مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 22 يونيو 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*سياسة الخطوط المتصلة 

*كلام نهائي للمعتدين على الأرض الزراعية

*تلاحم مصر مع العرب..

زيارة الأمير محمد بن سلمانالعزيزة

*الليبيون متفائلون.. باجتماعاتهم في القاهرة

*حقا.. لو عظمنا مواردنا.. لحققنا أفضل النتائج!

*بكل تأكيد.. تأجيل مهرجان الجونة لصالح أصحابها في الأساس!!

*برافو محافظة دمياط.. المدينة الآمنة مركز الراحة النفسية والجسدية

*الجرائم العائلية.. زادت عن حدها.. المفروض العكس 

*غير لاعبي كرة القدم.. الله معكم في الجزائر

*أصالة وغرامياتهاواحترام السن!

تحرص مصر في عصرها الجديد على استثمار كل حدث والاستفادة من أي تطور يحدث في المجتمع والاتخاذ من زيارة كبار المسئولين من ملوك وأمراء وشيوخ نقطة انطلاق نحوآفاق جديدة للمستقبل .

وإليك هذا المثل.. 

أصدرت الحكومة أمس تعليمات مشددة وحاسمة ضد المعتدين على الأرض الزراعية.

يعني اعتبارا من اليوم سيتم إزالة كل اعتداء على هذه الأرض سواء أكانت مترا أو ألف متر فقد انتظرت الدولة طويلا لكي يصحح المخطئون أخطاءهم وهناك من استجاب للنصح واقتلع البنايات الشيطانية المخالفة وهناك أيضا من تصور أن المواجهةالعقابية يمكن أن تسقط بمضي المدة.

لكن لا.. وألف لا.. وليس هذا فحسب بل سيتم وقف الدعم التمويني عن المتورطين في مثل تلك الاعتداءات يعني لن يباع رغيف العيش بنفس هذا المبلغ الزهيد الذي يباع به في الأسواق العادية أو المخابز..أو..أو.. .

ومع الرغيف أيضا اللحوم والأسماك وها هي السلطات تقول لنفس هؤلاء المخالفين: لقد أعذر من أنذر.

يعني من يصر على استمرار ارتكاب المخالفات فسوف يسقط من دائرة الاهتمام.

*** 

على الجانب المقابل يتردد حاليا أن أصحاب مدينة الجونة سوف يغلقون أبوابها أمام سكانها وأمام السائحين الأجانب والمواطنين المصريين.

من هنا.. فالسؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

هل من حق أي شخص أو جماعة أو حكومة زائفةالتحكم في دخول وخروج الناس من أي مدينة لم يتضمنها البرنامج الرسمى..؟!

الإجابة البديهية لا طبعا..

لكن نتيجة الصلاحيات وعناصر القوة التي فاز بها أصحاب الجونة فهؤلاء يفعلون وسوف يفعلون ما تجيش به ضمائرهم..!

يعني.. السوق الصغير الذي يعتبر ملاذا للبسطاء والفقراء ومحدودي الدخل إذا تم وقف نشاطه فسوف يتعرض العشرات من أبناء هذا الوطن للجوع.. والعري والتشرد بينما يبقى الأثرياء لممارسة أعمالهم التي تدر لهم عائدا كبيرا وليذهب الآخرون للجحيم.

الأكثر والأكثر أنهم حينما يعلقون فعاليات الجونة لمدة ثلاثة أو أربعة شهور فإنهم موقنون تماما بأن عودتهم الثانية ستجلب لهم فوائد جمة وميزات عديدة.

ببساطة شديدة لا يوجد أحد في هذا الكون يبدي اهتماما أو يبذل جهده من أجل تحسين حياة الآخرين لأن همه الأكبر يركزه على ما يقول هو وما يفعل هو ولا أحد سواه.

*** 

واستنادا إلى نفس النظرة التي تقول إن الأحداث الجسام يربطها خط واحد فأنا أقول إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر وإن كانت ضمن جولة عربية واسعة فإنها تعكس عدة معانٍ عديدة منها ما هو مصري وما هو سعودي وأيضا ما هو خليجي وأوروبي.

واسمحوا لي أن أسرد بشيء من التفصيل الحكاية من أولها إلى آخرها..!

طبعا.. تابعنا وقائع اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر عام 2018 أثناء زيارته لتركيا.. وقتها اشتعلت الدنيا نارا وأعلن المرشح الديمقراطي للولايات المتحدة الأمريكية الذي هو جو بايدن أنه في حالة فوزه سيعمل على عزل السعوديين عن العالم بأسره.

الآن.. لقد انتصر الأمير محمد على جو بايدن الذي نسى أو تناسى تماما تهديداته السابقة.

واليوم يزور الأمير محمد مصر التي تقيم دعائم سياستها على عدم التدخل في شئون الآخرين.. وعلى ألا تلقي التهم جزافا في نفس الوقت الذي تحارب فيه الإرهاب بكل شدة وضراوة.

وبالتالي عندما يجيء الأمير محمد بن سلمان فإنه يهبط مصر عزيزا مكرما مستندا إلى جسور متينة من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية..

حقا.. بوركتِ يا مصر وعشتِ وطنا عزيزا غاليا ينال احترام الغرب والشرق سواء بسواء.

ثم..ثم.. فإن مثل هذه اللقاءات المشتركة والزيارات المتبادلة إنما تؤكد أنه كلما ازداد تلاحم العرب كلما لقوا احترام وتقدير الجميع بلا أدنى نقاش.

فالغاية عندما تتحدد تفصيلاتها مقدما تأتي النتائج فاعلة وقوية ومتينة.. 

*** 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الاجتماعات المصيرية بين الفصائل الليبية والتي دارت فوق أرض القاهرة تنبئ بأن الحل بات قريبا ولم يعد مستعصيا تماما عن ذي قبل.

ولعل هذا يعود إلى أن أعضاء هذه الفصائل تعهدوا فيما بينهم وبين بعضهم البعض وأيضا أمام المسئولين الكبار في مصر باستبعاد الميليشيات العسكرية ومصادرة أسلحتها و..و.. وأيضا التصدي بكل قوة لأي محاولات لإعادة استقدام هذه الميليشيات مستقبلا.

تصوروا لو حدث مثل ذلك السيناريو لأمكن القول إن ليبيا سوف تضع أقدامها على طريق الصواب الصحيح الذي نتمنى أن يتم تمهيده بالسرعة الواجبة.

ودعونا نرقب وننتظر.

*** 

ثم..ثم.. فإن كل تلك الإيجابيات لا تمنع من وقوع سلبيات بعينها وهذا شيء طبيعي لأن الخير والشر متلازمان منذ نشأة الخليقة حتى تقوم الساعة لكن ما يحز في النفس أن أصابع الشر أخذت في الآونة الأخيرة اتجاها غريبا وشاذا وغير مسبوق فوق تلك الأرض الطيبة.

يكفي على سبيل المثال تفاقم الجرائم العائلية كأن يقتل الزوج زوجته أو العكس.. أو يخنق الابن أمه أو أباه.. وكانت آخر تلك الجرائم هذه العلاقة الإنسانية التي تسللت إلى قلبي طالب بالجامعة وطالبة بنفس الجامعة وفجأة غضب القلب العليل مما نتج عنه أن قام الشاب بذبح زميلته في نفس الكلية.

الأسئلة: إلى متى تستمر تلك الظاهرة المشينة؟

أين الآباء والأمهات؟

أين مراكز الشباب؟

أين الجامعة نفسها سواء أكانت في المنصورة أو غيرها من المحافظات؟

كلها أسئلة تستدعي إجابات حاسمة ومنطقية لكني متوقع ألا ينطق أحد في أي جهة من الجهات.

في نفس الوقت لقد قفز شاب من فوق برج القاهرة ليلقى حتفه في الحال وتصادف أن قفزت سيدة في العشرينات من عمرها من الدور السادس الذي تقع فيه غرفة نومها داخل شقة الزوجية.

إنني أرى أن هناك جوانب مشتركة في الحادثتين حيث إن القافز من فوق البرج مصاب بإحباط شأنه شأن نظيرته التي اضطرت للقفز من غرفة نومها وإن اختلفت مظاهر الإحباط وتنوعت أشكاله وأسبابه.

أيضا لم يعد الحب سهلا في ظل الظروف المعقدة المتشابكة عكس أيام زمان.

كذلك كان الأب والأم متفرغين لتربية أبنائهما وبناتهما لكنهما الآن يعجزان عن أي متابعة لأسباب عديدة اقتصادية واجتماعية وشخصية.

وكل سبب من هذه الأسباب يحتاج إلى عشرات الصفحات لنشره ومهما كان الأمر فسوف يأتي يوم نقوم فيه بتلك المهمة الصعبة.

*** 

ونظرة للمستقبل الذي نرجو أن يكون مضيئا آمنا وادعا.

لقد أصاب الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أعلن بالأمس أن مصر حريصة على تعظيم مواردها من أجل مصالح الجيل الحالي والأجيال القادمة.

نعم وألف نعم فباطن أرض البلاد يضم أغلى الثروات لكنها حتى الآن غير مكتشفة بالمعنىالصحيح لذا عندما تحدث الاكتشافات المأمولة فإن هذه الكنوز سوف ينال الجيل الحالي نصيبه منها بالشرع والقانون والعرف وبعده الأجيال القادمة.

هنا يستشعر المصريون أنهم انتقلوا من حياة إلى حياة ما أحلاها وما أروعها بالنسبة لهم جميعا

وأخيرا وقفة عند مدينة دمياط التي تشهد هي الأخرى ثورة تغيير شأنها شأن جميع محافظات مصر.

المحافظة النشطة د.منال عوض قامت مؤخرا بعرض فيلم تسجيلي عن المدينة الآمنة في عزبة البرج التي تقع ضمن حدود المحافظة.

د.منال عوض تؤكد أنها توفر للفتاة والمرأة مناخا آمنا بعيدا عن العنف والتوتر.

وبكل المقاييس المصريون يتفقون جميعا مع د. منال عوض على هذه الحقائق وعلى ضرورة تحقيقها فما أحلى أن تعيش المرأة داخل مراكز للراحة النفسية والجسدية.

عندئذ ستختفي تلقائيا جرائم الأسرة وتجاوزات المحارم واختفاء النصابين والدجالين والمشعوذين!

*** 

والآن خمسة رياضة..

التي نبدأها هي الأخرى بسؤال بديهي وتقليدي:

لماذا لم تستطع اللعبات الفردية والجماعيةبخلاف كرة القدم أن تحقق الشعبية الواجبة أو أن تشد اهتمام الشباب وميولهم؟

أقول ذلك بمناسبة اشتراك مصر بمجموعة من خيرة شبابها في دورة ألعاب البحر المتوسط التي تبدأ بعد غدٍ في الجزائر.

ودعوني أتولى الإجابة..

لأن هذه اللعبات مجهولة بالنسبة للغالبية العظمى كما أنها لا تلقى التشجيع الواجب.

وأيضا لم نسمع يوما عن أي لاعب في التايكوندو أو كرة السلة أو الريشة الطائرة يتقاضى خمسة أو ستة ملايين كل شهر.

الحياة يا أصدقائي أصبح تقييمها يتم بالأخضر وبالأحمر أما "الأبيض" فلا أحد يهتم به على مستوى العالم بأسره.

*** 

أما الخمسة فن..

فإنني أكتفي بتوجيه كلمة عتاب للمطربة السورية أصالة والتي صرحت مؤخرا بأن غرامهاهو الشيء الوحيد الذي يشغل بالها.

يا سلام على المرأة.. وعلى القدرة على تخطي الحواجز والأسلاك الشائكة.

يا أخت أصالة ألا تدركين أنك بلغت من العمر يوم 15 مايو الماضي 53 عاما.. هذا إذا لم يكن هناك تغيير عمدي في شهادة ميلادك..

بس خلاص.

*** 

و..و..وشكرا