مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 08 يونيو 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*لا للمتشائمين وألف لا للكارهين.. والأشرار

*احمدوا ربكم.. أنكم تعيشون في مصر

*ارتفاع سعر النفط.. أشعل الأسعار في العالم كله

*ما تقوم به الحكومة المصرية لمنع الانفلات عجز عنه الكثيرون

*وسط كل تلك الأزمات.. الاحتياطي النقدي وصل إلى35 مليار دولار.. ماذا تريدون إذن؟

*انتبهوا.. الإحباط يولد إحباطا.. 

وتفاءلوا بالخير تجدوه

وارث الطبيعة تنضم إلى أسلحة الحرب ضد البشر

*مشاركة القطاع الخاص في الأصول مازالت تحتاج إلى تفسير..

*الأم التي باعت ابنتها تحتاج إلى دراسة وبحث قبل السجن المشدد

*محمد صلاح.. الفرصة أمامك في مباراة اليوم.. أرجوك "العب" بحماس!

*جولة جديدة للفنانات والفنانين في أدق العلاقات.. عيب

الحياة باتت صعبة بل بالغة الصعوبة والعلاقات بين الناس ازدادت تعقيدا وهذا شيء طبيعي.. فكلما قلت الموارد هرع الجميع لاقتناص ما يمكن اقتناصه.. والأزمات تفاقمت أكثر وأكثر وهي لم تعد أزمات بشرية فحسب.. بل ها هي الطبيعة في بلدان شتى تنضم إلى أسلحة التدمير والنسف وقطف الثمار..!

ولقد تساوى في ظل المشاكل الطاحنة الأثرياء والفقراء والشماليون والجنوبيون فالتداعيات الهائلة والمؤثرة باتت لا تبقي ولا تذر..!

بالأمس كاد البريطانيون يطيحون برئيس وزرائهم لولا جاءته وسيلة إنقاذ من حيث لا يحتسب والسبب أن جميع أفراد الشعب بلا استثناء يشكون من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية وأسعار الدواء وعدم وجود أسرّة في المستشفيات لعلاج المرضى الذين لم يكن أمامهم من سبيل سوى انتظار الموت أمام أبواب الطوارئ فضلا عن ارتفاع أسعار الطاقة والنقل والمواصلات وكل شيء.

نفس الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي وصفت حتى وقت قريب بأنها بلد الوفرة وفرة الطعام والشراب والدولار والصناعة والزراعة وكل شيء.

الآن المظاهرات تجوب الشوارع حيث يطلب المشاركون فيها وجبة غداء أو عشاء ساخنة وطبعا ما من مجيب.

أيضا الأمر لا يختلف في جميع الدول الأوروبية والآسيوية أما الإفريقية فحال شعوبها يدمي القلوب.

*** 

من هنا فالسؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:

وماذا عن بلدنا العزيزة مصر هل تعيش نفس الظروف القاسية..؟

أنا شخصيا لن أخدعك إذا قلت لك هذا أمر بديهي لكني أقرر وأؤكد أن أحوالنا ليست نفس أحوال من يذرفون الدموع صباحا ومساء ومن يمضون أيامهم ولياليهم بحثا عن لقم الخبز المقطعة والخضروات والفواكه النيئة فلا يجدون..

لقد شاء قدرنا أن نغير من أنماط سلوكنا وأن نطور تعاملنا مع الأشياء تطورا لم نعهده من قبل.. على مدى عقود وعقود.

لقد نفذنا اعتبارا من عام 2015 برنامجا للإصلاح الاقتصادي تعاهدنا بيننا وبين بعضنا البعض على تحمل آثاره السلبية وعلى أن نعبر مساراته الضيقة حتى نصل إلى الآفاق الأرحب والأوسع.

والحمد لله أن وفقنا للوصول إلى أفضل الأدوات وأنجعها وأكثرها قدرة على تحويل المستحيل إلى ممكن مدعمة في نفس الوقت بتلاحم جماهيري منقطع النظير وتراحما وتعاطفا مع بعضنا البعض ربما يفوق الخيال.

إذن فنحن نظلم أنفسنا بأنفسنا عندما نقدم صورة قاتمة للحاضر والمستقبل مهما كانت المبررات والأسباب.

ليس عيبا أن نطالب بعضنا البعض بترشيد الاستهلاك وأن نعمل حساب الغد وأن نحافظ على مدخراتنا لكن لا ينبغي أبدا أن نتحدث وكأننا معرضون لكوارث لا نجاة منها.

فلسنا نحن أيها السادة الذين نتعرض إلى كوارث لا نجاة منها بالعكس نحن أصبحنا والحمد لله قوما فاهمين وواعين ومدركين..

وهنا يجب أن نضع في اعتبارنا جميعا أن الإحباط يولد إحباطا وأن من يتفاءل بالخير يجده أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله.

الأهم.. والأهم أن نبتعد بلغة خطابنا عن لغة خطاب الكارهين والمهيجين ومثيري القلاقل وأهل الشر جميعا.

طبعا.. هناك فرق وفرق شاسع بين حسن النوايا والرغبة الصادقة في حماية هذا الوطن من أية أنواء أو أعاصير وبين القلوب السوداء التي جبلت على الحقد والكراهية والتي نحن من أصحابها براء.

*** 

على الجانب المقابل فلا يمكن أن ننكر أن سعر برميل النفط وصل أمس 120 دولارا الأمر الذي ينعكس تلقائيا على كافة أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية وأيضا الخدمات العامة والخاصة وبديهي أن نكون نحن من بين الذين سيتأثرون.. ومع ذلك فنؤكد أن ردود الأفعال بالنسبة لنا ستكون محدودة ومحدودة جدا لأننا قمنا بتحصين أنفسنا بالبرنامج الاقتصادي المشهود والذي أجبر كلامن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير ومعظم المؤسسات الاقتصادية في العالم على الاعتراف بأن مصر وصلت إلى طريق يصعب عنده تبديد أو ضياع ما حققته من إنجازات هائلة.. نعم هائلة وستظل كذلك وحتى يوم الدين.

ولعل ما يزيد ثقتنا بأنفسنا وما يجعلنا نرفض سياسة الجلابيب السوداء أن احتياطنا النقدي بلغ حتى أمس وأمس فقط 35 مليارا و495 مليون دولار وهو مبلغ ليس هينا بل إنه يعكس ثباتا واستقرارا وأمنا وحياة هانئة بإذن الله.

وحتى أنهي الحديث في هذا الموضوع أوجه كلمة إلى أعضاء مجلس النواب أقول لهم فيها.. لا جدال أن من حقكم إثارة القضايا التي ترونها ومن واجبكم تحديد الثغرات والسلبياتوالتداعيات أما الآخرون الذين يمارسون أدوارهم عن طريق التابلتأو مواقع الفيس بوك وتويتروانستجرام وغيرها وغيرها فهؤلاء مطالبون بأن يغيروا بوصلة توجهاتهم ولا أقول اتجاهاتهم.

ولعل الرسالة تكون قد وصلت.

*** 

كعادته معكم في تؤدة وفي علم وفيتواضع وفي "شياكة" الذين يجب أن يكونوا على أفضل وأجمل هيئة هكذا كان د.محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشئون الطبية والوقائية وهو يتحدث أمام المؤتمر الطبي الأفريقي والذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي وتابع وقائعه وأحداثه بكل تفصيل وتدقيق..

في واقع الأمر لم يتحدث د.عوض تاج الدين في الطب فحسب ولا في الأمراض الصدرية دون غيرها بل شمل كلامه السياسة والاقتصاد والاجتماع والبيئة وذلك في ترابط متين وتناغم تتفتح له الآذان في سرور .

وإنصافا للحقيقة وبعيدا عن أي تحيز أو شبهة من شبهات المجاملة فإني أقر وأؤكد على أن هذا هو د.محمدعوض تاج الدين الذي عرفته منذ نحو أربعين عاما هو الرجل الهادئ الودود المتواضع وأضاف إلى كل تلك الصفات الجميلة خلال هذه السنوات .. العلم والدراسة والمران العملي..و..والأستاذية.

ثم..ثم.. فهناك أستاذ آخر تولى إدارة المؤتمر بكفاءة واقتدار هو د.خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والذي أشاد أيضا بالدكتور عوض وبأستاذيته والنجاح المشهود الذي حققه خلال مسيرة حياته.

تهنئة لمصر على تنظيمها هذا المؤتمر الذي وضع نصب اهتمامه صحة أبناء أفريقيا الأعزاء وتحية تقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لا يترك مناسبة إلا ويفتح لها قلبه وعقله ويبعث برسائل صادقة لكي يكونوا دائما في حضن الشقيقة الكبرى مصر . 

*** 

والآن دعونا ننتقل إلى قضية أخرى من قضايا الساعة التي أحذت تفرض نفسها على الساحة منذ أيام وأعني بها مشاركة القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة.

إنني أستشعر وأنا عن بعد بأن وزير قطاع الأعمال حينما يتحدث عن هذه القضية يبدو وكأنه متردد أو لا يتمتع بالصراحة الكاملة أو..أو.. خائف..!!

الناس  حتى الآن لا يعرفون هل الذي سيحدث شيء شبيه بعملية تصفية القطاع العام التي حدثت من قبل وبيع أصوله المتمثلة في أراضيه مرتفعة الثمن وآلات مصانعه وماكيناته وإحالة موظفيه وعماله للمعاش المبكر أم أن هذه المرة الدولة ستحتفظ بالأصول كاملة مكتفية بطرحها في البورصة..؟

لكن يعود السؤال ليقفز للأذهان:

وما الذي سيستفيده بالضبط القطاع الخاص وأيضا ما الذي ستجنيه الدولة؟

أرجوكم.. أرجوكم مزيدا من الشفافية حتى نريح ونستريح.

*** 

وبما أن الحياة ليست كلها سياسة أو اقتصاد أو بيع أو شراء أو..أو.. بل تضم ضمن ما تضم علاقات إنسانية بالغة الحساسية وشديدة التعقيد.

مثلا هذه الأم التي ضبطوها وهي تبيع بنتها في الأسواق هل يحل السجن أزمتها الضارية أم يزيدها تعقيدا؟

نعم.. القانون لابد أن يأخذ مجراه لكن الأهم والأهم التمعن في دراسة الأسباب التي دفعت هذه الأم الفقيرة البائسة إلى أن تسلك هذا السلوك الإجرامي المتجرد من أية مشاعر أو أحاسيس.

مرة أخرى نرفع صوتنا إلى أعلى وأعلى :

أين أنت أيها المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية؟

واضح أنه سيظل في سبات حتى يتمزق المجتمع إربا إربا وهذا ما لا نرضاه بل يجب أن نبادر بمنعه فورا.

*** 

خمسة رياضة..

لماذا كلما جاء محمد صلاح إلى وطنه الأم للانضمام إلى منتخبه القومي يكون عرضة للقيل والقال وأحيانا للانتقادات أو اللوم المباشر وغير المباشر؟

بكل المقاييس صلاح رجل محترم وموهوب ومحب لبلده وناسه وأهل قريته وحارات وشوارع هذه القرية.

لكن لماذا يفقد الحماس أثناء وجوده في الملعب..؟!

هل لأنه يرى أن بقية زملائه لن يمكنوه من استثمار موهبته الاستثمار الأمثل والذي تعود عليه أم أنه يخشى تعرضه للإصابة وعندئذ تكون خسارته كبيرة..؟!

في جميع الأحوال اعقلها وتوكل على الله يا أبا الصلح لاسيما وأنت تعلم جيدا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يدبر الأمر وإليه ترجع الأمور.

بارك الله فيك ووفقك وأعادك إلى بلدك الثاني بريطانيا وأنت مكرم معزز تحوطك رغبة متجددة في الحضور إلى حضن مصر..!

*** 

وخمسة فن..

انتهينا من قصة شيرين عبد الوهابوزوجها أو طليقها حسام حبيب لتقفز إلى السطح الأخت أصالة.. وزوجها الجديد الشاعر العراقي أو الذي ليس بشاعر ومعهما زوجها السابق طارق العريان وخطيبته الجديدة نيكول سابا.

والواضح أن كل طرف من هذه الأطراف يريد أن يبعث للآخر برسالة غير مباشرة رغم ادعائه بغير ذلك ورغم تكرار الأسباب التي أدت للانفصال وأيضا لإقامة العلاقة الجديدة.. 

عموما أنا هنا لا أعيب على هؤلاء ولكني أرجو منكم جميعا وأعاهدكم بأن أكون أولكم ألا نشغل بالنا بهذه التفاهات لأنهم أناس لا تؤرقهم ظروف الحياة بل يرفلون في ثياب المغنى والسهر و..والرقص والطرب.

فماذا يريدون أكثر من ذلك..؟

*** 

و..و..وشكرا