مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 06 أبريل 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*بدون حذف.. أو تقطيع.. أو استبعاد

الأجود.. يطرد البالي والمتنطع! 

*الدراما الوطنية.. تقدمتوتميزت لماذا؟

*جيل كامل أوهمنا أن التركيز على السلبيات هو الحل!

*ثم..ثم.. تأكد الآن أن البلد زاخرة بالإيجابيات والمجتهدين والعباقرة..و..و

*مع احترامنا لـ"مخرج الروائع"

كانت كل أعماله الدرامية قائمة على المفاجآت غير المتوقعة!

*الآن ونحن نتابع مسلسل الاختيار3 

لم نستشعر أن هناك ما يخل بالعمل الدرامي المثير.. والمشوقوالواقعي

*من حق الرئيس السيسي أن يطمئن ويوقن:

الوعي لدى المصريين يتعمق و.. ويصمد ويقاوم.. وينتصر

*خمسة فن.. النقيب وإعلان الوفيات

لك الله يا شعب مصر.. تحملت وناضلت.. وكافحت وحاربت ونحت "التماثيل" والأهرامات .. وأقمت وديانا رائعة الجمال للملكات والملوك .. 

وها أنت الآن تسابق الزمن والجميع في الشرق والغرب يتابعون جهودك بإبهار ويتمنون اللحاق بك لكن واضح  أن الأمور ليست من السهولة بمكان .. ومع ذلك كله فقد كان الوعي لدى المصريين حتى سنوات قليلة مضت إما مشوها أو مشوشا أو متجها إلى مناحٍ أخرى.. أو سهل الخضوع للابتزاز أو الميزات المادية والمعنوية.

وللأسف كان القوم بصفة عامة يبدون وكأنهم إما غير واعين أو لا مبالين أو أن اهتماماتهم يشكلها أناس إما غرباء عنهم أو منهم ولكن مصالحهم الذاتية فوق جميع الاعتبارات.

*** 

ودعونا نأخذ مثلا بالدراما التي أؤكد أن الغالبية العظمى من الناس لا تفهم ماهيتها أو معناها أو القصد منها لكن يسيرون وفقا للعقل الجمعي "هي دي الدراما يا أستاذ".. لازم نضخم الأحداث ولابد من التركيز على السلبيات وإلا لا تكون دراما!

" ياسلام عليك وعلى ذكائك"..!

التعريف العلمي للدراما يقول إنها تركيبة من الشعر أو النثر يهدف إلى تصوير الوقائع أو الأحداث وفقا للصراعات الشخصية والعواطف الذاتية.. 

يعني لابد من وجود صراعات وعواطف ولكن ليس في كل ظرف أو مناسبة أو كل أزمة.. أو.. أو كل كارثة..!

وإذا أخذنا الاتجاه السائد واتفقنا على أن الدراما الكوميدية على سبيل المثال تحتاج إلى مؤلفين ساخرين يتمتعون بمواهب غير مسبوقة وملكات لا ينازعهم فيها منازع لذلك فقد ظهر هذا النوع من الدراما في نهاية الستينيات واستمر حتى نهاية السبعينيات لكنه اندثر بعد ذلك نظرا لانحسار أو تراجع أو موت المتخصصين في هذا المجال.. 

ودعونا نتجه إلى "الميلودراما" والتي تعتمد على التلاعب بالعواطف والأحاسيس التي تثير تعاطف الجماهير أو تعايش أحزانهم وتشاركهم بكاءهم ودموعهم ليخرج "المتلقي"  في النهاية وكأنه قد تم ضربه خمسين علقة ساخنة لا يستطيع الطبيب التعرف على أسبابها مباشرة أو صورة واضحة!

أما الدراما المأساوية فهي ما برع فيه المنتجون والمخرجون المصريون لا لشيء إلا لأنهم ركزوا جل همهم على المشاكل الصارخة والأزمات العاتية المتكررة وعلى نوع صارخ من الإجرام الجنسي اسمه "زنا المحارم" الذي انتشر فعلا بين سكان العشوائيات والقبور الذين باتوا يمثلون ما يشبه الظاهرة للأسف خلال حقبات زمنية معينة..!

*** 

هنا..  عكف القائد الجديد للجمهورية الجديدة على التأمل والبحث والعودة  إلى الماضي بكل ما يحمله من أنات وأوجاع وهموم الوطن والمواطنين ثم مقارنتها بالحاضر القائم والمستقبل الذي يتمنى هو شخصيا أن يكون مضيئا زاهرا.. مليئا بالمفاجآت الحلوة وليست الرديئة.

ولأن مصر والحمد لله لم تجدب بعد بل ولن تجدب فقد تقدم على الفور ما يمكن أن نسميهم "بالدراميين الوطنيين" الذين أرادوا أن يمحوا من أذهان الناس قناعات سابقة تقول إن الكوارث هي التي تحرك الأحداث.

بالعكس الإنجازات وتحمل المسئوليات والشجاعة والإيثار والتضحيات هي التي تحتل في فكرهم الإبداعي الرصيد الأكبر.. وهكذا تولدت لدينا أهم وأضخم وأعم وأشمل هي الدراما الوطنية وإن كنا نرى أننا مازلنا في أول المشوار في هذا المجال.

ومع ذلك يكفي أن نعرف أن المواطن المصري باختلاف انتماءاته وتوجهاته ومذاهبه وجنسه أيقن بما لا يدع مجالا للشك أنه تعرض على مدى عقود وعقود لأشكال من الخداع والتزييف بل وغسل العقل أدت به هو نفسه إلى ضرورة إحداث تغيير شامل يصحح تلك العواريات القائمة التي مازالت تلقي بظلالها المخجلة.

وبالفعل يمكن القول إن الثورة على دراما الإسفاف والتشويه والتلاعب بكرامة الإنسان لاسيما ما يمس عرضه وشخصه بل وحتى أمه وأباه قد نجحت بالفعل في تحقيق بعض أهدافها ولا أقول كل أهدافها.

*** 

في النهاية تبقى كلمة :

وهكذا نصل إلى نتيجة واضحة تقول إن الله سبحانه وتعالى أوصى عباده بأن يميزوا بين الغث والسمين .. أي بين الخير والبركة والبسمة الرائقة الصافية وبين الجفاف والتقشف والتكشيرة التي ترتسم على شفاه العابسين والغاضبين والمتشائمين وأيضا لم تغفل المبدأ الاقتصادي الذي أكده جميع خبراء وأساتذة الاقتصاد على مستوى العالم والذي يقول: البضاعة الجيدة تطرد البضاعة الرديئة..

واستلهاما من هذين المبدأين العظيمين نقر بأن الفن الراقي يزيح من طريقه ما أسمي تجاوزا الفن الهابط الرخيص.. ينطبق ذلك على الدراما وعلى الموسيقى وعلى التمثيل الكوميدي وعلى أغاني المهرجانات والتي هي بدون مجاملة أغاني الحارات والأزقة والشوارع والتي جاءت أغاني تيترات المسلسلات الجديدة لتجبرها على الانصراف خائبة ذليلة.

ولعلني لا أريد أن أختم هذا المقال دون التعرض بشيء من التفصيل لمخرج الروائع وأعني به حسن الإمام حسب شهرته على مدى أربعة عقود وأكثر وتقريبا منذ نهاية الأربعينيات وحتى نهاية الثمانينيات وخلال تلك الفترة أخرج ما يقرب من مائتي فيلم أشهرها ملائكة في جهنم والستات عفاريت وظلموني الناس وحكم القوي وغيرها وجميعها تتسم كما أشرت آنفا بالمفاجآت الإنسانية غير المتوقعة  مما جعل ذاكرة المصريين تتخلى عنها مع كل خطوة تخطوها مسلسلات وتمثيليات وأفلام التقدم والازدهار والمشروعات العملاقة وعدم تضييع الوقت فيما لا يفيد..

*** 

فعلا كنا في حاجة وما زلنا إلى كيان قوي يدار إدارة حاسمة وتربطه بباقي الكيانات أو المؤسسات أو الشركات علاقات يسيطر فيها الإيثار على الأثرةوإنكار الذات على حب الظهور والفرفشة.

لذا يبدو أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يعد يرضى بنشاط ومهام ونتائج أجهزة إدارة الأزمات في ظل ذلك النظام الذي يطبقونه والذي نتج عنه سقوط عشرات القتلى والمصابين صباحا ومساء ليزيدوا من رصيد "نزيف الأسفلت" مع طلعة كل صباح ورحيل كل شمس.

طبعا أنا لا أعرف من ستضم هذه الهيئة الوطنية الجديدة لكن اسمها واضح وينم عن التشكيل الذي جاء ليضم كل أجهزة الدولة مما يسهل سرعة إصدار القرار وسرعة تنفيذه وأيضا متابعته المتابعة الدقيقة.

واضح أن حكاية الكشف على المخدرات لم تجدِ نفعا مؤثرا ولا الكشف الطبي المباشر أو غير المباشر.

لذا.. كم أتمنى أن تتعامل الهيئة الوطنية الجديدة مع الأزمات بفكر غير الفكر وحماس زائد ..و..ومسئولية ناضجة محددة البنود والأرقام والأشكال.

*** 

خمسة فن..

غني عن البيان أن فيروس كورونا ومخلفات حرب روسيا وأوكرانيا تسببت في وفاة ملايين على سطحالكرة الأرضية ومن هؤلاء ولا شك مصريون غادروا الحياة دون أن نعرف شيئا عنهم إلا من خلال تصريح مقتضب أدلى به "نقيب الفنانين"  معلنا موعد الجنازة واقتصار العزاء على المشاركة فيها..!

عشرات من الممثلين والممثلات صدر بشأنهم هذه الكلمات الحزينة لتعود دائرة الآلام والأوجاع إلى التحرك ببطء وإيلام..!

بس خلاص..!

*** 

و..و..وشكرا