمئنان والتفاؤل
*الرئيس قال وأكد.. والجماهير تتعهد.. وتتخلى عن سلوكيات الماضي
*مادامت السلع متوفرة وبأسعار معقولة لماذا "التكالب"؟!
*أغلى فئة عندنا" ما يلقونه"غدا".. شكل تاني.. صرف المعاش وزيادته لأول مرة يوم الجمعة
*"تغيير أسباب التدهور" عبارة عميقة المعنى متعددة المفاهيم
*نعم وألف نعم.. التحديات التي تواجهها الدولة.. تزيد من قوتها
*يكاد الرئيس هو الذي يواجه الحقيقة بالنسبة للرعاية الصحية
*مضاعفة المستشفيات.. زيادة الخدمات وتلافي أي سلبيات
*مصر لا ترفع أياديها عن قضية في ظل اهتمامها بأخرى محلية أو إقليمية أو عالمية!
*بعد شفائي من الوعكةالصحية
*د. عوض تاج الدين يطمئنكم .. ليست فيروسا
* لعبوا أم لم يلعبوا العبرة بالنتائج النهائية
الرئيس عبد الفتاح السيسي يقول كثيرا ويؤكد دوما أن السلع متوفرة وبأسعار متهاودة وبالتالي ليس هناك أية مبررات للتكالب عليها أو تخزينها بكميات كبيرة مما يؤدي إلى فسادها أو تلفها.
الناس على الجانب المقابل يثقون فيما يقوله الرئيس وما يفعله ثقة بالغة الحدود مما ينبئ بحق أن المشاكل تتراجع بل في طريقها إلى الانزواء تماما عكس السنوات والشهور السابقة.
هنا اسمحوا لي بوقفة ضرورية ومهمة وأساسية:
أليس كان ممكنا –لا قدر الله- أن تتعرض بلادنا لما يتعرض له شعب أوكرانيا الذي كان حتى شهر فائت يعيش حياة هادئة وادعة ليس هناك ما يعكر صفو حياة أبنائه وبناته وفجأة انقلبت الوداعة إلى خناقات وضرب وسحل وتحولت الحياة الأسرية الهانئة إلى ما عبرت عنه السينما المصرية يوما من خلال فيلم درامي اسمه "كراكون في الشارع" .. بالفعل الأوكرانيون يبيتون الآن على الأرصفة وداخل جراجات السيارات وكأنهم لم يكونوا يملكون يوما سريرا أو مقعدا وثيرا أو لحافا أو بطانية.
وهكذا أعود لأدعوكم لتكرار حمدنا وشكرنا لله سبحانه وتعالى الذي وهب لنا رجلا استطاع أن يقيم في وطننا حكما تحميه سياجات قوية ومتينة منعت سقوطنا في المياه الآسنة فأصبحنا أناسا لهم قدرهم ومقدارهم وعزتهم وكرامتهم.
وما يشد الانتباه أن الهوة بين الطبقات لم تعد سحيقة كما كان الحال من قبل بل إنها هوة تحتوي على فوارق شبه طبيعية ومع ذلك تسعى الحكومة لإنهائها أو التقريب من إنهائها.
مثلا ربما لأول مرة يتم صرف المعاشات يوم الجمعة وهو يوم عطلة رسمية بطبيعة الحال لكن ليس مستساغا أبدا أن يأتي هذا اليوم على أعز وأحب أناس إلينا وهم عاجزون عن الحصول على احتياجاتهم لاسيما وأن يوم الجمعة غدا تصادف أنه اليوم الذي يسبق أول شهر رمضان الذي أسماه المصريون يوم "الرفرافة" وترجع التسمية إلى أنهم تعودوا على قيام كل أسرة بذبح البط أو الدجاج أو الديك الرومي أو الأوز احتفالا بقدوم الشهر الكريم..
وهكذا يأتي اليوم هذا العام وآباؤنا وأجدادنا لا يعتريهم أي شعور بالقلق أو بأي فارق بينهم وبين باقي الأهل والأحباب بمن فيهم الأبناء والبنات.
***
وغني عن البيان أن الرئيس السيسي اشتهر بصراحته ومواجهته الحقيقة دون مجاملة أو تزويق وبالتالي عندما يقول إنه لابد من تغيير أسباب التدهور فهو يهدف بكل المقاييس إلى أن يوجد واقعا جديدا قائما على العدل والمساواة واحترام الحقوق.
دعونا نعترف بأن الأحوال في مصر كانت قد تدهورت بالفعل على مدى سنوات عديدة متصلة..
والعلم يقول والمنطق يؤكد أن هذا التدهور يستلزم الوقوف على أشكاله ومظاهره ثم التوجه إلى اقتلاع جذوره المتضمنة أسبابه المباشرة وغير المباشرة.
ولا ينكر أي ذي عينين أن الرئيس السيسي حرص على مدى السنوات السبع الماضية أن يقتحم غابات الشوك وسحابات الضباب الكثيفة دون خوف أو وجل أو ما إذا كان هذا الذي يفعله سوف يؤثر في شعبيته زيادة أو نقصانا فجل همه الانتقال بالبلد من مرحلة إلى مرحلة أكثر إضاءة وتقدما وازدهارا وهذا ما يحدث بالفعل.
***
وينتقل الرئيس السيسي بسياسته الواضحة والثابتة من مرحلة التشخيص إلى مرحلة العلاج ثم إلى مرحلة المواجهة التي تحول دون تعداد الأخطاء لذا نجده يكرر ويكرر أن التحديات التي تواجهها الدولة وتعمل على تلافيها إنما تزيدها قوة وصلابة وتجعل شعبها متحليا بإرادة صلبة وعزم لا يهتز ولا يهن ولا يضعف.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فبالرغم من أن الرئيس يحسب له قدرته وقدرة حكمه على القضاء على فيروس سي قضاء مبرما في مصر وعلى القيام بعدة مبادرات صحية كانت قد أغفلتها نظم سابقة مثل إخراج منظومة التأمين الصحي إلى حيز التنفيذ ومائة مليون صحة وتوفير حياة كريمة بمختلف أدواتها وأشكالها للمواطنين في شتى أرجاء الوطن.
أيضا مبادرة "نور حياة" التي تستهدف مكافحة والعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار ثم.. ثم إلغاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية..
ومع ذلك كله يأتي الرئيس ليقول صراحة إن الدولة تحتاج إلى مضاعفة عدد المستشفيات لتقديم خدمة صحية متكاملة تلك دلالات ولا شك على أن الشعب المصري رغم أنه حقق الكثير خلال السنوات القليلة الماضية فإن أمامه الكثير أيضا الذي يسعى لتحقيقه في ظل رئيس لا يعترف بالحلول المؤقتة أو المسكنة ولا الشعارات النظرية والكلمات الهلامية.
***
ثم..ثم.. ألم تضرب مصر القدوة والمثل في التعامل مع الفيروس اللعين المسمى"كورونا"..؟
لقد هزمناه والحمد لله شر هزيمة وها هو ذا قد انسحب مدحورا مخذولا.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فاني أريد التوضيح أن الوعكة الصحية التي ألمت بي منذ عدة أيام ليست فيروسا ولا ميكروبا ولا شيئا من هذا القبيل..
د.محمد عوض تاج الدين الطبيب والعالِم والصديق المخلص والذي لازمني منذ البداية كما أوضحت في مقالات سابقة حتى تم شفائي والحمد لله يرجوكم جميعا المحافظة على أجسادكم وقلوبكم وصدوركم.. كم من نزلات البرد القاسية التي تضعف مناعة الإنسان وتمكن أي فيروس أو ميكروب من هزيمته ليظل قعيد الفراش أياما وأياما.
د.عوض وله الشكر كل الشكر يقدم نصائحه الطبية بصفة مستمرة ودون مقابل لأنه من خير من أنجبتهم هذه الأمة فخالص الشكر والتقدير له.
***
ودعوني وأنا أقترب من نهاية هذا التقرير أن أعود لأذكركم بأن مصر عندما تتصدى لقضية جوهرية أو حيوية أو حتى هامشية فإن هذا الإقدام لا يأتي على حساب قضايا أخرى وضعتها في اعتبارها وعاهدت نفسها على المشاركة في حلها..
وها هي تلك المعركة حامية الوطيس الدائرة بين روسيا وأوكرانيا في شرق أوروبا أي في منطقة بعيدة عنا لكن مصر تتدخل لتصلح وتصالح وتخفف من لوعة المصابين والجرحى والعرايا والمشردين في نفس الوقت الذي لم "تنحي" فيه القضية الفلسطينية التي تعتبرها القضية المصيرية الأولى في الشرق الأوسط والدليل أن القاهرة أوفدت وزير خارجيتها سامح شكري للمشاركة في مؤتمر النقب السداسي الذي يضم كلا من أمريكا وإسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب..
ويمكن القول إن الوجود المصري قد رسخ معانيه ووسائله وغاياته وزير خارجيتنا الفاهم والواعي والمحيط بتفصيلات ودقائق الأمور حيث تحدث حديثا مقنعا وشجاعا وجريئا ويثير الاطمئنان لدى الفلسطينيين مؤكدا على سياسة مصر الثابتة التي تقوم على إنشاء الدولتين المستقلتين في الشرق الأوسط فهذا هو الأمل في عيش شعوب المنطقة في أمان واستقرار..
***
نعم نختلف أو نتفق لكن تبقى العبرة دائما بالنتائج.. شبه إجماع على إعادة تشكيل المنتخب وتغيير المدرب.. ومحمد صلاح بصراحة يلعب "ومزاجه" غير رائق..!
ما إن انتهت فعاليات المباراة بين المنتخب المصري ومنتخب السنغال في نهائيات الإعداد لكأس العالم حتى دارت المناقشات واحتدت ثم خفتت ثم اشتعلت نيرانها وطبيعي أن نختلف أو نتفق على أداء منتخبنا الذي كان سببا في إبعادنا عن المونديال الحلم وإلا لماذا كنا قد اشتركنا أصلا من أجل تحقيقه..؟
ويمكنني القول بعد الاستماع إلى آراء الكثيرين والكثيرين أن ثمة إجماعا على ضرورة إعادة تشكيل هذا المنتخب.
نعم ربما يكونون قد اجتهدوا وقد حاولوا وقد بذلوا المستحيل ليحصلوا على رضا الرأي العام لكن بصراحة يا سادة تلك إمكاناتهم ولن يستطيعوا أن يرفعوها درجة أو درجتين أكثر مما هي عليه وبالتالي الحل في إعادة تشكيل هذا المنتخب بمعنى أن يأتي منتخب جديد لاعبوه يتمتعون بمهارة جيدة ولديهم قدر كبير من الذكاء فضلا عن إيمانهم بأن ما يلعبونه إنما هي تسمى كرة القدم والتي تقبل المكسب والخسارة في اليوم الواحد مرات ومرات.
أيضا هذا المدرب واضح أنه شخص إما غير واعٍ بما يتخذه من قرارات في شأن تشكيل الفريق وكيفية توزيع أعضائه على أرض الملعب.. أو أنه –وليؤاخذني على ذلك- ليست لديه الخبرة الكافية في أعمال التدريب فتتوه منه الخيوط ويفاجأ وهو في خضم المعركة أنه حائر في بئر الحرمان..!
والغريب والغريب أنه إنسان تملك الغرور من قلبه وأصبح يتغنى صباحا ومساء بعدد المباريات التي كان له فضل تدريب لاعيبها والذي نقلهم من الظلام إلى النور.
وللعلم ذلك كله من وجهة نظري كلام مصاطب أما بالنسبة لمحمد صلاح أو مو صلاح أو الفرعون المصري وهو نجم النجوم ليس في ذلك شك ومجرد انتقاده من قريب أو من بعيد سيقلب على الناقد الدنيا بما فيها..!
ومع ذلك فإني كنت أتوقع ومعي الملايين في مصر وشتى أرجاء العالم أن يكون هو صانع النصر الأساسي أو ربما الوحيد في أية مباراة لمنتخب بلاده الوطني مع أي فريق آخر لكن ما استشعرته خلال تلك المباراة الأخيرة أنه غير متحمس وغير مقبل على "اللعب" وكأنه يؤدي مشهدا غير راضٍ عنه.. و..و.. عندما جاء دوره في ضربات الجزاء رأيته في حركته وفي ملامح وجهه لا يتمتع بالسكينة أو الهدوء فضلا عن أن مزاجه الشخصي "غير رائق" ونحن جميعا نعرف ماذا يعني المزاج الرائق وماذا يمكن أن ينطوي عليه المزاج غير الرائق..
أو بالإنجليزية التي يتباهى بإجادته لها " in no mood " .
عموما.. تلك رؤية كتبتها بعد انتهاء المباراة بدقائق معدودة ومن يوافق على ما ذهبت إليه فأهلا به صديقا عزيزا وزميلا متمرسا أما من يرفض ويتبرم ويشيط ويغضب فهذا شأنه وحده وبالفعل كفاية عليه الإطراء على مدى الأربع السنوات الماضية.
***
و..و..وشكرا