مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 21 أبريل 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*حقا.. وما تشاءون إلا أن يشاء الله.. عشتِ يا مصر

*إرادة الخالق.. أعياد مشتركة للمسيحيين والمسلمين خلال شهر رمضان.. والجميع سعداء ومبسوطون

*الشهر الكريم على وشك الانصراف ودون حدوث أزمة معيشية واحدة

*وها هو البنك الدولي يشهد.. معدل نمو 5,9 % لم يأت من فراغ

*والفقراء والعاملون المؤقتون.. والمسنون كلهم يجدون الرعاية والعناية

*وهكذا تعامل الرئيس السيسي مع توشكي..  وزيارته يوم حصاد القمح تحوي معاني كثيرة ودلائل أكثر

المصريون مؤمنون منذ أن خلق الله الأرض وما عليها بأن عينه سبحانه وتعالى ترعاهم ويده الحانية تلفهموتحميهم وتدافع عنهم إذا لزم الأمر.

لذا.. كم من أزمات تعرض لها العالم بينما مصر تقف ثابتة واثقة في موقعها.

وكم من حروب أفقدت شعوبا هويتها لكن يبقى الشعب المصري دائما محافظا على هويته وعلى اسمه وعلى سمعته.

وأيضا.. كم من أوبئة لم تفرق بين صغير وكبير أو بين متعاطي اللقاح وبين رافضين انتهت بسقوط ملايين الموتى والجرحى سواء بسواء بينما مصر ترقب وترصد وتصبر حتى تزول الغمة ليعيش شعبها ليلا نهارا حامدا الله سبحانه وتعالى وشاكرا لطفه وحبه لكل فرد من أفراده.

*** 

بديهي نحن لا نقول هذا الكلام من فراغ بل نتيجة تجارب آلاف السنين منذ عهد خوفو ومنقرع وحتى عصر عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص..

وتأكيدا وتوثيقا لكل تلك الحقائق لابد أن نقف ونحن في تلك الأيام .. لابد أن نسجد ونشكر رافعين أكفنا للسماء ونحن نمعن التأمل في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:" وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين".. أي أن إرادة الله فوق كل اعتبار ومشيئته نافذة يستحيل أن يعارضها كائن من كان أو يمانعهامخلوق ضعف أو اشتد عوده.

وقد شاءت هذه الإرادة أن يقيِّضالمالك البارئ واحدا من أبناء مصر ليتولى زمام أمرها في وقت كادتتعصف بها الرياح العنيفة.. أو يقضي على وداعتها وهدوء حصونها قلة خلعت براقع الحياء وأردية الأخلاق.. 

ثم..ثم.. أراد الله سبحانه وتعالى أن يثبت بذور الخير في شتى ربوع مصر العزيزة وأن يدعوا أبناءها ليعيشوا في إيثار ومحبة وتضحيات مقدما من الظواهر ولوحات الخير والجمال ما يجعلهم يزدادون إيمانا فوق إيمان..

مثلا نحن الآن في شهر إبريلالميلادي الذي يعادله شهر رمضان الهجري والاثنان اللذان كونا قيمة واحدة  يخضعان لرغبة الحق المبين حيث إن أولهما جاء في موعده تماما باعتباره شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن وعبادة الرحمن في نفس الوقت الذي يسابق فيه عيد القيامة المجيد ليأخذ مكانه على طريق الحق..وواضح أن الله سبحانه وتعالى استجاب الدعاء حيث احتفل كلٌمن المسيحيين والمسلمين بنفس العيد ألا وهو عيد الميلاد وهم جميعا مطمئنون واثقون ومقتنعونبأن مصر لم يحدث أن ضاعت منها نقطة واحدة لأن هيئتها الحاكمة كل منها تتوفر لديه خبرةواسعة وعلم أوسع وانتماء لا يدانيه انتماء في هذا العالم.

ثم..ثم.. يصل الرضا الإلهي درجة عالية جديدة بحلول عيد شم النسيم الذي هو عيد المصريين جميعا منذ عهد الفراعنة ليضفي على حياتهم أنواعا متميزة من البهجة والصفاء والنقاء..

مثلا.. من هنا يصطف المصريون في خطوط متوازية وهم جميعا يودعون شهر رمضان المبارك بكل الإعزاز والتقدير والرغبة الصادقة في بلوغه سنوات وسنوات.. 

وبصراحة لديهم الحق  كل الحق-ففي الوقت الذي تعاني فيه شعوب أوروبا وأمريكا وآسيا من انهيار اقتصادي بسبب فيروس كورونا وأيضا نتيجة تداعيات الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.. أقول في الوقت الذي تعاني فيه شعوب الدنيا من أزمات فائقة فقد أمضى المصريون شهر رمضان دون أدنى مشكلة تتعلق بغذائهم أو شرابهم أو مسكنهم أو ملبسهم.

الأسعار متهاودة والسلع متوفرة وأيادي الانتماء تحوط  أجساد الفقراء في محبة وعز وشهامة وجدعنة..

من هنا.. فالسؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

ولماذا مصر..؟!

هل فوق رءوس مواطنيها "ريشة" أو آلاف الريش كما يقول مثلنا الشعبي..؟!

والإجابة العملية والمنطقية:

لا يا سادة.. السبب أو الأسباب ترجع إلى أن مصر تعاملت مع الأمر الواقع ومع السلبيات والعواريات بالعلم والتحليل والمقارنة وعقد الندوات والمؤتمرات فجاءت النتائج تحمل كل لافتات ودلائل.. الرضا والقبول والنجاح..

*** 

على الجانب المقابل لم يشأ البنكالدولي للإنشاء والتعمير وسميهصندوق النقد يقفان موقفا سلبيا في هذه المرحلة أو يكتفيان بمجرد الفرجة بل سرعان ما أعلن كل منهما جهارا نهارا أن الاقتصاد المصري يحقق نموا بين كل يوم ويوم يفوق التوقعات بل يتجاوز الغالبية العظمى من اقتصادات العالم..

وأرجع كل من البنك والصندوق ذلك الإنجاز إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي طبقته مصر بكل حرفية وشجاعة وصبر شعبي يلقي التقدير والاحترام..

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن ما اتخذته مصر من إجراءات لمواجهة الآثار السلبية للإصلاح الاقتصادي كانت ومازالت مثار إعجاب كافة المؤسسات الاقتصادية والعالمية..

ويكفي أن العمال المؤقتين لم يتعرضوا للتشريد أو الجوع أو العري -لا قدر اللهكما أن العاملين في قطاع السياحة نالوا ما يمكن أن يقيم أودهم على مدى سنوات وسنوات وبالتالي فإن التوقعات تشير إلى أن الفترة القادمة ستكون أفضل كثيرا عما قبلها..

*** 

لماذا توشكى الآن..؟

حتى سنوات عديدة مضت لم يكن اسم توشكى معروفا لدى الأغلبية العظمى من الناس حتى ظهر إلى حيز الوجود عام 1997 عندما أعلنت الحكومة أن توشكى هي الدلتا الجديدة في مصر وأنها الأمل في إعادة توزيع الخريطة الديموجرافية من جديد حتى لا نظل "محصورين" داخل شريط ضيق بينما لدينا ملايين الأفدنة في أماكن أخرى.

لكن المشكلة أن تحقيق هذا الهدف كان يستلزم أموالا ضخمة وهائلة وبالتالي أسند بعض أجزاء العملية إلى مستثمرين عالميين إلا أنهم للأسف- أيضا لم ينجزوا المطلوب سواء من الحكومة المصرية أو من جانب شركاتهم الكبرى..

*** 

المهم.. بعد أخذ ورد توقف المشروع رغم الأموال الكبيرة التي أنفقت في سبيله..

لكن عندما استشعر الرئيس عبد الفتاح السيسي مراحل إنشاء المشروع وتبين أهميته وكيف أنه قادر بالفعل على الإسهام في حل أزمات عديدة كان القرار بإعادة إحيائه من جديد.

وهذا ما حدث..

لقد سار المشروع هذه المرة وفقا لمبادئ ثابتة وقواعد محددة وواضحة مما أسفر عن إنتاج محاصيل زراعية مهمة على رأسها القمح..

*** 

لقد آثر الرئيس السيسي أن يزورتوشكى ليعطي الإذن ببدء حصاد القمح بالأراضي الزراعية بها وذلك تزامنا مع تفقده صوامع القمح في عدة محافظات خلال موسم الحصاد..

غني عن البيان أن الرئيس السيسي يحرص دائما على اختيار التوقيت المناسب لأي عمل يؤديه بنفس الصورة التي يريدها أن تكون محددة وموضوعية وجميلة.. 

*** 

ولعل الرئيس السيسي أراد أن يبلغ شعبه في مصر.. كذلك شعوب وحكومات العالم أن مصر لديها محصولا من القمح أنتجته سواعد أبنائها وتربة أراضيها الخصبة والمتجددة دائما..

*** 

                   مواجهات 

*لعلنا جميعا متفائلون بأننا سوف نعيش عيدا سعيدا بإذن الله..

عيدا تعمه بهجة الأمن والاستقرار والعيش السهل وتعميق صلة الرحم..

أرجوك.. بادر أنت أولا بأن تقول لأمك وأبيك وجارك وصديقك كل سنة وانت طيب..

تأكد أنها في بعض الأحيان يكون لها مفعول السحر.

*** 

*زمان كان والدي -رحمه اللهيمضي يومين من أيام العيد في رحاب القرية ونحن جميعا معه..

الآن.. القرية بها كل المقومات لكن ينقصها الدفء الحقيقي..!

لماذا..؟!

*** 

*وزمان كانت العائلات تفضل أن يكون عقد القران أو الخطوبة خلال أيام العيد..

الآن.. الفتاة تتفق مع صديقها على عقد الخطوبة في حديقة الأورمان أو داخل مول من المولات.. وللأسف تجد تشجيعا من شقيقتها أو شقيقها وسط غليان دم الأب والأم..!

*** 

*صديقي أو من كان صديقي يتمنى أن أحدد له موعدا حتى يتسنى له تهنئتي بحلول العيد..!

وأنا أسأله:

لماذا الآن.. وقد كنت أبحث عنك طوال رمضان فتدعي أنك غير موجود داخل البلاد حتى عرفت أنك تعمل مدربا في السيرك طوالإجازة العيد وما بعدها بعشرة أيام..!

*** 

*قال لها:

أنت لؤلؤة حياتي..

ردت في غضب:

وأنت مصيبتي في هذه الدنيا..!

*** 

*لا تصدق من يقول لك إنه تعمد أن يكون أول المهنئين بالعيد فهذه عبارة عفا عليها الزمن بعد أن ثبت أن آخر المهنئين قد يكون أبلغ تأثيرا وأشد إخلاصا.

*** 

*أعجبتني هذه الكلمات:

عندما نخاف من إنسان نهرب منه..

وعندما نخاف من الله نقترب منه..

وعندما نطلب حاجة من قريب أو بعيد نذل رؤوسنا لأسفل وعندما نطلب حاجة من الله نرفع رءوسنا للسماء.

سبحانك يا رب ما أكرمك..

*** 

*والآن نأتي إلى حسن الختام..

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أحمد رامي:

ناجِ بدر السماء بالأسرار

واشكه ما تحس من أكدار

غنه حزنك الدفين وسامره

فريدا في غيبة السمار

وتطلع إلى سناء وقد كلل

بالدر هامة الأشجار

ونثا ضوءه على صفحة النيل

فأضحت من فضة في نثار

وسرت نسمة تأرج منها 

عبق من يوانع الأزهار

وسرت وحشة السكون

فلا تسمع إلا هواتف الأطيار

*** 

و..و..وشكرا